بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
عبد الحميد رميته , الجزائر
131-مسألتان ومسألة واحدة :
فيما يتعلق بالاعتمادِ على رؤيةِ الهلالِ من أجلِ تحديدِ مواعيد المواسم الدينية أذكر هنا 3 مسائل : اثنتان متفقٌ عليهما بين علماء الإسلام , وأما الثالثة فمختلفٌ فيها .
أما المسألتان المتفق عليهما فهما :
1- لا خلافَ بين علماء الإسلام على أنه لا يجوزُ الاعتماد على الحساب من أجل تحديد مواعيد المواسم الدينية. وإن أردتُ الدقةَ أكثرَ فإنني أقولُ بأن شبهَ إجماع منعقدٌ على أنه يحرمُ على الأمة الإسلامية الاعتمادُ على الحسابِ , وقلتُ " شبه إجماع " على اعتبار أن هناك قولا – ولكنه شاذٌّ في نظر العلماء والفقهاء – يبيحُ الاعتمادَ على الحسابِ . هذا القولُ شاذٌّ والشاذُّ يُحفظُ ولا يُقاسُ عليهِ ولا يُعتمدُ عليهِ . هو شاذٌّ لأنه من جهة مخالفٌ للنصوص الإسلامية الشرعية الواضحة التي تأمرُ بالاعتماد على رؤيةِ الهلال , ولأنه من جهة أخرى مخالفٌ لمقتضياتِ العلمِ الصحيح والواقعِ الصريح اللذين يؤكدان باستمرار على أن الحسابَ ظنٌّ وليس يقينا " وإن الظنَّ لا يغني من الحق شيئا ".
2- بالنسبة للبلدين اللذين لا يشتركان مع بعضهما البعض في جزء من الليل كأن يكون بينهما حوالي 6 ساعات ( أو أكثر ) [ كما هو الحال بين الجزائر ووسط أمريكا مثلا ] , بحيث إن كان في أحدهما ليلٌ فإن النهارَ قد طلعَ في البلدِ الآخر . بالنسبة لبلدين مثل هذين اتفق العلماءُ قديما وحديثا على أن رؤيةَ أحدِهما للهلال ليست ملزمة للبلدِ الآخر , بمعنى أن الفقهاءَ اتفقوا بالنسبة لهذين البلدين على أن لكل بلد رؤيته الخاصة به . وعليه فمن الطبيعي بالنسبة لهذين البلدين أن يصومَ أحدهما مع بداية رمضان في يوم وأن يصومَ البلدُ الآخر في يوم آخر , وكذلك الأمرُ بالنسبة للفطر ولعيد الفطر مع نهاية رمضان . وأما بالنسبة للوقوف بعرفة ولموعد عيد الأضحى فلأنهما شعيرتان مرتبطتان بالحج وبمكة والمدينة فإن اتباعَ السعودية في ذلك يصبح أمرا مطلوبا بداهة .
أما المسألةُ المختلفُ عليها أو فيها فمتعلقةٌ بالبلدين اللذين يشتركان مع بعضهما البعض في جزء من الليل كما هو حال أغلبية بلدان العالم العربي وحتى الإسلامي ( مثلا بيننا في الجزائر وبين تونس ساعة واحدة , وبيننا وبين السعودية ساعتان , وبيننا وبين الإمارات العربية المتحدة 3 ساعات , وهكذا فإن أغلب البلدان الإسلامية ليس بينها وبين بعضها البعض أكثر من 3 ساعات ) , بحيث أن الليلَ في بلد هو الليلُ في سائر البلدان الأخرى والنهارَ في بلد هو النهارُ في سائر البلدان الأخرى .أما في هذه المسألة فوقع الخلاف بين الفقهاء قديما وحديثا على قولين :
ا- الأول وهو قول الجمهور الذي ينصُّ على أنه إن رؤي الهلال في بلد واحد وجب على جميع البلاد الأخرى أن تلتزم به , فإن كنا مع بداية رمضان وجب على الجميع الصيامُ وإن كنا مع نهاية رمضان وجب على الجميع الفطرُ والعيدُ . وإن أخذنا بهذا القول وجب – مع نهاية رمضان لهذا العام 1428 هـ - على الجزائر وسوريا وسلطنة عمان ومصر أن تفطرَ يوم الجمعة 12 أكتوبر ( لا السبت 13) بناء على أن هلالَ شوال ظهر ليلة الجمعة في أغلبِ البلدان الإسلامية الأخرى التي تشتركُ مع الدول الأربعة في جزء لا بأس به من الليل. وأكبر فائدة في هذا الذي يقولُ به الجمهورُ هو أن فيه تحقيق الوحدة بين المسلمين أولا من الناحية النفسية والشعورية ثم ثانيا من النواحي الأخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية , وفي هذا ما فيه من خير .
ب-الثاني وهو قول له كذلك قيمته واعتباره ومكانته ومنزلته وله أيضا حجته ودليله بغض النظر عن ما هو الرأي الراجح أو المرجوح , وينص على أنه لكل بلد رؤيته . وإن أخذنا بهذا القول لم يجب – مع نهاية رمضان لهذا العام 1428 هـ - على الجزائر وسوريا وسلطنة عمان ومصر أن تفطرَ يوم الجمعة 12 أكتوبر بناء على أن هلالَ شوال ظهر ليلة الجمعة في أغلبِ البلدان الإسلامية الأخرى , وإنما يجوز للدول الأربعة أن تفطرَ وأن تحتفلَ بعيد الفطر يوم السبت 13 أكتوبر : كل بلد بناء على رؤيته الخاصة .
والله وحده أعلم بالصواب.
أما المسألتان المتفق عليهما فهما :
1- لا خلافَ بين علماء الإسلام على أنه لا يجوزُ الاعتماد على الحساب من أجل تحديد مواعيد المواسم الدينية. وإن أردتُ الدقةَ أكثرَ فإنني أقولُ بأن شبهَ إجماع منعقدٌ على أنه يحرمُ على الأمة الإسلامية الاعتمادُ على الحسابِ , وقلتُ " شبه إجماع " على اعتبار أن هناك قولا – ولكنه شاذٌّ في نظر العلماء والفقهاء – يبيحُ الاعتمادَ على الحسابِ . هذا القولُ شاذٌّ والشاذُّ يُحفظُ ولا يُقاسُ عليهِ ولا يُعتمدُ عليهِ . هو شاذٌّ لأنه من جهة مخالفٌ للنصوص الإسلامية الشرعية الواضحة التي تأمرُ بالاعتماد على رؤيةِ الهلال , ولأنه من جهة أخرى مخالفٌ لمقتضياتِ العلمِ الصحيح والواقعِ الصريح اللذين يؤكدان باستمرار على أن الحسابَ ظنٌّ وليس يقينا " وإن الظنَّ لا يغني من الحق شيئا ".
2- بالنسبة للبلدين اللذين لا يشتركان مع بعضهما البعض في جزء من الليل كأن يكون بينهما حوالي 6 ساعات ( أو أكثر ) [ كما هو الحال بين الجزائر ووسط أمريكا مثلا ] , بحيث إن كان في أحدهما ليلٌ فإن النهارَ قد طلعَ في البلدِ الآخر . بالنسبة لبلدين مثل هذين اتفق العلماءُ قديما وحديثا على أن رؤيةَ أحدِهما للهلال ليست ملزمة للبلدِ الآخر , بمعنى أن الفقهاءَ اتفقوا بالنسبة لهذين البلدين على أن لكل بلد رؤيته الخاصة به . وعليه فمن الطبيعي بالنسبة لهذين البلدين أن يصومَ أحدهما مع بداية رمضان في يوم وأن يصومَ البلدُ الآخر في يوم آخر , وكذلك الأمرُ بالنسبة للفطر ولعيد الفطر مع نهاية رمضان . وأما بالنسبة للوقوف بعرفة ولموعد عيد الأضحى فلأنهما شعيرتان مرتبطتان بالحج وبمكة والمدينة فإن اتباعَ السعودية في ذلك يصبح أمرا مطلوبا بداهة .
أما المسألةُ المختلفُ عليها أو فيها فمتعلقةٌ بالبلدين اللذين يشتركان مع بعضهما البعض في جزء من الليل كما هو حال أغلبية بلدان العالم العربي وحتى الإسلامي ( مثلا بيننا في الجزائر وبين تونس ساعة واحدة , وبيننا وبين السعودية ساعتان , وبيننا وبين الإمارات العربية المتحدة 3 ساعات , وهكذا فإن أغلب البلدان الإسلامية ليس بينها وبين بعضها البعض أكثر من 3 ساعات ) , بحيث أن الليلَ في بلد هو الليلُ في سائر البلدان الأخرى والنهارَ في بلد هو النهارُ في سائر البلدان الأخرى .أما في هذه المسألة فوقع الخلاف بين الفقهاء قديما وحديثا على قولين :
ا- الأول وهو قول الجمهور الذي ينصُّ على أنه إن رؤي الهلال في بلد واحد وجب على جميع البلاد الأخرى أن تلتزم به , فإن كنا مع بداية رمضان وجب على الجميع الصيامُ وإن كنا مع نهاية رمضان وجب على الجميع الفطرُ والعيدُ . وإن أخذنا بهذا القول وجب – مع نهاية رمضان لهذا العام 1428 هـ - على الجزائر وسوريا وسلطنة عمان ومصر أن تفطرَ يوم الجمعة 12 أكتوبر ( لا السبت 13) بناء على أن هلالَ شوال ظهر ليلة الجمعة في أغلبِ البلدان الإسلامية الأخرى التي تشتركُ مع الدول الأربعة في جزء لا بأس به من الليل. وأكبر فائدة في هذا الذي يقولُ به الجمهورُ هو أن فيه تحقيق الوحدة بين المسلمين أولا من الناحية النفسية والشعورية ثم ثانيا من النواحي الأخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية , وفي هذا ما فيه من خير .
ب-الثاني وهو قول له كذلك قيمته واعتباره ومكانته ومنزلته وله أيضا حجته ودليله بغض النظر عن ما هو الرأي الراجح أو المرجوح , وينص على أنه لكل بلد رؤيته . وإن أخذنا بهذا القول لم يجب – مع نهاية رمضان لهذا العام 1428 هـ - على الجزائر وسوريا وسلطنة عمان ومصر أن تفطرَ يوم الجمعة 12 أكتوبر بناء على أن هلالَ شوال ظهر ليلة الجمعة في أغلبِ البلدان الإسلامية الأخرى , وإنما يجوز للدول الأربعة أن تفطرَ وأن تحتفلَ بعيد الفطر يوم السبت 13 أكتوبر : كل بلد بناء على رؤيته الخاصة .
والله وحده أعلم بالصواب.
132-قيمتك في قلبك وعملك :
اعلم يا ابن آدم أن قيمتك في قلبك وعلمك وعملك , لا في مالك وجيبك حتى ولو قال بعض الناس خلاف هذا . ولا تنظر إلى من هو أكبر منك إلا من هو أكثر منك طاعة لله . لقد سمعت في يوم من الأيام من شخص أعرفه ( مثقف ثقاة عالية ) سمعته يقول: " لقد جلستُ بالأمس في وليمة عرس مع غنيين فأحسستُ أنني بجانبهما لا أساوي شيئا ". سبحان الله !... هل هذا مثقف أم جاهل ؟... ألم يسمع بقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " , وإلى قوله تعالى قبل ذلك " إن أكرمكم عند الله أتقاكم ".
ثم : يجب أن يكون معلوما علم اليقين أن قيمة المرء عند الله ليست مرتبطة بشهرته أو بكونه مغمورا . إن المستقيم قيمته عند الله عظمى ولو كان لا يسمع به أحدٌ من الناس , والمنحرفُ لا قيمة له عند الله حتى ولو سمِعت به الدنيا كلها . وما أكثر المسلمين عندنا اليوم – وحتى منهم أحيانا دعاة - المستعدُّون أن يدوسوا على أقدس مقدسات الشرع من أجل الشهرة والجاه , ولله في خلقه شؤون .
نسأل الله أن يحفظنا بحفظه في الدنيا وفي الآخرة .
ثم : يجب أن يكون معلوما علم اليقين أن قيمة المرء عند الله ليست مرتبطة بشهرته أو بكونه مغمورا . إن المستقيم قيمته عند الله عظمى ولو كان لا يسمع به أحدٌ من الناس , والمنحرفُ لا قيمة له عند الله حتى ولو سمِعت به الدنيا كلها . وما أكثر المسلمين عندنا اليوم – وحتى منهم أحيانا دعاة - المستعدُّون أن يدوسوا على أقدس مقدسات الشرع من أجل الشهرة والجاه , ولله في خلقه شؤون .
نسأل الله أن يحفظنا بحفظه في الدنيا وفي الآخرة .
133- الغاية الحقيقية :
هي التي ليس لها بعد وليس بعدها شيء , ألا وهي الجنة . فمن كان عاملا فليعمل لها أولا وقبل كل شيء . والغريب أنه ما من شهوة من شهوات الدنيا وما من لذة من لذات الدنيا إلا وهي ناقصة و مشوبة بما لا يسر ولا يُفرِحُ , وكأن الله جعلها كذلك من أجل أن يتعلق الإنسان المؤمن بالشهوات التامة واللذات الخالصة التي لا تكون إلا في الجنة , نسأل الله أن نكون من أهلها .
134-عصرنة الإسلام :
يجب أن :
أولا- لا تكون على حساب تطبيق الشريعة الإسلامية .
ثانيا - لا يكون فيها خضوع لواقع المسلمين اليوم بمظاهره المادية ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما وراء ذلك من تيارات فكرية واتجاهات نفسية .
ثالثا - لا تكون بدافع التبعية للحضارة الغربية والفكر الغربي , سواء بسبب عقدة النقص اتجاهها أو بسبب آخر حسن أو سيئ .
رابعا - لا تكون مبنية على أية مصلحة متعارضة مع الشرع .
أولا- لا تكون على حساب تطبيق الشريعة الإسلامية .
ثانيا - لا يكون فيها خضوع لواقع المسلمين اليوم بمظاهره المادية ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما وراء ذلك من تيارات فكرية واتجاهات نفسية .
ثالثا - لا تكون بدافع التبعية للحضارة الغربية والفكر الغربي , سواء بسبب عقدة النقص اتجاهها أو بسبب آخر حسن أو سيئ .
رابعا - لا تكون مبنية على أية مصلحة متعارضة مع الشرع .
135- الحزب الإسلامي :
اعتبار "الحزب الإسلامي" ضلالةً كما يقول البعض من إخواننا (...) , هذا الاعتبار هو في حد ذاته ضلال وانحراف عن الفكر الإسلامي السليم :
ا- أما مع قيام الدولة الإسلامية فقال بعض العلماء بمشروعية التعددية الحزبية في ظلها , وقال آخرون بعدم المشروعية .
ولعلَّ وجود الحزب الإسلامي المعارِض في ظل الدولة الإسلامية أفضل من عدم وجوده من أجل مراقبة النظام الإسلامي القائم وترشيده وتقديم النصح والتوجيه له , وإذا اقتضى الأمر تقديم نفسه بديلا عنه للشعب إذا انحرف عن جادة الصواب .
ب- وأما مع غياب الحكم الإسلامي كما هو الحال اليوم في العالم الإسلامي كله , فإن وجود حزب إسلامي واحد على الأقل ليس جائزا فحسب بل قد يكون واجبا , لأن ما لا يتم الواجب ( إقامة الحكم الإسلامي وتطبيق شرع الله ) إلا به فهو واجب .
ا- أما مع قيام الدولة الإسلامية فقال بعض العلماء بمشروعية التعددية الحزبية في ظلها , وقال آخرون بعدم المشروعية .
ولعلَّ وجود الحزب الإسلامي المعارِض في ظل الدولة الإسلامية أفضل من عدم وجوده من أجل مراقبة النظام الإسلامي القائم وترشيده وتقديم النصح والتوجيه له , وإذا اقتضى الأمر تقديم نفسه بديلا عنه للشعب إذا انحرف عن جادة الصواب .
ب- وأما مع غياب الحكم الإسلامي كما هو الحال اليوم في العالم الإسلامي كله , فإن وجود حزب إسلامي واحد على الأقل ليس جائزا فحسب بل قد يكون واجبا , لأن ما لا يتم الواجب ( إقامة الحكم الإسلامي وتطبيق شرع الله ) إلا به فهو واجب .
136- ليس كل ما يتمنى المرءُ يدركه :
من أهم ما يجبُ أن يعرفَهُ الإنسانُ – سواء كان مسلما أو كافرا - من بديهيات الحياة , ومن باب أولى من أهم ما يجبُ أن يعلمَـهُ المسلمُ ( منذ بلغ سنَّ التكليف وحتى وفاته ) من بديهيات الدين والدنيا , أنه ليس كل ما يتمناهُ من مطالبِ الدنيا والآخرة سيدركهُ وسيحصلُ عليه . إذا علمَ المسلمُ ذلك وتيقَّـن منه خَفَّـت عليه الكثيرُ من الهموم . يجبُ أن نعلمَ جميعا بأنه حتى الأنبياءَ وهم أفضلُ الخلق إلى الله لا يُعطيهم الله ولا يُحقِّقُ لهم كلَّ ما يريدون . يجبُ أن نعلمَ جميعا بأنه حتى رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم – وهو أحبُّ الخلقِ أجمعين إلى الله تعالى وهو صاحبُ الشفاعةِ العظمى- ماتَ ولم يستجب الله لكل ما طلَـبَه وأحبه وتمناه من أمور الدين والدنيا . ولا ننسى رغبة النبي صلى الله عليه و سلّم و دعوته لعمه أبي طالب بأن يدخل في الإسلام ولكنه لم يسلم , ولكن خفف عنه فقط عذاب النّار . لقد كان رسولنا صلى الله عليه و سلّم يدعو الله أن يهدي عمّه , ولكن إرادة الله فوق إردة النبي صلى الله عليه و سلّم ... ورسول الله كان يتمنى للناس جميعا الهداية " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" , ومع ذلك فإن الله يهدي في النهاية من يشاء هو , لا من يحب رسول الله .
وقال الحاكم في " المستدرك " " عن أنس رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سفر سبحة الضحى صلى ثمان ركعات , فلما انصرف قال إني صليت صلاة رغبة ورهبة , فسألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة : سألته ألا يقتل أمتي بالسنين ففعل , وسألته ألا يظهر عليهم عدوا ففعل ,وسألته أن لا يلبسهم شيعا فأبى علي". وفي رواية عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه يقول :انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسم قبر فجلس , وجلس الناس حوله , فجعل يحرك نفسه كالمخاطب , ثم بكى فاستقبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال " هذا قبر آمنة بنت وهب . استأذنت ربي في أن ازور قبرها . فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها . فأبى عليها . وأدركتني رقتها فبكيت " , فما رأيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة .
إن يقينـنا بهذه الحقيقة يُـهوِّنُ علينا الكثيرَ من الهموم ويخفِّفها علينا ويُـيـسِّرها لنا .
لا بأسَ أن يسعى الواحدُ منا من أجل امتلاك دار واسعة , فإذا لم يتحقق له ذلك لا يجوز أن يتحسرَ لأنه "ليس كل ما يتمنى المرء يُدركُـهُ" , ولأنه "تجري الرياحُ في أحيان كثيرة بما لا تشتهي السفنُ ".
لا بأس أن يطمحَ الواحدُ منا لامتلاك سيارة فاخرة , ولكن إن لم يستطعْ ذلك فلا يليقُ به أن يجزعَ لأنه " ليس كل ما يتمنى المرءُ يُدركهُ ".
مطلوبٌ من كل منا أن يسعى من أجلِ إيجاد شُـغـل أو وظيفة أو حرفـة أو مهـنـة أو ... ولكن إن تأخرَ ذلك أو لم يتحقق لهُ ذلك كما أراد وتمنى , فلا يجوز أن يقنطَ بل عليه أن يرضى بقضاء الله تعالى ويتذكر بأنه
"تجري الرياحُ في أحيان كثيرة بما لا تشتهي السفنُ ".
مطلوبٌ منا أن نسعى لنـتـزوج بمن نراه مناسـبـا لنا ( من زوج أو زوجة ) , فإذا لم يتحقق لنا ما تمنيناه كما تمنيناه فلا يليق بنا أن نجهلَ , وإنما علينا أن نتذكر بأنه " ليس كل ما يتمنى المرءُ يُدركهُ " وأنه " حتى رسول الله محمد عليه الصلاةُ والسلامُ لم يعطه اللهُ كلَّ ما تمنى ".
ندخلُ في اختبارات وامتحانات دنيوية معينة ونـتمنى على الله أن نكون من الناجحين والفائزين , ولكن إن لم يُحالـفـنا التوفيقُ فلا يجوز أن نسخط وأن نعترضَ على قضاء الله ونشتكي ونبكي و...لأننا على يقين من أن الرياحَ تجري أحيانا كثيرة بما لا تشتهي السفنُ .
والله وحده أعلم بالصواب.
يا رب إذا أنعمتَ علينا فاجعلنا من الشاكرين , وإذا ابتليتنا فاجعلنا من الصابرين آمين.
وقال الحاكم في " المستدرك " " عن أنس رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سفر سبحة الضحى صلى ثمان ركعات , فلما انصرف قال إني صليت صلاة رغبة ورهبة , فسألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة : سألته ألا يقتل أمتي بالسنين ففعل , وسألته ألا يظهر عليهم عدوا ففعل ,وسألته أن لا يلبسهم شيعا فأبى علي". وفي رواية عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه يقول :انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسم قبر فجلس , وجلس الناس حوله , فجعل يحرك نفسه كالمخاطب , ثم بكى فاستقبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال " هذا قبر آمنة بنت وهب . استأذنت ربي في أن ازور قبرها . فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها . فأبى عليها . وأدركتني رقتها فبكيت " , فما رأيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة .
إن يقينـنا بهذه الحقيقة يُـهوِّنُ علينا الكثيرَ من الهموم ويخفِّفها علينا ويُـيـسِّرها لنا .
لا بأسَ أن يسعى الواحدُ منا من أجل امتلاك دار واسعة , فإذا لم يتحقق له ذلك لا يجوز أن يتحسرَ لأنه "ليس كل ما يتمنى المرء يُدركُـهُ" , ولأنه "تجري الرياحُ في أحيان كثيرة بما لا تشتهي السفنُ ".
لا بأس أن يطمحَ الواحدُ منا لامتلاك سيارة فاخرة , ولكن إن لم يستطعْ ذلك فلا يليقُ به أن يجزعَ لأنه " ليس كل ما يتمنى المرءُ يُدركهُ ".
مطلوبٌ من كل منا أن يسعى من أجلِ إيجاد شُـغـل أو وظيفة أو حرفـة أو مهـنـة أو ... ولكن إن تأخرَ ذلك أو لم يتحقق لهُ ذلك كما أراد وتمنى , فلا يجوز أن يقنطَ بل عليه أن يرضى بقضاء الله تعالى ويتذكر بأنه
"تجري الرياحُ في أحيان كثيرة بما لا تشتهي السفنُ ".
مطلوبٌ منا أن نسعى لنـتـزوج بمن نراه مناسـبـا لنا ( من زوج أو زوجة ) , فإذا لم يتحقق لنا ما تمنيناه كما تمنيناه فلا يليق بنا أن نجهلَ , وإنما علينا أن نتذكر بأنه " ليس كل ما يتمنى المرءُ يُدركهُ " وأنه " حتى رسول الله محمد عليه الصلاةُ والسلامُ لم يعطه اللهُ كلَّ ما تمنى ".
ندخلُ في اختبارات وامتحانات دنيوية معينة ونـتمنى على الله أن نكون من الناجحين والفائزين , ولكن إن لم يُحالـفـنا التوفيقُ فلا يجوز أن نسخط وأن نعترضَ على قضاء الله ونشتكي ونبكي و...لأننا على يقين من أن الرياحَ تجري أحيانا كثيرة بما لا تشتهي السفنُ .
والله وحده أعلم بالصواب.
يا رب إذا أنعمتَ علينا فاجعلنا من الشاكرين , وإذا ابتليتنا فاجعلنا من الصابرين آمين.
137 - الحقيقة :
جوهرة ثمينة يجب أن تبرز وأما النفس وشهواتها وأهواؤها فشيء تافه , ولا يحق لهذه النفس أن تقف حجرة عثرة في طريق الحقيقة . ومهما حاول بعض الناس- حكاما ومحكومين- أن يخفوا الحقيقة أو وجها من وجوهها عن بعض الناس أو عن كل الناس فلن يستطيعوا مهما أوتوا من قوة ومن سلطان ومن علم , ومهما تعاونت معهم شياطين الإنس والجن . إن الحقيقة سيظهرها الله حتما وسيكشف عن الوجه الكالح لمن أرادوا إخفائها إن عاجلا أو آجلا , بطريقة أو بأخرى."والتاريخ لا يرحم" كما يقولون,فاعتبروا يا أولي الأبصار.
138- الله يبتلي بالخير وبالشر :
والصبرُ على الابتلاء بالخير أصعبُ من الصبرِ على الابتلاء بالشر . والصابرون من الفقراء أكثرُ بكثير من الشاكرين من الأغنياء , أي أن الصابرين من الفقراء على فقرهم أكثرُ بكثير من الأغنياء الذين يحرصون على أن يكتسبوا المالَ دوما من حلال وعلى أن يؤدوا دوما حقوقَ اللهِ ثم الناسِ عليهم فيه , وكذا على أن ينفقوا هذا المالَ فقط في الطاعات والمباحات. ولا علاقة لما يُـعطى الإنسانُ من الدنيا أو ما يُحرمُ منها بإكرام الله له أو إهانته له , ذلك لأن ( الدنيا يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب , أما الآخرة فلا يعطيها الله إلا لمن يحب ) كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنه فقط يكونُ الشخصُ قليلَ المالِ أحيانا وهو من المقربين إلى الله , وقد يكون آخرُ من أعظمِ الأغنياء – كقارون- وهو من أسقطِ الناس عند الله تعالى .
139- تحايلُ الناسِِ على الدينِ :
تعاملُ الناس مع الدين فيه في كثير من الأحيان من التقصير والإهمال والكذب والتحايل و…ما فيه . ومن هنا تجد أن بعضَ الناس يسألون عن حكمِ الإسلام ما دام الحكمُ المتوقع موافقا للهوى والنفس والشيطان , أما في الحالة الأخرى فإنك تجد أن الشخصَ يتهربُ في الكثير من الأحيان من حكم الدين !!!. وكمثال على ذلك القصةُ الرمزية المنسوبة إلى " جحا " : أعار جحا أواني لجاره من أجل استعمالها في عرس , ومنها قِـدرٌ . ولما انتهى العرسُ طلبَ جحا من جاره إرجاعَ الأمانة إليه , فأرجع له الجارُ الأمانةَ وفيها قِـدرُهُ الكبير ومعه قدور" صغيرة " لم يُعرهُ إياها . قال له جحا " ولكنني لم أُعِـركَ هذه القدور الصغيرة ؟!" فأجابه الجارُ " القِدرُ الكبيرُ وَلَـدَ القدورَ الصغيرةَ , إذن هي لكَ !!!" , فأمسك جحا القدورَ الصغيرة مع أنها ليست له في حقيقةِ الأمرِ , وسكتَ ولم يعترضْ على مقولةِ جارِه .
ذهبت أيامٌ وجاءت أيام , وفي يوم من الأيامِ طلبَ الجارُ مرة أخرى أواني من جحا ليستعملَـها في عرس آخر , فأعاره جحا أواني ومعها قدرُهُ الكبير . ولما انتهى العرسُ طالب جحا جارَهُ بإرجاعِ الأواني إليهِ فأرجعَ لهُ كلَّ الأواني إلا القدرَ الكبير. سألَ جحا جارَهُ " وأين القدرُ الكبيرُ ؟!" , قال الجارُ " ماتَ القدرُ الكبيرُ " , قال له جحا " أنتَ تستهزأُ بي أم ماذا ؟!. وهل القِدرُ يموتُ !؟" , فأجابه الجارُ في النهاية " غريبٌ أمرُك يا جحا , تَـقبلُ أن يلدَ القِدرُ , ثم لا تقبلُ أن يموتَ القدرُ مع أن كلَّ حكاية من الحكايتين كاذبةٌ !!!".
ذهبت أيامٌ وجاءت أيام , وفي يوم من الأيامِ طلبَ الجارُ مرة أخرى أواني من جحا ليستعملَـها في عرس آخر , فأعاره جحا أواني ومعها قدرُهُ الكبير . ولما انتهى العرسُ طالب جحا جارَهُ بإرجاعِ الأواني إليهِ فأرجعَ لهُ كلَّ الأواني إلا القدرَ الكبير. سألَ جحا جارَهُ " وأين القدرُ الكبيرُ ؟!" , قال الجارُ " ماتَ القدرُ الكبيرُ " , قال له جحا " أنتَ تستهزأُ بي أم ماذا ؟!. وهل القِدرُ يموتُ !؟" , فأجابه الجارُ في النهاية " غريبٌ أمرُك يا جحا , تَـقبلُ أن يلدَ القِدرُ , ثم لا تقبلُ أن يموتَ القدرُ مع أن كلَّ حكاية من الحكايتين كاذبةٌ !!!".
140- من أسباب التقدم المادي في الغرب :
أن الفتى إذا بلغ وأصبح قادرا على الشغل أصبح لا حق له على أبيه وهذا الذي يقول به الإسلام على الأقل نظريا . هذا نظريا أما واقع المسلمين فهو شيء آخر لأن العادة جرت عندنا أن الأب يفكر في أن يبحث عن شغل لابنه وعن دار وزوجة وعن ... وهذا كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله سبب أساسي في اضمحلال الشباب وفي التدهور الاقتصادي عند المسلمين اليوم . ثم يستدرك الشيخُ منبها إلى أن غلطةَ الغرب الكبيرة في هذه المسألة أنه سوَّى بين الولد والبنت , وهذا لا يجوز عندنا في الإسلام . إن واجبَ الرجل عندنا في الإسلام –اتجاه المرأة – دائمٌ : الأب أولا ثم الأخ ثانيا ( في غياب الأب أو عجزه ) ثم الزوج ثالثا ثم الإبن رابعا وأخيرا . هذا مع ملاحظة أن الإبنَ يسألُ أباه إذا بلغ عن ماله : ( من أين أتى به ؟ ) , أما البنتُ فليست مسؤولة شرعا عن مالِ الأبِ : من أين أتى به ؟ ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق