الاثنين، 16 يونيو 2008

خواطر ( من 66 إلى 70 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

66 – كلُّ هذا التفرج حرامٌ :
تفرج الرجل على عورة المرأة الأجنبية حرام ثم حرام ثم حرام , عند كل علماء المسلمين بلا استثناء , سواء منهم القدامى أو المعاصرين , وسواء منهم المتشددين أو المتساهلين . وهذا التفرج من الرجل حرام في كل الأحوال الآتية :
1- سواء كانت المرأة أمامك حقيقة أو كانت معروضة عليك من خلال صورة ساكنة أو صورة متحركة أو من خلال فيلم أو مسلسل أو...
2- سواء كانت الصورة الظاهرة أمامك ملونة أو كانت بالأسود والأبيض فقط .
3-سواء كنتَ أيها الرجلُ – أثناء التفرجِ - مع الغيرِ أو كنتَ وحدك في غابة من الغابات فقط مع" ما وكلي".
4- سواء كنتَ وحدكَ – أثناء التفرجِ - أو كنتَ مع زوجتكَ أو كنتَ مع أيّ كان من البشرِ.
5- سواء كانتْ نيتك من وراء التفرج حسنة أو كانت نيتك سيئة .
كلُّ ذلك حرامٌ . ومن الأفضلِ لكَ شرعا أيها الرجلُ المتلبسُ بهذا الذنبِ أو المدمنُ عليه – إن غلبتك نفسُكَ- أن تتفرجَ وتقول " أنا أسألُ اللهَ أن يُغَـلبني في يوم من الأيام على نفسي وعلى الشيطان" . إن هذا أحسنُ لكَ من أن تقول " ليسَ في التفرجِ شيءٌ من الناحيةِ الشرعية "!, لأنك بذلك ترتكبُ ذنبين : الأولَ أنك تتفرجُ على الحرام , والثاني أنك تبيحُ ما حرم اللهُ .
نسأل الله أن يعافـيَـنا , وأن يرزقنا الصوابَ والإخلاصَ وحسنَ الخاتمة , وأن يُثبتنا بالقولِ الثابت في الحياةِ الدنيا وفي الآخرةِ آمين .

67 - كثرة وقوع العين على الشخص تُسهِّل أمرَه وتهَوِّنُه :
فإذا كان لدينا مثلا هنا في ميلة شيخ مثل " مبارك الميلي" رحمه الله – وهو مَن هو في العلم والتقوى والإيمان والجهاد في سبيل الله - يُدرِّس للناس ويعلمهم شعائر دينهم , يمكن جدا أن تجد الناسَ في مدينة " ميلة " زاهدين إلى حد ما في دروسه ومحاضراته وخطبه لا لشيء إلا لأنَّ أعينهم كثيرة الوقوع عليه .فإذا انتقل الشيخ مثلا إلى مدينة سكيكدة , فالاحتمال كبيرٌ جدا في أن يُستقبَل هناك استقبالا عظيما وفي أن يُقبِل الناسُ على ما يُقدمُه لهم أيما إقبال . لماذا ؟ لأن أعينَهم لم تقعْ عليه من قبل أو أنها لم تقع عليه من قبلُ إلا قليلا , وهكذا ... يمكن أن يُقاس على ذلك مئات وآلاف الأمثلة المشابهة .
والله أعلى وأعلم .

68 – عن جواز الجمع بين نيتي الفرض والنافلة :
قال بعضُ العلماء بجواز الجمع بين نيتي الفرض والنافلة في الصيام . وقبل أن أوضحَ هذا الحكم أقولُ بأن المسألة خلافية , ومنه يجوزُ للمسلمِ أن يأخذَ بهذا القولِ ما دامَ مأخوذا من عالم لا من جاهل , وما دامت نيةُ الشخصِ الآخذِ بهذا القولِ ليست تتبعَ السهلِ عند الفقهاءِ .
المسألةُ خلافيةٌ بين الفقهاءِ بينَ مبيح لهذا الجمع ومانع لهُ , ولكلُّ فريق أدلـتُـه القويةُ أو الضعيفة , الراجحةُ أو المرجوحة , وللمصيبِ أجران وللمخطئ أجرٌ واحدٌ , والله وحدهُ أعلمُ بالصوابِ.
ومن أمثلةِ هذا الجمعِ الذي أجازهُ بعضُ الفقهاءِ : شخصٌ عليه قضاء 4 أيام وهو يريدُ صيامَ تطوع للـ 6 أيام من شوال . إذا أراد أن يجمعَ بين النيتين , فإنه يصوم 4 أيام وينوي القضاء أولا ثم التطوع , فإذا انتهى من صيام ال 4 أيام يكون من حيث الأجرِ بإذن الله كأنه صام 8 أيام ( 4 أيام هي عيه قضاء و4 أيام أخرى هي 4 أيام من ال 6 أيام من شوال التي يريد صيامها ) . ثم يصومُ بعد ذلك يومين وينويهما تطوعا ليكتملَ صيامُه للـ6 أيام من شوال . وهكذا ...
وهذه الصورة , هناك ما يشبهُها في عبادات أخرى :
* مثل الذي يدخلُ إلى المسجدِ بين الأذان والإقامة ( من صلاة الظهر مثلا ) فيصلي ركعتين وينوي بهما تحيةَ المسجدِ والنافلةَ القبلية , ويكون لهُ الأجرانِ بفعل واحد بإذن الله.
* مثل الذي عليه غسلٌ من الجنابةِ -وهو فرض- وغسلٌ للجمعة - وهو سنة - : بغسل واحد يحصلُ الشخصُ على الأجرين معا بإذن الله .
ملاحظة : الرأي الذي ذكرته : 1- قال به بعض المالكية .2 - وسألتُ عنه أنا شخصيا من خلال الهاتف بعض المشايخ المحترمين في برنامج آفاق في قناة أبو ظبي , منذ سنوات . وأكد المشائخ في جوابهم على أن المسألة خلافية كما قلتُ في موضوعي .3 – سمعـتُـه مباشرة من الشيخ يوسف القرضاوي من خلال برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة. وفي المسائل الخلافية الواجبُ سعة الصدر لا التشدد , وفي المسائل الخلافية تبقى المسألة خلافية مهما أخذنا نحن برأي ورفضنا الرأي الآخر , وفي المسائل الخلافية الله لا يُـعذبنا سواء أخذنا بهذا الرأي أو أخذنا بالرأي الآخر. وفي المسائل الخلافية كلُّ العلماء مأجورون : المصيب والمخطئ على حد سواء , وفي المسائل الخلافية كلُّ واحد من العلماء يقول " رأيي صواب ولكنه يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ ولكنه يحتمل الصواب" , وفي المسائل الخلافية نحنُ (غير المجتهدين ) دليلُـنا ليس الكتاب والسنة وإنما دليلنا أقوالُ العلماءِ لأنهم هم يفهمون الكتابَ والسنةَ أحسنَ وأفضلَ مما نفهمهما نحنُ , وأما العلماءُ والفقهاء والمجتهدون فدليلهم الكتابُ والسنةُ و...الخ...
والله وحده أعلمُ بالصوابِ .

69 -ليست الحكمةُ :
أن تسلك بالدعوة أقرب السبل إلى ضمان أمنِك ودنياك كما أنها ليست حِصنا يحمي به الداعيةُ نفسَه مما قد يلحقُـه من البأساء والضراء , وإنما الحكمة في الدعوة أن تسلكَ بها أقربَ السبل إلى أفئدة الناس وعقولهم ,كما أنها سياسةٌ يحافِظ بها على كلمة الحق كي تصل إلى مداها من عقول الناس ونفوسهم واضحةً وسليمة ومشروعة. ومن قال عكس هذا فكأنه يزعمُ أن على المرء أن يبتغي بآخرته الدنيا وأن يؤثر سلامةَ دنياه على سلامةِ دينه وأن يبحثَ عن مرضاة ربه فقط في الدعة واليسر والراحة والبحبوحة والنعيم.
وبالمناسبة هناك أشخاص كانوا بالأمس ( في الثمانينات) بسطاء وبسطاء جدا في مجال علمهم بالدين وفي مجال عملهم الدعوي وكذا في مستواهم المادي ,ثم بطريقة "سِحرية" أصبح الواحدُ منهم بين عشية وضحاها "برلمانيا" يتقاضى عشرين مليونا من السنتيمات أو أكثر أو أقل مع مكاسب أخرى وامتيازات أخرى (وحالُ أغلب الشعب الاقتصادي والمعيشي معلومٌ من الدنيا والحياة بالضرورة ) . وإذا كان الواحد منهم يمكن أن يجد لنفسه حجةً يحتج بها ويُثبتُ من خلالها أنه مازال- حتى ولو كان هو في السماء ماديا وأغلبُ الشعب تحت الأرض - داعيةً إلى الله وزعيما إسلاميا سياسيا أو داعية إسلاميا كبيرا , فإنني أنصحُه أن يذهبَ إلى الغابة (حيث "ماوْكْلي" ومن معه ) لعله يجدُ حيوانا يُقنعُه بذلك , أو يذهبُ إلى مجنون لعله يثبتُ له صحةَ ما يقولُ . ماذا نقول عن الإسلامي الذي كان بسيطا ومتواضعا- ماديا - للغاية قبل توليه مسؤولية ما عند الدولة في السنوات الأخيرة من القرن العشرين ,ثم وبقدرة قادر أصبح أو أمسى في وقت قياسي من الأغنياء الكبار في قريته أو مدينته أو ريفه ؟ ماذا نقول له أو ماذا نقول عنه ؟!. أنا لا أدري كيفَ يُقنع هذا البرلماني أو هذا المسؤول ( الإسلامي) واحدا من الناس بأنه يمثله بالفعل , وهو في قصرٍ وهذا " الشعبي " البسيطُ فيما يشبه القبر ؟!. ثم أنا لا أدري كذلك كيف يتصورُ صاحبُـنا هذا أنه – بعد أن ملأ له النظامُ جيبَهُ مالا - يمكن أن يقول للنظام : "لا " اليوم أو غدا أو بعد غد,إذا أساء هذا النظام في شيء ما ؟!.

70 – تحايلٌ خفيٌّ :
من الطرقِ والأساليبِ الخفية التي يتبعُها بعضُ الرجالِ للوصولِ إلى الحديثِ مع المرأة
– أي حديث - أو لجلبِ انتباهها إليهم , أو لنيلِ ابتسامة ولو بسيطة منها لهم أو ... هناك أسلوبٌ خفيٌّ جدا قَـلَّ من ينتبهُ إليهِ , وهوَ :
يبحثُ الرجلُ عن المرأةِ التي لها ولدٌ صغيرٌ ( ذكرا أو أنثى , قد يكونُ ابنَها وقد لا يكونُ ) يسيرُ معها في الطريقِ أو هو جالسٌ معها في حافلة أو هو واقفٌ معها في مكان عام أو ...ثم يتجهُ الرجلُ إلى الطفلِ ليداعبهُ أو يُـقـبِّـلَـهُ أو يُكلِّـمَـهُ أو يعطِـيَـه قطعة حلوى أو ليعطـيَـه قطعةَ نقود أو ... وعندئذ يمكنُ جدا أن تبتسمَ المرأةُ مع الرجلِ أو تقولُ لهُ كلمة مجاملة أو تقولُ لولدِها " قـبِّلْ عمَّـك...قُـل لعمِّـكَ شكرا ...قل لعمِّـك أحسنتَ ..." أو ما شابهَ ذلك . وقد يدخلُ الرجلُ مع المرأةِ بعد ذلكَ في حديث مهما كان فارغا , المهمُّ أنَّ الرجلَ يُشبعُ بذلكَ شهوة من شهواته . وإن لم تُتَحْ الفرصةُ لهذا الحديثِ , فحسبهُ أنهُ نالَ من المرأةِ بعضَ الاهتمامِ وبعضَ الكلماتِ والابتساماتِ ولو لدقيقة أو دقيقتين . وقد يقولُ الرجلُ لنفسِه " قد تتاحُ في المستقبل فرصةٌ أفضل من هذه "!!!.
أنا ما قلتُ هنا بأنَّ هذا حالُ أغلبيةِ الرجالِ . ما قلتُ هذا ولن أقولهُ أبدا , ولكنني أقولُ وأؤكدُ على أن هذا هو حالُ بعضِ الرجالِ للأسف الشديدِ.
ومنه فأنا أقولُ لمثلِ هذا الرجلِ " اتق اللهَ يا هذا في نساء المؤمنين ! ".
وأقولُ للمرأةِ : " انتبهي لنفسكِ وابتعدي ما استطعتِ عن الحديثِ مع الرجالِ الأجانبِ إن لم يكن لهذا الحديث أيةُ ضرورة ".
والله وحدهُ الموفِّـقُ والهادي لما فيه الخيرُ .
يتبع : ...

ليست هناك تعليقات: