بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
عبد الحميد رميته , الجزائر
221- التخلي عن الحجاب لصالح الدعوة ! :
هل يجوز للمرأة أن تتخلى عن الحجاب حتى لا تلفت الانتباه إليها , ولا يقال عنها بأنها " متزمتة " , ويرضى الناس عنها , وتتمكن من دعوة غيرها إلى الدين بكل سهولة ؟.
ج : يمكن أن تتنازل المرأة عن أشياء معينة ( فيها خلاف في الدين ) .. من أجل كل ما ذكر في السؤال , ولكن لا يجوز لها أبدا من أجل ذلك كذلك أن تفعل ما هو محرم باتفاق مهما كانت نيتها حسنة . إن على الأخت المسلمة السائلة أن تعلم :
ا- بأن الله تعبدنا بالوسائل كما تعبدنا بالغايات , ومنه فالغاية النبيلة يجب أن نصل إليها بالأسلوب النظيف لا المتسخ وبالطاعة لا بالمعصية وبالمعروف لا بالمنكر .
ب- كما أن عليها أن تعلم بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك وأن رضا الله هي الغاية التي يمكن أن يدركها كل من طلبها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم يدخل الجنة إلا من أبى … من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".
جـ- إذا كان المؤمن متزمتا بالفعل , فإن تزمته بالفعل قد يُنفِّر الناس من الدين . أما المسلمة المعتدلة مثلا فإذا نفر منها ناس فإنهم ينفرون في الحقيقة ( وغالبا ) من الدين الذي تحملـه هي لا من تشددها , لأنها من الأساس ليست متشددة وإنما هي ملتزمة بأوامر الله وواقفة عند حدوده سبحانه وتعالى.
إن الذي يكره الحجاب يا أُخيَّه هو غالبا يكره الدين في حد ذاته , فتمسكي بدينك وادعي له بالهداية .
د- ثم لنفترض أنك خلعت الحجاب لتكون فرصتك أفضل في الدعوة إلى الإسلام "كما يقول بعض الجاهلون" ثم سألك سائل - وأنت سافرة - عن حكم الإسلام في اللباس الشرعي ، وعن عورة المسلمة بالنسبة للأجنبي عنها , فبماذا ستجيبين ؟! هل ستكذبين أم ستقولين الحقيقة ؟!. وعندما تجيبين بالصدق أو بالكذب ستخسرين احترامه حتما لأنك إذا صدقت تكونين قد أوقعت نفسك في التناقض بين ما تقولين وما تطبقين , وهذه مصيبة. أما إذا كذبتِ فتلك مصيبة أعظم لأنك تصبحين داعية للشيطان وليس للرحمان وما بقيت لك من الدعوة شيء .
222- لماذا يلجأ الأطفال إلى الكذب عادة ؟ :
كثيرا ما يلجأ الأطفال والشباب في حالة انحرافهم إلى تلفيق الأكاذيب كنوع من التوافق النفسي المنحرف,وذلك من أجل تلبية حاجاتهم في القيام بنشاط ممنوع أو غير مسموح به اجتماعيا مع محاولة إيهام الأهل في نفس الوقت بحسن نواياهم وعدم الخروج عن أوامرهم.وعادة ما يكون هذا السلوك شائعا في كل مراحل الطفولة ومرحلة الطفولة الوسطى والطفولة المتأخرة على وجه الخصوص , حيث يعتبر الطفل ما يقوم به من نشاطات وما يقيمه من علاقات من قبيل الأسرار الشخصية والخاصة التي لا يجوز البوح بها أو إفشاؤها حتى لأقرب أفراد أسرته. ويهدف الطفل ( من وراء الكذب ) بشكل أساسي إلى تحاشي العقاب المنتظر الذي يمكن أن يصيبه لو علم الآباء أو الأهل بحقيقة الأمر , كما قد يهدف الطفل من وراء الكذب إلى تحقيق مصلحة ذاتية يصعب تحقيقها في الأحوال العادية التي تنتفي فيها الأكاذيب .
223- " يعاني من مرض نفسي وأنا أبحث له عن رقية " ! : هذه جملة أسمعها من كثير من المرضى أو من بعض أفراد عائلاتهم .
وأنا أقول :
أولا : بأن تشخيص المرض بأنه حالة نفسية قد يكون صوابا وقد يكون خطأ . فإذا كان التشخيص خطأ ( بمعنى أن المرض ليس نفسيا كما قيل ) فقد تصبح الرقية مطلوبة وقد تكون هي الحل وقد تكون هي الحل الوحيد بإذن الله .
ثانيا : التشخيص إن كان صوابا ( بمعنى أن المرض نفسي بالفعل ) :
ا- فقد أقبلُ أن أرقي المريض إذا كان قد استشار أكثر من طبيب ولم ينفعوا سواء في تشخيص المرض أو في علاجه . ومع ذلك فإنني عندما أرقي هذا المريض أخبـُره أو أخبـُر أهله بأن الذي ينفعه – بإذن الله- بالدرجة الأولى ليس الرقية وإنما السماع منه والحديث معه وتقديم النصائح والتوجيهات المناسبة له من جهة وكذا الجهد الكبير الذي يبذله المريض من أجل العمل بهذه النصائح والتوجيهات من جهة أخرى .
ب- ولكنني لا أقبل – غالبا - أن أرقي المريض إذا لم يستشر أي طبيب وإنما اعتمد على أوهام أو سراب من أجل إقناع نفسه بأن حقيقة الإصابة هي سحر أو عين أو جن بدون أي دليل أو برهان .
وأقول للمريض في هذه الحالة : " إذا عرف السبب بطل العجب ", وما دام المرض نفسيا فلابد إذن من الذهاب عند اختصاصي في الأمراض النفسية لا عند راق شرعي .
224 – الزوجان بين الطمع والطموح : مما يجب أن يكون معلوما عند الزوجين – كوسيلة من وسائل استقرار حياتهما الزوجية – أن عليهما أن ينظرا إلى مدخول العائلة المادي أولا ثم أن يبنيا على أساسه المستوى المادي للمعيشة التي على الأسرة أن تعيشه , ولا بأس على الزوجين أن يطلبا باستمرار تحسين المدخول بالحلال , وليعلما أن الطموح محمودٌ . أما العكس فلا يمت إلى الحكمة بصلة , أي أن يضعَ الزوجان ( خاصة الزوجة ) في البداية مستوى للمعيشة معينا يريدان أن يعيشاه مع الأولاد , ثم بعد ذلك يعملان الممكن والمستحيل والحلال والحرام من أجل أن يوفرا المدخولَ الذي يساعدهما على أن تعيش العائلة كما يحبَّان.إن هذا ليس طموحا , ولكنه طمعٌ والطمع مذمومٌ دوما . والله أعلم بالصواب .
225- عندما تغضب المرأة : نجدها ترتاح أكثر إذا نالت – في مقابل ذلك - من زوجها شيئا من الحب بدلا من النصيحة . والرجل يميل غالبا في مواجهة غضب الزوجة إلى أن يلعبَ دور الأب الناصحِ , بينما نجد أن ما تحتاجه المرأة حقيقة هو أن يقوم الرجل معها بدور الأم الحنون . والحقيقة أن المرأة – غالبا - لا تحتاج في غضبها لأكثر من 5 دقائق من الاهتمام بها وإظهار الحب لها ليزول الغضب عنها ، إلا إذا كانت الأزمة التي تتعرض لها خطيرة جدا . ومن طبع أغلب الرجال أنهم يأخذون ما تقوله المرأة حرفيا- حين تغضب - بينما قد لا تعني المرأة نفسَ المعنى ( مثلا عندما تقول : " إني أكاد أجن " ) . وإن كانت المرأة مطلوب منها في المقابل أن تضبط أعصابها فلا تقول إلا ما يليق , وأن تكظم غيظها فلا يصدرُ منها إلا ما يصلُح .
226 – بين غيرة المرأة وحرية الرجل : المرأة لا تتبرم بالزواج , ولكن الرجل هو الذي يسأمه ويضجر منه . إن الرجل حريص من جهة على زوجته وبيته وأولاده ، ولكنه حريص من جهة أخرى على الحياة العامة . وهذا ما لا تفهمه المرأة في الغالب , ومن هنا تنشأ في قلبها عاطفة الغيرة . فهي تغار من القسط من الحرية الذي يتمتع به زوجها في الخارج ، وتخشى أن تتحول هذه الحرية وتتبدل من حرية بريئة إلى حرية في الاتصال بامرأة أجنبية , وفي هذه الظاهرة تشترك معظم الزوجات مهما كن مثقفات ومتعلمات . ويجب أن نلتمس العذر للمرأة الغيور لأن الرجل المتعلق جدا في العادة بالنساء هو الذي يثير فيها هذه الغيرة ، لكن خطأ المرأة ينحصر في غيرتها المبالغ فيها والتي تنتهي في الكثير من الأحيان إلى عكس المراد منها ، أي إلى فقدان الزوج وزعزعة دعائم الأسرة . والواقع هو أن شيئا من اهتمام الرجل بامرأته ومن إقباله عليها ومن العطف والرعاية والحنان كفيل بأن يلطف من غيرة المرأة ويردها إلى صوابها وأن يضاعف من إحساسها بالاستقرار والأمن ويزيد في تضحياتها ، ويدفعها لمنح زوجها قسطه المنشود من الحرية بلا أدنى اعتراض .
227 - جمال المرأة إلى زوال : إن المرأة تشعر في الكثير من الأحيان من صميم قلبها أن جمالها مهما كان كبيرا لا يستطيع الاحتفاظ بالرجل , حتى ولو كان زوجَها ولها معه أولاد , وحتى ولو بذلت في سبيل راحته وبيته صفوة جهودها . وهذا الشعور هو الذي يُفسدُ في بعض الأحيان خُلُقَ المرأة ويجعلها شديدة الغيرة كثيرة الوسواس والشكوك , تسرف في التبرج الحلال لزوجها وتبالغ في الاهتمام بمظهرها لتوقعَ زوجها في فخ اللذة التي يهواها والتي هي نقطة ضعفه الأولى في الحياة .
228- العنوسة عند الجامعيات : لأن الرجال –غالبا- لا يحبون الزواج من مثقفات ثقافة عالية لأنهم يرون أن ذلك قد يتناقض مع قوامة الواحد منهم على المرأة .
- ولأن الطالبة الجامعية لا تفارق مقاعد الدراسة الجامعية إلا بعد ال 25 سنة من عمرها ، وهو سن متأخر نسبيا بالنسبة لتزوج المرأة .
- ولأن الرجل في الكثير من الأحيان يراعي- وهذه نقطة ضعف عنده - في المرأة صغر سنها وصفات خِلقية أو خُلقية معينة فيها أكثر مما يبحثُ عن ثقافتها الواسعة .
هذه أسباب أساسية لانتشار العنوسة عند الجامعيات , تؤدي إلى أن المرأة الجامعية تجد في الكثير من الأحيان فرص الزواج أمامها أقل بكثير مما تجدها من هي أقل منها ثقافة أومن هي مستقرة في بيتها . أنا الآن أتحدث عن ظاهرة موجودة , وما أعطيت فيها رأيا , أو أنا أصف واقعا , ولم أعطِ حكما .
وأذكر هنا على سبيل النكتة طالبة من الطالبات في كلية الطب بالجامعة , كانت تدرس عندي أيام زمان بالثانوية , قالت لي في يوم ما وهي تتحدث عن هذه الظاهرة التي تتمثل في انتشار العنوسة بين الجامعيات وخاصة بين الدرسات في الطب أو الطبيبات حيث تطول الدراسة لأكثر من 7 سنوات , ويمكن أن تستمر حتى إلى ال 11 أو ال 12 سنة تقريبا. قالت لي الطالبة " إذا أرادت طالبةٌ أن تتعرف على أخرى فإنها تقول لها ( أنت متزوجة أم طبيبة ؟!)" , وذلك لأن الطبيبات من الصعب تزوجهن , ولأن عدد العوانس في أوساط الطبيبات أكبر من عددهن عند فئات أخرى . وتحكي لي طبيبة من الطبيبات- مسئولة في المستشفي بمدينة ... وهي متأسفة " هذه يا أستاذ أمامك قائمة لحوالي 100 طبيبة تعملن هنا على مستوى ولاية ..., وسن كل واحدة منهن تجاوز ال 35 سنة ومع ذلك لم تتزوج منهن إلا حوالي 20 % فقط" .
229- الحب قبل الزواج : هل لا بد من الحب قبل الزواج ؟. الجواب : ليس شرطا , بل إن الحب الذي يأتي قبل الزواج بالطرق غير المستقيمة ( اختلاط دائم وخلوة غير مشروعة وقبلة ومداعبة و.. ) غالبا ما يكون حبا غير دائم . وأما إذا بني الزواج على أساس من الدين والأمانة والتقوى , فإن الحب إن لم يأت قبل الزواج , فسيأتي بإذن الله بعد الزواج ويكون قويا تزداد قوته مع الأيام , حتى وإن بدأ ضعيفا . وأما حكاية التعارف الذي يطلبه بعض الشباب بين الرجل والمرأة , حتى إذا اطمأن أحدهما إلى الآخر أقبل على الزواج منه , وإلا اتجه إلى وجهة أخرى : ا- إن هذا التعارف من وحي الشيطان لا من وحي الرحمان . ب-وهذا التعارف دخيل علينا نحن المسلمين وليس من شعاراتنا الأصيلة . جـ - والرجل في الحقيقة لن يتـعرف على المرأة كما ينبغي إلا بالسؤال عنها أولا ثم بالزواج منها ثانيا , والمرأة كذلك . ومن ظن أنه بكثرة الاتصال ( قبل الزواج ) سيتـعرف على الآخر فإنه واهم وساذج . د- خلال فترة التعارف كل واحد منهما يكذب على الآخر ويتكلف له حتى يظهر له على أحسن صورة . هـ- وإذا قضى الرجل حاجته ( ... ) - لا قدر الله - من المرأة قبل الزواج منها فيمكن جدا أن يرميها بعد ذلك ويتنصل بسهولة من وعوده لها بالزواج , وتكون عندئذ هي الخاسرة الأولى
( اجتماعيا لا دينيا ) قبل أن يكون هو كذلك خاسرا .
ثم أضيف فأقول : أي الحبـين أعظم بركة وأكثر نفعا وأدوم خيرا : الحب بعد الزواج أم الحب قبل الزواج ؟
والجواب هو : من حيث الواقع خاصة في زماننا هذا , أصبحت أغلب حالات الزواج مبنية على حب سابق أو على شيء يبدو أنه حب . وقد نختلف في أسباب هذه الظاهرة الجديدة وفي كونها ظاهرة صحية أم مرضية , لكنني أعتقد أن من أسبابها الكثيرة التقليد الأعمى للأجنبي الكافر حين تعلمنا منه عن طريق وسائل الإعلام المختلفة خاصة التلفزيون والفيديو والسينما والأنترنت و ... وعن طريق الاحتكاك به , أنه لن يسعد الإنسان بزواجه إلا إذا تعرَّف على شريكة حياته وأحبها قبل الزواج أما إذا تزوج منها بدون معرفة سابقة وبدون حب سابق فإنه سيشقى بزواجه أو على الأقل لن يسعد به !!! . ومن هنا فإنني وإن أكدت على أنه لا مانع شرعا من أن يتعرف الرجل على المرأة ( والعكس ) قبل أن يتزوجا إذا تمت مراعاة شروط شرعية معينة وتم التقيد بقيود معينة وتم التوقف عند حدود معينة وعدم تجاوزها , لكنني مقتنع كذلك بأن التطور وإن حُمِد في بعض الأحيان فإنه ليس محمودا في كلها . نعم إن طريقة أجدادنا وآبائنا في الزواج ليست دائما هي الطريقة المثلى لأن الرجل منهم في كثير من الأحيان كان يتزوج من المرأة بدون أن يعرف عنها شيئا : لا بدنيا وعضويا ولا فكريا وعقليا ولا نفسيا وعصبيا ولا أدبيا وخلقيا ولا …وفي هذا من الجهل والجفاء والبعد عن الدين وروحه ما فيه , لكن طريقة أولاد وأبناء هذا الجيل (جيل ما بعد 1980م مثلا ) في الزواج فيها كذلك من العيوب ما فيها للأسف الشديد , وخير الأمور أوسطها كما يقول ديننا . وأرجع إلى مسألة الحب والزواج لأقول بأنني أعتقد بأن الواقع والإحصائيات في العالم العربي خاصة تؤكد خلال ال 20 سنة الأخيرة على أن الحب بعد الزواج لا قبله أعظم بركة وأطول عمرا وعلى أن حالات الطلاق أكثر في الزواج الذي قيل عنه بأنه بني على الحب حينا وعلى الغرام حينا آخر .
230 - الرجل مهما أعطاه الله , لا بد له أن يتزوج : حتى تكتمل راحته ويكتمل توازنه النفسي والبدني , و.. وإذا كان الزواج فيه ما فيه من التعب والمشقة , فإن الحياة ليس لها معنى كبير بدونه . ومتاعب الزواج تُكَوِّن الرجالَ والنساءَ في آن واحد , فضلا عن أن السعي على شريك الحياة وعلى الأولاد في مرتبة الجهاد في سبيل الله من حيث الأجر عند الله . وما يقال من أن العزوبة أفضل من الزواج كلام لا دليل عليه من الشرع ولا رصيد له من الواقع . يكفي أن الزواج شرعة رب العالمين وسنة الأنبياء , فيه تواصل النسل والبناء النفسي وإحصان الفرج والتعاون على طاعة الله وتعمير الأرض وتربية الأولاد وتكوين الأجيال المسلمة وفيه ما فيه . وأحبُّ دوما أن أقول للشاب الغير متزوج :" أنت ما زلت طفلا ما دمت لم تتزوج , حتى ولو كان عمركَ 40 سنة ", وكذلك للفتاة التي ما زالت لم تتزوج : " أنتِ ما زلتِ طفلة إلى أن تتزوجي , حتى ولو بلغتِ الأربعين ", وأحب أن أّذَكِّر كذلك بقول الشيخ يوسف القرضاوي أطال الله عمرَه ونفع بعلمه الإسلامَ والمسلمين , في هذا الموضوع : " لا معنى لجنة يعيش فيها الإنسان وحده بدون زوج أو زوجة ". هذا عن الزواج في الجنة , فما بالك بالزواج في الدنيا ؟!.
هل يجوز للمرأة أن تتخلى عن الحجاب حتى لا تلفت الانتباه إليها , ولا يقال عنها بأنها " متزمتة " , ويرضى الناس عنها , وتتمكن من دعوة غيرها إلى الدين بكل سهولة ؟.
ج : يمكن أن تتنازل المرأة عن أشياء معينة ( فيها خلاف في الدين ) .. من أجل كل ما ذكر في السؤال , ولكن لا يجوز لها أبدا من أجل ذلك كذلك أن تفعل ما هو محرم باتفاق مهما كانت نيتها حسنة . إن على الأخت المسلمة السائلة أن تعلم :
ا- بأن الله تعبدنا بالوسائل كما تعبدنا بالغايات , ومنه فالغاية النبيلة يجب أن نصل إليها بالأسلوب النظيف لا المتسخ وبالطاعة لا بالمعصية وبالمعروف لا بالمنكر .
ب- كما أن عليها أن تعلم بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك وأن رضا الله هي الغاية التي يمكن أن يدركها كل من طلبها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم يدخل الجنة إلا من أبى … من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".
جـ- إذا كان المؤمن متزمتا بالفعل , فإن تزمته بالفعل قد يُنفِّر الناس من الدين . أما المسلمة المعتدلة مثلا فإذا نفر منها ناس فإنهم ينفرون في الحقيقة ( وغالبا ) من الدين الذي تحملـه هي لا من تشددها , لأنها من الأساس ليست متشددة وإنما هي ملتزمة بأوامر الله وواقفة عند حدوده سبحانه وتعالى.
إن الذي يكره الحجاب يا أُخيَّه هو غالبا يكره الدين في حد ذاته , فتمسكي بدينك وادعي له بالهداية .
د- ثم لنفترض أنك خلعت الحجاب لتكون فرصتك أفضل في الدعوة إلى الإسلام "كما يقول بعض الجاهلون" ثم سألك سائل - وأنت سافرة - عن حكم الإسلام في اللباس الشرعي ، وعن عورة المسلمة بالنسبة للأجنبي عنها , فبماذا ستجيبين ؟! هل ستكذبين أم ستقولين الحقيقة ؟!. وعندما تجيبين بالصدق أو بالكذب ستخسرين احترامه حتما لأنك إذا صدقت تكونين قد أوقعت نفسك في التناقض بين ما تقولين وما تطبقين , وهذه مصيبة. أما إذا كذبتِ فتلك مصيبة أعظم لأنك تصبحين داعية للشيطان وليس للرحمان وما بقيت لك من الدعوة شيء .
222- لماذا يلجأ الأطفال إلى الكذب عادة ؟ :
كثيرا ما يلجأ الأطفال والشباب في حالة انحرافهم إلى تلفيق الأكاذيب كنوع من التوافق النفسي المنحرف,وذلك من أجل تلبية حاجاتهم في القيام بنشاط ممنوع أو غير مسموح به اجتماعيا مع محاولة إيهام الأهل في نفس الوقت بحسن نواياهم وعدم الخروج عن أوامرهم.وعادة ما يكون هذا السلوك شائعا في كل مراحل الطفولة ومرحلة الطفولة الوسطى والطفولة المتأخرة على وجه الخصوص , حيث يعتبر الطفل ما يقوم به من نشاطات وما يقيمه من علاقات من قبيل الأسرار الشخصية والخاصة التي لا يجوز البوح بها أو إفشاؤها حتى لأقرب أفراد أسرته. ويهدف الطفل ( من وراء الكذب ) بشكل أساسي إلى تحاشي العقاب المنتظر الذي يمكن أن يصيبه لو علم الآباء أو الأهل بحقيقة الأمر , كما قد يهدف الطفل من وراء الكذب إلى تحقيق مصلحة ذاتية يصعب تحقيقها في الأحوال العادية التي تنتفي فيها الأكاذيب .
223- " يعاني من مرض نفسي وأنا أبحث له عن رقية " ! : هذه جملة أسمعها من كثير من المرضى أو من بعض أفراد عائلاتهم .
وأنا أقول :
أولا : بأن تشخيص المرض بأنه حالة نفسية قد يكون صوابا وقد يكون خطأ . فإذا كان التشخيص خطأ ( بمعنى أن المرض ليس نفسيا كما قيل ) فقد تصبح الرقية مطلوبة وقد تكون هي الحل وقد تكون هي الحل الوحيد بإذن الله .
ثانيا : التشخيص إن كان صوابا ( بمعنى أن المرض نفسي بالفعل ) :
ا- فقد أقبلُ أن أرقي المريض إذا كان قد استشار أكثر من طبيب ولم ينفعوا سواء في تشخيص المرض أو في علاجه . ومع ذلك فإنني عندما أرقي هذا المريض أخبـُره أو أخبـُر أهله بأن الذي ينفعه – بإذن الله- بالدرجة الأولى ليس الرقية وإنما السماع منه والحديث معه وتقديم النصائح والتوجيهات المناسبة له من جهة وكذا الجهد الكبير الذي يبذله المريض من أجل العمل بهذه النصائح والتوجيهات من جهة أخرى .
ب- ولكنني لا أقبل – غالبا - أن أرقي المريض إذا لم يستشر أي طبيب وإنما اعتمد على أوهام أو سراب من أجل إقناع نفسه بأن حقيقة الإصابة هي سحر أو عين أو جن بدون أي دليل أو برهان .
وأقول للمريض في هذه الحالة : " إذا عرف السبب بطل العجب ", وما دام المرض نفسيا فلابد إذن من الذهاب عند اختصاصي في الأمراض النفسية لا عند راق شرعي .
224 – الزوجان بين الطمع والطموح : مما يجب أن يكون معلوما عند الزوجين – كوسيلة من وسائل استقرار حياتهما الزوجية – أن عليهما أن ينظرا إلى مدخول العائلة المادي أولا ثم أن يبنيا على أساسه المستوى المادي للمعيشة التي على الأسرة أن تعيشه , ولا بأس على الزوجين أن يطلبا باستمرار تحسين المدخول بالحلال , وليعلما أن الطموح محمودٌ . أما العكس فلا يمت إلى الحكمة بصلة , أي أن يضعَ الزوجان ( خاصة الزوجة ) في البداية مستوى للمعيشة معينا يريدان أن يعيشاه مع الأولاد , ثم بعد ذلك يعملان الممكن والمستحيل والحلال والحرام من أجل أن يوفرا المدخولَ الذي يساعدهما على أن تعيش العائلة كما يحبَّان.إن هذا ليس طموحا , ولكنه طمعٌ والطمع مذمومٌ دوما . والله أعلم بالصواب .
225- عندما تغضب المرأة : نجدها ترتاح أكثر إذا نالت – في مقابل ذلك - من زوجها شيئا من الحب بدلا من النصيحة . والرجل يميل غالبا في مواجهة غضب الزوجة إلى أن يلعبَ دور الأب الناصحِ , بينما نجد أن ما تحتاجه المرأة حقيقة هو أن يقوم الرجل معها بدور الأم الحنون . والحقيقة أن المرأة – غالبا - لا تحتاج في غضبها لأكثر من 5 دقائق من الاهتمام بها وإظهار الحب لها ليزول الغضب عنها ، إلا إذا كانت الأزمة التي تتعرض لها خطيرة جدا . ومن طبع أغلب الرجال أنهم يأخذون ما تقوله المرأة حرفيا- حين تغضب - بينما قد لا تعني المرأة نفسَ المعنى ( مثلا عندما تقول : " إني أكاد أجن " ) . وإن كانت المرأة مطلوب منها في المقابل أن تضبط أعصابها فلا تقول إلا ما يليق , وأن تكظم غيظها فلا يصدرُ منها إلا ما يصلُح .
226 – بين غيرة المرأة وحرية الرجل : المرأة لا تتبرم بالزواج , ولكن الرجل هو الذي يسأمه ويضجر منه . إن الرجل حريص من جهة على زوجته وبيته وأولاده ، ولكنه حريص من جهة أخرى على الحياة العامة . وهذا ما لا تفهمه المرأة في الغالب , ومن هنا تنشأ في قلبها عاطفة الغيرة . فهي تغار من القسط من الحرية الذي يتمتع به زوجها في الخارج ، وتخشى أن تتحول هذه الحرية وتتبدل من حرية بريئة إلى حرية في الاتصال بامرأة أجنبية , وفي هذه الظاهرة تشترك معظم الزوجات مهما كن مثقفات ومتعلمات . ويجب أن نلتمس العذر للمرأة الغيور لأن الرجل المتعلق جدا في العادة بالنساء هو الذي يثير فيها هذه الغيرة ، لكن خطأ المرأة ينحصر في غيرتها المبالغ فيها والتي تنتهي في الكثير من الأحيان إلى عكس المراد منها ، أي إلى فقدان الزوج وزعزعة دعائم الأسرة . والواقع هو أن شيئا من اهتمام الرجل بامرأته ومن إقباله عليها ومن العطف والرعاية والحنان كفيل بأن يلطف من غيرة المرأة ويردها إلى صوابها وأن يضاعف من إحساسها بالاستقرار والأمن ويزيد في تضحياتها ، ويدفعها لمنح زوجها قسطه المنشود من الحرية بلا أدنى اعتراض .
227 - جمال المرأة إلى زوال : إن المرأة تشعر في الكثير من الأحيان من صميم قلبها أن جمالها مهما كان كبيرا لا يستطيع الاحتفاظ بالرجل , حتى ولو كان زوجَها ولها معه أولاد , وحتى ولو بذلت في سبيل راحته وبيته صفوة جهودها . وهذا الشعور هو الذي يُفسدُ في بعض الأحيان خُلُقَ المرأة ويجعلها شديدة الغيرة كثيرة الوسواس والشكوك , تسرف في التبرج الحلال لزوجها وتبالغ في الاهتمام بمظهرها لتوقعَ زوجها في فخ اللذة التي يهواها والتي هي نقطة ضعفه الأولى في الحياة .
228- العنوسة عند الجامعيات : لأن الرجال –غالبا- لا يحبون الزواج من مثقفات ثقافة عالية لأنهم يرون أن ذلك قد يتناقض مع قوامة الواحد منهم على المرأة .
- ولأن الطالبة الجامعية لا تفارق مقاعد الدراسة الجامعية إلا بعد ال 25 سنة من عمرها ، وهو سن متأخر نسبيا بالنسبة لتزوج المرأة .
- ولأن الرجل في الكثير من الأحيان يراعي- وهذه نقطة ضعف عنده - في المرأة صغر سنها وصفات خِلقية أو خُلقية معينة فيها أكثر مما يبحثُ عن ثقافتها الواسعة .
هذه أسباب أساسية لانتشار العنوسة عند الجامعيات , تؤدي إلى أن المرأة الجامعية تجد في الكثير من الأحيان فرص الزواج أمامها أقل بكثير مما تجدها من هي أقل منها ثقافة أومن هي مستقرة في بيتها . أنا الآن أتحدث عن ظاهرة موجودة , وما أعطيت فيها رأيا , أو أنا أصف واقعا , ولم أعطِ حكما .
وأذكر هنا على سبيل النكتة طالبة من الطالبات في كلية الطب بالجامعة , كانت تدرس عندي أيام زمان بالثانوية , قالت لي في يوم ما وهي تتحدث عن هذه الظاهرة التي تتمثل في انتشار العنوسة بين الجامعيات وخاصة بين الدرسات في الطب أو الطبيبات حيث تطول الدراسة لأكثر من 7 سنوات , ويمكن أن تستمر حتى إلى ال 11 أو ال 12 سنة تقريبا. قالت لي الطالبة " إذا أرادت طالبةٌ أن تتعرف على أخرى فإنها تقول لها ( أنت متزوجة أم طبيبة ؟!)" , وذلك لأن الطبيبات من الصعب تزوجهن , ولأن عدد العوانس في أوساط الطبيبات أكبر من عددهن عند فئات أخرى . وتحكي لي طبيبة من الطبيبات- مسئولة في المستشفي بمدينة ... وهي متأسفة " هذه يا أستاذ أمامك قائمة لحوالي 100 طبيبة تعملن هنا على مستوى ولاية ..., وسن كل واحدة منهن تجاوز ال 35 سنة ومع ذلك لم تتزوج منهن إلا حوالي 20 % فقط" .
229- الحب قبل الزواج : هل لا بد من الحب قبل الزواج ؟. الجواب : ليس شرطا , بل إن الحب الذي يأتي قبل الزواج بالطرق غير المستقيمة ( اختلاط دائم وخلوة غير مشروعة وقبلة ومداعبة و.. ) غالبا ما يكون حبا غير دائم . وأما إذا بني الزواج على أساس من الدين والأمانة والتقوى , فإن الحب إن لم يأت قبل الزواج , فسيأتي بإذن الله بعد الزواج ويكون قويا تزداد قوته مع الأيام , حتى وإن بدأ ضعيفا . وأما حكاية التعارف الذي يطلبه بعض الشباب بين الرجل والمرأة , حتى إذا اطمأن أحدهما إلى الآخر أقبل على الزواج منه , وإلا اتجه إلى وجهة أخرى : ا- إن هذا التعارف من وحي الشيطان لا من وحي الرحمان . ب-وهذا التعارف دخيل علينا نحن المسلمين وليس من شعاراتنا الأصيلة . جـ - والرجل في الحقيقة لن يتـعرف على المرأة كما ينبغي إلا بالسؤال عنها أولا ثم بالزواج منها ثانيا , والمرأة كذلك . ومن ظن أنه بكثرة الاتصال ( قبل الزواج ) سيتـعرف على الآخر فإنه واهم وساذج . د- خلال فترة التعارف كل واحد منهما يكذب على الآخر ويتكلف له حتى يظهر له على أحسن صورة . هـ- وإذا قضى الرجل حاجته ( ... ) - لا قدر الله - من المرأة قبل الزواج منها فيمكن جدا أن يرميها بعد ذلك ويتنصل بسهولة من وعوده لها بالزواج , وتكون عندئذ هي الخاسرة الأولى
( اجتماعيا لا دينيا ) قبل أن يكون هو كذلك خاسرا .
ثم أضيف فأقول : أي الحبـين أعظم بركة وأكثر نفعا وأدوم خيرا : الحب بعد الزواج أم الحب قبل الزواج ؟
والجواب هو : من حيث الواقع خاصة في زماننا هذا , أصبحت أغلب حالات الزواج مبنية على حب سابق أو على شيء يبدو أنه حب . وقد نختلف في أسباب هذه الظاهرة الجديدة وفي كونها ظاهرة صحية أم مرضية , لكنني أعتقد أن من أسبابها الكثيرة التقليد الأعمى للأجنبي الكافر حين تعلمنا منه عن طريق وسائل الإعلام المختلفة خاصة التلفزيون والفيديو والسينما والأنترنت و ... وعن طريق الاحتكاك به , أنه لن يسعد الإنسان بزواجه إلا إذا تعرَّف على شريكة حياته وأحبها قبل الزواج أما إذا تزوج منها بدون معرفة سابقة وبدون حب سابق فإنه سيشقى بزواجه أو على الأقل لن يسعد به !!! . ومن هنا فإنني وإن أكدت على أنه لا مانع شرعا من أن يتعرف الرجل على المرأة ( والعكس ) قبل أن يتزوجا إذا تمت مراعاة شروط شرعية معينة وتم التقيد بقيود معينة وتم التوقف عند حدود معينة وعدم تجاوزها , لكنني مقتنع كذلك بأن التطور وإن حُمِد في بعض الأحيان فإنه ليس محمودا في كلها . نعم إن طريقة أجدادنا وآبائنا في الزواج ليست دائما هي الطريقة المثلى لأن الرجل منهم في كثير من الأحيان كان يتزوج من المرأة بدون أن يعرف عنها شيئا : لا بدنيا وعضويا ولا فكريا وعقليا ولا نفسيا وعصبيا ولا أدبيا وخلقيا ولا …وفي هذا من الجهل والجفاء والبعد عن الدين وروحه ما فيه , لكن طريقة أولاد وأبناء هذا الجيل (جيل ما بعد 1980م مثلا ) في الزواج فيها كذلك من العيوب ما فيها للأسف الشديد , وخير الأمور أوسطها كما يقول ديننا . وأرجع إلى مسألة الحب والزواج لأقول بأنني أعتقد بأن الواقع والإحصائيات في العالم العربي خاصة تؤكد خلال ال 20 سنة الأخيرة على أن الحب بعد الزواج لا قبله أعظم بركة وأطول عمرا وعلى أن حالات الطلاق أكثر في الزواج الذي قيل عنه بأنه بني على الحب حينا وعلى الغرام حينا آخر .
230 - الرجل مهما أعطاه الله , لا بد له أن يتزوج : حتى تكتمل راحته ويكتمل توازنه النفسي والبدني , و.. وإذا كان الزواج فيه ما فيه من التعب والمشقة , فإن الحياة ليس لها معنى كبير بدونه . ومتاعب الزواج تُكَوِّن الرجالَ والنساءَ في آن واحد , فضلا عن أن السعي على شريك الحياة وعلى الأولاد في مرتبة الجهاد في سبيل الله من حيث الأجر عند الله . وما يقال من أن العزوبة أفضل من الزواج كلام لا دليل عليه من الشرع ولا رصيد له من الواقع . يكفي أن الزواج شرعة رب العالمين وسنة الأنبياء , فيه تواصل النسل والبناء النفسي وإحصان الفرج والتعاون على طاعة الله وتعمير الأرض وتربية الأولاد وتكوين الأجيال المسلمة وفيه ما فيه . وأحبُّ دوما أن أقول للشاب الغير متزوج :" أنت ما زلت طفلا ما دمت لم تتزوج , حتى ولو كان عمركَ 40 سنة ", وكذلك للفتاة التي ما زالت لم تتزوج : " أنتِ ما زلتِ طفلة إلى أن تتزوجي , حتى ولو بلغتِ الأربعين ", وأحب أن أّذَكِّر كذلك بقول الشيخ يوسف القرضاوي أطال الله عمرَه ونفع بعلمه الإسلامَ والمسلمين , في هذا الموضوع : " لا معنى لجنة يعيش فيها الإنسان وحده بدون زوج أو زوجة ". هذا عن الزواج في الجنة , فما بالك بالزواج في الدنيا ؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق