الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 111 إلى 120 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

111- للمعلم والأستاذ :
قال رسول الله –ص-:"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ.فطوبى للغرباء",وغربة الإسلام في زماننا هي غربة متعددة الأوجه,والتي منها غربة المناهج التعليمية . إذا نصح المعلمُ أو الأستاذ تلاميذَه بأن يعيشوا مسلمين,وبأن يكون شعارُهم دوما هو قول الله عز وجل:"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين.لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين" , قيل له في الكثير من الأحيان تلميحا أو تصريحا , بالترغيب أو بالترهيب :
-أنت تعتبر نفسك المتدين الوحيد وتعتبر الناس كلهم كأنهم كفار!-أنت أستاذ في مادة كذا ولا دخل لك في الإسلام !
-أنت معلم ولا علاقة لك بالتربية !
-أنت لست نبيا ولا وصيا على التلاميذ!
-أنت فوضوي ومشوش وإرهابي وأصولي,وقديما "أنت خوانجي"!.
-أنت تُفسد عقول التلاميذ وتُكوِّن منهم متشددين ومتعصبين ومتزمتين وإرهابيين !
-أنت تستعمل الدين لأغراض سياسية !وهكذا…
وأنا أنصح ثم أنصح المعلمَ من جهة أن يكون معلما معتدلا لا متعصبا ولا متزمتا , ومن جهة أخرى أن لا يستسلم للإرهاب الحقيقي ولا يخاف إلا الله , وعليه أن يعلم أنه بتربيته لتلاميذه يؤدي واجبا فرضه الله عليه وهو مأجور عليه بإذن الله , وهو كذلك يتصرف تصرفا يحميه قانون وزارة التربية في بلادنا مهما كان في هذا القانون من عوج. إننا نقول ونتأسف جدا لما نقول , بأن وضع التعليم في بلادنا لا يوجد له مثيل في جميع بلاد العالم إلا في بلادنا العربية والإسلامية , حيث أن التعليم في كل بلاد العالم حتى في بلاد "الواق واق"هو وسيلة لصياغة عقل الأمة ولبناء شخصيتها وإدراك هويتها بحيث تـتمشى فلسفته ومناهجه بل وطرق تدريسه ، تتمشى مع الرؤية المهيمنة لهذه الأمة لأنه أداة صنع مستقبل الأمم من خلال صياغة عقول أبنائه . أما في بلادنا التائهة الباحثة عن هويتها والتي لا تكاد تجدها , فإن التعليم هو أشد الأمور تعبيرًا عن هذا الضياع الذي نعيشه , فنرى أشكالاً وألوانًا للتعليم وصوره , منها ما هو إسلامي ولكنه يقع في التناقض بين ما يحاول أن يربي عليه تلامذته وبين واقع المجتمع البعيد تمامًا عما يسمعه ويراه هؤلاء التلاميذ ، فيقع هؤلاء في التناقض إذا ما خرجوا للمجتمع , ومنها ما هو لائكي علماني يُبعد الدين عن التعليم كما يبعده عن السياسة , وفي ذلك من الشر ما فيه.

112-عن خلوة رجل مع أكثر من امرأة وخلوة امرأة مع أكثر من رجل :
اختلف الفقهاء ، في خلوة رجل بأكثر من امرأة ، وفي خلوة امرأة بأكثر من رجل : هل تدخل في دائرة الخلوة المحرمة شرعا أوْ لا ؟ 1- ذهب المالكية والحنابلة إلى أنها من الخلوة المحظورة والممنوعة والمحرمة .
2- واختلف الشافعية في ذلك ، ولكن الذي عليه محققوهم جواز ذلك . ورجحه الإمام النووي في
( المجموع ) ودليله الحديث : " لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان " قال " ولأن النساء المجتمعات ، لا يتمكن الرجلُ في الغالب من مفسدة ببعضهن في حضرتهن" . والمغيبة : من غاب عنها زوجُها في الجهاد وغيره . 3- واتفق الحنفية على أن الصور المسئول عنها , أي خلوة الرجل بنساء أو خلوة المرأة برجال لا تدخل في الخلوة الممنوعة , أي أنها جائزة ومباحة .
وقال الكثير من العلماء " لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما ، لأن هذا في حكم الخلوة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ) . وأما إن كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر , فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة ، لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر ".
وقال عبد العزيز بن باز " لا حرج في خروج مجموعة من النساء ( من عائلة واحدة ) مع السائق , إذا كان الموجود من النساء اثنتين فأكثر ، وليس هناك ريبة . لا بأس من الخروج معه إلى المدرسة أو غيرها للحاجة على وجه لا ريب فيه . وإذا تيسر أن يكون معهن رجل فذلك خير وأصلح , ولكن لا يجب ذلك لأن وجود المحرم قد لا يتيسر في كل وقت لكل أحد " . وقال كذلك " لا يجوز أن ينفرد السائق بالمرأة الواحدة في السيارة , إلا أن يكون محرما لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) . أما إذا كان معه امرأتان فأكثر , فلا بأس لأنه لا خلوة حينئذ بشرط أن يكون مأموناً وأن يكون في غير سفر".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " ركوب المرأة وحدها مع السائق غير المحرم ، محرم بلا شك لأنه خلوة .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) . وهذا أخطر من كثير من الخلوات التي لا إشكال فيها , لأن هذا السائق بيده التصرف في السيارة المركوبة ، فيمكنه أن يذهب بها إلى حيث شاء ثم يلجئها إلى ما يريد من الشر . وكذلك هي ربما تكون فاسدة أو يغريها الشيطان بسبب خلوتها مع هذا الرجل فتدعوه إلى أن يخرج بها إلى مكان ليس حولهما أحد , فيحصل الشر والفساد . أما إذا كان معها امرأة أخرى وكان السائق أميناً , فإن هذا لا بأس به , لأن هذا لا يعد خلوة . وعلى هذا فالواجب على المرأة إذا كانت تحتاج أن تذهب إلى السوق أو المدرسة أن تصطحب معها امرأة أخرى إذا لم يكن هناك محرم . والواجب على النساء وأولياء أمورهن أن يتقين الفتنة وأسبابها حتى لا يحصل الشر والفساد".
ومعنى ذلك أن تعدد النساء أو تعدد الرجال يمنع تحقق الخلوة الشرعية المحرمة عند الحنفية وعند بعض الشافعية .
ويستثنى مما سبق أهل الريبة ، أي أن وجودَ عدد من الرجال الذين لا ثقة بدينهم وأخلاقهم ، لا يمنع الخلوةَ ، وكذلك وجود عدد من النسوة سيئات السلوك ، لا يمنع الخلوةَ ، بل ربما ساعد العددُ هؤلاء وهؤلاء على الفساد.
والله وحده أعلم بالصواب .

113- لا تحكم بالسماع من طرف واحد فقط :
ينبغي للعاقل – وهذا واجب شرعا – أن لا يحكم بما يبدو له من استرحام الباكي المتظلم وتشكيه وكثرة تلونه وتقلبه وبكائه,وكما يقول المثل الذي مفاده أنه : " إذا جاءك متظلم يشكوا شخصا ويدعي أنه فقأ له عينا فلا تحكم له بدون أن تسمع من الآخر فقد يكون الآخر مفقوء العينين معا". ومهما بدت لك الحقيقة واضحة جلية من خلال السماع من طرف واحد فاعلم أنك يمكن أن تكون واهما.وليس شرطا أن يكون الطرف الأول دوما كاذبا فقد يكون مخطئا فقط.وليس شرطا أن يكون الطرف الأول دوما سيئ النية,فقد تكون نيته حسنة . إنك لن تعرف – في كل الأحوال – الحقيقة كاملة غير منقوصة إلا من خلال السماع من الطرفين .

114- لماذا كثرة الكتابة عن المرأة ( بالمقارنة مع الكتابة عن الرجل ) ؟ :

بغض النظر عن أسباب هذه الظاهرة الكثيرة والمتعددة والمتداخلة فأنا أعتبر بأن هذا شرفٌ للمرأة , وهو ليس سيئة من سيئاتها . إن الرجل مهتم بالمرأة كما أنها هي مهتمة بنفسها . ولا يهتم الناسُ غالبا إلا بمن هو"مهم". ثم إنني أظن بأن سبب الاهتمام الزائد بالمرأة وبالكتابة عنها هو أن المرأة لغزٌ , وأما الرجلُ فهو مكشوف وواضح أكثر وإلى حد كبير . هذا أمرٌ يؤكدُ عليه علماءُ النفس والأطباء والفلاسفة وعلماء الإسلام منذ خلق الله البشريةَ وإلى اليوم . المرأة غريبةٌ وعجيبة , وحتى المرأةُ لا تـعرفُ المرأةَ وحقيقتها وكنهها , أي لا تعرفُ نفسَها . إن المرأةَ - مهما كانت متفوقة وذكية وكيسة وفطنة ومختصة - فإنها لا تعرفُ عن المرأة إلا الأقـل , وأما الأكثرُ فإنه كان ومازال غامضا , وربما سيبقى غامضا إلى يوم القيامة . ومنه كتبتُ أنا أيام زمان ( منذ حوالي عامين ) موضوعا طويلا جدا يشتمل على 55 عنوانا أسميته " المرأة الكائن اللغز : قل من يعرفُـها " . وكونُ المرأة " لغز " لا علاقة لهُ أبدا بسيئات المرأة أو بضعفها , وإنما هذه هي طبيعتها التي خلقها الله عليها .وأنا أظن أن من أسباب قوة المرأة الخفية أنها لغزٌ , من الصعب جدا التعرف عليها .والله وحده أعلم بالصواب.

115-رضا الله أولى : قيل :
"إن الأجرب عندما يرتدي ثوبا غاليا جميلا قد يستر علته حينا , لكن ذلك لا يشفي سقامه . وهكذا نرى الذين يؤدون مراسيم العبادات ولا يهذبون أنفسهم". ما أكثر ما تجد في الحياة من يعرف عن نفسه بأنه ساقط هابط – أكرمكم الله – عند الله وعند الناس , ومع ذلك تجده يفرح عندما يذكره أحد الناس المتملقيـن أو الجاهلين بخير . ( إما لأنهم مازالوا لا يعرفونه أو لأنهم يطمعون فيه أو يخافون منه ) . يجب أن نعلم أن المستقيم ستظهر حقيقته وسيحبه الناس ولو بعد حيـن , وأن المنحرف سيظهر انحرافه وسيبغضه الناس ولو بعد حين . كما يجب أن نعلم أن رضا الله ليس أبدا مرتبطا بالمشهور أو المغمور , فقد يرضى الله عن شخص لا يعرفه أحد ما دام مؤمنا وصالحا , وقد يبغض الله شخصا تسمع به الدنيا كلها لأنه عاص وجاحد لفضل الله عليه .

116-حافظ أيها المعلم على ابتسامتك :

ملاحظة : كل شيء إذا زاد عن حده يمكن جدا أن ينقلب إلى ضده , ومنه فعلى الأستاذ أن لا يبالغ في الانبساط مع التلاميذ حتى لا يفهموا طيبته بأنها ضعف منه , وحتى لا نضطر في يوم ما لأن نقول له " يا أستاذ لا تكن لينا مع التلاميذ فتعصر " .
إذن حافظ أيها المعلم على ابتسامتك – بدون مبالغة – وعلى هدوء أعصابك , واعلم أن غياب ابتسامتك يعني غياب أجمل وأرق وأقوى وسيلة اتصال بينك وبين تلميذك . ويلاحظ للأسف الشديد أن بعض المعلمين يفقدون أعصابهم لأتفه الأسباب ، فيخرج الواحد منهم من القسم منهك القوى وكأنه خارج من معركة حامية الوطيس ( مع أنني أُسلم بالمتاعب الضخمة التي يعاني منها المعلم أثناء أدائه لدوره التعليمي والتربوي ) . وأنا أوصي المعلم أن يلتزم الهدوء وأن يدرب نفسه على ذلك تدريجياً وأن لا ينفعل لأي حادث يحدث من التلميذ . وعليه أن يعلم بأن هدوء الأعصاب يُنـتج تعقلاً وروحاً مرحة جذابة وقادرة بإذن الله على إذابة جليد المشكلات والأزمات، وقد أوصى بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم :" لا تغضب..لا تغضب .. لا تغضب تدخل الجنة". وبالمناسبة أقول بأن هناك بعض الأساتذة والمعلمين يشتاق التلاميذ طيلة السنة الدراسية إلى ابتسامة واحدة منهم فلا يظفرون بها , وقد يكون السبب هو التأثر المبالغ فيه للأستاذ بمشاكل التعليم والتلاميذ مهما كانت بسيطة وقد يكون السبب هو طبع خاص (جفاء وبرودة وثقل ظل ) عند الأستاذ جاء معه من صغره . وإذا عاش التلاميذ مع أستاذ من هذا النوع فلا لوم عليهم إذا كرهوا مع الوقت المادةَ التي يُدرسُها هذا الأستاذ وكرهوا كذلك أستاذَ هذه المادة .

117- عن المُحسن إلى زوجته الذي يُتهم بأنها غلبتهُ :

هناك بعض الرجال الذين بسبب حسنِ معاملة الواحد منهم لزوجته يـُـتَّـهم بأنه مغلوبٌ من طرفها , سواء اتهمهُ أهلُـه أو بعضُ الناس . وهؤلاء يجب أن يقولَ لهم كلُّ واحد منا :
1- " أثبت يا هذا على ما أنتَ عليه من معاملة حسنة لزوجتك ومن عشرة طيبة لها , ولا يُهمك ما يقوله الغيرُ عنك من كذب وزور وبهتان".
2- " إعمل يا هذا بهدي الإسلام في الكتاب والسنة ولا تُهمك اتهامات الجاهلين والمُبطلين".
3- "حاول يا هذا أن تُـقنعَ من تراه مستعدا للسماعِ منك , أن تُقنعهُ بالفرق بين كونك مغلوب من طرف زوجتك وبين كونك تُـحسنُ معاملتَها وتُعاشرها عِشرة طيـبـة " .
4- "وأما من تراه يكذبُ عليك ويتهمُـك بالباطل ولا يقبلُ في المقابل أيَّ نقاش معك , فلا تهـتمَّ بـه وأعرض عنه لأنه جاهل والإعراضُ عن الجاهلِ أحسنُ جواب له " .
5- " ولا تنس أيها الزوج المُحسن إلى زوجتِكَ أن حبلَ الكذب قصيرٌ , وأن الحقيقةَ فقط هي التي تجرحُ وأما الكذبُ فلا يليقُ أن يُقلقنا كما لا يليق أن نهتمَّ به" .
ملاحظة : نحن لا نتحدث هنا عن المغلوب فعلا من طرف زوجته , فهذا شخص لا يحترمه أحدٌ ولا يُـقدِّره أحد ولا ... وحتى زوجتُـه لا تحترمه ولا تُـقدِّره . لماذا ؟ لأنه ذكرٌ ولكنه ليس رجلا ولا يشبه الرجل لا من قريب ولا من بعيد . وإذا سألنا سائلٌ كريم فقال"ولكن حتى المغلوبة من طرف زوجها هي شخصٌ لا يحترمه أحد ولا يقدره أحدٌ "!.
فيجبُ أن نقولَ لهُ : الأمرُ بين الرجل والمرأة يختلفُ . المغلوبُ من طرف زوجته فقدَ القوامة على زوجته
" الرجال قوامون على النساء " , ومنه فإنه لن يجد أحدا يحترمه . وأما عن المغلوبةُ من طرف زوجها فإن كان المقصود بذلك أنه ليست لديها شخصية أو أن شخصيتها ممسوخة بحيث هي تذوبُ في زوجها طمعا فيه أو خوفا منه أو ما شابه ذلك ... فهذا أمرٌ مذموم بطبيعة الحال , وهو أمر سيء بلا شك .ولكن إن كان المقصود بكونها مغلوبة من طرف زوجها أنه هو القوام عليها وهي راضية بذلك طمعا في الأجر من الله ثم حبا وإحسانا إلى زوجها , فهذه امرأة فاضلة بأتم معنى الكلمة , وهي المرأة التي يريدها كل رجل مؤمن لنفسه . وخضوع هذه المرأة أو هذه الزوجة لزوجها واستسلامها له عندئذ يصبح محمودا , وهي مشكورة عليه , وتؤجر عليه عند الله تعالى وتسعدُ به بإذن الله تبارك وتعالى.
والله أعلم بالصواب.نسأل الله أن يبارك لكل زوج في زوجته وأن يبارك لها فيه وأن يجمع بينهما في خير آمين.

118-بين العامية والفصحى :
قبل كل شيء الدارجة هي لغة الجهل وليست بلغة الثقافة ولا لغة الغنى واليسار كما يقول البعض من أعداء اللغة العربية الفصحى الذين يخافون أن يكشفوا عن عدائهم لها أمام الناس خوفا من الفضيحة والانتقام . لذا فإننا إذا عطفنا على العامية فإننا نعطف على الجهل ونستبقيه ونستزيده . ونحن لا ولن نـخفف من وطأة الفقر ذرة واحدة بتغليب عبارات الجهالة على العبارات التي تصاغ بها آراء المتعلمين والمهذبين . إنما علاج مشكلة الفقراء والبسطاء من الناس أن يرفع مستوى تفكيرهم وتعليمهم وتهذيبهم أولا , ثم يرتفع بشكل تلقائي وعفوي بإذن الله مستواهم المعيشي والاقتصادي .
ويجب – من جهة أجرى - أن نفرق بين اللغة الفصحى التي " يفهمها كل العرب " واللغة الصعبة التي لا تفهمها إلا الأقلية , إذ ليس كل فصيح صعبا ولا كل عامي ركيك سهلا على سامعيه . وكذلك يجب أن نذكر أن العظات إنما تتلقى بالخشوع والتوقير , ولا يتم ذلك كما ينبغي إلا بالحديث باللغة الفصحى مهما كانت بسيطة. وإذا اعتذر البعض من دعاة اللهجة العامية من الإعلاميين أو السياسيين عن محاولاتهم لنشرها بالقوة أو بالطرق السلمية بأن " الجمهور عايز كده" كما يقول إخواننا المصريون , فإنهم واهمون أو كاذبون :
- لأن أغلبية الجمهور في الجزائر أو في بقية بلدان العالم العربي الإسلامي يريدون الفصحى حتى ولو لم يفهموها تماما في البداية , إنهم يريدونها لأنها تجمع كل العرب ولأنها لغة القرآن , ولأنها لغة أهل الجنة .
- ومع ذلك حتى لو أراد الجمهور العامية , فالواجب علينا أن نرفعه إلى الأعلى لا أن ننـزل نحن إليه .
والله أعلم بالصواب . نسأل الله التوفيق والهداية والصلاح آمين .

119- القراءة عادة نسيناها :

1- هي عادة نسيناها : في حين ورثها عنا الغربيون فأحسنوا رعايتها حتى جنوا ثمارها تقدما علميا مذهلا لا ينكره إلا جاحد,في حين بقينا نحن نبحث عن البدائل اليسيرة للقراءة على التلفزيون والإذاعة والفيديو و...فألفنا الكسل واستسغنا اللقم الباردة وأصبحت أدمغتنا أوعية حفظ محددة الصلاحية , ضعيفة ومتعبة. والقراءة عادة تبذر في تربة النشء الخصبة لتورق فكرا قويما وتثمر نجاحات باهرة في مستقبل الأيام فأين القراءة من نشئنا وأين منا النجاح؟.إن على المعلم (وكذلك على الوالدين) مسؤولية كبيرة في تحبيب القراءة والمطالعة للتلميذ بالطرق والوسائل المختلفة.يـجب أن يعرف التلميذ أن المطالعة هي شرط لا بد منه للنجاح في أي سن وفي أية مادة وفي أي مستوى وفي أية شعبة,كما يجب عليه أن يعلم بأن الوسائل الأخرى للتعلم مهما كانت مهمة كالتلفزيون والإذاعة والفيديو والكمبيوتر و.. لا يجوز أبدا أن تكون بديلا عن المطالعة في كتاب أو مجلة أو جريدة أو..يجب أن يتوفر في كل مكان مكتبات:في البيت وفي المؤسسة التعليمية وفي البلدية وفي ..ويجب أن يُشجِّعُ المعلمُ تلاميذَه على القراءة والمطالعة في كل مكان سواء في موضوعات تتعلق بدراستهم أو بدينهم أو بالثقافة العامة الواسعة .
2- خطوات هامة لمعرفة قدرات أبنائك : يقول الدكتور د.علي الخبتي "وإليك بعض الخطوات الهامة من أجل أن تعرف قدرات أبنائك وماذا تتوقع منهم ، وما الذي يجب أن تقدمه لهم في كل مرة تقرأ لهم : أولاً : يجب أن تتاح للطفل الفرصة للإمساك بالكتاب , وهذه الخطوة تمكن الطفل عند بلوغه سنة واحدة من اكتشاف الكتاب كمادة محسوسة ، وهذا إنجاز كاف عند هذه السن . ثانياً: عندما يكمل الطفل السنة الثانية ، فإنه من الممكن تشجيعه وأن نطلب منه الإشارة إلى صور وأسماء الأشياء . ثالثاً : عندما يبلغ الأطفال سن الثالثة يمكن دفعهم للمشاركة في قصة تقرأ عليهم ، كما يطلب منهم وصف أحداث صفحة واحدة بعد قراءتها لهم . رابعاً: بعد السنة الرابعة ، يستطيع الأطفال تعلم سرد قصة مبسطة ، والمشاركة في القراءة والكتابة وذلك ضمن برنامج لعبهم . خامساً : في سن الخامسة وما فوق فإن الأطفال الذين يعرفون الحروف والأصوات يمكن أن يطلب منهم التعرف على الحروف والكلمات في الصفحة ، ويمكن استخدام صور وبطاقات عليها حروف لمساعدة الأطفال على التدرب على مهارات الكتابة " .3- خطوات لجعل القراءة مادة تثري خبرات الأطفال : ثم قال الدكتور " فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن تجعل من القراءة مادة تعليمية تـثري خبرات الأطفال بصرف النظر عن عمر الطفل : 1-يجب حمل الطفل في الحضن في أثناء القراءة وإتاحة الفرصة له للمس الصفحات وتقليبها كأسلوب من أساليب المشاركة. 2-يجب إشراك الطفل وربطه بما يقرأ له عن طريق طرح الأسئلة ذات الإجابات المفتوحة مثل ذلك : ماذا يحدث الآن , ما الذي سيحدث بعد ذلك في رأيك ؟ 3- التخطيط لجعل قراءة كتاب أو قصة حدثاً مميزاً في اليوم ، يجب التطلع إليه وانتظاره بفارغ من الصبر . ولهذا يفضل تخصيص ركن خاص في المنزل للقراءة حيث تحضن الابن أو الابنة فيه ليبدأ الحدث المميز. 4-يجب تشجيع الطفل على تمثيل بعض الأدوار في قصص تمت قراءتها معه وتكون مألوفة لديه ، ويستخدم فيها بعض ألعابه وبعض موجودات المنزل ، وتشجيعه على ذلك لإكسابه سعة الخيال والقدرة على التفكير. 5-وأخيراً وطفلك يتقدم نحو إدراك الرابط بين اللغة المكتوبة والقصص ، لا تقلق للأخطاء التي يرتكبها بقدر حرصك على تشجيعه على بذل الجهد والحصول على أفكار جديدة ، لأن ذلك هو السبيل لإكسابه القدرة على التفكير والإبداع ، وتذكر دائماً أن وراء كل قارئ جيد دعماً من والد أو عطاء من مهتم .4- حب القراءة ينبع من البيت : يقول جدسن كلبرث " إنه بالرغم من أن المدرسة تلعب دوراً هاماً في تنمية حب القراءة لدى الأطفال إلا أن الوالدين يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم . فإذا لم يكن البيت غنياً ومفعماً بالقراءة مملوءاً بالكتب ، فإن ارتباط الأطفال بالقراءة سيكون احتمالاً ضعيفا .ً تعويد الأطفال القراءة يجب أن يبدأ مبكراً وقبل وقت طويل من التحاق الأطفال بالمدارس ؛ لأن الدراسات والأبحاث أثبتت أن مهارات القراءة التي تم اكتسابها مبكراً وثبت وجودها لدى أطفال الصف الأول ابتدائي هي نفسها التي يعود إليها ارتفاع درجات القراءة لدى طلاب الصف الثالث الثانوي .

120- نصيحةٌ للزوجة ونصيحةٌ أخرى لأهل زوجها :
هذه نصيحةٌ ثمينةٌ وبسيطةٌ وبديهية في نفس الوقت أهديها لكل زوجة وكذا لكل أهل زوج :
1- أما بالنسبة لأهل الزوج – من إخوة وأخوات وأب وأم - فنقول لهم " إن كنتم بالفعل تُحبون أخاكم أو ابنَـكم فيجبُ أن تُحِبوا زوجـتَـه . وأما لو قلتم : [ نحن نحبه ولكننا لا نحبُّ زوجـتَـه – بلا ذنب حقيقي ارتكبته هي – ] فإن هذا الكلامَ منكم وإن هذا الموقفَ منكم لا قيمة له شرعا أو عقلا أو منطقا أو عرفا أو ... وإن فيه من الأنانية ومن الظلم ما فيه".
2- وأما بالنسبة للزوجة فنقول لها " إن كنتِ بالفعل تُحِـبـيـن زوجَكِ فيجبُ أن تُحبي أهلَـهُ . وأما لو قلتِ : [ أنا أحبُّ زوجي ولكنني لا أحبُّ أهلَـهُ - بلا ذنب حقيقي هم ارتكبوه - ] فإن هذا الكلامَ منكِ وإن هذا الموقفَ منكِ لا قيمة له شرعا أو عقلا أو منطقا أو عرفا أو ... وإن فيه من الأنانية ومن الظلم ما فيه".
والله أعلى وأعلم . نسأل الله أن يُـغَـلـبـنا على أنفسِنا وعلى الشيطانِ آمين .

ليست هناك تعليقات: