بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
عبد الحميد رميته , الجزائر
211- التفرج على الجنس حرام ! :
1- التفرج على الجنس الحرام , حرام على الرجال والنساء , سواء كانوا متزوجين أم غير متزوجين , وسواء تم التفرج على الحقيقة والواقع أو على صورة فقط , وسواء تم التفرج على صورة ملونة أو بيضاء وسوداء فقط , وسواء تم التفرج بنية حسنة أو سيئة.
2- التفرج على الجنس الحرام – فيما بين المتزوجين - حرام سواء أّذِنَ في ذلك الطرفُ الآخر أم لم يأذن بذلك .
3- قد نجد للشخص بعضَ العذر ( حتى ولو كان آثما 100 % من الناحية الشرعية ) إن تفرج على الجنس الحرام مرة أو مرتين أو ثلاثة أو ... خلال مدة قصيرة أو في فترات متباعدة بسبب أن نفسه وشهواته وأهوائه غلبته ثم تاب إلى الله وأناب . قلتُ : قد نجد لهذا الشخص بعضَ العذر , ولكننا لا نجد أبدا ولو عشر عذر ولو 1/100 من العذر لمن يتفرج باستمرار على الجنس الحرام وبدون أي تأنيب للضمير بحيث يصبح الشخص مدمنا على هذا التفرج , لا نجد له أبدا أي جزء من العذر سواء تفرج في كل يوم مرة أو في كل أسبوع مرة أو في كل شهر مرة أو ...
إنني أعتبر أن هذا الشخص الأخير مريض نفسيا وبكل المقاييس , سواء كان متزوجا أم أعزبا . هو مريضٌ ولكنه مكلفٌ ومسئول تمام المسؤولية أمام الله تعالى .
4- من سيئات تفرج الرجل على الجنس الحرام : الإثم عند الله , قسوة القلب , البعد عن الله , تأنيب الضمير الدائم مما ينغص عليه من لذة التفرج , ضياع الوقت الثمين , الخوف الدائم من اطلاع الغير عليه , تطلعه الدائم إلى نساء أخريات غير الزوجة والزهد في الزوجة إن الرجل كان متزوجا , الوقوع في الاستمناء الحرام , طلب وطء الزوجة في الدبر بطريقة محرمة بلا خلاف , الميل إلى العزلة والانطواء عن الناس , و ...
5- يخطئ الرجل خطأ فاحشا حين يتفرج على الجنس الحرام ثم يطلب من زوجته أن تكون في مثل جمال من يتفرج عليها لجملة أسباب منها : أن الدين هو الأساس قبل الجمال , ومنها أن التي يتفرج عليها ليست زوجة في العادة وربة بيت وأم أولاد وإنما هي بغي وعاهرة وساقطة سخرت نفسها وحياتها للجنس من أجل المال , ومنها أن الصور والألوان تكذبُ على الرجل وتُـصور له المرأةَ على صورة أحسن بكثير من صورتها الحقيقية , ومنها أن الزوجة مهماتها الدينية والدنيوية كثيرة جدا منها إمتاع الرجل والاستماع به وأما من يجعل لها مهمة واحدة هي فقط الإمتاع في الفراش فليعلم أنه حيوان تزوج بحيوانة والعياذ بالله تعالى , ومنها أن الرجل مؤمن يجب أن يكون قدوته مؤمنا طائعا لا كافرا ولا عاصيا كما أن الزوجة مسلمة يجب أن تكون أسوتها مسلمة طائعة لا كافرة ولا فاسقة .
6- تفرج الأولاد المراهقين ( من حوالي 15 سنة إلى 25 سنة ) على الجنس الحرام مُدمر جدا لهم بدنيا وأدبيا وأخلاقيا ونفسيا وروحيا و... ومنه يجب أن ينتبه الوالدان لذلك , بحيث عليهما تربية الأولاد على الخوف من الله ثم عليهما إبعادهما لأولادهما عن كل المثيرات الجنسية إن أرادا للأولاد خير الدنيا والآخرة .
7- لا يجوز أبدا للرجل أن يمنع أولاده من التفرج على الجنس الحرام ثم يسمح هو لنفسه بذلك . هذا غير مقبول عرفا وعادة , وهو مرفوض شرعا دينا , كما أنه غير مستساغ عقلا ومنطقا و ...
8- من الصعب جدا أن يتفرج رجل على الجنس الحرام ثم يبقى يؤدي واجباته الدينية من صلاة أو صيام كما يحب الله ورسوله , بل من الصعب جدا أن يبقى – مع هذا التفرج الحرام - مؤديا بطريقة مقبولة حتى لواجباته الدنيوية .
9- هناك أشياء خلقنا الله فطرة ونحن نحب أن نفعلها في وجود الغير مثل التفرج على منافسة رياضية أو على فيلم أو مسلسل أو شريط علمي أو ... كما أن هناك أشياء خلقنا فطرة ونحن نحب أن نفعلها مع الغير وكذلك بيننا وبين أنفسنا فقط مثل الأكل والشرب أو ... ولكن هناك أمر معين , الله خلقنا فطرة – حتى ولو كان بعضنا كفارا - ميالين إلى أن لا نمارسه إلا بعيدا وبعيدا وبعيدا عن بقية البشر بل حتى عن الحيوانات مثل ممارسة الجنس مع المرأة . ومنه فإنه لا يميل إلى ممارسة الجنس أو حتى التفرج عليه أمام ملأ من الناس إلا من انحرف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليه وأصبح حيوانا أو أضل من الحيوان والعياذ بالله تعالى .
10-ما ترك الله فتنة أشد على الرجال من النساء كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنه فيجب أن يكون كل رجل على حذر ثم على حذر ثم على حذر من فتنة المرأة والنساء , سواء في تعامله مع نفسه أو في تربيته لأولاده أو في دعوته لغيره من الرجال .
والله وحده أعلم بالصواب .
212- للمكلف بالإشراف على قسم من أقسام منتدى إسلامي :
أخي الحبيب أعانك الله على هذه المهمة النبيلة التي يلزمك من أجل النجاح فيها الكثير الكثير من الجهد والوقت وسعة الصدر وطول البال , وكذا من الصدق والإخلاص لله .1-حاول أن تتدخل في النقاش حين ترى أن تدخلك يفيد أكثر مما يضر .2- أعرض عن التدخل حين ترى بأن سيئات التدخل أكثر من حسناته . 3-حاول أن تقابل السيئة بالحسنة ما استطعتَ .4- حاول أن تنتصر للحق أو على الأقل لما تراه أنتَ حقا , وتجنب الانتصار لنفسك ما استطعتَ .5- فرق بين الأصول التي لا خلاف فيها والتي يجب التعصب فيها , والمسائل الخلافية التي لا يجوز التعصب فيها بل المطلوب فيها سعة الصدر .6-كن مع إخوانك أخا وأبا مهما كان سِنُّك أنتَ وسن كل واحد منهم , ثم كن مع إخوانك كالشجر يرميه الناس بالحجر وهو يرميهم بالثمر .7- أُطلبْ من الإخوة باستمرار تجنب سب العلماء والدعاة , وكذا تجريح أشخاص أعضاء المنتدى . أفهِـمهم أن المطلوبَ مناقشةُ الأفكار لا الطعن في أشخاص العلماء أو الدعاة أو في أي عضو من أعضاء المنتدى .وفقك الله لكل خير آمين .
213- عن الخروج على الحاكم المسلم :
هذه مسألة من المسائل التي يوجد فيها خلاف كبير بين علماء الإسلام قديما وحديثا , وفيها :1- الفرق بين الدولة الإسلامية العادلة , والدولة الإسلامية الظالمة , والدولة الكافرة .2- الفرق بين الدولة التي يحكمها حاكم يعترف بالحكم الإسلامي ولكنه لا يطبقه , وحاكم آخر لا يعترف بالحكم الإسلامي أصلا .3- الفرق بين حاكم يطبق الإسلام على نفسه بما في ذلك الصلاة , وحاكم آخر يرفض تطبيق الإسلام على نفسه , وحتى الصلاة هو لا يصليها أصلا .والحسين بن علي رضي الله عنه خرج على الحاكم المسلم الظالم , ولا أحد في الدنيا يجرؤ على أن يتهم الحسين ( سيد شباب أهل الجنة ) بأنه جاهل للإسلام أو أنه متعد لحدود الله أو أنه خارجي ولو صلى وصام !!!.وهكذا ... ويترتب عن هذه الخلافات :1- هناك حالات يحرم فيها الخروج على الحاكم .2- وحالات الأفضل فيها عدم الخروج على الحاكم , وحالات أخرى الأفضل فيها الخروج ولكن بشروط .3- وحالات يجب فيها الخروج على الحاكم ولكن بشروط .وهكذا ... فالمسألة إذن فيها تفصيل كبير يمكن أن يجده الواحد منا منشورا في كتب السياسة الشرعية لعلماء قدامى أو معاصرين . والله أعلم بالصواب .
214- العبادات غير معقولة المعنى :
نقرأ في الكثير من الأحيان بأننا نقول " الحمد لله " بعد العطاس بسبب كذا ... ونفعل كذا للعلة كذا ونقول كذا للحكمة كذا ... وهكذا ... وتعليقا على ذلك أقول بأننا نقول بعد العطاس " الحمد لله " لأن الإسلام أمرنا ( استحبابا ) بذلك . ومنه فنحن نفعل ذلك سواء علمنا الحكمة أم لم نعلمها . وحتى إذا علمنا حكمة من الحكم , فالأفضل أن لا نجزم بأنها حكمة إلا إن وردت في كتاب أو سنة صحيحة . وأما إن ذكرها عالم من العلماء المسلمين فالأفضل أن نقول " نظن " ولا نجزم بأنها حكمة بالفعل .وهذا الذي قلته ينطبق على كل العبادات بشكل عام , لأن الأصل في العبادات ( على خلاف المعاملات ) أنها غير معقولة المعنى , ومنه فنحن نفعلها ونلـتزم بها لأن الله أو رسول الله طلب منا ذلك , سواء عرفنا الحكمة
( أو الحكم ) أم لم نعرفها . نحن نلتزم بالفعل لأننا قوم من صفاتنا الأساسية أننا نؤمن بالغيب " الم . ذلك الكتاب لا ريب . فيه هدى للمتقين . الذين يومنون بالغيب و ..."…والله أعلم بالصواب .
( أو الحكم ) أم لم نعرفها . نحن نلتزم بالفعل لأننا قوم من صفاتنا الأساسية أننا نؤمن بالغيب " الم . ذلك الكتاب لا ريب . فيه هدى للمتقين . الذين يومنون بالغيب و ..."…والله أعلم بالصواب .
215- الاعتراف بالحق في الخطأ :
مهم جدا أن يكون لكل واحد منا حد أدنى في تعامله مع الناس , من حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم " الدين المعاملة " .
ومن هذا الحد الأدنى " الاعتراف للآخر بالحق في الخطأ " , وكذا " يجب على الآخر أن يعترف لنا بحقنا في الخطأ " , وذلك بطبيعة الحال ما دامت الأصول محفوظة ومراعاة ومصونة .وطبعا واضح جدا أن هذا الحق في الخطأ مكفول للعلماء في المسائل الدينية الاجتهادية الفرعية الثانوية التي ليس عليها دليل أو التي لها دليل ظني لا قطعي , وكذا هذا الحق مكفول لعامة الناس المقلدين أمثالي وأمثالك أخي القارئ الكريم في مسائل الدنيا التي لا صلة لها بالدين وبالإسلام .والله أعلم .
ومن هذا الحد الأدنى " الاعتراف للآخر بالحق في الخطأ " , وكذا " يجب على الآخر أن يعترف لنا بحقنا في الخطأ " , وذلك بطبيعة الحال ما دامت الأصول محفوظة ومراعاة ومصونة .وطبعا واضح جدا أن هذا الحق في الخطأ مكفول للعلماء في المسائل الدينية الاجتهادية الفرعية الثانوية التي ليس عليها دليل أو التي لها دليل ظني لا قطعي , وكذا هذا الحق مكفول لعامة الناس المقلدين أمثالي وأمثالك أخي القارئ الكريم في مسائل الدنيا التي لا صلة لها بالدين وبالإسلام .والله أعلم .
216- التصوف والحزبية والديموقراطية :
هي مسائل فيها كثير من الكلام لعلماء الإسلام :1- أما التصوف فمنه حسن ومنه سيء , والمتصوفة منهم صالحون وعباد وأتقياء وأنقياء ومجاهدون وعلماء ودعاة , ومنهم فساق وفجار ومبتدعة وكفار ومرتدين ... والعبرة إذن بالمسمى لا بالإسم . 2-وكذلك فإن الديموقراطية إذا كان معناها الشورى والأخذ برأي الأغلبية في ما يجوز في ديننا , وبناء قوانين البلاد على تحكيم شرع الله لا على اللائكية والعلمانية واستبعاد الدين , فإن الديموقراطية تصبح مقبولة ومستساغة , وأما إذا كان معناها التشاور في مسائل محرمة في ديننا بلا خلاف , وبناء النظام الإسلامي على اللائكية والعلمانية واستبعاد الدين عن الحكم , فإنها تصبح ديموقراطية مرفوضة وتصبح كفرا بواحا . والعبرة كما قلت بالمسمى لا بالإسم . 3-وأما الحزبية فلو منعها علماء مسلمون , فإن علماء مسلمين كثيرين ( خاصة من المعاصرين ) أجازوها وأباحوها - بشروط معينة - , بل يمكن أن تكون الحزبية أحيانا مستحبة أو واجبة , لا مجرد مباحة وجائزة فقط .والله أعلم . أصلح الله أحوال المسلمين ووفقنا الله جميعا لما فيه الخير , آمين .
217- قصة وتعليقان :
هذه قصة يحكيها الدكتور زغلول النجار . يقول الدكتور [ في إحدى السنوات التقيتُ في الحج بشاب إسباني مسلم , كان يؤدي فريضة الحج ومعه ابنه الصغير , وهو حافظ للقرآن . سألته عن قصة إسلامه ، فقال
" الموسيقى هي سبب إسلامي! " , فظننت أنه يمزح , فقلت له متعجباً " هل هذا صحيح ؟ وكيف ذلك ؟". فأجاب الشاب بكل جدية " نعم صحيح , فأنا كنت أدرس الموسيقى وأردت أن أعرف ما هو أصل الموسيقى الكلاسيكية ؟ , فقيل لي ( بيتهوفن وغيره من مشاهير الموسيقى الغربيين ) , ولكني لم أقتنع , واستمررت في البحث حتى وصلت إلى معرفة أن أصل هذه الموسيقى هو ( الموشحات الأندلسية ) , وبدأت بدراستها وقراءتها , وكان أغلبها يتضمن معنى توحيد الله ووصف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وأخلاقه التي كانت عظيمة حتى مع أعدائه , فأحببته . وحينها طلبتُ من والدي أن أنـتـقلَ خارج مسكن العائلة لأتفرغ للدراسة . وبالصدفة وجدتُ سكناً في حي للمسلمين واستقبلوني بالترحاب والمعاملة الطيبة وسمعتُ منهم القرآن أثناء صلاتهم فطربتُ له كما لم أطرب لغيره من قبل ولم أجد فيه خللاً موسيقياً أبداً. ودعيتُ لمؤتمر عن الموشحات الأندلسية في دولة المغرب ، وذهب من معي من المسلمين للصلاة وكنتُ بجانب المسجد أستمع لصوت الإمام وهو يقرأ القرآن الذي اخترق قلبي ووجدتُ نفسي أبكي بشدة , لدرجة أنه لما خرج رفاقي من الصلاة ظنوا أنه ربما وصلني خبر عن وفاة واحد من أهلي ، فقلت لهم ( لا , وأنا لا أعرف لماذا أبكي! ) . ولما رجعتُ إلى غرناطة أعلنتُ إسلامي . ودعاني السفير السعودي في مدريد لأداء فريضة الحج . وهناك في المملكة أخذني لمقابلة الملك خالد الذي سألني عن أمنيتي , فقلت له : أن أتعلم الإسلام هنا في بلدكم لأعلِّـمه لأهل بلدي . وفعلاً عشتُ في المملكة لمدة تسع سنوات درستُ فيها حتى حصلتُ على ماجستير دراسات إسلامية وكذلك زوجتي ، ثم رجعت إلى إسبانيا وأنشأتُ مدرسة إسلامية فيها 1200 طفل " .
ويكملُ زغلول النجار حديثه فيقول " لقد قابلته بعد سنوات , ووجدته داعية إسلامياً , وكبـُـر ابنه وأصبح يُـعلٍّـم في المدرسة معه " ] .
ولأن أخا كريما علق على القصة بما يلي " هل نصدق هذه القصة ؟! . إن قراءة كتاب الله بتدبر والاستماع له بإنصات نعمة عظيمة ومتعة أكبر من أي أنغام , وفضل كلام الله على غيره كفضل الله على خلقه ، فلا تحرموا أنفسكم من القرآن كل يوم . ولا يجتمع في القلب حب كلام الله مع حب الموسيقى والغناء ".
فأنا أعلق على تعليق الأخ الفاضل بتعليق آخر :
1- لاشك عند أي مؤمن ومسلم بأن الفرق بين القرآن والموسيقى كالفرق بين السماء والأرض , ولله المثل الأعلى . ولا يجوز أبدا أن نقارن بـيـن القرآن والموسيقى .
2- ولا ريب كذلك في أن الاستماع إلى القرآن أو تلاوته أو حفظه أو ... نعمة عظيمة جدا وجليلة جدا لا يعرف قيمتها إلا من استمتع بها وذاق حلاوتها , كما أنها عبادة من أعظم العبادات , وهي كذلك وسيلة من أكبر وسائل زيادة الأجر وتقوية الإيمان وزيادة البركة في المال والأهل والولد .
3- ومع ذلك فإن سماع الموسيقى الهادئة المصاحبة لكلام نظيف ( عند من أخذ بحلها وجوازها لا عند من أخذ بحرمة ذلك وعدم جوازه ) هي نعمة كذلك , وهي وسيلة ترفيه طيبة بشرط أن لا يكثر منها الشخص , وبشرط أن لا تشغله عن واجب , وبشرط أن لا تكون مرتبطة بأي نوع من أنواع الحرام . ومنه فإن اجتماع الاستماع للقرآن وسماع الموسيقى عند نفس الشخص أمر ممكن جدا بدون أي تناقض ولا تضاد ولا تعاكس .
4- فرق بين " هل يمكن ؟ " , " وهل يُـقبل أو يستساغ ؟ ".
من حيث الإمكان : الشخص حكى قصته ونقلها عنه الدكتور الفاضل زغلول النجار , ولا معنى لتكذيبه فيما حكى أو قص . إذن من حيث الإمكان : هذه القصة ممكنة وقد وقعت بالفعل .
أما " هل يقبل أن يُـسلِم شخصٌ بسبب السماع إلى الموسيقى , هل يقبل هذا ويستساغ أم لا ؟ " , فهذا أمر آخر يمكن أن يختلف فيه الناسُ . أما أنا فإنني أقبل هذا الأمر ( إسلام شخص بسبب الاستماع إلى الموسيقى ) وأستسيغه وأعتبره أمرا عاديا لسبب واحد , وهو أن مسألة سماع الموسيقى ( الهادئة والمصاحبة لكلام نظيف ) هي عندي وفي رأيي مسألة خلافية بين علماء الإسلام قديما وحديثا , بغض النظر عن القول الراجح والمرجوح . ومع ذلك فإن الذي لا يستسيغ إسلامَ شخص بسبب السماع إلى الموسيقى ( على اعتبار أنه يأخذ بقول من قال بحرمة السماع لكل موسيقى ) , فأنا أحترم رأيه كل الاحترام وأضعه على رأسي وعيني . والله أعلى وأعلم .
218- يمكن أن تكون الحجامة أخت الشعوذة :
الحجامة – شرعا - هي إخراج الدم بعد الشرط بالمحجم من أي مكان على البدن . هذا تمييزا للحجامة عن الفصد , والذي يتم على أوردة معينة يعرفها العاملون بهذا المجال .
والحجامة – علميا - عبارة عن شفط جزء من طبقة الجلد بمواضع مختلفة ما بين ظهر , بطن , رأس وقدم وذلك بتوليد ضغط سلبي يؤدى لتجمع الدماء في الشعيرات الدموية بمكان تطبيق الحجامة , ثم يعاد الشفط على نفس الموضع بعد تشريطه لسحب هذه الدماء المحتقنة بما تحتويه من مسببات مرضية ومسببات للألم .
والحجامة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم كوسيلة نافعة , وعوضا عن رفضها أو الاعتراض عليها جملة وتفصيلا كما يريد بعض الناس وبعض الأطباء وبعض المسئولين و ... يفترض أن توضع ضوابط لها وأن لا يسمح بممارستها إلا للمتخصصين , وذلك لأن الحجامة كان لها الدور الأكبر بعد الله في الشفاء من الكثير من الأمراض إلى جانب فوائدها الجمة وإلى جانب كونها مشروعة .
والحجامة سنة مؤكدة عن المصطفى وطريقة علاجية أثبتت فائدتها العظيمة.ومن الأدلة الشرعية للعلاج بالحجامة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ) . أخرجه البخاري . كما قال : ( إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار توافق داء وما أحب أن أكتوي ). أخرجه البخاري ومسلم . وروى الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله " ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد مر أمتك بالحجامة " . وقال ( نعم الدواء الحجامة ، تذهب الدم وتجلو البصر وتخف الصلب " أخرجه الحاكم والترمذي , وقال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى " وليس طبَّه صلى الله عليه وسلم كطبِّ الأطباء ".
وذهب جمهور الفقهاء ( الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في قول ) إلى جواز اتخاذ الحجامة حرفة وأخذ الأجرة عنها ، واستدلوا بما روى ابن عباس قال " احتجم النبي صلى الله عليه وسلم , وأعطى الحجام أجره " أخرجه البخاري , وذلك بشرط أن يكون الحاجم حاذقا قد بلغ مستوى في حذق صناعته يمكنه من مباشرتها بنجاح , وألا يتجاوز ما ينبغي أن يفعل في مثلها .
والكثير من الناس ينتقدون الحجامة :
· وهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه .
· أو وهم يريدون أن ينتقدوا الإسلام والمسلمين – من خلال الحجامة – ولو بطريقة غير مباشرة . ومع ذلك فأنا أضيف إلى كل ما قلتُ : يمكن أن تكون الحجامة أخت الشعوذة عندما يمارسها من لا يتقنها , ومن لا يعرف لمن تصلح ولمن لا تصلح , ومن يكذب على الناس فيزعم أنهم مصابون بكذا وكذا من الأمراض وأن الحجامة هي الحل الوحيد لهم , ومن يكذب على الناس فيلصق بهم كل الأمراض من أجل اختلاس أموالهم , ومن يزعم للناس بأن الحجامة هي العلاج لكل الأمراض العضوية والنفسية والعصبية , بل يقول لهم كذبا وزورا وبهتانا بأنها هي الحل حتى لمشاكل لها صلة وثيقة بالقضاء والقدر مثل الشغل والدراسة والتجارة والزواج والحظ و...الخ.......والله تعالى وحده أعلم . وفقنا الله وإياكم جميعا لكل خير , آمين .
219 – الدخول للمنتدى بالذكر وبالصلاة على النبي محمد :
لا شك أن الدخول إلى المنتدى أو إلى أي مكان آخر بذكر معين أو دعاء معين أو بالصلاة على رسول على اعتبار أن ذلك سنة من سنن رسول الله , لا شك أن ذلك يعتبر بدعة لأنه زيادة في الدين , لأن رسول الله ما كان - في الحقيقة والواقع - يفعل ذلك . ولكن الذي يذكر الله أو يصلي على رسول الله أو ... عند الدخول إلى المنتدى أو غير ذلك , إذا فعل ذلك على اعتبار أنه يريد أن يتذكر الله ويزيد أجره عند الله - لا على اعتبار أن ذلك سنة - فإن فعله هذا سيصبح حلالا وجائزا ولا حرج فيه بإذن الله .ومن أمثلة ذلك الاحتفال بالمولد النبوي بالدروس والمحاضرات والندوات والأناشيد والحفلات النظيفة و ... إذا تم على اعتبار أن رسول الله احتفل بمولده فإن ذلك يعتبر بدعة مكروهة أو حراما , وأما إن تم ذلك على اعتبار أنه فقط استغلال لفرصة ذكرى المولد من أجل تذكير النفس والناس بسنة رسول الله وسيرته , فإن الإحتفال يصبح عندئذ جائزا وحلالا ولا غبار عليه على الأقل عند بعض العلماء .
ومنه فإنني أرى بأن الجمع بين أقوال العلماء يتم في رأيي كالآتي :* من لا يصلي على رسول الله عند الدخول للمنتدى على اعتبار أن ذلك بدعة , له ذلك ولا لوم ولا عتاب له . * * ولكن من التزم بالذكر والصلاة على رسول الله كلما دخل للمنتدى أو خرج منه , فإننا نقول له
" لك ذلك وأنت مأجور على ذلك بإذن الله , ولكن احرص على لا تداوم على ذلك بل اترك الأمر عفويا , بحيث تفعل ذلك مرات وتترك ذلك في بعض الأحيان , حتى لا يصبح فعلك كأنه سنة وهو في حقيقة الأمر ليس بسنة لا من قريب ولا من بعيد " .والله ورسوله أعلم.
ومنه فإنني أرى بأن الجمع بين أقوال العلماء يتم في رأيي كالآتي :* من لا يصلي على رسول الله عند الدخول للمنتدى على اعتبار أن ذلك بدعة , له ذلك ولا لوم ولا عتاب له . * * ولكن من التزم بالذكر والصلاة على رسول الله كلما دخل للمنتدى أو خرج منه , فإننا نقول له
" لك ذلك وأنت مأجور على ذلك بإذن الله , ولكن احرص على لا تداوم على ذلك بل اترك الأمر عفويا , بحيث تفعل ذلك مرات وتترك ذلك في بعض الأحيان , حتى لا يصبح فعلك كأنه سنة وهو في حقيقة الأمر ليس بسنة لا من قريب ولا من بعيد " .والله ورسوله أعلم.
220 - الدعاء بعد كل صلاة :
الأفضل أن يلتزم به المسلم مرات ويتركه أحيانا حتى لا يصبح الفعل بدعة ( عند بعض العلماء ) , وحتى يخرج المسلم من الخلاف الواقع بين من قال من العلماء بأن الدعاء بعد كل صلاة سنة ومن قال بأنه بدعة.وهذا هو ما قاله الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق