الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 81 إلى 85 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

81- ضعف التلاميذ في اللغات :
يلاحظ على أغلب تلاميذنا ضعفهم في مادتي اللغة الأجنبية الأولى والثانية : الأنجليزية والفرنسية . وهذه المشكلة تكاد تكون عامة . ومُدرِّس اللغة الأجنبية يجب أن يعلم بعض الحقائق الأساسية الخاصة بعملية تعليم اللغة – أي لغة أجنبية – والتي ترتكز على أربع مهارات أساسية : الكتابة ، القراءة ، الاستماع ، والتعبير. وللأسف تهتم عملية تعليم اللغات في عالمنا العربي عموما وفي بلدنا خصوصا بمهارة واحدة هي الكتابة , وفي بعض المدارس المتميزة تهتم بمهارتين : الكتابة والقراءة , ولكن إغفال مهارتي الاستماع والتعبير يرجع إلى أسلوب التدريس وإلى النقص الكبير في توافر مدرسين مهرة متدربين تدريبًا جيدًا على إدخال المهارات الأربع في عملية التدريس . وتظهر آثار هذا النقص بصورة واضحة في استمرار المشكلة بالرغم من الاستعانة بمنهج أجنبي حديث يراعي كافة المهارات في بعض المدارس. ومما يدعم هذا الاتجاه , أي اتجاه التركيز على مهارتي الكتابة والقراءة فقط دون غيرهما أن أسلوب الاختبارات المتبع في مدارسنا يعتمد على قدرة التلميذ على حفظ المفردات وكتابتها وقراءة الفقرات والأسئلة المكتوبة أمامه ولا يعتمد بالقدر نفسه على قدرة الطالب على التعبير الشفهي الحر ولا على قدرته لفهم اللغة "المسموعة". فإذا ما طُلِب من تلميذ في متوسطة أو ثانوية سماعُ نشرة أخبار مثلا من إذاعة أو قناة تلفزيونية أجنبية وترجمتُها لوقف التلميذُ حائرًا مرتبكًا فاشلا في فهم أول فقرة من النشرة . وباختصار فإن تدني مستوى تعليم اللغات الأجنبية يرجع إلى فشل العملية التعليمية في استخدام المهارات التفاعلية ( مهارتي الاستماع والتعبير ) ، واهتمامها بصورة أساسية على مهارتي الاستقبال ( الكتابة والقراءة فقط ) , فلينتبه المعلمون إلى ذلك .

82- ملاحظاتنا كأساتذة ومعلمين في نهاية السنة الدراسية :
تعودنا مع نهاية كل سنة دراسية على أن نسجل ملاحظاتنا كأساتذة ومعلمين , وكذا اقتراحاتنا من أجل تحسين مستوى التربية والتعليم لتلاميذنا وفي بلادنا , لكن الملاحظ للأسف الشديد – لسبب أو آخر- أن ملاحظاتنا واقتراحاتنا لا يكاد يُنفَّد منها شيء وكأنها تُرمى بعد قراءتها أو حتى بدون قراءتها في سلة المهملات أو المحذوفات . وهذه البعض مما يمكن أن يلاحظ أو يقترح على مديرية التربية أو الوزارة أو الحكومة :
ا- توفير المؤسسات التعليمية الكافية لأن عدد التلاميذ يزيد وعدد المؤسسات يكاد يكون ثابتا .
ب- توفير جميع الإمكانات المادية في المدرسة والمتوسطة والثانوية . جـ- تقليص عدد الطلاب في القسم الواحد ، ليسهل على المعلم المتابعة والتوجيه . د- التقليل من المناهج الدراسية وكذا من الكم الهائل من المعلومات التي نُدرِّسها للتلميذ بدون أن يستفيد منها والتقليل من الحجم الساعي للتلميذ وللمعلم على حد سواء . هـ- توفير الإمكانات المادية والمعنوية المساعدة للمعلم من أجل أن يعيش موفور الكرامة ومن أجل أن يؤدي دوره في التربية والتعليم على أكمل وجه . و- التعاون الوثيق جدا والاتصال المستمر والدائم بين البيت والأسرة من جهة وبين المؤسسة التعليمية والإدارة والتلاميذ من جهة أخرى . ي- استبعاد الرشوة والغش والتزوير والبيروقراطية والمحسوبية وغيرها من كل ساحة التربية والتعليم .

83 - الدليل على كل علم :
على المعلم أن ينتبه وينبه التلاميذ كذلك إلى أن لكل علم أدلته وقد لا تصلح أدلة علم لعلم آخر.مثلا الدليل على العلوم الفيزيائية والطب والبيولوجيا والعلوم الطبيعية و.. هو التجربة , والدليل في الرياضيات وغيرها من العلوم التجريدية هو البرهان العقلي والمنطقي , والدليل في القضاء والمحاماة و..هو المواد القانونية , والدليل على علم الغيب مثل الجنة والنار والملائكة والشياطين والميزان والصراط و..هو الوحي (كتابا وسنة) , وهكذا...

84 - أزمتنا في العالم العربي والإسلامي أولا وقبل كل شيء :
هي أزمة إنسان حاكم يخاف الله أو لا يخافه , وأزمة عقيدة وفكر ومبادئ متفقة مع شريعة الله أو متعارضة معها . ومن قال بأن أزمتنا اقتصادية بالدرجة الأولى إما جاهل لا يفهم شيئا لا من الدين ولا من السياسة ولا من الاقتصاد , وإما مخادع نسأل الله لنا وله الهداية . وإذا قال لنا قائل :" أنتم متعصبون لله ولشريعته ", فإننا نقول :"متعصبون ومعتزون والحمد لله بهذا التعصب ".

85- للتلميذ حسنات وسيئات :
كما أن على المعلم أن يزن التلميذ بميزان الحسنات والسيئات لا بميزان السيئات فقط , فإذا غلبت حسناتُ التلميذ سيئاتِه كان أمر التلميذ خيرا , وإذا كان العكس هو الصحيح وجب الاهتمام بعلاج المشكلة بالحكمة والروية والتأني . ولننـتبه إلى أن هناك قاعدة تربوية تقول : " إننا كلما ركزنا على الجانب الإيجابي في أي إنسان تقلص بل وزال بإذن الله الجانب السلبي فيه ".

ليست هناك تعليقات: