الاثنين، 15 يونيو 2009

الخواطر من 291 إلى 300 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

291-بعض النساء يلبسن لباسا مشقوقا من الأسفل أو مفتوحا على الصدر بحيث يبدي شيئا من الثديين أو على الظهر بحيث يُظهر ما بين الكتفين أو لباسا يبين شيئا من الذراعين , أو... ما حكم الإسلام في هذا الحجاب ؟
ج : كل ذلك مناقض لما يجب أن يكون عليه الحجاب الشرعي الذي من شروطه أنه يستر الجسد كله إلا الوجهين والكفين ( عند بعض الفقهاء ) . والمرأة إذا ظهرت بهذا اللباس أمام أجانب تعتبر آثمة وعاصية , وأغلب ما يدفع نساءنا وبناتنا إلى ارتداء مثل هذا اللباس هو التقليد الأعمى للغير وخاصة الغرب الكافر أو الفاسقات الفاجرات المشهورات من فنانات ومطربات و ...
نسأل الله أن يحفظ لنا نساءنا وبناتنا وأخواتنا وزوجاتنا , آمين .
292- ما هي شروط جواز عمليات التجميل ؟
ج : إن عمليات التجميل نوعان : الأول لإزالة العيب الناتج عن حادث أو كان خلقة كأصبع زائدة أو شيء زائد ، فهذا لا حرج فيه حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قطعت أنفه أن يتخذ أنفاً من ذهب . والثاني هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب ولكن من أجل زيادة الحسن ، وهو محرم لا يجوز ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنصمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله ". متفق عليه ،لأن ذلك كان من أجل زيادة الحسن لا لإزالة العيب فيكون من التغيير لخلق الله , وهو من عمل الشيطان . قال تعالى: "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " النساء: 119. لكن إذا كان الأنف مثلا كبيراً عن المعتاد بحيث يشوه الخلقة ويمكن إزالة التشوه من غير إحداث ضرر آخر ، فلا حرج في إجراء عملية جراحية له . هذا والله أعلم .
293- ما حكم جلوس المرأة بالشورت في البيت , وما الرأي في القول بأن الملائكة تستحي من النساء العاريات , فلا تدخل المنزل الذي توجد فيه هؤلاء النسوة ؟.
ج : جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مما مَلَكَتْ يَمينُكَ " ، فَقَالَ :- أي الراوي- الرّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرّجُلِ ؟ قالَ : إن اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ ، قلت : فالرّجُلُ يَكُونُ خَالِياً، قالَ : فَالله أَحقّ أَنْ يستحيا مِنْه ُ ". ففي الحديث ما يدل على وجوب ستر العورة في جميع الأوقات إلا في قضاء الحاجة وعند إتيان الرجل زوجته , وهو يدل على أن ستر العورة واجب عن جميع الأشخاص إلا للزوجة والزوج وما احتيج إليه كالطبيب . وعورة المسلمة بالنسبة لمحارمها من الرجال هي الجسد كله إلا الساقان والقدمان والذراعان والعنق والشعر والأذنان وكذا الوجه والكفان بطبيعة الحال . والواجب أن تبنى بيوت المسلمين على التستر والحياء والحشمة وأن ننأى عن السير في فلك الغربيين المستغربين , وقد أحسن من منع المرأة من الجلوس على تلك الحال . وأما الملائكة المطهرون " غير الحفظة " فلا يحضرون إلا الأماكن الطاهرة ولا يكونون إلا مع المؤمنين المتقين القائمين بأمر الله المحافظين على حدوده وأوامره . وغير الحفظة على المسلم أن يكرمهم ويستحي منهم فلا يتعرى أمامهم والحفظة منهم . روى الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله قال" إياكم والتعري ! فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم ".
294- فيم تتمثل الحرية الحقيقية للمرأة ؟
ج : أوسع النساء حرية أضيعهنَّ في الناس للأسف , وكما قال القائل : " هل كالمومِس أو الزانية في حريتها في نفسها وفي جسدها ؟ ". يجب أن نعلم أنه لا حرية للمرأة في أمة من الأمم إلا تصرفت في جسدها كما يحب الله لا كما تحب لها شهواتها ولا كما يحب لها السُّقاط من الرجال . وكذلك لا حرية للمرأة إلا إذا شعر كل رجل في هذه الأمة بكرامة كل امرأة فيها , بحيث لو أُهينت واحدة ثارَ الكلُّ لينتقم لها كأن كرامات الرجال أجمعين قد أهينت في هذه الواحدة . يومئذ تصبحُ المرأةُ حرة , لا بحريتها هي ولكن بأنها محروسة بملايين الرجال .
295- ما تأثير الطمع في المال على شرف المرأة ؟
ج : إذا أَمِنت المرأة من أن يغلبها الطمعُ ( في المال والمتاع والزينة ) على فكرها , سلِمت من أن يغلبها الطمعُ على شرفها وفضيلتها , لأن الرجل ينتهك شرف المرأة في الغالب من باب" المال " الذي هو نقطة الضعف الأساسية للمرأة في كل زمان ومكان . ومنه فلتحذر المرأة من أن تبيع شرفها بالمال فتخسر الدنيا والآخرة , وتثبت بأنها مغفلة حين استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير .
296- ألا يجوز للمرأة أن تمشي في وسط الطريق ؟
ج : الإسلام نهاها عن ذلك , لما في ذلك من لفت لانتباه الرجال إليها , ولقد ثبت أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال للنساء وهو خارج من المسجد ( وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق ) " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق .عليكن بحافات الطريق " , فكانت المرأة بعد ذلك تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . وما أشد حسرة الواحد منا عندما يرى الفرق الشاسع بين قوة استجابة الجيل الأول من الصحابة والتابعين لأوامر الله والرسول عليه الصلاة والسلام , وتخاذل الجيل الحالي من المسلمين أمام تعليمات الدين الحنيف .
297- ما هي شروط الحجاب الشرعي ؟! :
ج : الحجاب الشرعي يجب أن تتوفر فيه 8 شروط كما قال العلماء , هي :
1- أن لا يكون ثوب شهرة .
2- وأن يكون صفيقا لا رقيقا ( أي أن لا يكون شفافا ) .
3- وأن يكون ساترا لجميع الجسد ما عدا الوجه الكفين .
4- وأن لا يكون في حد ذاته زينة .
5- وأن لا يكون مجسدا لهيئة الجسم ( أي أن لا يكون ضيقا ) .
6- وأن لا يكون معطرا مبخرا .
7- وأن لا يشبه لباس الرجل .
8- وأخيرا أن لا يشبه لباس الكافرات .
وللأسف ونتيجة لأسباب متعددة ومتداخلة أصبح الحجاب في كثير من الأحيان غير مستوف لكل الشروط , ومنه فيبقى حجابا ناقصا .والمسؤولون عن ذلك متعددون مثل : وسائل الإعلام والمسجد والبيت والأب والأم والمربون بشكل عام و ... والفتاة أو المرأة في حد ذاتها .وعندنا في المؤسسات التعليمية على الخصوص فإن حجاب تلميذاتنا أشكال وألوان للأسف الشديد .نسأل الله الهداية لنا ولنسائنا جميعا , آمين .
298- ما الحكم في أن يمسك الرجلُ ( التلميذ أو الطالب أو العامل أو ... ) بيد الفتاة الأجنبية الزميلة التي تدرس أو تعمل معه وهو يتحدث معها حديثا بريئا ؟
ج : أما الحديث فقد تكلمنا من قبل عن حكمه في أكثر من مرة , وأما حكاية النية الحسنة فهي مرفوضة لأن نيتك قد تكون حسنة اليوم وقد تفسد غدا , وقد تكون نيتك حسنة ونية المرأة سيئة وهكذا... وأما مسك يد الفتاة أثناء الحديث فهو مرفوض شرعا مهما زعم الرجل أو المرأة بأن النية حسنة . إنه من الصعب جدا أن نصدق في هذه المسألة بالذات بأن النية حسنة عند كل من الرجل والمرأة إلا إذا كنا أغبياء لا نفهم من هذه الحياة شيئا أو كان الرجل والمرأة مريضين! . وأما مقارنة هذه المسألة بمصافحة الرجل للمرأة الأجنبية التي قلنا عنها من قبل بأنها مسألة خلافية في الدين ( وإن كنت شخصيا لا أصافح النساء الأجنبيات منذ ما يزيد عن ال 25 سنة ) فهي مقارنة بين أمرين مختلفين تمام الاختلاف , لأن المصافحة التي هي وسيلة تحية والتي تتم في بضع ثواني شيء ومسك يد المرأة الذي لا علاقة له بالتحية وقد يستمر ساعة أو أكثر من الزمان شيء آخر مختلف تماما .
والله أعلم بالصواب .
299- المرأة المتبرجة تقول في الكثير من الأحيان " نيتي حسنة من وراء تبرجي ". هل يُقبل منها ذلك ؟
ج : إن المرأة عندما تتزين وتخرج من بيتها , لا تفعل ذلك للظهور فقط بمظهر لائق معتنى به كما تزعم الكثيرات , وإنما تفعل ذلك لاصطياد الرجال أو لإثارتهم أو لكسب إعجابهم , ولكن النساء لا يعترفن بذلك لغيرهن , بل يمكن أن لا يعترفن بذلك حتى لأنفسهن , لأن من عجائب صنع الله في المرأة أن المرأة لا تعرف نفسها في الكثير من الأحيان .
إذن لا يقبل من المرأة تبرجها ولو ادعت أنه تم بنية حسنة , وإذا صدقت امرأة في هذه الدعوى فإن أخرى تكذب . ومن جهة أخرى فتبرجها حرام مهما فرضنا نيتها حسنة , لأن النية الحسنة لا اعتبار لها شرعا مع ما حرم الله تعالى . وعلى المرأة المتبرجة أن تعلم بأنها وقد عصت بتبرجها ربَّها فإن لنا 100 حقا وحقا في أن نشك في نيتها ونعتبر أنها تحب نشر الفتنة في أوساط الرجال خاصة إذا كان تبرجها فاضحا . صحيح أن المرأة في بعض الأحيان تتبرج لأن التبرج أصبح موضة معمول بها عند الكثيراتِ من النساء المحيطات بها , لكن لو كان هذا هو السبب الوحيد فلماذا لا تقلد الكثيراتِ كذلك ممن يحطن بها وهن متحجبات ؟ لماذا ؟!. والجواب هو كما ذكرتُ هو أن تبرجها يدل – غالبا- على فساد نيتها , وأنها تريد إثارة الرجل وإشعال النار في غرائزه المشتعلة أصلا , وإلا كيف نفسر أن الرجل الذي لا يثيرُ كشفُ صدرِه وساقيه وفخذيه إلا القليلاتِ من النساء وإلا في القليل من الأحيان فقط , نجده يستر عادة هذه الأجزاء من جسده سواء كان مؤمنا أو كافرا وسواء كان لوحده أو مع نساء ؟ . أما المرأة التي يثير الرجلَ كشفُ أي جزء من أجزاء جسدها ما عدا الوجه والكفين , بل إن رؤية الوجه والكفين من المرأة قد يكون مثيرا للرجل بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن نظرة الرجل إلى ذلك بأن (الأولى لك والثانية عليك ) .
قلتُ : أما المرأة التي تثير الرجلَ بهذا الشكل فنجدها للأسف الشديد تكشف ما نهاها الله عن كشفه وتكشف من جسدها هي ما لم يكشفه الرجل أمام المرأة من جسده هو , وتكشف ما تعلم يقينا أن كشفه مثير ومثير جدا للرجل. فكيف نفسر هذا التبرج من المرأة بالله عليكم يا رجال , ويا نساء ؟!.
300- ما نظرة الإسلام لامرأة تلبس سروالا وقميصا ( رجاليا ) ومعطفا وتلبس خمارا تستر به شعرها وعنقها وأذنيها . هل يعتبر هذا حجابا شرعيا ؟
ج : هذا اللباس هو أحسن بالتأكيد من عري ومن لباس شفاف أو ضيق أو قصير , لأن فتنة الرجال بهذا اللباس أقل من فتنتهم بالآخر . لكن من جهة أخرى فإننا نقول بملء أفواهنا بأنه حجاب لا يمت إلى الحجاب الشرعي بصلة لأن فيه تشبه للمرأة بالرجال . وأنا أقول دوما – جادا ومازحا في نفس الوقت - عن المرأة التي تلبس مثل هذا ( الحجاب! ) بأنها " رجل يلبس خمارا " ! .

الخواطر من 281 إلى 290 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

281- ما الحكم في صيام من أصبح جنبا حتى أذن مؤذن الصبح , هل صيامه صحيح أم لا ؟
ج : صيامه صحيح ولا غبار عليه , ومع ذلك يجب عليه الاغتسال بعد الأذان حتى لا تفوته صلاة الصبح في وقتها . ومع ذلك فإن من أصابته جنابة ( في رمضان ) وأصبح جنبا حتى طلع عليه الفجر, فظن إباحة الفطرِ فأفطر لا يعتبر آثما , لأنه معذور بجهله . أما من ناحية الصيام فإنه فاسد وعليه القضاء وجوبا .
282- هل حب الرجل للمرأة الأجنبية عنه , بمعنى حبه لها كما يحب الرجل زوجته , هل هذا الحب مشروع في الدين أم لا ؟
ج : أقول بداية بأن أعظم الحب وأساس كل حب سليم هو حب الرجل المؤمن أو المرأة المؤمنة لله عز وجل ثم أسأل قبل أن أجيب : ألا يحس كل رجل ( إلا من كان مريضا ) من بعد البلوغ وحتى يموت , بالميل نحو المرأة عموما أو نحو نساء معينات؟. وألا تحس كل امرأة ( إلا من كانت مريضة ) من بعد البلوغ وحتى وقت متأخر من عمرها , بالميل نحو الرجال عموما أو نحو رجال معينين ؟ والجواب حتما هو" نعم " أو " بلى ". وإذا كان الجواب ب " نعم " فمعنى ذلك أن هذا الميل وهذا الإحساس وهذا الشعور فطري وواقعي , ولما كان الإسلام دين الفطرة ولما كان دينا من خصائصه الأساسية : الواقعية , فالحب إذن بالمعنى المذكور سابقا يصبح مشروعا بكل تأكيد .
283- هل ننصح الشاب غير المتزوج بممارسة الرياضة أم لا ؟
ج : إن الرياضة وسيلة للإنقاص من الرغبة الجنسية القوية كما قلت من قبل وليست وسيلة لزيادة هذه الرغبة , لذلك ينصح الشاب غير المتزوج بالرياضة مع الصبر والصلاة والصيام ومع ... كوسائل للتغلب على الرغبة الجنسية القوية , في انتظار تمكن هذا الشاب من الزواج .
284 - ما الذي يترتب على فطر الحامل أو المرضع ؟
ج : أما الحامل فيجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرت فيها , وأما المرضع فتقضي وتطعم بعدد الأيام التي أفطرت فيها .
285 - هل العشق الذي نقرأ عنه في كتب السير والتراجم وفي القصص والروايات وفي كتب التاريخ وفي الشعر والقصائد , هل هو موجود بالفعل أم هو محض خيال ؟
ج : العشق بمعنى الحب المبالغ فيه من الرجل أو من المرأة , حقيقة موجودة في عالم الناس في كل زمان ومكان وإن كانت حقيقة نادرة الوجود , ولا ينكر وجوده إلا جاهل . والعشق بلاء كبير لا يتمناه لنفسه عاقل لأن الغالب أن شره أكبر بكثير من خيره . والعاشق إذا وجد طريقا إلى معشوقه فقد حُلت المشكلة (!) , أما إذا سُد الطريق أمامه بسبب أو بآخر , راجع إلى الطرف الآخر أو إلى أهل الرجل أو أهل المرأة أو ... فليس له إلا أن يعمل من أجل نسيان الآخر وإلا فقد يموت هما وغما أو قد يُجن أو ... ومما يساعده على النسيان صيام التطوع والنوافل من الصلوات والصدقة والإنفاق في سبيل الله والذكر والدعاء والتضرع إلى الله وزيارة المقابر ومحاسبة النفس والمطالعة الدينية وسماع الدروس الدينية , كما تساعد الرياضةُ الرجلَ كثيرا على النسيان . هذا وإذا كان العاشق رجلا فإن من أهم ما يسليه ويساعده على النسيان السعي من أجل التزوج من امرأة أخرى غير التي يعشق , وحتى ولو بدا له بأنه لن يحبها وبأنها لن تُنسيه معشوقته فإنه بإذن الله واهم . والله أعلم بالصواب .
286- ما الحكم في فتاة تلبس الحجاب لكنها في الصيف تذهب إلى شاطئ البحر لتسبح أمام الأجانب بلباس يكشف من جسدها أكثر مما يستر ؟
ج : هي مأجورة على حجابها وآثمة على تبرجها . وإذا صدقت المرأة في لبسها للحجاب فإن حجابها سينهاها عن كشف عورتها للرجال على الشاطئ في يوم من الأيام بإذن الله , وستندم عندئذ على كل لحظة كشفت فيها ولو شعرة من رأسها لأجنبي عنها من الرجال . اللهم اهدنا أجمعين .
287- ما حكم الإسلام في النمص ؟
ج : النمص هو نتف شعر الحواجب وترقيقها , وهو حرام . أما إذا زاد الشعر عن الحد الطبيعي بحيث أصبح يُقبح المرأة فيجوز الترقيق للصغيرة أو للكبيرة . إن رسول الله لعن النامصات والمتنمصات ، كما روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله : " لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله "، ثم قال : ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم . وجماهير أهل العلم يستدلون بهذا الحديث على تحريم النمص قليله وكثيره . وإنما يقوى الخلاف بين العلماء فيما لو تنمصت المرأة ورققت شعر الحواجب للتزين لزوجها وبإذن منه ، فبعض أهل العلم يجيز ذلك مستدلاً بقول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن الحِفاف فقالت للسائلة : إن كان لك زوج فاستطعتِ أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي . ويحمل الحديث على أن المراد به من فَعلَ ذلك للتدليس .
والله أعلم .
288- ما الذي يجب على الشاب ( أو الشابة ) الذي ما زالت الظروف المساعدة على الزواج ما زالت غير مواتية له ؟. ماذا يفعل ليكبح جماح شهوته حتى يتزوج ؟
ج : جزء من الجواب متضمن في السؤال , أي أن الشخص المؤمن يجب أن يكبح جماح شهوته ويمنع من إشباعها بالحرام حتى تتاح له الفرصة للزواج سواء كان رجلا أو امرأة . إن الصبر مطلوب شرعا وهو أمر لا مفر منه . وليكن شعار المؤمن هو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ". ويمكن للمؤمن أن يستعين فضلا عن الصيام بالصلاة والرياضة والمطالعة الدينية وشغل أوقات الفراغ فيما هو نافع دينا أو دنيا والاجتهاد في الدراسة أو العمل أو الاجتهاد في البحث عن عمل , وبالبعد عن الاختلاط بالنساء إلا عند الضرورة والتقليل من الحديث معهن وتجنب ملامستهن , واجتناب النظر إلى عورات النساء الأجنبيات , والحرص على عدم الاقتراب من ممارسة الاستمناء , و ... وعلى المؤمن أن ينتبه إلى :
ا- أنه لا يجوز أبدا أن نسمع لمن يقول بأن الكبت مُضر بصحة الإنسان بدنيا ونفسيا !!. إن هذا الكلام باطل شرعيا وطبيا وواقعيا , والحمد لله لقد عشتُ - وأمثالي ملايين وملايين- حوالي 15 سنة بعد البلوغ بدون معرفة أية امرأة أو ممارسة أي حرام مع امرأة , ثم تزوجتُ على كتاب الله وسنة رسوله , وما أُصِـبتُ لا بكبت ولا بما يشبه الكبت , بل إنني في أتم صحتي وعافيتي وإن من أهم ما أعتز به في حياتي هو أن صفحة علاقتي بالمرأة الأجنبية بيضاء تماما بإذن الله , ولله الحمد .
ب- إن الله يعوض للشاب إذا منع نفسه من الحرام وعمل من أجل تقوية نفسه روحيا , يعوض له بأكثر مما فقد بكثير : سكينة وطمأنينة وراحة بال وقوة عزيمة وإرادة وحلاوة إيمان يجد طعمها في قلبه و ... مما لا يمكن أن يتوفر لمن قضى شبابه منغمسا في أوحال الجنس الحرام والرذيلة .
جـ- إن الرجل إذا عاش نظيفا وطاهرا وعفيفا ثم تزوج نظيفا تنعكس نظافته بإذن الله إيجابا على حياته بعد ذلك مع زوجته وأولاده , خاصة إذا حرص على التعاون مع زوجته على طاعة الله. ولقد أخبر أكثر من رجل من هذا النوع الذي عاش ما قبل الزواج لزوجته ولزوجته فقط , أخبر عن نفسه بأن الحب بينه وبين زوجته بقي أو كاد يبقى لعشرات السنين كما كان في الشهر الأول الذي يسميه بعضهم " شهر العسل " .
د- ثم يجب أن لا ينسى الشاب ( وهو يجاهد نفسه لمنعها من الحرام ) أنه على قدر الجهد على قدر الأجر , وأنه " ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة " , وكما يُـقال عندنا في الجزائر " اللي عول على رمضان يعول على الجوع والعطش" , واللي عول على الجنة لا بد له من دفع الثمن ومن الصبر على الحرام واحتساب الأجر عند الله تعالى .
289- ما حكم الدين في تحدث التلميذ أو الطالب أو العامل أو ... مع زميلاته في الدراسة أو العمل بدون قصد سيئ منه أثناء الحديث ؟
ج : إن الأصل في خطاب الرجل للمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة , وألا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة بها في مكان منفرد . هذه هي الضوابط التي وضعها خالق الذكر والأنثى وهو أعلم بما يصلحهما
( ألا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير ) وأي اتصال بينهما لم تتوفر فيه هذه الضوابط قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه , والملاحظ للأسف الشديد أن أغلب حديث الرجال مع النساء في دنيا الناس اليوم لا تتوفر فيه هذه الضوابط خاصة في بعض المجتمعات , وكذلك فإن أغلب الفساد بين الرجال والنساء يبدأ من حديث غير منضبط ثم ... حتى ينتهي بالزنا أو مقدماته والعياذ بالله تعالى . والأفضل لكل واحد منا – رجلا كان أو امرأة - أن يميل في هذا الأمر بالذات إلى التشدد مع نفسه أكثر مما يميل إلى التساهل معها , إذا أراد السلامة لنفسه حاضرا ومستقبلا , في الدنيا وفي الآخرة .
290- ما الذي يجوز للرجل من المرأة بين العقد والدخول ؟ :
ج : أما قبل العقد الشرعي , ولو بعد الخِطبة فقد قلتُ من قبل بأنه لا يجوز له منها إلا النظر إلى الوجه والكفين ( عند من رأى بأن الوجه والكفين ليسا من عورتها ) . وأما بعد العقد وقبل الدخول فيجوز له منها كل شيء بما في ذلك الجماع , لكن مع ملاحظة ما يلي : ا- ليس كل ما يجوز شرعا هو الأفضل والأولى شرعا , إذ أن هناك كثيرا من الأشياء أجاز الدين فعلها , لكنه جعل الأولى تركها أو جعل تركها مستحبا . ب-عرفا : الكثير من المجتمعات لا تحب للرجل أن يتصل بالمرأة (أو أن يكثر من الاتصال بها) بين العقد والدخول , ولو كانت زوجته شرعا , وأنا أرى أن هذا عرف طيب يستحب احترامه . جـ - إذا جامع الرجل زوجته بين العقد والدخول أو اختلى بها على رأي بعض الفقهاء , فإنه إن طلقها بعد ذلك فإنه لا يستحق من المهر شيئا , أي أنه يجب عليه أن يعطيها المهر كاملا غير منقوص حتى وإن كان لم يُولم بعدُ أو لم يدخل بها بعدُ من خلال عرس ووليمة ( أي أن خلوة واحدة تكلفه مهرا كاملا ) , فلينتبه الرجل إلى ذلك . د- إذا استمتع بها بما دون الجماع بين العقد والدخول فإنه يُخاف عليه أن يتخلى عنها بعد أن قضى منها ما قضى , ويُفسخ الزواج ويقع الطلاق وتفسد العلاقة بين شخصين وبين عائلتين ويندم كل واحد منهما . وإن كانت المرأة هي الخاسرة بالدرجة الأولى معنويا , فإن الرجل هو الخاسر الأول ماديا لأنه يجب أن يدفع لها نصف المهر إذا طلقها بدون عذر شرعي . وفي كل الأحوال , إذا استمتع الرجل بزوجته بين العقد والدخول بطريقة أو بأخرى فإن ليلة الدخول التي يُفترض أن تكون أحسنَ ليلة في حياة المرء تصبح لا قيمة لها ولا طعم ولا لون ولا رائحة لها , لأنها تصبح ليلة يدخلُ فيها الشخص على آخر وقد رأى منه كل شيء من قبل وسمع منه كل شيء من قبل .
ثم ألخص بعضَ ما قلتُ : أما قبل العقد ولو بين الخطبة والعقد فالخلوة حرام وكذلك النظر إلى غير الوجه والكفين حرام وكذلك مس المرأة حرام , أما اللقاءات المتكررة وكثرة الحديث بدون لمس أو نظر محرم أو خلوة فإنه جائز ولكنني لا أنصح به لأن سيئات كل ذلك أكثر من الحسنات , هذا إن كانت هناك حسنات حقيقية لا وهمية . وأما بين العقد والدخول فلقد قلتُ بأن كل شيء جائز حتى الجماع مع ملاحظات ذكرتُها , ولكنني أنصح هنا بالتقليل من الاتصالات ومن اللقاءات ومن الحديث بين الزوجين في حدود الاستطاعة , لأن العرف السائد عند الآباء والأجداد والذي يُطلب منا احترامه يرفضُ كلَّ ذلك من الرجل والمرأة بين العقد والدخول , ولأن ليلة الدخول بعد ذلك تصبح لا قيمة لها كما قلتُ من قبل .
قال لي أخ كريم وفاضل " بل هناك من أهل العلم من ذهب إلى جواز النظر إلى ما هو أبعد من الوجه والكفين قبل العقد , وذلك كالنظر إلى شعرها مثلا لحديث " انظر إلى ما يدعوك لنكاحها " . وهذا دليل قوي على جواز ذلك , وبن حزم ممن ذهب إلى هذا القول . وأذكر أنني سألت الشيخ
" محمد شقرة " عن ذلك فقال لي " نعم يجوز له ذلك " .
ثم قال لي " بل لا يجوز له جماع المرأة بين العقد والدخول , لأن المسلمين عند شروطهم . ومن جامع فهو آثم لمخالفة الشرط , ولكن ليس لما فعل حكم الزنا . وذلك لأن هذا يترتب عليه مفاسد عظيمة " .
فأجبته قائلا :
1- أما من قال بأنه يجوز للرجل قبل العقد أن ينظر إلى ما هو أكثر من الوجه والكفين , فأنا أحترم قوله ولكنني لست مقتنعا أبدا به . أنا شخصيا أحترم قوله , لأنه قول قاله بعض العلماء , ولكنني لا آخذ به لأنني أرى في ذلك خطورة كبيرة وكبيرة جدا . ثم أنا أرى أننا إذا فتحنا ذلك الباب فإننا سنفتح على أنفسنا باب شر كبير , لأن كل رجل يمكن أن يدعي بأنه يريد أن يتزوج بفلانة ومنه فهو يريد أن يرى منها شعرها أو صدرها أو ساقيها أو ... ثم لا ندري إن كان سيكتفي بذلك أم سيطلب المزيد , ثم يمكن جدا أن يرميها بعد ذلك ويتنصل من كافة وعوده لها بالزواج. أما هو فلن يتأثر بعد ذلك دنيويا كثيرا , وأما هي فإن المجتمع الذي لا يرحم ربما سينتقم منها حين يزهد فيها وفي الزواج منها أغلبية الرجال , بدعوى أن فلانا رأى منها كذا أو كذا من جسدها ثم تركها , خاصة وأن الرجال عموما لا يتسامحون في مثل هذه الأمور إن صدرت من المرأة .وأنا شخصيا لا أقبل أبدا لرجل يطلب ابنتي للزواج ويقول لي " أنا أريد أن أرى منها كذا وكذا من جسدها حتى أطمئن إليها " أو " أنا أريد أن أرى منها الصدر أو الساق أو الفخذ أو ... حتى أطمئن " , وهكذا ...!!!. مما ستترتب عليه مفاسد حقيقية عظيمة لا أول لها ولا آخر . لن أقبل منه ذلك أبدا , خاصة وأن من قال بجواز النظر ( من الرجل الذي يريد أن يخطب لنفسه امرأة ) إلى غير الوجه والكفين من المرأة , قال بالجواز ولم يقل أبدا بالوجوب . ومنه فأنا أرى أن من اقتنع بالجواز هو حر أن يسمح لابنه أن يرى شعر المرأة إن أراد الزواج بها , وكذا أن يسمح لابنته أن يرى الأجنبي عنها شعرها إن أراد الزواج منها , ولكنني أنا شخصيا لن أسمح أبدا لابني أن ينظر إلى غير الوجه والكفين ممن يريدها زوجة له كما لن أسمح لأجنبي أبدا أن يرى من ابنتي غير الوجه والكفين من جسدها , مهما كان قصده حسنا .
أتمنى أن يكون كلامي واضحا .2- وأما عن جواز جماع الرجل للمرأة بين العقد والدخول أو عدم جوازه فهي مسألة خلافية : أنا قلتُ قولا وأنت قلتَ قولا آخر , وما دامت المسألة خلافية فلا يلام الشخصُ شرعا , إن أخذا بهذا القول أو بذاك . الكثير من الفقهاء المسلمين القدامى قالوا بجواز الجماع , وكذا من المعاصرين منهم بن باز رحمه الله قالوا بجواز الجماع كذلك . ثم هذا كلام غريب كيف نقول بأن الجماع حرام ولكنه ليس زنا ؟!. ما دخل الزنا هنا والمرأة هي زوجة الرجل وحليلـتـه ؟!. إن الزنا غير متبادر لأذهان الناس من الأساس , وهو غير متبادر كذلك في أذهان علمائنا وفقهائنا مهما كانوا متشددين ومضيقين . إن ذلك – أي بعد العقد - ( زواج ) بكل ما في الكلمة من معنى ومن مقتضى ، ويثبت به الولد إجماعا ، وتثبت به كل الأحكام ، إلا ما كان من قضية المهر تـنـصـيـفا . ومنه فإن هذا النفي للزنا لا ينبغي ولا يليق أبدا .ومع ذلك أنا أضيفُ , وهذا رأيي المتواضع الذي أعتبره صوابا ولكنه يحتمل الخطأ : أنا أرى تناقضا بين كلامك الأول والثاني , أخي الكريم : ا - أنت في الأول تدعو إلى التسامح والتساهل مع رجل أجنبي ليرى من المرأة غير الوجه والكفين , مع أنها قبل العقد ما زالت أجنبية عنه , حتى ولو كانت مخطوبة . ب- ثم أنت بعد ذلك تدعو إلى التشدد وعدم التسامح مع رجل يجامع امرأة أو يداعبها أو ... , مع أنها زوجته شرعا وزوجته الحلال , حتى وإن لم يدخل بها بعدُ .أنا أرى أن هذا تناقضا : الرجل يرى من أجنبية عنه غيرَ الوجه والكفين بدعوى أنه يريد الزواج منها ويمكن جدا أن يكون كاذبا عليها : يطلع على عورتها ثم يرميها غير متأسف على حالها , ثم نُـحرِّم بعد ذلك على رجل – بين العقد والدخول - أن يجامع امرأة مع أنها زوجته الحلال ؟!.ومع ذلك فرغم أنني قلتُ بأنه يجوز له أن يجامعها بين العقد والدخول , إلا أنني رأيتُ وأكدتُ على أن الأفضل أن لا يجامعها , وحتى أن لا يتصل بها ولو بالهاتف , أو على الأقل الأفضل أن لا يكثر من الاتصال بها بالهاتف أو بغيره .هذا ومع ملاحظة أنني أنا عندما تزوجت منذ 25 سنة لم أر زوجتي بين العقد والدخول إلا مرة واحدة , وفقط لبضع ثواني في البلدية ( أثناء العقد البلدي ) , ثم لم أرها بعد ذلك إلا ليلة الدخول , وأنا معتز بهذه الطريقة كل الاعتزاز .لو أتيحت لي الفرصة للزواج مرة ثانية لتزوجتُ بنفس الطريقة , لأنني أرى أنها الأحسن والأطيب والأكثر بركة " .
ثم أقول وأؤكد من جديد : لا يجوز اطلاع الرجل من المرأة على غير الوجه والكفين مهما كانت نيته ونيتها حسنة ولو كان قصد كل واحد منهما هو الزواج الذي هو نصف الدين . إن الغاية عندنا في الدين لا تبرر الوسيلة , بل إن الدين يأمرنا أن نقدم الأسباب النظيفة للوصول إلى غايات نظيفة . إن المرأة لو أطلَعت كل رجل ادعى أنه يريد أن يتزوج منها على عورتها المُخففة والمغلظة لحدث شر عظيم والعياذ بالله تعالى , لأن كل رجل عندئذ يريد أن يمتع نظره بالتفرج على عورة امرأة سيدعي لها بأنه يريد أن يتزوج منها , وإذا صدق واحد في ادعائه سيكذب عشرة أشخاص , وعورات النساء ستصبح مكشوفة لكل غاد ورائح !.
ثم إن الذي ينظر إلى عورة المرأة الأجنبية قد يكتفي بالنظر فقط وقد يطمع في أكثر من ذلك , وإذا طمع فيما هو أكثر من النظر وأرادت المرأة أن تقاوم فقد تقدر على المقاومة وقد لا تقدر . والذي تسمح له امرأة أن ينظر إلى عورتها باسم الزواج يزهد في الزواج منها غالبا بعد ذلك , لأنه يصبح ينظر إليها على أنها ساقطة لا تصلح أن تكون زوجة أو ربة بيت أو أم أولاد لأنها كما كشفت له ما كشفت بدون عقد شرعي يمكن أن تكون قد كشفت أكثر لغيره من الرجال الأجانب عنها . ومن المُضحكات المبكيات أن شابة سألتني في يوم من الأيام "خطيبي ( مازال لم يعقد عليها بعدُ ) يريد أن ينال مني ( بالجماع ) بدعوى أنه يحب أن يتعلم كيف يُجامع , فإذا تعلم وتأكد تقدم لخطبتي !!!. فهل أطاوعه على ما يريد أم لا ؟! ". وانظر أيها القارئ الكريم كيف يريد بعض الشباب الساقط استغلال سذاجة البعض من فتياتنا للتغرير بهن ولتدنيس شرفهن !.
وأنا أنصح المرأة أن لا تحتج في منع الرجل من النظر منها إلى ما لا يحل أو الاستمتاع منها بما لا يحل , أن لا تحتج باحتمال كون الرجل غير جاد في رغبته في الزواج , لأنه سيجيبها غالبا " أنا جاد والله , وأريد الحلال وأريد الزواج !. ذريني فقط أنال منك كذا ولا تخافي !" , وهو في الغالب يكذبُ عليها , لأن الرجلَ قد يكون مأمونا على كل شيء إلا على المرأة الأجنبية , والله ما خلق في الرجل شهوة مثل شهوة الجنس , ونقطة ضعف الرجل الكبرى هي دوما المرأة . ولكنني أنصح المرأة أن تحتج بالشرع والدين لأنه لا يقدر عندئذ على أي رد , وأن تحتج وهي شجاعة وجريئة
" إن الدين يمنعك ويُحرِّم عليك أن تنظر إلى شعرة من رأسي أو تمسها ما دمتُ أجنبية عنك , أي ما دام العقد الشرعي للزواج لم يتم بعدُ , وحتى ولو كنت خطيبتك " . ويجب على المرأة أن تُتبع القولَ بالعملِ فتمنع نفسها عنه إلا بالحلال . وإذا رفضتْ وانصرف هو عنها , فلا يجوز لها أبدا أن تتحسر عليه لأنه غالبا ساقط لا قيمة له.
والله وحده أعلم بالصواب .

الخواطر من 271 إلى 280 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

271 - من هن المحرمات من النساء على الرجل ؟
ج : كل امرأة يحرم على الرجل أن يتزوج بها حرمة مؤبدة أي مدى الحياة , هي من ذوات محارمه من النساء . وكل رجل يحرم على المرأة أن تتزوج به حرمة مؤبدة , هو من محارمها من الرجال . والمحرمات أقسام ثلاثة :
الأول : المحرمات بسبب النسب وهن 7 نسوة : " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ".
الثاني : المحرمات بسبب المصاهرة وهن أربع نسوة : زوجة الأب وزوجة الابن وأم الزوجة وبنت الزوجة.
الثالث : المحرمات بسبب الرضاع , وما حرم عن طريق النسب حرُم نظيرُه عن طريق الرضاع كالأم من الرضاع والأخت من الرضاع , وهكذا ...
272- هل هناك بالفعل فرق بين زنا الفتاة قبل زواجها وزنا الفتى قبل زواجه ؟
ج : من الناحية الشرعية لا يوجد أي فرق فالزنا حرام وكبير ة من الكبائر وجعله الله فاحشة وساء سبيلا , سواء اقترفه الذكر أو الأنثى . لكن من ناحية العرف السائد غالبا في مجتمعاتنا هناك فرق كبير للأسف الشديد , لأن نتائج الزنا قبل الزواج تلحق الأذى والعار بالفتاة أكثر مما تلحقه بالرجل خصوصا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية . ومن هنا فإن على الفتاة أن تصون نفسها أكثر من الرجل لأنها هي التي ستعاني آلام ونتائج ما اقترفته , أما الشاب فإنه يزني ويمضي في سبيله دون أن يناله نقد أو يطاله قانون , خاصة وأن القانون الوضعي في بلادنا يقول بأنه لا يُمنع إلا الاغتصابُ , وأما الزنا فلا بأس به مادام قد تم بالتراضي بين الرجل والمرأة !!!.
273- هل تصح صلاة ركعتين بين العريسين ليلة الدخول , لكن بدون وضوء أي بالتيمم فقط ؟
ج : إذا توفر الماء والقدرة على استعماله لم يصح التيمم . ومنه فالأفضل لمن خاف على وضوئه أن ينتقض إذا مس زوجته ودعا لها بالقبض على ناصيتها , الأفضل أن يُسلم مباشرة باللسان على زوجته ثم يدعوها لصلاة ركعتين ثم يجلس بعد ذلك معها ليدعو لها ويأكل أو يشرب معها شيئا ويتحدث إليها ثم ...
274 - هل يجوز حمل كتاب لتفسير القرآن من طرف جنب أو مسه أو المطالعة فيه ؟
ج :يجوز ذلك للمحدث ولو كان جنبا , لأن هذا الكتاب لا يسمى مصحفا عرفا وحكمه ليس حكم المصحف.
275- هل الأصل هو الحب والميل من كل جنس اتجاه الآخر أم الأصل هو انعدامه ؟
ج : هناك في الحقيقة فرق بين الميل والحب . أما الميل الذي يُحس به عموما كل جنس اتجاه الآخر فهو فطري فُطر عليه الإنسان والجن وكذا الحيوان , وهو مظهر صحة . إن الرجل الذي يرى امرأة جميلة فتُعجبه وتميل نفسه إليها ويتمنى لو أنها كانت حلالا له أو لو كان يجوز له شرعا الاستمتاع بها , إن هذا الرجل طبيعي وعادي وفي كامل صحته وعافيته , ولا لوم عليه ولا عتاب عليه ولا بأس عليه شرعا وعقلا ومنطقا . أما الرجل الذي يقول بأن المرأة مهما كانت جميلة ومهما رأى منها أو من جسدها ومهما استمع إلى صوتها فإنه لا يميل إليها , وقال بأن المرأة لا تعني بالنسبة إليه شيئا ولا تحرك منه ساكنا , وقال بأن المرأة وقطعة الخشب عنده سواء !. إن هذا الرجل إما كاذب لسبب أو آخر وإما مريض مهما كانت طبيعة وسبب مرضه . وواضح أن أجر الصحيح المعافى عند الله عندما تميل نفسه إلى المرأة ولكنه يمنعها عنها لوجه الله , أي لأنها حرام عليه ولا تحل له , إن أجره أعظم بإذن الله بكثير من أجر الرجل المريض الذي لا حاجة له إلى النساء ولا رغبة له فيهن ولا ميل عنده إليهن , وذلك لأن الله يعطي الأجر على قدر الجهد المبذول . وفي المقابل فإن الله يعاقب على فعل المعاصي غير المحببة للنفس أكثر مما يُعاقب على المعاصي المحببة للنفس . هذا عن الميل أما عن الحب الذي هو أعمق من الميل , وهو عبارة عن تعلق للرجل بامرأة معينة أو تعلق المرأة برجل معين قد يشتدُّ أو يخِف وقد يبقى حبا عاديا وقد يتحول إلى عشق وصبابة في القليل من الأحيان , فإنه يوجد عند أغلبية الرجال والنساء . وقد لا يوجد هذا الحب عند البعض من الجنسين بدون أن يكون غير المُحب مريضا يحتاج إلى علاج . أما المحبون فقد يحبون قبل الزواج وقد يحبون بلا زواج وقد لا يُحبون إلا بعد الزواج .
276- ما حكم الإسلام في تصوير النساء في الأعراس سواء من طرف رجل أو امرأة ؟
ج : تصوير النساء الأجنبيات في كامل زينتهن بالكاميرا العادية أو بالكاميرا فيديو من طرف رجل أجنبي عنهن أو حتى من طرف امرأة , ثم يتفرج عليهن العريس ( وهو أجنبي عن الكثير منهن ) مع أصدقائه وأقاربه وجيرانه ( وهم أجانب عن أغلبيتهن ) . هذا التصوير حرام ثم حرام بلا أدنى شك أو ريب . والناس عادة يعرفون أن ذلك حرام لكنهم يفعلون ذلك في الغالب من أجل إرضاء الناس أو المرأة أو اتباعا للهوى والنفس والشيطان .
الفعل حرام مهما فعله بعضهم بنية حسنة .والفعل حرام مهما تعود عليه الكثير من الناس .والفعل حرام مهما رضي به المصوِّر والمصوَّر على حد سواء .وكما أن الرجل لا يجوز له أن يطلع على صورة عورة أجنبية , فإن العريس كذلك لا يجوز له ذلك , ولا خصوصية أبدا شرعية للعريس في هذا الأمر بالذات .ثم يا ليت العريس يفكر قبل أن ينظر بعد العرس إلى عورات نساء أجنبيات حضرن عرسه , ولو لثانية واحدة , يا ليته يسأل نفسه قبل ذلك , ويجيبها بصراحة تامة " هل يقبل لغيره من الرجال مهما كان الواحد منهم عريسا , أن يطلع على عورات نساء أهله هو" ؟! . هل يمكن أن يقبل ذلك ؟!.والجواب معروف مسبقا وسلفا .نسأل الله الهداية والصلاح والعفاف لنا ولجميع المسلمين والمسلمات , آمين .
277- ما هو الفرق بين النقاب والخمار والحجاب ؟
هذه الألفاظ تدل على معنى واحد وهو الستر والتغطية ، إلا أن لفظ الحجاب أعمها فهو يشمل ستر جميع ما يجب على المرأة ستره وتغطيته من بدنها . وأما الخمار فهو ما تضعه المرأة على رأسها وتسدله على وجهها وعنقها عند وجود الرجال الأجانب ، كما في قوله تعالى : " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " النور :31 ، ومنه فالخمار أخص من الحجاب . وأما النقاب فهو ما فُصل لستر وجه المرأة وجعلت فيه فتحتان أو مساحة معينة للعينين .
278- لا تقُـلها مهما حدثتك نفسُـك بأن تقولها ! :
من الفروق الأساسية بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان له عقل يوجهه , وبه يهتدي إلى الإيمان الذي يُـصبح يقوده بإذن الله إلى ما فيه سعادة الدارين . وأما الحيوان فلا عقل ولا دين له , وإنما هي فقط غريزة تقوده وتوجهه .
وانطلاقا من ذلك أقول : يا ليتَ الواحدُ منا يضبط أعصابَـه ولا يقولُ كلَّ ما تحدثه به نفسُـه .
يا ليت الواحد منا يضبط أعصابه فلا يقول إلا ما يجوز له شرعا أن يقوله .
يا ليت الواحد منا يضبط أعصابه فلا يقول إلا ما يليق به شرعا أن يقوله .
وحتى إن لم نستطع أن نحاربَ حديثَ النفس السيء , وعزاؤنا أنه خواطر عابرة فقط وليس نيات سيئة منعقدة يحاسبنا الله عليها , وعزاؤنا كذلك أن الله لم يكلفنا ما لا نستطيعه وما لا نقدر عليه
بدليل قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعَـها ". قلتُ : إن لم نستطعْ أن نحاربَ حديثَ النفس السيء فيبقى مطلوبا منا شرعا وعقلا أن نحاربَ حديثَ اللسانِ السيء , فلا نقول به إلا ما يجوز وما يليق وما نسأل الله أن يجعله لنا يوم القيامة في ميزان حسناتنا لا سيئاتنا , أو على الأقل أن يجعله يوم القيامة لا لنا ولا علينا .
ا- حتى إن كنتُ مقصرا في عبادة من العبادات فلا يليق بي أن أنتقد ولو بطريقة غير مباشرة المجتهدَ فيها . حتى إن كنتُ مقصرا في صيام التطوع مثلا فلا يليق بي أن أقول لمن حولي ممن هو مجتهد في ذلك بلهجة غاضبة أو ساخرة " خَـلِّـيـنَـا ( أو دعـنـا ) من الصيام يا هذا , نحن لسنا في شهر رمضان "!!!.
ب- حتى إن كان الذي هو أمامي متشددا في الدين فلا يليق بي أن أنتقده أو أسخر منه ولو بطريقة غير مباشرة . حتى إن رأيتُ من يختم القرآنَ تلاوة مثلا خلال يومين فقط فلا يليق بي أن أقول له غاضبا أو مستهزئا " خلينا ( أو دعـنـا ) من قراءة القرآن يا هذا . إن الحياة ليست كلها قرآن " !!!.
جـ- حتى إن كنتُ مستعجِلا فلا يليق بي أن أنتقدَ أو أسخرَ – ولو بطريقة غير مباشرة - ممن يجتهد في عبادة من العبادات وكان متمهلا ومتأنيا فيها . لا يليق بي مثلا إن كنتُ مقبلا على سفر بعد صلاة الصبح وتأخرتْ زوجتي مع صلاة طويلة وخاشعة لصلاة الصبح , وكنتُ أنا أريدها وبسرعة أن تُـحضِّـر لي الفطورَ , لا يليق بي أن أقولَ لها ساخرا أو مُعـنِّـفا " خلينا ( أو دعينا ) من هذه الصلاة الطويلة . ليس هذا وقت قيام الليل يا هذه . هيا أسرعي وحضري لي ما آكله "!!!.
د- حتى إن رأيتُ أن شخصا معينا ( لي سلطة أدبية عليه ) يستغل عبادة من العبادات من أجل التكاسل في واجب من الواجبات الدنيوية , لا يليق بي أن أسخر منه بسبب من ذلك أو أستهزئ به . لا يليق بي مثلا إن رأيتُ أن ابني ( عمره 14 أو 15 سنة ) متكاسل في دراسته ومراجعة دروسه , وعندما طلبتُ منه أن يذهبَ في وقت من الأوقات لـيُـراجِعَ دروسَـه اعتذر إلي بأنه يريد الآن أن يصلي صلاة المغرب . لا يليق بي أن أقولَ له عندئذ معنفا وغاضبا " خلينا ( أو دعـنا ) من صلاة المغرب . ليس الوقتُ وقتَ صلاة , وإنما هو وقت مراجعة دروسك "!!!.
كل هذا ومثله كثير وكثير جدا , كله لا يليق عقلا وشرعا سواء كان خلاف الأولى أو مكروها أو حراما . هو لا يليق بالدرجة الأولى لأن فيه شبهة السخرية والاستهزاء أو على الأقل شبهة اللامبالاة وعدم الاهتمام اتجاه بعض شعائر الإسلام مثل الصلاة والصيام وتلاوة القرآن وذكر الله والدعاء وقيام الليل و... الخ ... هو كله لا يليق مهما كانت نياتنا حسنة وطيبة .
ومنه ما أحوجنا أن نضبط أعصابنا في هذه الأحوال خاصة , احتراما لشرع الله ومناسك الإسلام وكذا معاملة طيبة لخلق الله تعالى : طلبا للأجر من الله وحده , ثم التماسا لما فيه سعادة الدارين .
ولا ننسى أنه " كما تدين تدان " , ومنه فكما أنك لا تقبل من الغيـر أن يُـعنفك وأن يكون غليظا معك فكن أنتَ بدوركَ رفيقا ولينا مع الغيـر , وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . والله وحده أعلم بالصواب .
279- هل هناك فرق بين العفة الإرادية واللا إرادية ؟
ج :
من المحقق :
ا- أن العفة اللاإرادية قد تكون ضارة للغاية , والمثال عليها إذا كانت الزوجة رائعة الجمال فاتنة بحيث تثير في زوجها رغبة جنسية حادة , ولكنها لا تمكنه من إشباع هذه الرغبة وتلزمه بالالتجاء إلى العفة والصبر والكبت . إن العاقبة ستكون وخيمة على الزوج وقد ينشد عندئذ الاكتفاء الجنسي بوسيلة أخرى كممارسة العادة السرية أو مخالطة البغايا أو غير ذلك من الوسائل المحرمة .
ب- أن حالات العفة الإرادية نافعة ومفيدة بإذن الله ,كأن يتجنب الرجل الجنس أو يقلل منه من تلقاء نفسه وبإرادة منه , خوفا من عذاب الله وطمعا في رحمته أو دفعا لضرر ما أو جلبا لمصلحة معينة .
280- هل هناك فائدة في أن تحكي المرأة لزوجها ما يمكن أن تكون قد ارتكبته من أخطاء قبل الزواج مع رجال أجانب عنها ؟ .
ج : هذا عين الخطأ !. إنها بذلك تدمر حياتها الزوجية عن طريق زوجها بتطليقها أو بسوء معاملتها أو بالشك فيها أو باحتقارها أو ... وهي كلها نتائج سيئة يمكن أن تترتب على مصارحتها لزوجها . وإذا ظنت المرأة أنها بهذه الطريقة تُكوِّن الثقة فيما بينها وبين زوجها فإنها واهمة , وهي بذلك تقدم الدليل على سذاجتها الزائدة وجهلها الكبير بطبائع الرجال بشكل عام .

الخواطر من 261 إلى 270 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

261- يقال بأن الذي لا يزني حتى يتزوج قد يُصاب بالكبت الذي يبقى يعاني منه حتى يتزوج , أو يبقى يعاني منه طيلة حياته . هل هذا صحيح ؟
ج : صحيح أن على الشاب أن يبذل جهدا كبيرا حتى تمر عليه مرحلة المراهقة وبداية الشباب بدون أن ينحرف ويقع في الزنا . وصحيح أنه إذا أراد أن يتزوج وهو سالم ( من الأذى ) وغانم (للأجر ) , عليه أن يستعين بالله ثم بالصيام والصلاة والقرآن والذكر والدعاء والرياضة والمطالعة الدينية و ... ولكن إذا روعي ذلك من طرف الشاب المسلم فإن المقولة المذكورة في السؤال تصبح لغوا في لغو , وصدق الله الذي حرم الزنا , ولا يحرم الله علينا إلا ما يضرنا , وكذَبَ من خالفه ممن شجع على ما حرم الله . أما حكاية الكبت فهي حكاية فارغة يكذبها العلماء والأطباء وكذا ملايين المسلمين في العالم الذين تزوجوا وهم أطهار ولم يُصَب أحدهم بكبت أو بما يشبه الكبت , ولله الحمد والمنة .
262- ما المقصود بالكلام البذيء والفاحش ؟
ج : هو ذِكر ما يُستقبحُ ذكره بألفاظ صريحة . والمقصود بما يُـستقبح ذكره ما تعلق بالأعضاء التناسلية وكذا الاتصالات الجنسية بين الجنسين . وحتى يتجنب الشخص في حديثه الجاد عن الجنس والعلاقات الجنسية , حتى يتجنب الوقوع في الكلام البذيء بدون أن يشعر , عليه :
ا- إما أن يستعمل الألفاظ اللغوية أو الشرعية عوض استعمال ألفاظ " اللهجة الدراجة ".
ب- وإما أن يستعمل التلميح والكناية عوض التصريح .
وأذكر بالمناسبة أن بعض المرضى يخرجون في بعض الأحيان من عيادات بعض أطباء الأمراض النفسية أو الجنسية ( والحمد لله على أنهم قلة ) هاربين , لأنهم سمعوا من الطبيب وهو ينصحهم ويوجههم كلاما بذيئا فاحشا . نَعم صدر منه بنية حسنة , لكن النية الحسنة وحدها لا تكفي لأن المفروض في الطبيب أنه يعرف ماذا يقولُ وكيف يقولُ ؟!.
والكلام البذيء الفاحش لا يجوز للمسلم أن يقوله ولو كان وحده بينه وبين نفسه , كما لا يجوز أن يقوله ولو بينه وبين زوجته .
والله أعلم بالصواب .
263- ما العلاقة بين عفاف الزوج بعد الزواج وسعادة الزوجة ؟
ج : هناك علاقة وثيقة . إن من أشق الأشياء على نفس الزوجة أن تشعر بأن زوجها ليس عفيفا , فتارة ينظر إلى هذه وتارة يكلم هذه وتارة يسترسل في علاقة محرمة مع تلك و ... ويسقط الزوج من عين الزوجة وتشعر أنها تعيش مع رجل تحركه الأهواء والشهوات وقد يتخلى عنها إذا ذهب جمالها . وشتان شتان بين هذا وبين زوج يخاف الله ويغض بصره ويغلق على نفسه أبواب الفتنة ويعيش لزوجته ولها فقط ويتأسى بنبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام عندما عُرضت عليه الفتنة سهلة ميسورة فركلها بقدمه خوفا من الله عزوجل .
264- بماذا يُنصح الرجل حين يريد أن يعاقب زوجته بالهجر ؟
ج : إذا تحقق نشوز المرأة وعظها الزوج برفق وذكرها بما يقتضي رجوعها عما ارتكبته , فإن استمرت على النشوز هجرها في المضجع بألا ينام معها في فراش واحد أو ينام معها في نفس الفراش لكن يعطيها ظهره ( لكن في الحالتين يجب أن ينام معها في نفس البيت ) ولا يباشرها أو يجامعها , فإن لم يفد ذلك ضربها ضربا غير مبرِّح ( لا يكسر عظما ولا يشين جارحة ) إن ظن الإفادة .
ويمكن أن يُزادَ في الضرب إن ظن الإفادة . والترتيب السابق واجب شرعا . والهجر والضرب لا يسوغ فعلهما إلا إذا تحقق النشوز , أما الوعظ فلا يشترط فيه تحقق النشوز ولا ظن الإفادة .
ثم : يجب أن يكون الهجر بسببه الشرعي ثم يجب أن يكون مسبوقا بوعظ ثبت أنه لم ينفع .
وبعد ذلك يمكن أن يُقال للزوج : إذا هجرتَ زوجتَك فكن شجاعا واترك الهجر يأتي بفائدته ( وهو زجر المرأة عما هي فيه من نشوز ) , واحذر أن تهجرها يوما ثم ترجع أنت إليها تحت ضغط الجوع الجنسي , لأن المرأة إذا عرفت منك هذا الضعف مرة واحدة سقطت قيمةُ الهجر وفعاليتُه عندها , وأصبح غير ذي فائدة كوسيلة من وسائل معاقبة الرجل للمرأة أو زجرها .
265 - ما معنى أن العفة قد تؤذي وقد لا تؤذي ؟
ج : معناها أن هناك حالتيـن :
ا- إذا كان الشخص دائم التعرض للمثيرات الجنسية وكانت صحته ليست على ما يرام , فإن العفة قد تؤذيه . والمثال على ذلك شباب من الجنسين تعودوا على الاختلاط الفاحش ببعضهم البعض ثم التزموا جانب العفة . إن هذه العفة قد تضرهم حيث ينجم عن الغريزة الجنسية المثارة احتقان في المجاري البولية قد يتحول مع الوقت إلى حالة مرضية . ومن هنا فإن الدين يطلب منا أن نتجنب المثيرات الجنسية ما استطعنا , وذلك بأن نغض البصر ونبتعد عن الخلوة والاختلاط وسماع الغناء الخليع وقراءة القصص الغرامية وأن لا نخالط المنحرفين والعصاة من الرجال والنساء و…
ب - أما إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة ولم يتعرض لمثيرات جنسية عنيفة , فإن العفة لا تؤذيه لا من قريب ولا من بعيد . ومن هنا فإننا نسمع عن ملايين من الرجال في الثلاثين أو الأربعين من عمرهم لم يمارسوا الجنس مطلقا , ومع ذلك فإنهم يتمتعون بصحة عقلية وبدنية لا غبار عليها .
266- هل الأفضل أن يحكي الرجل لزوجته ما يمكن أن يكون قد ارتكبه من أخطاء قبل الزواج مع نساء أجنبيات عنه ؟
ج : لا ! ليس هذا هو الأفضل ,وإن كان ذلك لا يضر في الغالب . إن الأفضل هو أن لا يفعل الرجل ذلك حتى تبقى نظرة زوجته إليه أطيب وأحسن , ومع ذلك فحتى لو صارحها وفاتحها بأخطائه أو بخطاياه التي صدرت منه قبل الزواج مع نساء أجنبيات فإن المرأة لا يقلقها ذلك كثيرا . إنها بقدر ما تتسامح مع الرجل فيما يمكن أن يكون قد فعل قبل الزواج , فإنها مستعدة لتدمر كل شيء فوق رأس زوجها إذا سمعت به ارتكب ولو خطأ بسيطا جدا فيما بعد الزواج مع أية امرأة أجنبية عنه .
267- ما هي العورة أثناء الصلاة ؟
ج : العورة عند المالكية تنقسم إلى قسمين : عورة بالنسبة للصلاة وعورة بالنسبة للنظر .
أما بالنسبة للعورة أثناء الصلاة فتنقسم إلى قسمين كذلك :
ا- عورة مغلظة وهي القبل والدبر , فإذا ظهرت وانكشفت في الصلاة فإن الصلاة تكون باطلة ويجب إعادتها مطلقا وفي كل الأحوال , سواء خرج وقت الصلاة أو لم يخرج .
ب- وعورة مخففة وهي ما بين السرة والركبة ( من غير القبل والدبر ) , فإذا انكشفت في الصلاة كانت الصلاة مكروهة , وطُلب إعادتها في الوقت فقط .فإذا خرج وقتها سقط الطلبُ وصحت الصلاة بإذن الله تعالى.
268- هل تهتم المرأة عادة بزوجها أكثر أم بالأولاد أكثر ؟.
أما في بداية الزواج فالمرأة تهتم في العادة بنفسها وأولادها أكثر من اهتمامها بزوجها . ثم تصبح المرأة بعد ذلك في الشيخوخة أو قريبا منها أحنى على الرجل منها في الشباب , حيث يصبح اهتمامُها بالرجل هو ما يشغلها بالدرجة الأولى قبل الأولاد وربما قبل نفسها .
ونحن نتحدث بطبيعة الحال عن نفسية المرأة بشكل عام لا عن كل امرأة , وننبه في نفس الوقت إلى أمرين :
ا- المطلوب شرعا هو عدل المرأة مع نفسها وزوجها والأولاد سواء في بداية الزواج أو في سن متأخر من عمرها.
ب- الزوجة التي تخاف الله أقدر على تحقيق العدل ممن لا تخاف الله .
وكم أعجبتني كلمات طيبات قالتها أختٌ من الأخوات تعقيبا على موضوعي هذا . قالت " أغلب النساء تجتهدن وتصب الواحدة منهن جل اهتمامها في رعاية الأولاد وتربيتهم أحسن تربية في حدود استطاعتها , وتكرس حياتها كلها تقريبا لتحقيق هذا الهدف , ولكنها تنسى للأسف الشديد في خضم هذا الانشـغال , تنسى زوجها , وتكتشفُ متأخرة أنها قد أهملت جانبه وخسرت حياتها الخاصة معه . ومنه فإننا نجد – في الكثير من الأحيان - أن هناك فتورا وفجوة كبيرة قد تولدت بينها وبين زوجها كانت هي سببه حين أحسنت إلى أولادها وقصرت في حقه هو , واهتمت بأولادها وأهملته هو , وأحبت أولادها جدا وكادت تنساه هو . وتجد هذه المرأة نفسها في النهاية تحتاج إلى كثير من الترقيع وإعادة البناء لتستدرك البعض مما فاتها مع زوجها , وقد تقدر على ذلك وقد لا تقدر . لذا فعليها منذ البداية الحرص – إن أرادت إرضاء الله أولا ثم سعادتها وإرضاء زوجها ثانيا - التوفيق ما بين رعاية الأولاد وبين الإهتمام بزوجها واحتضانه , ولتعلم كل زوجة أن زوجَـها هو الذي يجب أن يأتي في المقام الأول لأن حقه الشرعي عليها أكبر من حقها هي عليه , ولأنه يعتبر الإبن الأكبر و ... الأثير ".
والله وحده أعلم بالصواب .
269- ما هو الحكم في رياضة البنت أمام أجانب عنها من الرجال ؟
ج : لا تجوز إذا كانت البنت بالغة أو تكاد , وإذا تمت الرياضة أمام الرجال الأجانب حتى ولو كانت تلبس الحجاب والنقاب , وذلك لأن حركاتها أثناء الرياضة واهتزاز جسدها وخاصة أجزاء معينة منه , إن كل ذلك من شأنه أن يثيـر الرجل الأجنبي . والدليل كما يقول العلماء هو قول الله
عز وجل "ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن ". والمسؤول الأول عن رياضة البنت في مؤسساتنا التعليمية ليست البنت ولا وليها , وإنما النظام الحاكم وكذا وزارة التربية التي تفرض - ظلما وعدوانا - على البنت أن تمارس الرياضة أمام الذكور الأجانب عنها .
270- ما عورة الرجل بالنسبة للرجل وما عورة المرأة بالنسبة للمرأة ؟
ج : لا يجوز أن ينظر الرجلُ إلى الرجل فيما بين السرة والركبة سواء أكان الرجل المنظور إليه قريبا أم بعيدا , وسواء أكان مسلما أو كافرا .
أما ما عدا ذلك كالبطن والظهر والصدر فإنه يجوز إذا أمن الناظر الشهوة . وخالف في ذلك بن حزم الذي رأى بأن الفخذ ليس عورة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -" الفخذ عورة ".
ومنه لا يجوز- عند الجمهور - لرجل أن يكشف جزءا من سرته إلى ركبته لا في رياضة ولا في سباحة ولا في تدريب ولا في حمام , وإن أمِن الشهوة . أما عورة المرأة مع المرأة إذا كانتا مسلمتين ( والغالب على نسائنا أنهن مسلمات ولو كن عاصيات ) فهي ما بين السرة والركبة مهما كانت المرأة المنظورة إليها قريبة أو بعيدة . ومنه يحرم على المرأة أن تنظر إلى فخذ ابنتها أو أمها أو جارتها أو قريبتها أو صديقتها لا في حمام ولا في عرس ولا في غيرهما .
قالت لي أخت من الأخوات معترضة " الشيح حامد العلى وكذا بن عثيمين وكذا عناصر اللجنة الدائمة في السعودية يقولون جميعا بأن عورة المرأة مع المرأة هي فقط مواضع الوضوء والزينة مثل الوجه والشعر والرقبة والكفان والذراعان وكذا القدمان . وأما القول بأن عورتها مع المرأة هو ما بين السرة والركبتين , فهو قول وإن قال به كثير من العلماء إلا أنه قول بلا دليل من الكتاب أو السنة " , فانتبه إلى ذلك شيخنا الفاضل والوقور رميته .
فأجبتها بقولي :
1-" الشيخ حامد عالم حفظه الله وبن عثيمين عالم رحمه الله وعناصر اللجنة الدائمة علماء بارك الله في علمهم , ولكن يبقون هم علماء وغيرهم مئات أو آلاف آخرون من العلماء كذلك على مر أكثر من 14 قرنا من الزمان . من أخذ من هذا فهو على دين , ومن أخذ من ذاك فهو على دين كذلك , ولا يلام شرعا أي واحد منهما .: 2-قال الشيح حامد العلى حفظه الله" وإن قال به كثير من العلماء ، ولكن ليس ثمة دليل يدل عليه من الكتاب والسنة " .وهذا الكلام عندي مرفوض , لأن فيه اتهام لكثير من العلماء ( مثل الإمام مالك رضي الله عنه وغيره من العلماء القدامى والمعاصرين ) بأنهم يقولون في الدين بلا دليل . وهذا أمر غير مقبول ولا مستساغ ولا مشروع ولا مفهوم ولا منطقي ولا ... لو كانوا يقولون في الدين بدون علم ولا دليل ما كانوا بحق علماء , وما كانوا ورثة أنبياء , وما كان المطلوب منا أخذ الدين عنهم . 3- ثم الله لم يطلب منا نحن العامة أن نناقش العلماء عن دليلهم , ولكن الله قال لنا " اسألوا أهل الذكر - أي العلماء - إن كنتم لا تعلمون" , وأما مناقشة الأدلة الشرعية فهي مهمة العلماء مع العلماء , وليست مهمة العامة أمثالي أنا مع العلماء . دليل العالم هو الكتاب والسنة وأما دليل العامي والمقلد مثلي أنا فهو قول العالم . 4- ثم الله لا يعذب فيما اختلف فيه الفقهاء , ومنه ما دامت المسألة خلافية في الدين فلا حرج علي شرعا أن آخذ بهذا القول وأن تأخذي أنت أختي الفاضلة والكريمة بالقول الآخر . المهم أننا جميعا نأخذ من علماء , ونحن لا نتبع السهل في كل مسألة . 5-لو نسير بهذا المنطق سنرفض آلاف المسائل الفقهية الخلافية , لأنه يمكن لكل واحد منا وفي كل مسألة أن يأخذ بقول ويتمسك به ويقدم أدلته التي اقتنع بها هو , ويرفض بقية الأقوال على اعتبار أنها ضعيفة أو مرجوحة أو لا دليل عليها أو .... 6- أنا دوما أقول وأعيد القول , أحيا على هذا , وسأموت على ذلك بإذن الله تعالى : في المسائل الخلافية مطلوب منا سعة الصدر وطول البال , وأما التعصب فيها فلا يليق . وفي أصول الدين مطلوب منا التعصب , وأما التساهل فيها فلا يليق .أختي الكريمة : الله يرضى عنك ويجعلك من أهل الجنة . شكرا جزيلا لك على تعقيبك . نتفق أختي الكريمة ونحن إخوة ونختلف ونحن إخوة كذلك , الإسلام العظيم يجمع بيننا .
والله أعلم بالصواب .

الخواطر من 251 إلى 260 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

251- قال لي " الإسلام لم ينصف المرأة " !!!:قال لي عضو في منتدى من المنتديات تعليقا على موضوع من مواضيعي عن المرأة " عفوا لقد كنتُ أقصد بأن الإسلام لم ينصف المرأة وليس الرجل "!!!. ثم حاول أن يقدم الأدلة (!) على أن الإسلام ظلم بالفعل المرأة , وقال لي في النهاية " أتمنى أن تكون قد فهمتَ قصدي يا أخي رميته !!! .قلتُ له عندئذ :1-أنت لا تفرق بين ما فرضه الرجل وما فرضه الإسلام , وكذا بين ما فرضته العادات والتقاليد الجاهلة والظالمة وما فرضه الإسلام .2- أنت تعتبر أشياء جعلها الله رحمة للمرأة , أنت تعتبرها نقمة عليها .3- أنت بهذا الكلام تتحدث وكأنك غير مسلم , لأن المسلم لا يقول أبدا بأن الله لم ينصف أحدا , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وإذا لم تكن مسلما بالفعل , فبداية النقاش معك عندئذ لا يصلح أبدا أن تكون انطلاقا من هذه الجزئيات الصغيرة عن غض البصر وعورة المرأة والحجاب وقوامة الرجل على المرأة والمهر والميراث و ... , بل لا بد أن يبدأ النقاش فيما بيننا والحوار فيما بيننا من الأصول الثلاثة الآتية : ا- الله موجود أم لا ؟. ب- القرآن من عند الله أو من عند محمد عليه الصلاة والسلام ؟. جـ- محمد عليه الصلاة والسلام نبي ورسول أم أنه عبقري فقط ؟.فإذا اتفقنا على هذه الأصول الثلاثة , فعندئذ بمجرد أن آتيك بـ" قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام" (لأن هذه المسألة : الله يظلمُ أو لا يظلمُ , هي مسألة أصولية لا يختلف عليها مسلمان ) , ستقول لي " سمعا وطاعة ". وأما أن نبدأ النقاش من هذه الجزئيات الصغيرة والثانوية والفرعية , فإنني أعتبر بأننا نضيع الوقت مع لغو لا طائل من ورائه , لأنني كلما أجبتك عن مسألة ستطلع أنتَ علي بجزئية أخرى , وكلما رددتُ على شبهة من شبهاتك أتيتني أنتَ بشبهات أخرى , ثم في النهاية سنجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة .
252- الخوف من الموت خوفان : الخوف من الموت خوفان :1- قد يكون خوفا إيجابيا ومفيدا ونافعا وطيبا ومباركا , إن كان يعني قوة الإيمان بالله وزيادة الخوف من الله , وإن كان يدعو إلى زيادة المراقبة لله وزيادة الإقبال على طاعة الله واجتناب معصيته , وإن كان من مقتضياته راحة وسكينة وهدوء واطمئنان إضافية . هذا الخوف من الموت هو الذي جاء عنه في الأثر " كفى بالموت واعظا ". وهذا الخوف من الله ومن الموت هو الذي يتمناه كل مسلم لنفسه , وهو علامة من علامات الورعين والمحسنين والأتقياء الأنقياء . 2- وقد يكون سلبيا وسيئا وضارا , إن كان من مقتضياته الخوف من كل شيء واعتزال الحياة وكذا الوسواس والقلق والاكتئاب , وإن كان يؤدي إلى قلة النوم وقلة الأكل وقلة الكلام وكذا الابتعاد عن مخالطة الناس , وإن كان من نتائجه التقصير في طاعة الله وكذا التكاسل في طلب الدنيا الحلال . هذا الخوف من الموت لا يتمناه أحد من الناس لنفسه , ونحن جميعا نستعيذ بالله منه , وهو ليس أبدا تقوى ولا ورعا ولا خوفا من الله تعالى , ولكنه مرض نفسي يحتاج إلى علاج قد يتم عن طريق طبيب نفساني وقد يتم عن طريق غيره من شيخ أو إمام أو ... أو عن طريق جهد يبذله فقط المصاب مع نفسه.
253- الصورة بين التلميذ والأستاذة :1- صورة التلميذ عند الأستاذة :
تصوير أستاذة لتلميذ من تلاميذها البالغين واحتفاظها بهذه الصورة عندها , أو أخذها صورة التلميذ مباشرة منه واحتفاظها بها , كل ذلك غير منصوح به والأفضل أن لا يتم : ننصح الأستاذة أن لا تأخذ أية صورة مع تلميذ ( بالغ مع نهاية الدراسة المتوسطة أو في الثانوية وما بعدها ) وأن لا تأخذ من التلميذ أية صورة , كما ننصح التلميذ بدوره أن يعتذر بلطف للأستاذة إن طلبت منه أن تأخذ صورة معه , كما ننصحه أن لا يعطيها صورة من عنده سواء من تلقاء نفسه أو بطلب من الأستاذة . هذا كله غير منصوح به للأسباب الآتية :أولا :أن التلميذ يمكن أن يفهم من ذلك ما ليس صحيحا , أي يفهم بأن الأستاذة تحبه ( كما تحب المرأةُ الرجلَ وكما تحب المرأة زوجها ) , فيطمع هو منها فيما لا يجوز له أن يطمع فيه . هي فعلت أمرا معينا غالبا بنية حسنة وطيبة , وأما هو - أي التلميذ - فيمكن جدا أن يفهم من ذلك الفهم السيئ . والأستاذة تكون بذلك قد فتحت أمام التلميذ باب شر كان الجميع في غنى تام عن فتحه , ثم بعد ذلك قد يطمع التلميذ فيما لا يجوز له الطمع فيه من أستاذته . وحتى إن لم يطمع فـيمكن أن يتشوش باله وفكره فيؤثر ذلك على أحواله النفسية وكذا على مستوى دراسته ومقدار تحصيله العلمي .ثانيا :أن الأستاذة إن لم تفهم اليوم – من صورة التلميذ عندها - الفهم السيئ يمكن أن تفهم غدا أو بعد غد ذلك الفهم السيء وقد كانت في غنى تام عن فتح هذا الباب من أبواب الشر . ولا ننسى أن الأستاذة بشر ومنه فليست معصومة في كل الأحوال , وخاصة إن كانت غير متزوجة . قد تأخذ الأستاذةُ صورةَ التلميذِ بين الحين الآخر وتنظر إليها وتتفحصها و ... وفي البداية يمكن أن لا يحدث في قلبها شيء , ولكن مع الوقت قد تقع في حب التلميذ خاصة إن كان التلميذ جميل الصورة وكان شجاعا وقويا ومجتهدا في دراسته وصاحب سلوك طيب و ... هذا مع ضرورة التذكير بأن قلب الأستاذة ليس بيدها هي , وإنما هو بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء . ثالثا : ثم إن من سيئات صورة التلميذ عند الأستاذة أن الصورة يمكن أن تقع بين يدي واحد من أهلها فيسيء الظن بها ولو كان قصدها هي حسنا . والأخطر من ذلك إن وقعت الصورة بين يدي الزوج , ولا ننسى أن الأزواج ليسوا على درجة واحدة من الوعي والإيمان والثقة في الزوجة و ... ومنه فيمكن وبسهولة أن تجلب صورةُ التلميذ عند الزوجة شكَّ الزوج في زوجته أو اتهامه لها بما لا يليق حتى وإن لم تستند التهمة على دليل شرعي أو عقلي أو واقعي أو ...2- صورة الأستاذة عند التلميذ : سواء طلبها التلميذ من الأستاذة أو أعطته إياها من تلقاء نفسها , وسواء أخذ التلميذُ لأستاذته صورة احتفظ بها عنده أو أنها هي التي أعطته صورة كانت عندها من قبل . في كل هذه الأحوال أنا لا أنصح التلميذ بهذا أبدا كما لا أنصح الأستاذة بذلك كذلك . أنا أحذر الإثنين من ذلك لجملة أسباب منها : أولا : أن الأستاذة يمكن أن تُـتَّـهَـم من طرف واحد من أهلها أو من طرف زوجها أو من طرف أي واحد من الناس رأى صورتَـها عند التلميذ . يمكن أن تُـتَّـهمَ حتى ولو كانت نيتها حسنة 100 % .ثانيا : أنا أرى أن صورة الأستاذة عند التلميذ أسوأ من صورة التلميذ عند الأستاذة , وذلك لأن سلطان المرأة على الرجل أعظم بكثير من سلطان الرجل على المرأة . ومنه فإن المرأة يمكن جدا أن تنظر إلى صورة التلميذ ببراءة كبيرة , وأما التلميذ فيمكن جدا أن ينظر إلى صورة الأستاذة ( لا أقول دوما ولكن في الكثير من الأحيان ) بكثير من النية السيئة , وذلك من خلال النظر إليها بشهوة وبلذة . ويمكن جدا كذلك أن يُـرِيَ التلميذُ صورةَ أستاذته للبعض من أصدقائه وزملائه وأقاربه وجيرانه و ... بنية حسنة أو سيئة , مع الكثير من التعليقات التي لا تليق به شرعا والتي تسيء إلى الأستاذة حتى وإن كانت بعيدة جدا عنه حين يرى هو وغيره صورتَـها . يمكن للتلميذ وأصدقاؤه أن يُـمشِّـطوا صورتَـها ( إن صح هذا التعبير ) تمشيطا من شعر رأسها إلى أخمص قدميها : ما أجمل شعرَها , وانظروا إلى عينيها الساحرتين وأنفها الجميل وشفتيها الغضتين , وما أروع عنقها , وانظروا إلى ... حتى الوصول إلى الفخذين ثم القدمين !. يمكن تمشيط الصورة مدحا لجمال أو نقدا لصورة أو يمكن الجمع بين المدح تارة والذم تارة أخرى , وكل هذا لا يليق بدين التلميذ ولا بعِِـرض الأستاذة وشرفها وكرامتها وإسلامها و ... ولا بنظرة المجتمع إليها , خاصة وأن المجتمع لا يرحم عادة فيما له صلة بعلاقة الرجل بالمرأة , والمجتمع لا يرحم بالأخص مع المرأة .
254- من أطر مسيرات يوم الغضب عندكم في الجزائر ؟! :
سألني أخ كريم من خارج الجزائر في الأيام الماضية ( 13/1/2009 م ) , فقال لي " أخي الكريم .كنتُ دوما أتساءل كيف هم الإخوة في الجزائر حاليا , أعني الجبهة الإسلامية للإنقاذ والنهضة والإصلاح وحماس و ... التي سعى رجال النظام لسنوات وسنوات لتشويه صورتها أمام الشعب الجزائري وأمام العالم . ..لقد رأيتُ خلال هذه المظاهرات الأخيرة في يوم الغضب للتعبير عن التضامن مع إخواننا في غزة وفلسطين , رأيتُ – من خلال التلفزيون - أفواجا كبيرة وكثيرة من الشباب المسلم المتدين . فهل أطرهم الإسلاميون أم من .. ؟!. هل الشعب الجزائري متعاطف معكم ومع الحركة الإسلامية في الجزائر أم لا ؟!".
فأجبته قائلا " الجواب – أخي الفاضل – عن هذا السؤال طويل وعريض , ولكنني أختصره في كلمات قليلة :1- الشعب متحمس للإسلام ولقضايا المسلمين , كغيره من الشعوب الإسلامية والعربية .2- المسيرات في يوم الغضب من أجل التضامن مع إخواننا في غزة , أطرتها العفوية والتلقائية في بعض مناطق الجزائر الكبرى , وأطرها دعاة إسلاميون في مناطق أخرى , وأطرها رجال النظام الحاكم ولو بطريقة غير مباشرة في مناطق ثالثة .3- صلة الشعب بالحركة الإسلامية في الجزائر , ستكون أقوى بكثير مما هي عليه اليوم , لو اتحدت الجماعات الإسلامية وكمَّـل بعضُـهـا بعضا . وأما الصراع فيما بينها وبين بعضها البعض , فإنه - للأسف الشديد – يُـضعفها ويُـبعد الشعبَ عنها , ويُـؤخِّـر نصرَ الله لها ويُـنقصُ من أجرهـا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر كلمتي الحق والدين .
اللهم اجمع شمل المسلمين ووحد صفوفهم واجعل كلمتهم واحدة , آمين .والله أعلم .
255- تكاسل غير مقبول :
من ألاعيب الشيطان لعنة الله عليه ببعض الشباب المسلم أن يدعوهم للتكاسل في أداء عبادة من العبادات , ثم يقدم لهم عذرا جاهرا يعتذرون به أمام البشر - لا أمام الله – إن سُـئل الواحدُ منهم " لـِـمَ ؟! " . والشيطانُ إن طلب من مسلم تركَ واجب من الواجبات أو ارتكابَ معصية من المعاصي فلن يقدم له – عادة – عذرا شرعيا مقبولا عند الله ثم عند المؤمنين . إنه لن يقدم له إلا عذرا متهافتا ضعيفا هزيلا ليس له يدان ولا رجلان ولا عقل ولا قلب ولا ... لا يقبله الله ولا يقبله أي مسلم في الدنيا كلها , سواء كان عالما أو عاميا . وحتى إن فرضنا بأن مسلما ما تعدى على حد من حدود الله , ثم اعتذر أمام البشر بعذر مرفوض شرعا , فيجب أن ينتبه المسلم إلى أننا يمكن أن نخدع الناس مرة ولكن لن نخدعهم في كل مرة , كما يمكن أن نخدع الناس لفترة معينة ولكن لن نخدعهم على طول الزمان , وحتى إن أمكن أن نخدع البشر في كل وقت وفي كل ظرف , فإن الله لن نستطيع أبدا أن نخدعه ولو للحظة واحدة من الزمان ولو لمرة واحدة . هذا أمر بديهي , ومع ذلك مهمٌّ جدا التذكير به لي أنا ولكل مسلم.
ومن الأمثلة لتوضيح ما أردتُ توضيحَـه هنا أن بعضَ الشباب المتدين في مخيمات أو ملتقيات أو مؤتمرات أو ... أية مناسبات يلتقي من خلالها شبابٌ مع بعضهم البعض لأيام عدة متتالية يتدارسون خلالها شؤون دين أو دنيا أو يرفهون عن أنفسهم بما هو حلال أو يتريضون أو يعومون أو .... وعند وقت الفجر – صباحا- يوقظ أحدُهم إخوانه من أجل الوضوء ثم أداء صلاة الصبح جماعة .
هنا نجد البعضَ من الشباب يعتذرُ عن الاستيقاظ من النوم مع من يريد إيقاظه , يعتذر بكلمة " أنا جنب "!!! أو " أنا على جنابة "!!! , ثم يواصل نومه حتى يستيقظَ بعد ذلك بعد طلوع الشمس , أي بعد خروج الوقت الاختياري وكذا الضروري لصلاة الصبح .
والغريب هنا أن الشاب :
1- يعتذر بعذر يصلح مثلُـه للمرأة ولا يصلح للرجلِ . المرأة تعتذر – وعذرها مقبول شرعا – عن عدم الاستيقاظ فجرا , على اعتبار أنها حائض , لأن المرأة الحائض لا يجوز لها أن تصلي ( ثم لا تقضي بعد ذلك ) , وإن صلت فإن صلاتها باطلة وتكون هي بذلك آثمة .
2- يعتذر بعذر غير مقبول منه شرعا البتة , لأنه :
ا- إن كان يكذب - لأنه في الحقيقة ليس جنبا - فيعتبر عندئذ قد جمع على نفسه معصيتين : الكذب من جهة وترك الصلاة حتى يخرج وقتها من جهة أخرى .
ب- وإن كان بالفعل جنبا , فإن عذره مرفوض شرعا لأنه إن كان جنبا وجب عليه أن يغتسل ويصلي صلاة الصبح في وقتها جماعة أو بشكل فردي ( إن فاتته الجماعة ) . أما إن لم يجد ماء أو وجده ولم يقدر على استعماله , فإن عليه – شرعا - أن يتيمم ويصلي الصبح في وقته .
وفي كل الأحوال يجب عليه أن يصلي الصبح في وقته , وعذره – بأنه جنب - مرفوض شرعا لأنه من وحي الشيطان لا من وحي الرحمان .
والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
256- هل يمكن للسحر أن يقتل ؟! :
ليس لي علم كافي بهذا الموضوع , وإنما الذي أعتقده أنه من النادر أن يقتل السحرُ إنسانا . وحتى في هذه الحالات التي يمكن أن يكون فيها الشخص قد مات بالفعل بسبب السحر أنا أعتقد أنه لا يستطيع أحد في الدنيا كلها أن يجزم بأن سبب القتل هو السحر بالفعل , وأن يقدم على ذلك أدلة وبراهين وحججا قطعية 100 % .
أن يكون سبب الموت عضويا : يمكن الكشف عن ذلك وتقديم الأدلة القطعية في الكثير من الأحيان أو في أغلبها , وأما أن نقول بأن سبب الموت أو القتل هو سحر , فلن نستطيع أن نقدم من أجل إثبات ذلك إلا ظنا أو شكا ليس إلا .
أنا لا أنفي بما قلتُ هنا , أنا لا أنفي أبدا أن يكون السحر أحيانا سببا في موت شخص ما , ولكنني أؤكد على أن ذلك قليل الحدوث ( وأن الأصل هو أن سبب الموت عضوي ) , ومن الصعب تقديم أدلة قطعية عليه .
هذا رأيي الذي أعتز به , ولكنني مع ذلك أقبل الرأي المخالف .
ومع ذلك أنا أتمنى أن أقرأ في يوم ما هذا الموضوع مقدما بطريقة علمية وموضوعية ومنطقية وشرعية و ... ربما أستفيد منه ويتوضح عندي هذا الأمر أكثر وأكثر .
والله وحده أعلم بالصواب .
257- عن إطلاق " إسرائيل " على دولة الصهاينة المحتلة :
نشرتُ في منتدى من المنتديات موضوعا عن دخول بعض اليهود مؤخرا في الإسلام , ونبهتُ إلى أن ذلك نعمة من نعم الله علينا نحن أمة الإسلام . وكتعقيب على هذا الموضوع قال لي أحد الإخوة الكرام " أعتب عليك استخدامك لعبارة ( يا إسرائيل) قال الله تعالى :"كل الطعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيلُ على نفسه"فإسرائيل اسم نبي كريم من أنبياء الله هو يعقوب عليه السلامولك أن تتخيل حجم الكارثة والجرم المرتكب -دون قصد- باستخدام تعابير غير لائقة في حق نبي من أنبياء الله ".
فأجبته قائلا :
العبرة بالمسمى لا بالإسم , ومنه فالمعروف عند العام والخاص في الدنيا كلها أو في أغلبها على الأقل , أن المقصود بإسرائيل هنا - أو بني صهيون - هي دولة ناس من أتباع النبي الكريم سيدنا إسحاق أو يعقوب عليهما وعلى رسولنا محمد الصلاة والسلام , والتي مقرها فلسطين المحتلة ( فك الله أسرها ) .وهذه الدولة هي دولة عدوة لله وللرسول وللمومنين وللشجر والحجر ولكل البشر . نحن نقصد ب " إسرائيل " هذه الدولة الخبيثة العدوة الماكرة السيئة القبيحة البشعة ... ولا نقصد أبدا بهذا المصطلح النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .إذا لم ترد أنتَ أخي الفاضل ( أو بعض العلماء أو الدعاة المعاصرين الذين قالوا في الأسابيع الماضية بأنه لا يجوز إطلاق هذا الإسم على دولة اليهود أو على دولة بني صهيون ) أن تطلق هذا الإسم , فأنت وشأنك .ولكن كن متأكدا بأن أغلب الدنيا تتعامل بهذا الإسم وبهذه العبارة وبهذا المصطلح . وإذا كان هناك علماء أو دعاة أنكروا إطلاق هذا الإسم على دولة اليهود أو الصهاينة فإن مئات العلماء ( نعم مئات , وبلا أية مبالغة ) استخدموا كلمة إسرائيل - منذ 1948 م وإلى اليوم - وقصدوا بها دولة الصهاينة , وما وجدوا في ذلك أي حرج شرعي . ومنه فلا يليق أبدا أن يوصف استخدامنا لهذا المصطلح " إسرائيل " للإشارة إلى دولة الصهاينة , على أنه جريمة أو كارثة !!!. هذا غير مقبول ولا مستساغ أبدا إلا مع المسائل التي لا خلاف في أنها حرام . إذن المسألة خلافية , ومنه فلا يليق فيها التعصب لقول أو ضد قول .وأنا أرى أن الأفضل استخدام مصطلح مستخدم من طرف الأغلبية الساحقة ممن يحيطون بنا من الناس . نعم لو كانت القضية أصولية واتفاقية ولا خلاف فيها , فإنني أتمسك عندئذ بالحق ولو خالفتُ كلَّ البشر . وأما والمسألة خلافية ثانوية اجتهادية فرعية , فالمطلوب إذن فيها ومعها سعة الصدر وعدم التعصب . والموضوع ما نُشر أساسا من أجل مناقشة هذه الجزئية , وإنما من أجل التنبيه إلى نعمة من نعم الله علينا , تتمثل في إقبال بعض اليهود هنا وهناك على الدخول في الإسلام ولو سرا خوفا من بطش المتعصبين منهم هذا هو غرضي من وراء ما نقلتُ هنا ". 258- هل يجوز للرجل أن يفعل حراما مع امرأة أجنبية عنه , إذا كانت نيته حسنة ؟
ج : هذا شيء يفعله الجهال من الرجال أو المخادعون منهم ,كما يفعل من قال بأنه زنى بفلانة التي تحبه إشفاقا عليها مما يمكن أن تصاب به من القلق والاكتئاب !. وكما يفعل من زنى بخطيبته مدعيا بأنه يريد أن يتأكد من أنه صحيح جنسيا ! . وكما تُقبل امرأةٌ فلانا من الرجال بدعوى أنها أرادت أن تكسب وده حتى يتزوجها بعد ذلك !. وكما تفعل تلميذة تختلي بزميلها في ثانوية باسم مراجعة الدروس!. إن هذا وغيره كله حرام مهما كانت النية الباعثة عليه حسنة . إن ديننا يُعلمُنا بأن النية الحسنة ( إنما الأعمال بالنيات ) تراعى فقط في الطاعات والمباحات , أما المعاصي فهي حرام مهما كانت النية حسنة .
المباح مثل الشرب والأكل قد يتحول إلى عبادة وطاعة بالنية الحسنة كأن يأكل الشخص أو يشرب ليتقوى على عبادة الله وعلى الصلاة أو الصيام أو ... , وقد يتحول المباح إلى معصية وإثم وذنب بالنية السيئة كأن يأكل أو يشرب الشخص من أجل أن يسرق أو يظلم أو ما شابه ذلك .والعبادة مثل الصلاة والصيام يؤجر عليها الشخص ما دامت لوجه الله , ولكنها قد تتحول إلى معصية وإثم وذنب إذا تمت بنية سيئة كأن صلى الشخص أو صام من أجل الناس مثلا .وأما الحرام فإنه يبقى دوما حراما وإثما ومعصية وذنبا , مهما كانت النية من ورائه حسنة أو سيئة .
لا يجوز أبدا أن يسرق شخصٌ ثم يقول " سرقتُ من أجل أتصدق " !!! لأن السرقة حرام ومنه لا تنفع معها النية الحسنة أبدا .
ولا يجوز أبدا أن يشرب الخمرَ شخصٌ ثم يقول " شربتُ الخمرَ لأتدفأ في فصل الشتاء , أو لأنسى همومي ومشاكلي و..." !!! لأن شرب الخمر حرام ومنه لا تنفع معه النية الطيبة أبدا .
ولا يجوز أبدا لطالب مثلا أن يُـقبِّـل زميلته الأجنبية عنه , ثم يقول " قبلتها لأمتع نفسي وأروح عنها ولأستذكر وأراجع دروسي بعد ذلك وأنا مرتاح البال "!!! لأن القبلة حرام ولا تنفع معها النية الحسنة والطيبة أبدا .
ومن عجائب وغرائب هذه الدنيا ما نلاحظه على بعض البنات الساذجات ( بسبب جهلهن الفضيع بالدين وكذا بسبب طيبتهن الزائدة والمبالغ فيها , ولا ننسى أن كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده ) , من إقبال على فعل الحرام الواضح البين والذي لا شك ولا ريب في أنه حرام ولا خلاف في أنه حرام ولو بين عالمين إثنين من علماء الدنيا كلها:إقبال على فعل الحرام بنية حسنة وطيبة ومباركة.
ومن أمثلة ذلك التلميذة التي سألتني منذ حوالي 10 سنوات " فلان يحبني ويريد الزواج مني , ولكنه يريد قبل ذلك الزنا بي على اعتبار أنه بذلك يريد التأكد من أنني عذراء بالفعل وأنني أهل بالفعل للزواج وصالحة له .
هل أطاوعه يا أستاذ وأعطيه ما طلب مني , أم يجب علي أن أرفض وأقاوم ؟ "!!!. ثم أضافت قائلة " مما جعلني أميل إلى مطاوعته هو أنه يظهر بأنه متدين ويخاف الله تعالى "!!!.
فأجبتها بقولي :
1- غريب أمرك يا هذه وعجيب !!!. أين هو عقلك وأين هو إيمانك ؟!.
2- الزنا ومقدماتها كله حرام , والحرام لا تنفع معه – شرعا - أبدا النية الحسنة لا منك أنتِ ولا منه هو .
3- من ادعى أنه يحبك وأنه يريد الزواج منك بالفعل ( حقا وصدقا ) فعليه أن يتجه إلى أهلك مباشرة ليطلبك منهم على كتاب الله وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام . وأما من يريد اتباع الطرق الملتوية ويريد مصاحبة الفتاة والتعرف عليها وكسب محبتها وتوثيق الصلة بينه وبينه و ... قبل أن يقرر الزواجَ منها , فهذا رجل لا ثقة فيه أبدا , وهو يبحث عن مصلحته هو الشهوانية لا مصلحتها هي الحقيقية , ويستبعد جدا أن يصلح الزواج منه , وأن تسعد المرأةُ التي تتزوج به , وأن يباركَ الله في زواجه في يوم من الأيام .
4- أنت نظيفة وطيبة وطاهرة وعفيفة وشريفة إذا لم تسمحي لأي رجل أن يمس ولو شعرة من رأسك , وأما إن طاوعتِ الشابَّ وسمحتِ له بالزنا فإنك ستصبحين متسخة والعياذ بالله , فكيف تسمحين لرجل أن يُـوَسِّخَـكِ ( بالزنا ) ليثبت لكِ وله بأنك نظيفة وصالحة للزواج وعذراء !؟ . أين هو عقلك وأين هو منطقك وأين هو دينك وأين هي أمانتك و ... ؟!.
منذ متى أصبح الزنا وسيلة للكشف عن طهارة ونظافة وعذرية المرأة ؟!.
إن الذي من حقه شرعا أن يفض غشاء بكارتك هو واحد لا ثاني له وهو زوجك الحلال الذي عقد عليك بزواج شرعي 100 % . إن استجابتك لهذا الشاب في الحرام معصية وإثم وظلم وعدوان وجريمة وفسق وفجور و ... وأما استجابتك لزوجك الحلال ( بالجماع ) فهي لك عند الله طاعة وعبادة وقربة من القربات التي لك عليها الأجر الكبير عند الله تعالى إن فعلتها لوجهه سبحانه .
5- إن هذا الشاب إن سمحتِ أنتِ له بالزنا بك لن تكوني بذلك أنتِ فقط التي ستلطخين شرفك , بل هو كذلك سيصبح ساقطا وهابطا ومائعا ومنحلا . والمجتمع المعوج فقط هو الذي يمكن أن يعتبِـر زنا المرأة عارا وشنارا وعيبا وفضيحة , وأما زنا الرجل فشطارة وقفازة و ... أو على الأقل أمرا لا بأس به على الرجل .
وأما ديننا الإسلامي فيقول " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " , " والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ". ومنه فإن الزنا حرام شرعا على الرجل وعلى المرأة بنفس الدرجة . وزنا هذا الشاب بكِ أنتِ ليس هو زنا رجل محترم بمحترمة ولا زنا محترم بامرأة سيئة , وإنما هو زنا ساقط بساقطة أو هابط بهابطة , أو هو – أكرمك الله تعالى – زنا حمار بحمارة والعياذ بالله !.
6- هذا الشاب أناني من الدرجة الأولى ( كما هو حال الكثير من الرجال البعيدين عن الله في تعاملهم مع المرأة في كل زمان ومكان تقريبا ) . وإلا فهل يقبلُ أن يقولَ رجل لأخته " دعيني أزني بكِ حتى أتأكدَ من أنكِ عذراء , ثم أتزوج بك بعد ذلك "!!!. هل يقبلُ ذلك لأخته رجلٌ واحدٌ في الدنيا كلها , حتى ولو كان أكفر الكفار ؟! . والجواب " لا أحد , ثم لا أحد ".
7- ثم يجب أن تعلمي يا هذه وأن تكوني على يقين تام من أن الرجل – أي رجل – لن يحترم المرأةَ في أعماق نفسه إلا إذا احترمت هي نفسَـها , ولن تحترمَ هي نفسَـها إلا إذا أطاعت ربَّـها بالمحافظة على شرفها وعفتها وحيائها وأدبها وأخلاقها . هذه هي المرأة التي يحترمها كل رجل في حقيقة أمره وفي أعماق نفسه , وهي التي يريدها في النهاية أن تكون زوجته وربة بيته وشريكة حياته وخليلـتـه في الدنيا وفي الآخرة .
وأما الأخرى , أي التي تقبل له وبسهولة أن يعانقها في الحرام ( ولو باسم الحب والزواج ) ويُـقبلها ويُـداعبها و ... ويزني بها فإن الرجل لن يحبها أبدا . وإن قال لها " أحبكِ " فهو في حقيقة الأمر ما أحب إلا غريزته وشهوته ( والرجل لا يكذب في شيء مثلما يكذب في ادعاء الحب للمرأة التي يريد أن يفترسها ) , بدليل أنه وفي الغالب وبمجرد أن يزني بها فإنه يرميها ويتـنـصل من وعوده الكاذبة لها . إن الرجل الذي لا يخاف الله تعالى يتعامل غالبا مع المرأة كما يتعامل الشخصُ أو الرجلُ مع السيجارة , شعاره في ذلك " la femme est comme une cigarette . on la fume puis on la rejette" , أي أن المرأة مثل السيجارة ندخنها ثم نرميها بعد ذلك وندوس عليها بأقدامنا . ومنه فإنك مخطئة كل الخطإ يا هذه إن ظننتِ بأن هذا الشاب سيتزوجك بعد الزنا بك . لن يحدث ذلك إلا قليلا أو نادرا . ثم إن هذا الذي يريد الزنا بكِ يمكن أن يكون يكون قد زنى من قبل بغيرك مرات ومرات , وهل الزاني أهلٌ للثقةِ وحسنِ الظن ؟!.
8- وأما حكاية " أن الشاب يظهر عليه بأنه متدين "!!! فهي نكتة بايخة كما يقول إخواننا الشرقيون , وإلا فكيف يكون الزاني متدينا ؟!. ثم إن العبرة ليست بمظهر الشخص بل بحقيقة وجوهره . المظهر والشكل مهمان , ولكن الأهم منهما يبقى دوما هو الحقيقة والجوهر . ومنه فإن الثقة لا تكون إلا في مستقيم على أمر الله مهما كان مظهره لا يدل كثيرا على ذلك , وأما الآخر أي المنحرف عن أمر الله والمتعدي لحدود الله تعالى فلا ثقة فيه مهما كان مظهره يوحي بالتدين .
والله أعلم بالصواب , وهو وحده الحافظ لنا ولنسائنا وبناتنا من كل سوء .
وفقنا الله جميعا لما فيه خيرنا في الدارين , آمين .
259- هل تصح الرقية للمرأة وهي حائض أو نفساء ؟ :
ج : تصح من الناحية الشرعية . والرقاة الذين يتحدثون عن طهارة المرأة أثناء الرقية يتحدثون عن شيء قد يكون هو الأفضل , لكن لا دليل على أنه واجب أو شرط . هذا فضلا عن أنه من المحرج جدا – ذوقا - أن لا نعطي للمرأة موعدا من أجل رقية إلا بعد أن نسألها ( وهي أجنبية عنا ) متى تكون طاهرة ومتى تكون حائضا ؟!. وبالمناسبة نقول عن المرأة بأنها ليست طاهرة أو حائض أو " مريضة " ولا نقول عنها بأنها نجسة ( ! ) .
260- ما هي علامات البلوغ عند الولد والبنت ؟
ج : عند الولد العلامتان الأساسيتان اللتان تدلان على أن الولد أصبح بالغا ومكلفا هما : ظهور شعر العانة حول الذكر , وبدء الاحتلام , ويكون عادة في سن 15 سنة .
وعند الأنثى يتم ذلك عادة في سن 13 سنة تقريبا : والحيض هو العلامة الأساسية , وهناك مجموعة من العلامات الثانوية نذكر منها : نمو الشعر حول الفرج وكذا تحت الإبطين , ويكبر النهدان وتنمو حلمتاهما وتصيران طريتين حساستين عند بدء التضخم وتكبر المساحة الصغيرة حولهما ويغمق لونها , ويكبر الردفان , وتطول القامة من 6 إلى 9 سم في غضون أقل من سنة , ويبدأ المبيضان بإطلاق البويضات واحدة في كل شهر . فإذا تزوجت الفتاة في تلك السن حملت بإذن الله . ومع ذلك فالأفضل أن لا تتزوج الفتاة إلا بعد البلوغ بسنوات حتى تقدر على تحمل مسؤولية الزوج والبيت والأولاد كما يجب .
ويمكن أن تتقدم علامات البلوغ عند الذكر أو الأنثى قليلا عن السن المذكور سابقا أو تتأخر قليلا عنه بشكل طبيعي لا يدعو لأي قلق .
ثم : إن الأحسن أن يُحضر ( علميا ونفسيا ) كل من الولد والبنت للبلوغ وخاصة للحيض عند البنت من الأم وللاحتلام عند الولد من الأب . هذا واجب من واجبات الوالدين مع الابن والبنت خاصة قبيل البلوغ , حيث يمكن في أي يوم وبشكل فجائي أن يستيقظ الولد في الصباح فيجد ثيابه الداخلية مبللة بالمني , وتستيقظ البنت من النوم فتجد ثيابها الداخلية ملطخة بالدم .
ثم أقول : إذا كان حياء الرجل ( على خلاف المرأة المتساهلة فطرة في هذا الأمر مع بناتها أو أخواتها
و ... ) وعدم حديثه في مسائل الجنس أمام أولاده الذكور مقبولا بشكل عام , فإن حياءه مع ابنه قبيل البلوغ بالذات من أجل أن يُـعلِّـمه علامات البلوغ ومن أجل أن يخبره بأنه أصبح مكلفا شرعا وأصبحت الصلاة وأصبح الصيام في حقه واجبين , أم أنه ما زال لم يبلغ بعدُ . قلتُ : حياء الرجل هذا مع ولده غير مقبول وغير مستساغ مهما انتشر هذا الحياء عند أغلب الآباء للأسف الشديد . يجب أن يهتم الأب بتعليم ولده خاصة في هذه الفترة من عمره حتى يعرف الولدُ الحلالَ والحرام والواجبَ والمستحب و ... صحيحٌ أن ربط الولد بكتب دينية أو مجلات أو أشرطة أو أقراص أو مواضيع معينة أو ... كله مهمٌّ ومفيدٌ , ولكن الولد في هذه الفترة بالذات من عمره يحتاج إلى شخص أمين يأخذ عنه مباشرة معلوماتِـه , وإلا أخذها من الشارع أو من أصدقاء منحرفين أو جهال أو من مصادر غير مأمونة . هذا أمر ممكن جدا , حتى وإن لم يحدث دوما .
الرجلُ مطلوبٌ منه أن يعطي ولدَه في هذا السن بالذات معلومات صحيحة وصريحة عن البلوغ الشرعي . ويمكن للأب إن غلب عليه الحياءُ أن يستعين على ذلك بواحد من أصدقائه أو جيرانه أو أقاربه الأمناء ليقوم مقامه ( مع ابنه ) في هذا الأمر , ولكن لا يليق بالرجل أو الأب أبدا أن يترك ولده للصدفة أو للشارع أو لأصدقاء السوء أو للمصادر غير الأمينة أو ... أو حتى للكتاب أو الشريط أو القرص أو ...كما قلتُ قبل قليل .
والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده كذلك الموفق والهادي لما فيه الخير .

الخواطر من 241 إلى 250 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

241- هل يبدأ الفتى التفكير في رعاية إخوته وأخواته قبل الفتاة أو العكس ؟
( وهي نقطة تُـحسبُ للمرأة على حساب الرجل ) :
إن الفتاة تبدأ في الاهتمام برعاية وحفظ إخوتها وأخواتها قبل الفتى , وفي مقابل شاب صغير واحد بدأ من الصغر في الاهتمام بإخوته نجد في المقابل عشر شابات يبدأن من الصغر في هذا الاهتمام . ويبدو هذا مفهوماً وواضحا وبينا في إطار نظريات التحليل النفسي الحديثة ، وكذا في إطار الواقع العملي المشهود في كل زمان ومكان , والذي من السهل فيه أن نرى بأن الأنثى تبدأ في ممارسة دور الأمومة قبل الذكر بكثير . ومنه فإننا نلاحظ وباستمرار وفي كل ظرف وزمان ومكان بأن الأنثى ولو ظلمها أخوها مثلا واعتدى عليها وأساء إليها وحرمها من حقوقها و ... فإنها تفكر باستمرار فيه وفي مصلحته وتحاول أن تقابل سيئته بحسنات لا بحسنة واحدة , وتبذل الغالي والرخيص من أجل خدمته وحسن معاشرته وطيب معاملته , وتعطيه على الدوام الكثير من العطف والحنان , وتتمنى له من أعماق قلبها الهناء والسعادة في الدنيا وفي الآخرة . كل هذا في الوقت الذي نجد فيه الولد الذكر لا يفكر في مصلحة أخته إلا بعد سنوات من بدء تفكيرها فيه , وحتى عندما يفكر الفتى في مصلحتها فإنه يعطيها غالبا أقل بكثير مما تعطيه هي . وهذه حسنة من الحسنات التي تحسبُ للمرأة وتُحسبُ على الرجل , أو هي نقطة تُحسب للمرأة على حساب الرجل .
ثم ملاحظة أخيرة : يقال أيضا بأن المرأة , حتى بعد زواجها فإن قلبها يظل دائما متعلقا بأهلها ومنه فإنها تكون غالبا أحن من الرجل على والديها .
والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
242 – فرق كبير جدا بين حب وحب :
كل إنسان مؤمن خلقه الله فطرة وهو يتمنى أن يُحَـبّ من الله أولا ثم من أكبر عدد ممكن من الناس , وهذه من فطرة الله التي فطر الناس عليها " لا تبديل لخلق الله " . صحيح أن حب الله لنا هو الأساس الأول عندنا لأن فيه خير الدنيا والآخرة , ولأن الطريق إلى نيله واضح ومفهوم وجلي , ولأن ذلك من مقتضيات الإيمان بالله والإخلاص له . وصحيح أنه بقدر حرصنا على حب الله لنا وزهدنا في قيمتنا عند الناس ( خاصة فيما له صلة بالعبادات ) بقدر ما يكون أجرنا أكبر عند الله تعالى .
ولكن - ومع ذلك - فإن كل واحد منا يتمنى عادة وغالبا أن يكون محبوبا - بعد الله - عند أكثرية الناس .
وما أبعد الفرق بين أن يحبك الناسُ حقيقة لأنك أهل لأن تُـحبَّ بسبب أدبك وخلقك ومحبتك لله أولا ثم محبتك للخير ومحبتك للناس أجمعين ثانيا , وبين أن يُـظهر الناسُ محبتَـك فقط طمعا فيك أو خوفا منك .
إن محبة الناس لك الطيبة والمباركة والتي هي من محبة الله بإذن الله هي محبتهم لك لأنك مؤمن مسلم صادق مخلص وهذه المحبة مباركة وتؤكي أكلها كل حين بإذن ربها , كما أنها محبة دائمة فيها خير الدنيا والآخرة .
وأما تظاهرُ الناس بأنهم يحبونك لا لشيء إلا طمعا في مال أو جاه أو دنيا فانية أو ... أو خوفا من بطش أو عقاب أو انتقام أو ... فإن هذا الحب ( إن قبلنا بتسميته حبا ) سيءٌ وقبيح وخبيثٌ , وفائدته – إن وجدت – دنيوية بحتة ومؤقتة ومنزوعة البركة للأسف الشديد .
ومنه فاحرص يا مؤمن ما حييتَ على محبة الله لك أولا وكن في ذلك صادقا ومخلصـا , ثم كن على يقين بعد ذلك أن محبة الناس لك الطيبة المباركة والتي أشرتُ إليها قبل قليل ستأتيك بإذن الله تلقائيا وعفويا بدون أن تطلبها أو حتى تفكر فيها ولو للحظة واحدة من الزمان . والله أعلى وأعلم بالصواب .
243- ما هي أسباب الخوف عند الأطفال ؟ : هي كثيرة , يمكن أن نذكر منها أهمها :1-العقاب القاسي للطفل , ومنه فالضرب الشديد أو المستمر للطفل قد يُشعر الطفل بالخوف وعدم الأمان . والفرقُ شاسعٌ بين أن يُقلع الطفل عن الشيء خوفا من العقاب وبين أن يفعل ذلك احتراما واستجابة لأمر والديه 2-تسلط الآباء وشدة السيطرة على أغلب حركات الطفل دون أن يتركوا له حرية التفكير , فيتولد عنده الخوف من الوقوع في الخطأ .3-تخويف الطفل من أمور لا يجوز أن نخوف الطفل منها مثل الطبيب وغيره . إن الطب وما يشبهه موضوعات يجب أن ترتبط في ذهن الولد بفائدتها وقيمتها الحقيقية ولا تستعمل كوسائل للعقاب أو لإثارة الخوف منها في نفسه حتى تصبح مصدر خوف له .4-إرغام الطفل على النوم أو المذاكرة أو شرب دواء معين أو...لأن هذه الأشياء كلها يجب أن تكون محببة للأطفال كما يجب أن يربوا على الإقبال عليها من تلقاء أنفسهم , ولا يجوز أن تصبح رموزا للإرهاب ووسائل التخويف والعقاب .5- ومن أهم الأسباب خوف الآباء أنفسهم , إذ كيف يُطلب من طفل ألا يخاف من شيء معين بينما والداه أو أحدهما أشد خوفا من ذلك الشيء . إن حالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية يمكن أن تنقل من فرد إلى آخر بالتأثير , وهذا ما يسمى بعامل الإيحاء .
244- ماذا عن سيئات الرقية الجماعية ؟ :من غرائب الرقية عند البعض ممن يعالج بالقرآن : الرقية الجماعية والتي يمارسها البعض من أدعياء الرقية في الجزائر أو غيرها , والتي يجلس فيها الراقي أمام 5 أو 10 أو 15 أو 20 من المرضى في قاعة واحدة , ويرقيهم في نفس الوقت . إن هذه الرقية غير مناسبة وغير مقبولة وغير مستساغة من وجوه عدة منها :ا- أن المريض يكشفُ أسراره بمثل هذه الرقية لكثير من الناس الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم ,والمريض – عادة - لا يحبُّ أن يطَّلعَ على أسراره أحدٌ من الناس , خاصة إن كان امرأةً . إن القراءة الفردية , بمعنى الخلوة بالمريض ( أو المريضة مع محرمها ) وسؤاله عن حالته والقراءة عليه مباشرة وما يجده المريض من اهتمام به أكثر مع توجيه الرقية وتركيزها عليه , ومع ما في ذلك من الفائدة في تحديد حالته المرضية وستر لأسراره , لا شك أن ذلك كله أنفع بكثير وأفضل من الرقية الجماعية . ب- لا تتاح الفرصة للراقي أن يسمع من كل مريضٍ كما ينبغي , وأن ينصحه كما يلزم . والمعلوم بداهة خاصة عند من يمارس الرقية الشرعية , أن السماع من المريض ثم تقديم النصائح والتوجيهات المناسبة له أمرٌ مُهمٌّ جدا على طريق العمل من أجل علاجه . وهذا أمر مشاهدٌ ومعلوم ومعروفٌ .جـ- لا يتمكن الراقي بهذه الطريقة من أن يُشخِّصَ مرضَ المريضِ وأن يعرفَ طبيعته , لأن المريض لا يحبُّ في العادة أن يتكلم مع الراقي عندما يجدُ نفسه في قاعة واحدة وفي وقت واحد مع مجموعة كبيرة من الناس سواء كان يعرفهم أو لا يعرفهم .د- هذه الطريقة يمكن جدا أن تكون سببا في إصابة من لم يكن مصابا أصلا . يحدث هذا أثناء وجوده في جو مشحون ومكان قد يسبب له رعبا , فهذا يُصرع أمامه وذاك يصرخ بكل شدة وهذا جني يعاهد على الخروج وآخر يزمجر ويهدد ويتوعد . وفي هذا الوضع الذي يتسم بالفوضى ما الذي نتوقع أن يحدث للمريض ( وقد لا يكون مريضا أصلا ) ؟. غالبا لن يخرج سليما , فقد يصاب بالمس من الجن أو قد يتأثر نفسيا , وفي أحسن الأحوال سوف يأخذ انطباعات عكسية وسيئة عن العلاج بالرقية الشرعية .هـ- بهذه الطريقة قد تنكشف عورات المريض أمام الناس لأنه قد يُصرع ويتخبط ( بسبب مس الجن أو بسبب الصرع الطبي ) فتنكشف عورته ويذهب ماء وجهه ويظهر في منظر سيء ( وخاصة إذا كان ذا منصب وصاحب مكانة أو كان امرأة أو... ). ولا شك أن ذلك كله لا يُقره الشرع الذي جاء بالحفاظ على العورات وأمر بسترها .ولقد جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية في الحكم الشرعي في الرقية الجماعية " الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة ".والمضحك المبكي أن هذا الراقي يقول للمريض: " أغمض عينيك وقل لي ماذا ترى؟ " , فإذا أخبره المريض بأنه لا يرى شيئا , ألح عليه الراقي قائلا:" لا بد أن ترى شيئا "! , وشر البلية ما يُضحك . والحقيقة تقتضي مني أن أقول بأن المريض قد يكون مصابا بسحر أو عين أو جن أو بمرض عضوي أو نفسي أو قد لا يكون به شيء , ولكن هذا الراقي مريض بمرض من نوع آخر أخطر وأصعب يتمثل في جهله وكبريائه وعناده ونفاقه وتشويهه للدين وللرقية وكذبه على الناس . ووالله لو أن السلطة في بلادنا لها أدنى غيرة على الدين وشعائره لحاربت هؤلاء الرقاة أولا ثم انتقلت بعد ذلك إلى محاربة السحرة والكهنة و ...
245- قد يشفى المريض ولو بقراءة الإنجيل عليه ! : 1- ليس كل من يقال عنه بأنه مصاب بالجن هو مصاب بالفعل , ثم ليس كل من يقال عنه بأنه شفي من إصابته قد شفي بالفعل . هذا أولا . 2- غالبا لا نتخلص من الجن الذي يؤذي الشخص إلا بالقرآن , ولكن يحدث في بعض الأحيان أن يخرج الجن من الممسوس ولو عند قراءة أجزاء من الإنجيل أو من التوراة أو ...أو ... عليه .والجواب على هذا الإشكال , هو أن الدليل على أن القرآن حق وأن الإنجيل والتوراة محرفان ومنه فهما باطلان , قلتُ : الدليل على ذلك ليس أبدا أن الجني خرج به من جسد المريض أم لم يخرج به . الدليل على أن القرآن حق هو بالدرجة الأولى الإعجاز الذي نجده مبثوثا في طيات آيات القرآن الكريم كله , هذا الإعجاز متعدد الجوانب بما فيه الإعجاز اللغوي والأدبي والبياني وكذا الإعجاز العلمي وغير ذلك , سواء منه الإعجاز الذي عرفناه وعلمنا به حتى اليوم أو الإعجاز الذي ما زال لم يُكتشف بعد إلى اليوم , لأن كنوز القرآن تبقى تكتشف في كل يوم وإلى يوم القيامة بإذن الله تعالى . هذا الإعجاز متعدد الجوانب - ما علمنا منه وما لم نعلم بعد - هو الدليل والحجة والبرهان .وأما كون القرآن يؤذي الجن ويطردهم من جسد الممسوس , فهو أمر آخر مهم ولكنه ثانوي ولا يجوز أن يعتمد عليه كحجة وكدليل وكبرهان على أن القرآن حق . لماذا ؟ . لأن الله يبتلي العباد بالخير وبالشر , ومنه فيمكن أن نجد في الحقيقة والواقع شخصا مصابا بجن وإذا قرأنا عليه القرآن شفي المريض تماما وفي الحين , وكذلك يمكن أن نصادفا مسيحيا يقرأ الإنجيل المحرف على المريض
( الذي لم يشف بالقرآن ) فيخرج منه الجني , ويمكن أن نقرأ في بعض الأحيان على المصاب بجن درسا في الفيزياء أو الكيمياء فيشفى ! , ويمكن أن نعطي للمريض قليلا من الطعام ليأكله فيشفى من إصابته بالجن , بل يمكن لشخص أن يسب الله ورسوله أمام المصاب بجن فيشفى المريض بإذن الله بطبيعة الحال . ولا يجوز أبدا أن نستنتج من كل ما سبق بأن الأكل هو علاج المصاب بجن , ولا أن نستنتج بأن سب الله ورسوله حق , لأنه عن طريق ذلك تم تخلص المريض من مرضه .والله وحده أعلم بالصواب .
246- هجر القرآن ومس الجن ! : سألني سائل كريم " هل صحيح أن كل من هجر القرآن يُمس ؟!". فأجبته : " هذا ليس صحيحا , لأن الكثيرين هجروا القرآن ومع ذلك لم يُصَـب أحد منهم بجن , وكذلك ما أكثر الناس المؤمنين الأتقياء الأنـقياء والورعين الذين أصيبوا بجن في لحظة من لحظات ضعفهم أو خوفهم الشديد أو فرحهم الزائد أو حزنهم العميق أو ... إصابة الشخص بمس الجن ليست مرتبطة بكون الشخص محافظا على القرآن أو هاجرا له . إن مس الجن بلاء من الله سبحانه وتعالى , يمكن أن يصيب الله به التقيَ أو الفاجر , المسلمَ أو الكافر . نعم مس الجن يصيب - عموما - البعيدَ عن الله أكثر بكثير مما يصيب القريبَ من الله , ولكن مع ذلك يمكن جدا أن نجد تقيا مصابا أو فاجرا سليما , والله وحده أعلم بالصواب .
247- النفور من الاحتلام ومس الجن :هل نفور المرأة الدائم من أي احتلام وقع أو يقع لها خاصة قبل الزواج , هل هو دوما دليل على أنها مصابة بجن أم لا ؟. والجواب : لا ! أبدا . هو لا يدل على الإصابة بالجن إلا في البعض من الأحيان . أما في أغلب الأحيان فيمكن جدا أن يكون السبب نفسيا . ومعنى هذا أن الشابة – خاصة إذا كانت متدينة ومتأدبة ومتخلقة و ... وجاهلة بالثقافة الجنسية في نفس الوقت - عندما تظن أن رؤيتها لنفسها في المنام وهي نائمة مع رجل أجنبي يمارس معها الجنس عيبٌ وحرامٌ ومنكرٌ و ... تصبح تحذر الاحتلام قبل أن يقع حذرا كبيرا كما تستاء منه استياء كبيرا بعد وقوعه , وتصبح بعد الاحتلام منقبضة الصدر ...والسبب هنا ليس إصابة بالجن أو العين أو السحر وإنما جهل المرأة بالثقافة الجنسية وعدم علمها بأن الاحتلام أمر عادي وطبيعي ولا شيء فيه شرعا .فإذا تعلمت المرأة وتيقنت من ذلك زال النفور عنها.
متى إذن يمكن اعتبار رؤية المرأة في النوم لرجل يتصل بها جنسيا , مسا للجن ؟.
والجواب هو : إذا رأت المرأة رجلا على صورة أحد محارمها أو رجلا أجنبيا في صورة قبيحة جدا , ورأته في أغلبية الليالي , ورأته في المنام يجامعها بالقوة وهي غير راغبة فيه , ثم إذا استيقظت في الصباح وجدت ضيقا في صدرها واشمئزازا مما وقع لها . إذا حدث كل هذا وتكرر كثيرا , يمكن أن يكون دليلا على أنها مصابة بجن .
والله أعلم بالصواب .
248- هل الأحلام المزعجة تدل دوما دلالة قطعية على مس من الجن ؟! : ظنية ربما , وأما قطعية فلا , وأغلب الأحلام المزعجة التي يشتكي منها الناس عادة مرتبطة بحالة الشخص النفسية في النهار , ومنه فإذا حرص المرء على محاربة أغلب القلق في نفسه بالنهار , ثم توضأ قبل النوم وقرأ شيئا من القرآن وذكر الله ودعاه , فإنه سينام غالبا النومة الهنيئة والسعيدة بإذن الله !. ثم إن الأحلام المزعجة لا يجوز اعتبارها مشكلة تبحث عن حل (سواء عند طبيب عضوي أو نفسي أو عند راقي) إلا : 1- إذا تكررت لمدة طويلة . أما إذا كانت لا تأتي إلا في فترات متباعدة جدا فلا يجوز أن تكون مصدرا لأي قلق .2- إذا كان الشخص مازال يعاني منها حتى الآن . وأما إذا كان قد عانى منها في يوم من الأيام ثم تخلص منها بعد ذلك فلا يجوز أن يشغل باله بها الآن . والله أعلم .
249- رجل طلبت منه جنية أن يتزوج منها ووعدته بتحقيق الكثير من الأمنيات المادية العزيزة عليه . هل يقبل أم لا ؟ .
بغض النظر عن إمكانية الزواج أم لا وعن جوازه أم لا , فالذي أؤكد عليه أنه إن تم بالفعل وكان جائزا شرعا , فالرجل منصوح بشدة أن لا يقبل بهذا الزواج لأن الرجل الإنسي يتزوج بإنسية والجني يتزوج بجنية , ولأن الزواج إن تم وكان جائزا بالفعل فإن الخاسر الأول والخاسر لا محالة هو الرجل : بدنيا ونفسيا وإيمانيا . إن الأصل في الجن أنهم يكذبون وإن الأصل فيهم أنهم يقدمون شبه خدمة للإنسي ( أو خدمة حرام مغلفة بحلال ) ويقدم هو لهم في المقابل خدمات , ويخدمونه في شيء ويتسلطون عليه في أشياء بدنية ونفسية , وقد يساعدونه على طاعة واحدة في مقابل إجباره على ارتكاب معاصي عدة , فالحذر ثم الحذر أيها الرجل وإياك أن تلقي بنفسك إلى التهلكة !. والله وحده أعلم بالصواب .
سألني أخ فاضل فقال " وكيف يتزوج بها يا أستاذ والجنية مخلوق غير مرئي , وإن تم هذا الزواج فكيف تكون المعاشرة الزوجية بينهما ؟!. وهل يعقل أن تنجب هذه الجنية من هذا الرجل ؟!أعلم أن سؤالي قد يكون غبياً , ولكنه الفضول , وأنا أريد أن أعرف الجواب ".
فأجبته " لا , السؤال ليس غبيا بل ذكيا جدا , وطرحه الكثيرون قبلك .إن إمكانية هذا الزواج فيها من الخلاف ما فيها . ولأنها متعلقة بالغيب والدليل على الغيب هو الكتاب والسنة , ولأنه لا دليل قطعي في الكتاب أو السنة على إمكانية هذا الزواج أو عدم إمكانيته , فإن المسألة تصبح ظنية واجتهادية , وفرعية ثانوية : من قال " الزواج ممكن " له ذلك , ومن قال " غير ممكن " له ذلك , والمسألة في كل الأحوال ليست أصولية , ومنه تؤمن بها أو لا تؤمن , أنت حر , ولا حرج عليك في ذلك أبدا من الناحية الشرعية .هذا من حيث إمكانية الزواج وكيف تتم المعاشرة ؟!.
وأما عن التزاوج بينهما فغير ممكن , وهو مستحيل ثم مستحيل مليون مرة . مستحيل أن يتم تزاوج بين جني وإنسية أو بين إنسي وجنية .والله أعلم بالصواب" .
250- بين الحناء والماكياج : الحناء ليس فيه شيء للمرأة : هو وسيلة لتزين المرأة , وسيلة جائزة ومباحة لها سواء تمت داخل البيت أو خارجه , وسواء كانت المرأة وحدها أو أمام الناس .والحناء جائزة بطبيعة الحال خارج البيت , إذا كانت في يدي المرأة
( اللتين يجوز إظهارهما وكشفهما أمام الأجنبي من الرجال عند مجموعة من العلماء والفقهاء ) . إذن الحناء جائزة للعاملة وللدارسة وكذا لغيرهما من نساء المسلمين داخل البيت وخارجه .وأما بين الحناء والماكياج فهناك فروق أساسية عدة أذكر منها :1- أن الحناء جائزة للمرأة داخل البيت وخارجه , وأما الماكياج فهو حرام على المرأة خارج البيت أمام الأجانب من الرجال , ولا يجوز الماكياج إلا للمرأة داخل البيت أمام الزوج أو المحارم من الرجال فقط .2- الحناء ليست لها مادة , ومنه يجوز ويصح الوضوء فوقها , وكذلك تصح الصلاة بهذا الوضوء . وأما الماكياج فهو مادة وجسم , ومنه فلا يجوز ولا يصح الوضوء فوقه , والصلاة التي يمكن أن تصلى بهذا الوضوء باطلة .3- الحناء طيبة ومباركة شرعا ومفيدة ونافعة صحيا وطبيا , وفيها من الجمال والزينة ما فيها عند أغلبية البشر . وأما الماكياج ففيه من الأضرار الصحية والطبية على جلد المرأة ووجهها وعينيها و ... ما فيه , والذي يشجع عليه ويقوم بالإشهار له هم تجار وليسوا أطباء . والماكياج ( خاصة الإكثار منه ) يُـقبِّـح غالبا صورة المرأةِ أكثر مما يجملها .
ثم إن الماكياج يبطل الوضوء بشرطين : ا- أن يوضع الماكياج على الأعضاء التي يجب غسلها في الوضوء ( الوجه واليدين) . ب- وأن يتم الوضوء على الماكياج , أي بعد وضع الماكياج . وأما إن توضأت المرأة ثم وضعت الماكياج بعد وضوئها , فلا شيء في ذلك بالنسبة للوضوء وكذا بالنسبة للصلاة .
ثم إذا توضأ الشخص فوق الماكياج فإن الوضوء باطل بكل تأكيد , وأما إذا ذاب الماكياج مع الوضوء فإن الوضوء يكون صحيحا عندئذ . ولكن إن كان بعض الماكياج يذوب مع الماء فإن أغلبيته لا يذوب بمجرد وضع الماء على اليد أو الوجه . والله وحده أعلم بالصواب .

الخواطر من 231 إلى 240 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

231- الإسلام بين الاعتقاد والتطبيق : طالبات في جامعة قسنطينة سألنني عام 1976 م عندما كنتُ في الجامعة وكنت أسكن في حي نحاس نبيل ( بجانب الجامعة الإسلامية ) , حيث كنت أقدم دروسا دينية بين الحين والآخر للطالبات في مسجد الحي المقسم إلى قسمين إثنين : قسم للذكور وقسم للإناث , يفصل بين القسمين ستار كثيف يمنع الرؤية من قسم إلى آخر . سألتني بعض الطالبات في يوم من الأيام " ما الرأي يا شيخ فيما صنعناه منذ أيام مع أخت من الأخوات متحجبة حجابا كاملا , ولكنها تخالط الذكور وتصادقهم وتصافحهم وتقبلهم وتختلي بهم وتفعل معهم المحرمات والمحرمات ... فرضنا عليها بالقوة أن تنزع الحجاب حتى لا تشوه عند الناس صورة الحجاب " , فقلت لهن " هذا حرام بكل تأكيد , ولا خلاف في ذلك بين عالمين . إن الحرام لا يحارب بفعل حرام آخر". إن الزنا ومقدماته حرام ولكن التبرج كذلك حرام , ولا يجوز أبدا أن نطلب العفة بترك الحجاب , ولا أن نطلب الحجاب بالزنا ومقدماته . ومن رحمة الله بنا أن الله يحاسبنا على كل عبادة على حدة , ومنه فإذا صام شخص ولم يصل فله أجر الصيام ولكنه يأثم على ترك الصلاة , حتى وإن كان أجر الصيام أقل .وكذلك من لبست الحجاب وزنت , لها بإذن الله أجر الحجاب وتأثم على الزنا حتى وإن كان أجر حجابها ناقصا . وهكذا فكل عبادة مستقلة عن الأخرى , وهذا من رحمة الله بنا نحن المسلمين المؤمنين . ا - أما من ناحية الاعتقاد فإما أن نؤمن بالإسلام كله وإلا فنحن كفار , أي أن من لم يؤمن ولو بأصل من أصول الدين يعتبر كافرا لأن الإسلام من حيث الاعتقاد لا يتجزأ أبدا " خذوا الإسلام جملة أو دعوه " . ومنه فمثلا من لم يؤمن بنبوة سيدنا محمد فهو كافر وإن آمن بكل شيء آخر , ومن اعتقد بأن القرآن محرف هو كافر وإن اعتقد بكل شيء آخر , ومن اعتقد بأن الحجاب ليس فرضا على المرأة فهو كافر وإن سلم بكل شيء آخر , وهكذا ... ب - وأما من حيث التطبيق , فالله يحاسب على كل عبادة على حدة , وهذا من تمام رحمة الله بنا . وأما لو أن الله طلب منا أن نطبق الإسلام جملة وإلا كنا كفارا فإننا سنهلك جميعا لأنه لا أحد يطبق الإسلام كاملا ( من غير الأنبياء ) , و" كل بن آدم خطاء , وخير الخطائين التوابون" و" ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم , وما نهيتكم عنه فانتهوا . "
232 - ماذا عن تعلق المرأة بالعطف والحنان ؟ :
إن الرسول محمدا أوصى بالنساء خيراً وحث على حسن معاملتهن "رفقاً بالقوارير" , وكان الرسول محمد كذلك خير وأروع مثال للاهتمام ورعاية زوجاته .
ويعامل الرجل المرأة عادة على أنها رجل مثله , لكن المرأة لا تأخذ الأمور كما يأخذها الرجل , إذ أنه يهتم بأساسيات المشكلة لكن المرأة تهتم بالتفاصيل وتعطيها أهمية أكبر من لب الموضوع . إن المرأة لا تريد التعامل بالمنطق دائماً ولا تريد أن تحاسب بدقة على كل كلمة تتـفوه بها.
إنها تريد أن يتغاضى الرجل عن تقلبات مزاجها ، وألا يغضب من دلالها عليه ومن بعض متطلباتها غير المهمة بالنسبة له . إن هوية المرأة وثقتها بنفسها تعتمد كثيراً على مقدار تقدير الآخرين لها سواء كزوجة أو كأم .
نعم ! من المؤكد أن هذا الكلام لا ينطبق على كل الرجال أو على كل النساء لكنني أظن أنه ينطبق على الأغلبية من الجنسين .
وإن كل ما ذُكر لا يعني المرأة فقط , أي أنها ليست هي الوحيدة التي تحتاج إلى الحنان , فالرجل أيضاً يحتاج للحنان ولكنني أظن أن تعلق المرأة بذلك أعظم بكثير .
والمرأة مستعدة أن تعطي للرجل كل ما يريد منها بشرط أن يُظهر لها الاهتمام الكافي بها أولاً , ومنه فإن كل الذي قلناه هو في النهاية في صالح الرجل ومن أجل سعادته وسعادة زوجته .
233- المرأة تريد من الرجل أن يكون زوجا وأما أكثر مما تريده أن يكون زوجا وأبا :
ومعنى ذلك أن حاجتها بشكل خاص وحاجة الإنسان - أي إنسان- بشكل عام إلى الحنان أكثر من حاجتها إلى غيره. إن هذه الحقيقة لا تأتي من فراغ وإنما هي قائمة على الملاحظات المستمرة ومتابعة العديد من المرضى الذين يعانون- نفسيا- بسبب تجاهل الآخرين لهم وإهمالهم للمتطلبات الإنسانية لديهم . والشعور بأن هناك من يهتم ويحرص ويتفاعل مع احتياجاتنا النفسية هو الذي يمكن أن نسميه " الحنان ". ومعنى ما ذكر كذلك هو أن من يتعامل مع المرأة من منطلق إشعارها بالحنان هو الذي ينجح في فهمها ويستطيع أن يخرج منها أفضل صفاتها ، وهو بهذا سينعم بكل ما تستطيع أن تعطيه المرأة بعد ذلك من اهتمام ورعاية . إن المرأة عطاء بلا حدود بشرط أن نفهمها. إن المرأة عندما تذرف الدمع تريد أن تشعر بأن هناك من يستقبل هذه الدموع ويتأثر بها ويسأل عن سببها , والأهم من ذلك هي تريد ألا يستخف بها أو يقلل من أهميتها ( مع ملاحظة أن بعض دموع المرأة لا يجوز أن تقابل من الرجل إلا بالإهمال واللامبالاة إذا نزلت بغرض إخضاع الرجل وإذلاله وإسكاته والسيطرة عليه و...). إن المرأة عندما تشعر بالضيق والاكتئاب تريد أن تجد من يهتم بالاستماع إليها بصدق ولا تريد من يوهمها بالإنصات وهو في الحقيقة لا يستمع إليها بكل جوارحه . إنها تريد أن تشعر من خلال نظرات زوجها – خاصة - بأنه يفهمها بدون أن تتكلم ويحس بها بدون أن تتأوه . هي تريد أن يبين لها رغبته في حل مشاكلها حتى وإن لم ينجح في ذلك , وهذا هو الحنان . إن ما يهم المرأة هو الشعور بالاهتمام من طرف من تعيش معه ، وهي لن تكتفي ولن تكف عن الاحتياج والمطالبة للحصول على هذا الاهتمام لأنه غذاؤها النفسي واليومي . وإن لم تحصل عليه فستصاب بالاكتئاب والعصبية الزائدة والنرفزة لأقل شيء , ولن تسامح أو تغفر لزوجها عدم إدراكه لاحتياجاتها النفسية ، وسينعكس ذلك سلباً على جميع أفراد الأسرة . إن المرأة تريد من زوجها الحنان وتتمناه بدون أن تطلب ذلك منه بطريقة مباشرة , لذا سوف تستـفز المرأة زوجها وتثير غضبه بطرق متعددة حتى يستطيع أن يدرك من تلقاء نفسه ما تهدف إليه من حاجة إلى الاهتمام والحنان . وإن لم يفهم الزوج هذه الرسالة التي تقول ببساطة : " إني أحتاج إلى اهتمامك بي " يكون قد وضع أول حجر في تدهور العلاقة الزوجية ، وسوف تمر الأيام وهو لا يعي ما الذي حدث ، ولماذا تسيء زوجته معاملته ، ولماذا تقصد إثارته وعدم تلبية ما يرضيه برغم بساطة ما يطلب؟! . والسبب أنها تريده أن يعطيها الحنان والاهتمام أولاً. وقد ينتهي المطاف بالزوجين إلى استشارة طبيب نفسي ، ويكون الدافع خلافات زوجية عديدة أدت إلى إصابة كل منهما بالقلق والاكتئاب ، وغالباً ما ينعكس هذا على أبنائهم .إن المرأة تريد أن تأخذ أولاً حتى تشعر بالاطمئنان والأمان ، وبعد ذلك فإن عطاءها سيكون بلا حدود ، وستـتـفانى في إرضاء وإسعاد زوجها بإذن الله .
234- من لم تكفه زوجة واحدة لن تكفه مائة زوجة :
إن الرجل التي لا ترضيه امرأة واحدة يمنحها حبَّه وعطفَه كزوجة له وكأم لأولاده وكربة لبيته , إن هذا الرجل يستبعدُ جدا أن ترضيه عشرات النساء , وذلك لأن جمع النساء كجمع المال كلما تضخَّم المبلغُ تطلَّع الجامعُ إلى الزيادةِ . هذا إلا في حالات شاذة ونادرة يكون فيها الرجل مؤمنا تقيا ورعا , ومع ذلك لا تكفيه امرأة واحدة ( كان عادلا معها محسنا لها معاملا لها المعاملة الطيبة ومعاشرا لها العشرة الطيبة ) , فيتزوج عندئذ بامرأة ثانية ( من أجل جنس أو غيره من الأغراض الطيبة والنظيفة ) أو بأكثر من ثانية ليحصِّن نفسه ودينه أو ليخدم دينه ودنياه , فهذا لا حرج عليه ويبارك الله له في زواجه بإذن الله .
235 - الحب شيء غير الصداقة : الحب عاطفة تفسيرها صعب جدا : كيف تنشأ وكيف تحيا وكيف تموت ؟!.
والحب ليس الصداقة , بل هو أكثر تعقيدا وبكثير . وأعظم الحب حبنا لله ثم للوالدين وكذا حب الزوج لزوجته أو العكس , وكذا حب الخير للناس أجمعين . والذي يحب بقدر ما يكون صريحا مع الآخر- خاصة إن كان زوجا - بقدر ما يكون الآخر صريحا معه ، وفي العادة تزداد الصراحة مع الوقت أي مع طول العشرة .
والصراحة التي تجلب الحبَّ والمودة والرحمة هي الصراحة التي تأتي بالتدريج , لا الصراحة التامة التي تأتي دفعة واحدة ومن أول لحظة .
236- هل مصافحة المرأة الأجنبية تـنقض الوضوء أم لا ؟
ج : هناك فرق بين ما هو حرام فعله ويأثم فاعله , وبين ما هو مبطل للصلاة .
ا- ومنه فهناك أشياء يحرم فعلها ولكنها لا تبطل الصلاة ( حتى ولو أنقصت من أجر الصلاة , وحتى ولو أَثم فاعلُـها ) مثل النظر إلى الحرام أثناء الصلاة , سواء على أرض الواقع أو في التلفزيون أو غيره .
ب- وعلى الضد من ذلك هناك أشياء هي في أصلها حلال ومباحة , ومع ذلك إذا فُعِلت أثناء الصلاة فإنها تُـبطل الصلاةَ , وعلى الشخص أن يعيد الصلاة وجوبا , وذلك مثل الأكل أو القهقهة أثناء الصلاة .
إذن مصافحة المرأة الأجنبية تجوز أو لا تجوز : المسألة خلافية ( بين من أباح ومن حرم ) كانت وما زالت وستبقى خلافية بغض النظر عن القول الراجح والمرجوح , وإن كان الاحتياط والحذر يقتضي - في رأيي- تجنب المصافحة ولو للنساء العجائز ( وهذا الذي أعمل أنا به منذ 1975 م وحتى الآن ) .
وأما هل تُـنقضُ مصافحةُ المرأة الوضوءَ الأصغر أم لا ؟ في المسألة خلاف كذلك بين الفقهاء . وعندنا في المذهب المالكي ينتقضُ الوضوء إذا صافح الرجلُ المرأةَ الأجنبية وقصد الشهوة حتى ولو لم يجدها , كما ينتقضُ الوضوءُ إن وجد الرجلُ اللذةَ حتى ولو لم يقصدها , كما ينتقضُ الوضوءُ إن قصد الرجلُ الشهوةَ ووجد اللذة في المصافحة . وقال المالكية بأن الوضوء لا ينتقضُ ( ويبقى صحيحا ) في الحالة الرابعة فقط : أي إذا لم يقصد الرجل لذة ولم يجدها أصلا .
والله أعلم .
237- إن السعادة والحب ... : ليسا بالسيارة ولا بالدار الجديدة ولا بالملابس والحلي ولا .. , بل بالشخص الذي نحبُّ سواء كان رجلا أو امرأة . إن أعظم نعمة هي العطاء : عطاء الذات . وأعظم لحظة في حياة الزوجين – مثلا - قد تكون حين يدرك أحدهما ما تكبده الآخر من أجل راحة شريكه في الحياة الدنيا ومن أجل البيت والأولاد , وحين يضحي أحدهما بأغلى ما عنده من جهد ومال ووقت من أجل سعادة الآخر , وحين يحب أحدهما الآخر ويتفانى في خدمته والإحسان إليه .
إن حب كل زوج للآخر هو أغلى وأفضل وأطيب وأنفع بإذن الله تعالى من الدنيا وما فيها .
والله أعلم .
238- ما هي السيئات النفسية لفراق الابن لوالديه من الصغر ؟ :
فراق الابن لوالديه خاصة قبل إتمام ثلاثة أعوام له – غالبا ولا أقول دوما - آثار سلبية كثيرة منها :
1- تعدد المسئولين عن تربية الطفل وما يترتب عليه من اختلاف أو تضارب في أساليب التربية يؤدي بلا شك لاضطراب في سلوك الطفل (العدوانية , الانطواء ...) .
2- تَفْقِد علاقة الوالدين بالابن المعنى الأصلي لها ، فلا يكون الأب والأم سوى " بنك " يصرف ولا يعرف شيئًا عن الطفل " وأشد خصوصياته ". ومنه فلا معنى لأن نطلب من طفل لم يستمتع بحنان ورعاية والديه أن يعرف معنى لبر الوالدين .
239- " لا حياء في الدين " : بعض الناس عندما يريدون السؤال عن شيء محرج يقولون في بدايته لا حياء في الدين , فهل هذه المقولة صحيحة ؟.
ج : " لا حياء في الدين " كلمة ليس عليها أي غبار من الناحية الشرعية , لأن المقصود منها ليس أن " الحياء ليس من الدين " , وإنما المقصود منها أنه لا حياء في السؤال عن الدين , أي لا يجوز أن يستحي الشخصُ وهو يسأل عن مسألة دينية ولو كانت متعلقة بالجنس مثلا كالحيض والنفاس , والمذي والمني , والوضوء والغسل , والجنابة والاحتلام و ...هذا هو مقصود من يقول " لا حياء في الدين " , ومنه فلا غبار أبدا على من قال هذه الكلمة بهذه النية الحسنة والطيبة والجائزة .وأما كلمة " لا حياء في الدين " بمعنى أن الحياء ليس من خلق ولا من آداب الإسلام , فهذا أمر لا يقول به شخص مهما كان ضعيف الإيمان أو جاهلا بالإسلام .
" لا حياء في الدين " ليس بِحديث , ولكنه فقط من كلام الناس . والناس يَقصدون بقولهم " لا حياء في الدين " أن الدِّين الإسلامي لا يَمنع من السؤال حتى عن المسائل الدقيقة المتعلقة بالجنس وبالثقافة الجنسية أو غيرها مما يشبهها , أي أنه " لا حياء في النقاش المتعلق بالدين " أو أن " أمور الدين لا يستحيى منها " .وهذا هو مصداق ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها " رحم الله نساء الأنصار ، لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين".هذا هو مقصود من يُطلق هذا القول , وهو المفهوم عند الأغلبية الساحقة من الناس , إن لم أقل عند كل الناس مهما كانوا جاهلين وبعيدين عن الدين . ومع ذلك نحن نجد بين الحين والآخر بعض الإخوة يقولون بأنه يكره أو يحرم قول المسلم " لا حياء في الدين " . لو قال هذا الأخ : الأولى أن لا نقول " لا حياء في الدين " بل نقول قولا آخر أبلغ وأحسن وأفضل مثل " إن الله لا يستحي من الحق " أو " لا حياء في طلب العلم " أو ... , لكان كلامه مقبولا جدا . أما أن يقول بأن هذا القول مكروه أو حرام فهو قول غريب وعجيب . وإذا سألتَ هذا الأخ " لماذا هو حرامٌ " أجابك " لأن الحياء في حقيقة الأمر جزء من الدين! " .وهذا جواب غريب ودليل عجيب لأنه لا أحد في الدنيا كلها مهما كان جاهلا بالدين يفهم من " لا حياء في الدين " أن الحياء ليس جزء من الدين وأن الدين بريء من الحياء . لماذا هذا الفهم , ثم بناء التحريم أو الكراهة عليه ؟!. لماذا ؟!. والله وحده أعلم بالصواب .
240- هل تجوز الرقية لكافر أم لا ؟ .
الأصل أنها جائزة حتى يثبت العكس . ومن الأدلة على جواز رقية الكافر الحديث النبوي الصحيح " انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا , لعلهم أن يكون عندهم شيء ، فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء؟. فقال بعضهم : نعم ، والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة ، فقال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له ذلك، فقال " وما يدريك أنها رقية ؟ " ، ثم قال :" قد أصبتم ، اقتسموا ، واضربوا لي معكم سهماً".
وسيِّدُ القوم كان كافرا فرقاه أبو سعيد فشفي وكأنما نشط من عقال , وأخبَروا النبي محمدا صلى الله عليه وسلم , فلم ينكر عليهم : لا الرقية لكافر ولا أخذ الأجرة على الرقية , والله أعلم بالصواب .
ثم : إن الطب الاصطناعي الكيميائي وكذا طب الأعشاب كل منهما طب من أجل علاج الأبدان , وكذا فإن الطب النفسي شرع من أجل علاج الأمراض النفسية . وإذا كان كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة جائز ومباح بلا خلاف سواء تم لعلاج مسلم أو لعلاج كافر ( بل إنه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين , وإذا لم يقم به أحدٌ قد يأثم الجميع ) , فما الذي يمنع من الرقية لكافر وهذه الرقية تؤدي غرضا مماثلا للغرض الذي يراد تحقيقه من الأنواع الأخرى من الطب ؟!.
إن الأنواع الأخرى تعالج البدن أو الروح وكذلك فالرقية فتعالج البدن أو الروح أو تعالجهما معا.
صحيح أن الكافر إذا كان حيا لا تطلب له إلا الهداية , وكذلك فإن الدعاء له بالرحمة بعد وفاته حرام باتفاق , أما الرقية فهي دعاء للمسلم أو للكافر بالشفاء مما يعاني من مرض عضوي أو نفسي وليست دعاء للمريض بالمغفرة أو بالرحمة , ومنه فالأصل كما قلت أن الرقية مشروعة للمسلم وللكافر في نفس الوقت .

الخواطر من 221 إلى 230 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
221- التخلي عن الحجاب لصالح الدعوة ! :
هل يجوز للمرأة أن تتخلى عن الحجاب حتى لا تلفت الانتباه إليها , ولا يقال عنها بأنها " متزمتة " , ويرضى الناس عنها , وتتمكن من دعوة غيرها إلى الدين بكل سهولة ؟.
ج : يمكن أن تتنازل المرأة عن أشياء معينة ( فيها خلاف في الدين ) .. من أجل كل ما ذكر في السؤال , ولكن لا يجوز لها أبدا من أجل ذلك كذلك أن تفعل ما هو محرم باتفاق مهما كانت نيتها حسنة . إن على الأخت المسلمة السائلة أن تعلم :
ا- بأن الله تعبدنا بالوسائل كما تعبدنا بالغايات , ومنه فالغاية النبيلة يجب أن نصل إليها بالأسلوب النظيف لا المتسخ وبالطاعة لا بالمعصية وبالمعروف لا بالمنكر .
ب- كما أن عليها أن تعلم بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك وأن رضا الله هي الغاية التي يمكن أن يدركها كل من طلبها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم يدخل الجنة إلا من أبى … من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".
جـ- إذا كان المؤمن متزمتا بالفعل , فإن تزمته بالفعل قد يُنفِّر الناس من الدين . أما المسلمة المعتدلة مثلا فإذا نفر منها ناس فإنهم ينفرون في الحقيقة ( وغالبا ) من الدين الذي تحملـه هي لا من تشددها , لأنها من الأساس ليست متشددة وإنما هي ملتزمة بأوامر الله وواقفة عند حدوده سبحانه وتعالى.
إن الذي يكره الحجاب يا أُخيَّه هو غالبا يكره الدين في حد ذاته , فتمسكي بدينك وادعي له بالهداية .
د- ثم لنفترض أنك خلعت الحجاب لتكون فرصتك أفضل في الدعوة إلى الإسلام "كما يقول بعض الجاهلون" ثم سألك سائل - وأنت سافرة - عن حكم الإسلام في اللباس الشرعي ، وعن عورة المسلمة بالنسبة للأجنبي عنها , فبماذا ستجيبين ؟! هل ستكذبين أم ستقولين الحقيقة ؟!. وعندما تجيبين بالصدق أو بالكذب ستخسرين احترامه حتما لأنك إذا صدقت تكونين قد أوقعت نفسك في التناقض بين ما تقولين وما تطبقين , وهذه مصيبة. أما إذا كذبتِ فتلك مصيبة أعظم لأنك تصبحين داعية للشيطان وليس للرحمان وما بقيت لك من الدعوة شيء .
222- لماذا يلجأ الأطفال إلى الكذب عادة ؟ :
كثيرا ما يلجأ الأطفال والشباب في حالة انحرافهم إلى تلفيق الأكاذيب كنوع من التوافق النفسي المنحرف,وذلك من أجل تلبية حاجاتهم في القيام بنشاط ممنوع أو غير مسموح به اجتماعيا مع محاولة إيهام الأهل في نفس الوقت بحسن نواياهم وعدم الخروج عن أوامرهم.وعادة ما يكون هذا السلوك شائعا في كل مراحل الطفولة ومرحلة الطفولة الوسطى والطفولة المتأخرة على وجه الخصوص , حيث يعتبر الطفل ما يقوم به من نشاطات وما يقيمه من علاقات من قبيل الأسرار الشخصية والخاصة التي لا يجوز البوح بها أو إفشاؤها حتى لأقرب أفراد أسرته. ويهدف الطفل ( من وراء الكذب ) بشكل أساسي إلى تحاشي العقاب المنتظر الذي يمكن أن يصيبه لو علم الآباء أو الأهل بحقيقة الأمر , كما قد يهدف الطفل من وراء الكذب إلى تحقيق مصلحة ذاتية يصعب تحقيقها في الأحوال العادية التي تنتفي فيها الأكاذيب .
223- " يعاني من مرض نفسي وأنا أبحث له عن رقية " ! : هذه جملة أسمعها من كثير من المرضى أو من بعض أفراد عائلاتهم .
وأنا أقول :
أولا : بأن تشخيص المرض بأنه حالة نفسية قد يكون صوابا وقد يكون خطأ . فإذا كان التشخيص خطأ ( بمعنى أن المرض ليس نفسيا كما قيل ) فقد تصبح الرقية مطلوبة وقد تكون هي الحل وقد تكون هي الحل الوحيد بإذن الله .
ثانيا : التشخيص إن كان صوابا ( بمعنى أن المرض نفسي بالفعل ) :
ا- فقد أقبلُ أن أرقي المريض إذا كان قد استشار أكثر من طبيب ولم ينفعوا سواء في تشخيص المرض أو في علاجه . ومع ذلك فإنني عندما أرقي هذا المريض أخبـُره أو أخبـُر أهله بأن الذي ينفعه – بإذن الله- بالدرجة الأولى ليس الرقية وإنما السماع منه والحديث معه وتقديم النصائح والتوجيهات المناسبة له من جهة وكذا الجهد الكبير الذي يبذله المريض من أجل العمل بهذه النصائح والتوجيهات من جهة أخرى .
ب- ولكنني لا أقبل – غالبا - أن أرقي المريض إذا لم يستشر أي طبيب وإنما اعتمد على أوهام أو سراب من أجل إقناع نفسه بأن حقيقة الإصابة هي سحر أو عين أو جن بدون أي دليل أو برهان .
وأقول للمريض في هذه الحالة : " إذا عرف السبب بطل العجب ", وما دام المرض نفسيا فلابد إذن من الذهاب عند اختصاصي في الأمراض النفسية لا عند راق شرعي .
224 – الزوجان بين الطمع والطموح : مما يجب أن يكون معلوما عند الزوجين – كوسيلة من وسائل استقرار حياتهما الزوجية – أن عليهما أن ينظرا إلى مدخول العائلة المادي أولا ثم أن يبنيا على أساسه المستوى المادي للمعيشة التي على الأسرة أن تعيشه , ولا بأس على الزوجين أن يطلبا باستمرار تحسين المدخول بالحلال , وليعلما أن الطموح محمودٌ . أما العكس فلا يمت إلى الحكمة بصلة , أي أن يضعَ الزوجان ( خاصة الزوجة ) في البداية مستوى للمعيشة معينا يريدان أن يعيشاه مع الأولاد , ثم بعد ذلك يعملان الممكن والمستحيل والحلال والحرام من أجل أن يوفرا المدخولَ الذي يساعدهما على أن تعيش العائلة كما يحبَّان.إن هذا ليس طموحا , ولكنه طمعٌ والطمع مذمومٌ دوما . والله أعلم بالصواب .
225- عندما تغضب المرأة : نجدها ترتاح أكثر إذا نالت – في مقابل ذلك - من زوجها شيئا من الحب بدلا من النصيحة . والرجل يميل غالبا في مواجهة غضب الزوجة إلى أن يلعبَ دور الأب الناصحِ , بينما نجد أن ما تحتاجه المرأة حقيقة هو أن يقوم الرجل معها بدور الأم الحنون . والحقيقة أن المرأة – غالبا - لا تحتاج في غضبها لأكثر من 5 دقائق من الاهتمام بها وإظهار الحب لها ليزول الغضب عنها ، إلا إذا كانت الأزمة التي تتعرض لها خطيرة جدا . ومن طبع أغلب الرجال أنهم يأخذون ما تقوله المرأة حرفيا- حين تغضب - بينما قد لا تعني المرأة نفسَ المعنى ( مثلا عندما تقول : " إني أكاد أجن " ) . وإن كانت المرأة مطلوب منها في المقابل أن تضبط أعصابها فلا تقول إلا ما يليق , وأن تكظم غيظها فلا يصدرُ منها إلا ما يصلُح .
226 – بين غيرة المرأة وحرية الرجل : المرأة لا تتبرم بالزواج , ولكن الرجل هو الذي يسأمه ويضجر منه . إن الرجل حريص من جهة على زوجته وبيته وأولاده ، ولكنه حريص من جهة أخرى على الحياة العامة . وهذا ما لا تفهمه المرأة في الغالب , ومن هنا تنشأ في قلبها عاطفة الغيرة . فهي تغار من القسط من الحرية الذي يتمتع به زوجها في الخارج ، وتخشى أن تتحول هذه الحرية وتتبدل من حرية بريئة إلى حرية في الاتصال بامرأة أجنبية , وفي هذه الظاهرة تشترك معظم الزوجات مهما كن مثقفات ومتعلمات . ويجب أن نلتمس العذر للمرأة الغيور لأن الرجل المتعلق جدا في العادة بالنساء هو الذي يثير فيها هذه الغيرة ، لكن خطأ المرأة ينحصر في غيرتها المبالغ فيها والتي تنتهي في الكثير من الأحيان إلى عكس المراد منها ، أي إلى فقدان الزوج وزعزعة دعائم الأسرة . والواقع هو أن شيئا من اهتمام الرجل بامرأته ومن إقباله عليها ومن العطف والرعاية والحنان كفيل بأن يلطف من غيرة المرأة ويردها إلى صوابها وأن يضاعف من إحساسها بالاستقرار والأمن ويزيد في تضحياتها ، ويدفعها لمنح زوجها قسطه المنشود من الحرية بلا أدنى اعتراض .
227 - جمال المرأة إلى زوال : إن المرأة تشعر في الكثير من الأحيان من صميم قلبها أن جمالها مهما كان كبيرا لا يستطيع الاحتفاظ بالرجل , حتى ولو كان زوجَها ولها معه أولاد , وحتى ولو بذلت في سبيل راحته وبيته صفوة جهودها . وهذا الشعور هو الذي يُفسدُ في بعض الأحيان خُلُقَ المرأة ويجعلها شديدة الغيرة كثيرة الوسواس والشكوك , تسرف في التبرج الحلال لزوجها وتبالغ في الاهتمام بمظهرها لتوقعَ زوجها في فخ اللذة التي يهواها والتي هي نقطة ضعفه الأولى في الحياة .
228- العنوسة عند الجامعيات : لأن الرجال –غالبا- لا يحبون الزواج من مثقفات ثقافة عالية لأنهم يرون أن ذلك قد يتناقض مع قوامة الواحد منهم على المرأة .
- ولأن الطالبة الجامعية لا تفارق مقاعد الدراسة الجامعية إلا بعد ال 25 سنة من عمرها ، وهو سن متأخر نسبيا بالنسبة لتزوج المرأة .
- ولأن الرجل في الكثير من الأحيان يراعي- وهذه نقطة ضعف عنده - في المرأة صغر سنها وصفات خِلقية أو خُلقية معينة فيها أكثر مما يبحثُ عن ثقافتها الواسعة .
هذه أسباب أساسية لانتشار العنوسة عند الجامعيات , تؤدي إلى أن المرأة الجامعية تجد في الكثير من الأحيان فرص الزواج أمامها أقل بكثير مما تجدها من هي أقل منها ثقافة أومن هي مستقرة في بيتها . أنا الآن أتحدث عن ظاهرة موجودة , وما أعطيت فيها رأيا , أو أنا أصف واقعا , ولم أعطِ حكما .
وأذكر هنا على سبيل النكتة طالبة من الطالبات في كلية الطب بالجامعة , كانت تدرس عندي أيام زمان بالثانوية , قالت لي في يوم ما وهي تتحدث عن هذه الظاهرة التي تتمثل في انتشار العنوسة بين الجامعيات وخاصة بين الدرسات في الطب أو الطبيبات حيث تطول الدراسة لأكثر من 7 سنوات , ويمكن أن تستمر حتى إلى ال 11 أو ال 12 سنة تقريبا. قالت لي الطالبة " إذا أرادت طالبةٌ أن تتعرف على أخرى فإنها تقول لها ( أنت متزوجة أم طبيبة ؟!)" , وذلك لأن الطبيبات من الصعب تزوجهن , ولأن عدد العوانس في أوساط الطبيبات أكبر من عددهن عند فئات أخرى . وتحكي لي طبيبة من الطبيبات- مسئولة في المستشفي بمدينة ... وهي متأسفة " هذه يا أستاذ أمامك قائمة لحوالي 100 طبيبة تعملن هنا على مستوى ولاية ..., وسن كل واحدة منهن تجاوز ال 35 سنة ومع ذلك لم تتزوج منهن إلا حوالي 20 % فقط" .
229- الحب قبل الزواج : هل لا بد من الحب قبل الزواج ؟. الجواب : ليس شرطا , بل إن الحب الذي يأتي قبل الزواج بالطرق غير المستقيمة ( اختلاط دائم وخلوة غير مشروعة وقبلة ومداعبة و.. ) غالبا ما يكون حبا غير دائم . وأما إذا بني الزواج على أساس من الدين والأمانة والتقوى , فإن الحب إن لم يأت قبل الزواج , فسيأتي بإذن الله بعد الزواج ويكون قويا تزداد قوته مع الأيام , حتى وإن بدأ ضعيفا . وأما حكاية التعارف الذي يطلبه بعض الشباب بين الرجل والمرأة , حتى إذا اطمأن أحدهما إلى الآخر أقبل على الزواج منه , وإلا اتجه إلى وجهة أخرى : ا- إن هذا التعارف من وحي الشيطان لا من وحي الرحمان . ب-وهذا التعارف دخيل علينا نحن المسلمين وليس من شعاراتنا الأصيلة . جـ - والرجل في الحقيقة لن يتـعرف على المرأة كما ينبغي إلا بالسؤال عنها أولا ثم بالزواج منها ثانيا , والمرأة كذلك . ومن ظن أنه بكثرة الاتصال ( قبل الزواج ) سيتـعرف على الآخر فإنه واهم وساذج . د- خلال فترة التعارف كل واحد منهما يكذب على الآخر ويتكلف له حتى يظهر له على أحسن صورة . هـ- وإذا قضى الرجل حاجته ( ... ) - لا قدر الله - من المرأة قبل الزواج منها فيمكن جدا أن يرميها بعد ذلك ويتنصل بسهولة من وعوده لها بالزواج , وتكون عندئذ هي الخاسرة الأولى
( اجتماعيا لا دينيا ) قبل أن يكون هو كذلك خاسرا .
ثم أضيف فأقول : أي الحبـين أعظم بركة وأكثر نفعا وأدوم خيرا : الحب بعد الزواج أم الحب قبل الزواج ؟
والجواب هو : من حيث الواقع خاصة في زماننا هذا , أصبحت أغلب حالات الزواج مبنية على حب سابق أو على شيء يبدو أنه حب . وقد نختلف في أسباب هذه الظاهرة الجديدة وفي كونها ظاهرة صحية أم مرضية , لكنني أعتقد أن من أسبابها الكثيرة التقليد الأعمى للأجنبي الكافر حين تعلمنا منه عن طريق وسائل الإعلام المختلفة خاصة التلفزيون والفيديو والسينما والأنترنت و ... وعن طريق الاحتكاك به , أنه لن يسعد الإنسان بزواجه إلا إذا تعرَّف على شريكة حياته وأحبها قبل الزواج أما إذا تزوج منها بدون معرفة سابقة وبدون حب سابق فإنه سيشقى بزواجه أو على الأقل لن يسعد به !!! . ومن هنا فإنني وإن أكدت على أنه لا مانع شرعا من أن يتعرف الرجل على المرأة ( والعكس ) قبل أن يتزوجا إذا تمت مراعاة شروط شرعية معينة وتم التقيد بقيود معينة وتم التوقف عند حدود معينة وعدم تجاوزها , لكنني مقتنع كذلك بأن التطور وإن حُمِد في بعض الأحيان فإنه ليس محمودا في كلها . نعم إن طريقة أجدادنا وآبائنا في الزواج ليست دائما هي الطريقة المثلى لأن الرجل منهم في كثير من الأحيان كان يتزوج من المرأة بدون أن يعرف عنها شيئا : لا بدنيا وعضويا ولا فكريا وعقليا ولا نفسيا وعصبيا ولا أدبيا وخلقيا ولا …وفي هذا من الجهل والجفاء والبعد عن الدين وروحه ما فيه , لكن طريقة أولاد وأبناء هذا الجيل (جيل ما بعد 1980م مثلا ) في الزواج فيها كذلك من العيوب ما فيها للأسف الشديد , وخير الأمور أوسطها كما يقول ديننا . وأرجع إلى مسألة الحب والزواج لأقول بأنني أعتقد بأن الواقع والإحصائيات في العالم العربي خاصة تؤكد خلال ال 20 سنة الأخيرة على أن الحب بعد الزواج لا قبله أعظم بركة وأطول عمرا وعلى أن حالات الطلاق أكثر في الزواج الذي قيل عنه بأنه بني على الحب حينا وعلى الغرام حينا آخر .
230 - الرجل مهما أعطاه الله , لا بد له أن يتزوج : حتى تكتمل راحته ويكتمل توازنه النفسي والبدني , و.. وإذا كان الزواج فيه ما فيه من التعب والمشقة , فإن الحياة ليس لها معنى كبير بدونه . ومتاعب الزواج تُكَوِّن الرجالَ والنساءَ في آن واحد , فضلا عن أن السعي على شريك الحياة وعلى الأولاد في مرتبة الجهاد في سبيل الله من حيث الأجر عند الله . وما يقال من أن العزوبة أفضل من الزواج كلام لا دليل عليه من الشرع ولا رصيد له من الواقع . يكفي أن الزواج شرعة رب العالمين وسنة الأنبياء , فيه تواصل النسل والبناء النفسي وإحصان الفرج والتعاون على طاعة الله وتعمير الأرض وتربية الأولاد وتكوين الأجيال المسلمة وفيه ما فيه . وأحبُّ دوما أن أقول للشاب الغير متزوج :" أنت ما زلت طفلا ما دمت لم تتزوج , حتى ولو كان عمركَ 40 سنة ", وكذلك للفتاة التي ما زالت لم تتزوج : " أنتِ ما زلتِ طفلة إلى أن تتزوجي , حتى ولو بلغتِ الأربعين ", وأحب أن أّذَكِّر كذلك بقول الشيخ يوسف القرضاوي أطال الله عمرَه ونفع بعلمه الإسلامَ والمسلمين , في هذا الموضوع : " لا معنى لجنة يعيش فيها الإنسان وحده بدون زوج أو زوجة ". هذا عن الزواج في الجنة , فما بالك بالزواج في الدنيا ؟!.