الاثنين، 15 يونيو 2009

الخواطر من 241 إلى 250 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

241- هل يبدأ الفتى التفكير في رعاية إخوته وأخواته قبل الفتاة أو العكس ؟
( وهي نقطة تُـحسبُ للمرأة على حساب الرجل ) :
إن الفتاة تبدأ في الاهتمام برعاية وحفظ إخوتها وأخواتها قبل الفتى , وفي مقابل شاب صغير واحد بدأ من الصغر في الاهتمام بإخوته نجد في المقابل عشر شابات يبدأن من الصغر في هذا الاهتمام . ويبدو هذا مفهوماً وواضحا وبينا في إطار نظريات التحليل النفسي الحديثة ، وكذا في إطار الواقع العملي المشهود في كل زمان ومكان , والذي من السهل فيه أن نرى بأن الأنثى تبدأ في ممارسة دور الأمومة قبل الذكر بكثير . ومنه فإننا نلاحظ وباستمرار وفي كل ظرف وزمان ومكان بأن الأنثى ولو ظلمها أخوها مثلا واعتدى عليها وأساء إليها وحرمها من حقوقها و ... فإنها تفكر باستمرار فيه وفي مصلحته وتحاول أن تقابل سيئته بحسنات لا بحسنة واحدة , وتبذل الغالي والرخيص من أجل خدمته وحسن معاشرته وطيب معاملته , وتعطيه على الدوام الكثير من العطف والحنان , وتتمنى له من أعماق قلبها الهناء والسعادة في الدنيا وفي الآخرة . كل هذا في الوقت الذي نجد فيه الولد الذكر لا يفكر في مصلحة أخته إلا بعد سنوات من بدء تفكيرها فيه , وحتى عندما يفكر الفتى في مصلحتها فإنه يعطيها غالبا أقل بكثير مما تعطيه هي . وهذه حسنة من الحسنات التي تحسبُ للمرأة وتُحسبُ على الرجل , أو هي نقطة تُحسب للمرأة على حساب الرجل .
ثم ملاحظة أخيرة : يقال أيضا بأن المرأة , حتى بعد زواجها فإن قلبها يظل دائما متعلقا بأهلها ومنه فإنها تكون غالبا أحن من الرجل على والديها .
والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
242 – فرق كبير جدا بين حب وحب :
كل إنسان مؤمن خلقه الله فطرة وهو يتمنى أن يُحَـبّ من الله أولا ثم من أكبر عدد ممكن من الناس , وهذه من فطرة الله التي فطر الناس عليها " لا تبديل لخلق الله " . صحيح أن حب الله لنا هو الأساس الأول عندنا لأن فيه خير الدنيا والآخرة , ولأن الطريق إلى نيله واضح ومفهوم وجلي , ولأن ذلك من مقتضيات الإيمان بالله والإخلاص له . وصحيح أنه بقدر حرصنا على حب الله لنا وزهدنا في قيمتنا عند الناس ( خاصة فيما له صلة بالعبادات ) بقدر ما يكون أجرنا أكبر عند الله تعالى .
ولكن - ومع ذلك - فإن كل واحد منا يتمنى عادة وغالبا أن يكون محبوبا - بعد الله - عند أكثرية الناس .
وما أبعد الفرق بين أن يحبك الناسُ حقيقة لأنك أهل لأن تُـحبَّ بسبب أدبك وخلقك ومحبتك لله أولا ثم محبتك للخير ومحبتك للناس أجمعين ثانيا , وبين أن يُـظهر الناسُ محبتَـك فقط طمعا فيك أو خوفا منك .
إن محبة الناس لك الطيبة والمباركة والتي هي من محبة الله بإذن الله هي محبتهم لك لأنك مؤمن مسلم صادق مخلص وهذه المحبة مباركة وتؤكي أكلها كل حين بإذن ربها , كما أنها محبة دائمة فيها خير الدنيا والآخرة .
وأما تظاهرُ الناس بأنهم يحبونك لا لشيء إلا طمعا في مال أو جاه أو دنيا فانية أو ... أو خوفا من بطش أو عقاب أو انتقام أو ... فإن هذا الحب ( إن قبلنا بتسميته حبا ) سيءٌ وقبيح وخبيثٌ , وفائدته – إن وجدت – دنيوية بحتة ومؤقتة ومنزوعة البركة للأسف الشديد .
ومنه فاحرص يا مؤمن ما حييتَ على محبة الله لك أولا وكن في ذلك صادقا ومخلصـا , ثم كن على يقين بعد ذلك أن محبة الناس لك الطيبة المباركة والتي أشرتُ إليها قبل قليل ستأتيك بإذن الله تلقائيا وعفويا بدون أن تطلبها أو حتى تفكر فيها ولو للحظة واحدة من الزمان . والله أعلى وأعلم بالصواب .
243- ما هي أسباب الخوف عند الأطفال ؟ : هي كثيرة , يمكن أن نذكر منها أهمها :1-العقاب القاسي للطفل , ومنه فالضرب الشديد أو المستمر للطفل قد يُشعر الطفل بالخوف وعدم الأمان . والفرقُ شاسعٌ بين أن يُقلع الطفل عن الشيء خوفا من العقاب وبين أن يفعل ذلك احتراما واستجابة لأمر والديه 2-تسلط الآباء وشدة السيطرة على أغلب حركات الطفل دون أن يتركوا له حرية التفكير , فيتولد عنده الخوف من الوقوع في الخطأ .3-تخويف الطفل من أمور لا يجوز أن نخوف الطفل منها مثل الطبيب وغيره . إن الطب وما يشبهه موضوعات يجب أن ترتبط في ذهن الولد بفائدتها وقيمتها الحقيقية ولا تستعمل كوسائل للعقاب أو لإثارة الخوف منها في نفسه حتى تصبح مصدر خوف له .4-إرغام الطفل على النوم أو المذاكرة أو شرب دواء معين أو...لأن هذه الأشياء كلها يجب أن تكون محببة للأطفال كما يجب أن يربوا على الإقبال عليها من تلقاء أنفسهم , ولا يجوز أن تصبح رموزا للإرهاب ووسائل التخويف والعقاب .5- ومن أهم الأسباب خوف الآباء أنفسهم , إذ كيف يُطلب من طفل ألا يخاف من شيء معين بينما والداه أو أحدهما أشد خوفا من ذلك الشيء . إن حالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية يمكن أن تنقل من فرد إلى آخر بالتأثير , وهذا ما يسمى بعامل الإيحاء .
244- ماذا عن سيئات الرقية الجماعية ؟ :من غرائب الرقية عند البعض ممن يعالج بالقرآن : الرقية الجماعية والتي يمارسها البعض من أدعياء الرقية في الجزائر أو غيرها , والتي يجلس فيها الراقي أمام 5 أو 10 أو 15 أو 20 من المرضى في قاعة واحدة , ويرقيهم في نفس الوقت . إن هذه الرقية غير مناسبة وغير مقبولة وغير مستساغة من وجوه عدة منها :ا- أن المريض يكشفُ أسراره بمثل هذه الرقية لكثير من الناس الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم ,والمريض – عادة - لا يحبُّ أن يطَّلعَ على أسراره أحدٌ من الناس , خاصة إن كان امرأةً . إن القراءة الفردية , بمعنى الخلوة بالمريض ( أو المريضة مع محرمها ) وسؤاله عن حالته والقراءة عليه مباشرة وما يجده المريض من اهتمام به أكثر مع توجيه الرقية وتركيزها عليه , ومع ما في ذلك من الفائدة في تحديد حالته المرضية وستر لأسراره , لا شك أن ذلك كله أنفع بكثير وأفضل من الرقية الجماعية . ب- لا تتاح الفرصة للراقي أن يسمع من كل مريضٍ كما ينبغي , وأن ينصحه كما يلزم . والمعلوم بداهة خاصة عند من يمارس الرقية الشرعية , أن السماع من المريض ثم تقديم النصائح والتوجيهات المناسبة له أمرٌ مُهمٌّ جدا على طريق العمل من أجل علاجه . وهذا أمر مشاهدٌ ومعلوم ومعروفٌ .جـ- لا يتمكن الراقي بهذه الطريقة من أن يُشخِّصَ مرضَ المريضِ وأن يعرفَ طبيعته , لأن المريض لا يحبُّ في العادة أن يتكلم مع الراقي عندما يجدُ نفسه في قاعة واحدة وفي وقت واحد مع مجموعة كبيرة من الناس سواء كان يعرفهم أو لا يعرفهم .د- هذه الطريقة يمكن جدا أن تكون سببا في إصابة من لم يكن مصابا أصلا . يحدث هذا أثناء وجوده في جو مشحون ومكان قد يسبب له رعبا , فهذا يُصرع أمامه وذاك يصرخ بكل شدة وهذا جني يعاهد على الخروج وآخر يزمجر ويهدد ويتوعد . وفي هذا الوضع الذي يتسم بالفوضى ما الذي نتوقع أن يحدث للمريض ( وقد لا يكون مريضا أصلا ) ؟. غالبا لن يخرج سليما , فقد يصاب بالمس من الجن أو قد يتأثر نفسيا , وفي أحسن الأحوال سوف يأخذ انطباعات عكسية وسيئة عن العلاج بالرقية الشرعية .هـ- بهذه الطريقة قد تنكشف عورات المريض أمام الناس لأنه قد يُصرع ويتخبط ( بسبب مس الجن أو بسبب الصرع الطبي ) فتنكشف عورته ويذهب ماء وجهه ويظهر في منظر سيء ( وخاصة إذا كان ذا منصب وصاحب مكانة أو كان امرأة أو... ). ولا شك أن ذلك كله لا يُقره الشرع الذي جاء بالحفاظ على العورات وأمر بسترها .ولقد جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية في الحكم الشرعي في الرقية الجماعية " الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة ".والمضحك المبكي أن هذا الراقي يقول للمريض: " أغمض عينيك وقل لي ماذا ترى؟ " , فإذا أخبره المريض بأنه لا يرى شيئا , ألح عليه الراقي قائلا:" لا بد أن ترى شيئا "! , وشر البلية ما يُضحك . والحقيقة تقتضي مني أن أقول بأن المريض قد يكون مصابا بسحر أو عين أو جن أو بمرض عضوي أو نفسي أو قد لا يكون به شيء , ولكن هذا الراقي مريض بمرض من نوع آخر أخطر وأصعب يتمثل في جهله وكبريائه وعناده ونفاقه وتشويهه للدين وللرقية وكذبه على الناس . ووالله لو أن السلطة في بلادنا لها أدنى غيرة على الدين وشعائره لحاربت هؤلاء الرقاة أولا ثم انتقلت بعد ذلك إلى محاربة السحرة والكهنة و ...
245- قد يشفى المريض ولو بقراءة الإنجيل عليه ! : 1- ليس كل من يقال عنه بأنه مصاب بالجن هو مصاب بالفعل , ثم ليس كل من يقال عنه بأنه شفي من إصابته قد شفي بالفعل . هذا أولا . 2- غالبا لا نتخلص من الجن الذي يؤذي الشخص إلا بالقرآن , ولكن يحدث في بعض الأحيان أن يخرج الجن من الممسوس ولو عند قراءة أجزاء من الإنجيل أو من التوراة أو ...أو ... عليه .والجواب على هذا الإشكال , هو أن الدليل على أن القرآن حق وأن الإنجيل والتوراة محرفان ومنه فهما باطلان , قلتُ : الدليل على ذلك ليس أبدا أن الجني خرج به من جسد المريض أم لم يخرج به . الدليل على أن القرآن حق هو بالدرجة الأولى الإعجاز الذي نجده مبثوثا في طيات آيات القرآن الكريم كله , هذا الإعجاز متعدد الجوانب بما فيه الإعجاز اللغوي والأدبي والبياني وكذا الإعجاز العلمي وغير ذلك , سواء منه الإعجاز الذي عرفناه وعلمنا به حتى اليوم أو الإعجاز الذي ما زال لم يُكتشف بعد إلى اليوم , لأن كنوز القرآن تبقى تكتشف في كل يوم وإلى يوم القيامة بإذن الله تعالى . هذا الإعجاز متعدد الجوانب - ما علمنا منه وما لم نعلم بعد - هو الدليل والحجة والبرهان .وأما كون القرآن يؤذي الجن ويطردهم من جسد الممسوس , فهو أمر آخر مهم ولكنه ثانوي ولا يجوز أن يعتمد عليه كحجة وكدليل وكبرهان على أن القرآن حق . لماذا ؟ . لأن الله يبتلي العباد بالخير وبالشر , ومنه فيمكن أن نجد في الحقيقة والواقع شخصا مصابا بجن وإذا قرأنا عليه القرآن شفي المريض تماما وفي الحين , وكذلك يمكن أن نصادفا مسيحيا يقرأ الإنجيل المحرف على المريض
( الذي لم يشف بالقرآن ) فيخرج منه الجني , ويمكن أن نقرأ في بعض الأحيان على المصاب بجن درسا في الفيزياء أو الكيمياء فيشفى ! , ويمكن أن نعطي للمريض قليلا من الطعام ليأكله فيشفى من إصابته بالجن , بل يمكن لشخص أن يسب الله ورسوله أمام المصاب بجن فيشفى المريض بإذن الله بطبيعة الحال . ولا يجوز أبدا أن نستنتج من كل ما سبق بأن الأكل هو علاج المصاب بجن , ولا أن نستنتج بأن سب الله ورسوله حق , لأنه عن طريق ذلك تم تخلص المريض من مرضه .والله وحده أعلم بالصواب .
246- هجر القرآن ومس الجن ! : سألني سائل كريم " هل صحيح أن كل من هجر القرآن يُمس ؟!". فأجبته : " هذا ليس صحيحا , لأن الكثيرين هجروا القرآن ومع ذلك لم يُصَـب أحد منهم بجن , وكذلك ما أكثر الناس المؤمنين الأتقياء الأنـقياء والورعين الذين أصيبوا بجن في لحظة من لحظات ضعفهم أو خوفهم الشديد أو فرحهم الزائد أو حزنهم العميق أو ... إصابة الشخص بمس الجن ليست مرتبطة بكون الشخص محافظا على القرآن أو هاجرا له . إن مس الجن بلاء من الله سبحانه وتعالى , يمكن أن يصيب الله به التقيَ أو الفاجر , المسلمَ أو الكافر . نعم مس الجن يصيب - عموما - البعيدَ عن الله أكثر بكثير مما يصيب القريبَ من الله , ولكن مع ذلك يمكن جدا أن نجد تقيا مصابا أو فاجرا سليما , والله وحده أعلم بالصواب .
247- النفور من الاحتلام ومس الجن :هل نفور المرأة الدائم من أي احتلام وقع أو يقع لها خاصة قبل الزواج , هل هو دوما دليل على أنها مصابة بجن أم لا ؟. والجواب : لا ! أبدا . هو لا يدل على الإصابة بالجن إلا في البعض من الأحيان . أما في أغلب الأحيان فيمكن جدا أن يكون السبب نفسيا . ومعنى هذا أن الشابة – خاصة إذا كانت متدينة ومتأدبة ومتخلقة و ... وجاهلة بالثقافة الجنسية في نفس الوقت - عندما تظن أن رؤيتها لنفسها في المنام وهي نائمة مع رجل أجنبي يمارس معها الجنس عيبٌ وحرامٌ ومنكرٌ و ... تصبح تحذر الاحتلام قبل أن يقع حذرا كبيرا كما تستاء منه استياء كبيرا بعد وقوعه , وتصبح بعد الاحتلام منقبضة الصدر ...والسبب هنا ليس إصابة بالجن أو العين أو السحر وإنما جهل المرأة بالثقافة الجنسية وعدم علمها بأن الاحتلام أمر عادي وطبيعي ولا شيء فيه شرعا .فإذا تعلمت المرأة وتيقنت من ذلك زال النفور عنها.
متى إذن يمكن اعتبار رؤية المرأة في النوم لرجل يتصل بها جنسيا , مسا للجن ؟.
والجواب هو : إذا رأت المرأة رجلا على صورة أحد محارمها أو رجلا أجنبيا في صورة قبيحة جدا , ورأته في أغلبية الليالي , ورأته في المنام يجامعها بالقوة وهي غير راغبة فيه , ثم إذا استيقظت في الصباح وجدت ضيقا في صدرها واشمئزازا مما وقع لها . إذا حدث كل هذا وتكرر كثيرا , يمكن أن يكون دليلا على أنها مصابة بجن .
والله أعلم بالصواب .
248- هل الأحلام المزعجة تدل دوما دلالة قطعية على مس من الجن ؟! : ظنية ربما , وأما قطعية فلا , وأغلب الأحلام المزعجة التي يشتكي منها الناس عادة مرتبطة بحالة الشخص النفسية في النهار , ومنه فإذا حرص المرء على محاربة أغلب القلق في نفسه بالنهار , ثم توضأ قبل النوم وقرأ شيئا من القرآن وذكر الله ودعاه , فإنه سينام غالبا النومة الهنيئة والسعيدة بإذن الله !. ثم إن الأحلام المزعجة لا يجوز اعتبارها مشكلة تبحث عن حل (سواء عند طبيب عضوي أو نفسي أو عند راقي) إلا : 1- إذا تكررت لمدة طويلة . أما إذا كانت لا تأتي إلا في فترات متباعدة جدا فلا يجوز أن تكون مصدرا لأي قلق .2- إذا كان الشخص مازال يعاني منها حتى الآن . وأما إذا كان قد عانى منها في يوم من الأيام ثم تخلص منها بعد ذلك فلا يجوز أن يشغل باله بها الآن . والله أعلم .
249- رجل طلبت منه جنية أن يتزوج منها ووعدته بتحقيق الكثير من الأمنيات المادية العزيزة عليه . هل يقبل أم لا ؟ .
بغض النظر عن إمكانية الزواج أم لا وعن جوازه أم لا , فالذي أؤكد عليه أنه إن تم بالفعل وكان جائزا شرعا , فالرجل منصوح بشدة أن لا يقبل بهذا الزواج لأن الرجل الإنسي يتزوج بإنسية والجني يتزوج بجنية , ولأن الزواج إن تم وكان جائزا بالفعل فإن الخاسر الأول والخاسر لا محالة هو الرجل : بدنيا ونفسيا وإيمانيا . إن الأصل في الجن أنهم يكذبون وإن الأصل فيهم أنهم يقدمون شبه خدمة للإنسي ( أو خدمة حرام مغلفة بحلال ) ويقدم هو لهم في المقابل خدمات , ويخدمونه في شيء ويتسلطون عليه في أشياء بدنية ونفسية , وقد يساعدونه على طاعة واحدة في مقابل إجباره على ارتكاب معاصي عدة , فالحذر ثم الحذر أيها الرجل وإياك أن تلقي بنفسك إلى التهلكة !. والله وحده أعلم بالصواب .
سألني أخ فاضل فقال " وكيف يتزوج بها يا أستاذ والجنية مخلوق غير مرئي , وإن تم هذا الزواج فكيف تكون المعاشرة الزوجية بينهما ؟!. وهل يعقل أن تنجب هذه الجنية من هذا الرجل ؟!أعلم أن سؤالي قد يكون غبياً , ولكنه الفضول , وأنا أريد أن أعرف الجواب ".
فأجبته " لا , السؤال ليس غبيا بل ذكيا جدا , وطرحه الكثيرون قبلك .إن إمكانية هذا الزواج فيها من الخلاف ما فيها . ولأنها متعلقة بالغيب والدليل على الغيب هو الكتاب والسنة , ولأنه لا دليل قطعي في الكتاب أو السنة على إمكانية هذا الزواج أو عدم إمكانيته , فإن المسألة تصبح ظنية واجتهادية , وفرعية ثانوية : من قال " الزواج ممكن " له ذلك , ومن قال " غير ممكن " له ذلك , والمسألة في كل الأحوال ليست أصولية , ومنه تؤمن بها أو لا تؤمن , أنت حر , ولا حرج عليك في ذلك أبدا من الناحية الشرعية .هذا من حيث إمكانية الزواج وكيف تتم المعاشرة ؟!.
وأما عن التزاوج بينهما فغير ممكن , وهو مستحيل ثم مستحيل مليون مرة . مستحيل أن يتم تزاوج بين جني وإنسية أو بين إنسي وجنية .والله أعلم بالصواب" .
250- بين الحناء والماكياج : الحناء ليس فيه شيء للمرأة : هو وسيلة لتزين المرأة , وسيلة جائزة ومباحة لها سواء تمت داخل البيت أو خارجه , وسواء كانت المرأة وحدها أو أمام الناس .والحناء جائزة بطبيعة الحال خارج البيت , إذا كانت في يدي المرأة
( اللتين يجوز إظهارهما وكشفهما أمام الأجنبي من الرجال عند مجموعة من العلماء والفقهاء ) . إذن الحناء جائزة للعاملة وللدارسة وكذا لغيرهما من نساء المسلمين داخل البيت وخارجه .وأما بين الحناء والماكياج فهناك فروق أساسية عدة أذكر منها :1- أن الحناء جائزة للمرأة داخل البيت وخارجه , وأما الماكياج فهو حرام على المرأة خارج البيت أمام الأجانب من الرجال , ولا يجوز الماكياج إلا للمرأة داخل البيت أمام الزوج أو المحارم من الرجال فقط .2- الحناء ليست لها مادة , ومنه يجوز ويصح الوضوء فوقها , وكذلك تصح الصلاة بهذا الوضوء . وأما الماكياج فهو مادة وجسم , ومنه فلا يجوز ولا يصح الوضوء فوقه , والصلاة التي يمكن أن تصلى بهذا الوضوء باطلة .3- الحناء طيبة ومباركة شرعا ومفيدة ونافعة صحيا وطبيا , وفيها من الجمال والزينة ما فيها عند أغلبية البشر . وأما الماكياج ففيه من الأضرار الصحية والطبية على جلد المرأة ووجهها وعينيها و ... ما فيه , والذي يشجع عليه ويقوم بالإشهار له هم تجار وليسوا أطباء . والماكياج ( خاصة الإكثار منه ) يُـقبِّـح غالبا صورة المرأةِ أكثر مما يجملها .
ثم إن الماكياج يبطل الوضوء بشرطين : ا- أن يوضع الماكياج على الأعضاء التي يجب غسلها في الوضوء ( الوجه واليدين) . ب- وأن يتم الوضوء على الماكياج , أي بعد وضع الماكياج . وأما إن توضأت المرأة ثم وضعت الماكياج بعد وضوئها , فلا شيء في ذلك بالنسبة للوضوء وكذا بالنسبة للصلاة .
ثم إذا توضأ الشخص فوق الماكياج فإن الوضوء باطل بكل تأكيد , وأما إذا ذاب الماكياج مع الوضوء فإن الوضوء يكون صحيحا عندئذ . ولكن إن كان بعض الماكياج يذوب مع الماء فإن أغلبيته لا يذوب بمجرد وضع الماء على اليد أو الوجه . والله وحده أعلم بالصواب .

ليست هناك تعليقات: