الاثنين، 15 يونيو 2009

الخواطر من 261 إلى 270 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

261- يقال بأن الذي لا يزني حتى يتزوج قد يُصاب بالكبت الذي يبقى يعاني منه حتى يتزوج , أو يبقى يعاني منه طيلة حياته . هل هذا صحيح ؟
ج : صحيح أن على الشاب أن يبذل جهدا كبيرا حتى تمر عليه مرحلة المراهقة وبداية الشباب بدون أن ينحرف ويقع في الزنا . وصحيح أنه إذا أراد أن يتزوج وهو سالم ( من الأذى ) وغانم (للأجر ) , عليه أن يستعين بالله ثم بالصيام والصلاة والقرآن والذكر والدعاء والرياضة والمطالعة الدينية و ... ولكن إذا روعي ذلك من طرف الشاب المسلم فإن المقولة المذكورة في السؤال تصبح لغوا في لغو , وصدق الله الذي حرم الزنا , ولا يحرم الله علينا إلا ما يضرنا , وكذَبَ من خالفه ممن شجع على ما حرم الله . أما حكاية الكبت فهي حكاية فارغة يكذبها العلماء والأطباء وكذا ملايين المسلمين في العالم الذين تزوجوا وهم أطهار ولم يُصَب أحدهم بكبت أو بما يشبه الكبت , ولله الحمد والمنة .
262- ما المقصود بالكلام البذيء والفاحش ؟
ج : هو ذِكر ما يُستقبحُ ذكره بألفاظ صريحة . والمقصود بما يُـستقبح ذكره ما تعلق بالأعضاء التناسلية وكذا الاتصالات الجنسية بين الجنسين . وحتى يتجنب الشخص في حديثه الجاد عن الجنس والعلاقات الجنسية , حتى يتجنب الوقوع في الكلام البذيء بدون أن يشعر , عليه :
ا- إما أن يستعمل الألفاظ اللغوية أو الشرعية عوض استعمال ألفاظ " اللهجة الدراجة ".
ب- وإما أن يستعمل التلميح والكناية عوض التصريح .
وأذكر بالمناسبة أن بعض المرضى يخرجون في بعض الأحيان من عيادات بعض أطباء الأمراض النفسية أو الجنسية ( والحمد لله على أنهم قلة ) هاربين , لأنهم سمعوا من الطبيب وهو ينصحهم ويوجههم كلاما بذيئا فاحشا . نَعم صدر منه بنية حسنة , لكن النية الحسنة وحدها لا تكفي لأن المفروض في الطبيب أنه يعرف ماذا يقولُ وكيف يقولُ ؟!.
والكلام البذيء الفاحش لا يجوز للمسلم أن يقوله ولو كان وحده بينه وبين نفسه , كما لا يجوز أن يقوله ولو بينه وبين زوجته .
والله أعلم بالصواب .
263- ما العلاقة بين عفاف الزوج بعد الزواج وسعادة الزوجة ؟
ج : هناك علاقة وثيقة . إن من أشق الأشياء على نفس الزوجة أن تشعر بأن زوجها ليس عفيفا , فتارة ينظر إلى هذه وتارة يكلم هذه وتارة يسترسل في علاقة محرمة مع تلك و ... ويسقط الزوج من عين الزوجة وتشعر أنها تعيش مع رجل تحركه الأهواء والشهوات وقد يتخلى عنها إذا ذهب جمالها . وشتان شتان بين هذا وبين زوج يخاف الله ويغض بصره ويغلق على نفسه أبواب الفتنة ويعيش لزوجته ولها فقط ويتأسى بنبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام عندما عُرضت عليه الفتنة سهلة ميسورة فركلها بقدمه خوفا من الله عزوجل .
264- بماذا يُنصح الرجل حين يريد أن يعاقب زوجته بالهجر ؟
ج : إذا تحقق نشوز المرأة وعظها الزوج برفق وذكرها بما يقتضي رجوعها عما ارتكبته , فإن استمرت على النشوز هجرها في المضجع بألا ينام معها في فراش واحد أو ينام معها في نفس الفراش لكن يعطيها ظهره ( لكن في الحالتين يجب أن ينام معها في نفس البيت ) ولا يباشرها أو يجامعها , فإن لم يفد ذلك ضربها ضربا غير مبرِّح ( لا يكسر عظما ولا يشين جارحة ) إن ظن الإفادة .
ويمكن أن يُزادَ في الضرب إن ظن الإفادة . والترتيب السابق واجب شرعا . والهجر والضرب لا يسوغ فعلهما إلا إذا تحقق النشوز , أما الوعظ فلا يشترط فيه تحقق النشوز ولا ظن الإفادة .
ثم : يجب أن يكون الهجر بسببه الشرعي ثم يجب أن يكون مسبوقا بوعظ ثبت أنه لم ينفع .
وبعد ذلك يمكن أن يُقال للزوج : إذا هجرتَ زوجتَك فكن شجاعا واترك الهجر يأتي بفائدته ( وهو زجر المرأة عما هي فيه من نشوز ) , واحذر أن تهجرها يوما ثم ترجع أنت إليها تحت ضغط الجوع الجنسي , لأن المرأة إذا عرفت منك هذا الضعف مرة واحدة سقطت قيمةُ الهجر وفعاليتُه عندها , وأصبح غير ذي فائدة كوسيلة من وسائل معاقبة الرجل للمرأة أو زجرها .
265 - ما معنى أن العفة قد تؤذي وقد لا تؤذي ؟
ج : معناها أن هناك حالتيـن :
ا- إذا كان الشخص دائم التعرض للمثيرات الجنسية وكانت صحته ليست على ما يرام , فإن العفة قد تؤذيه . والمثال على ذلك شباب من الجنسين تعودوا على الاختلاط الفاحش ببعضهم البعض ثم التزموا جانب العفة . إن هذه العفة قد تضرهم حيث ينجم عن الغريزة الجنسية المثارة احتقان في المجاري البولية قد يتحول مع الوقت إلى حالة مرضية . ومن هنا فإن الدين يطلب منا أن نتجنب المثيرات الجنسية ما استطعنا , وذلك بأن نغض البصر ونبتعد عن الخلوة والاختلاط وسماع الغناء الخليع وقراءة القصص الغرامية وأن لا نخالط المنحرفين والعصاة من الرجال والنساء و…
ب - أما إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة ولم يتعرض لمثيرات جنسية عنيفة , فإن العفة لا تؤذيه لا من قريب ولا من بعيد . ومن هنا فإننا نسمع عن ملايين من الرجال في الثلاثين أو الأربعين من عمرهم لم يمارسوا الجنس مطلقا , ومع ذلك فإنهم يتمتعون بصحة عقلية وبدنية لا غبار عليها .
266- هل الأفضل أن يحكي الرجل لزوجته ما يمكن أن يكون قد ارتكبه من أخطاء قبل الزواج مع نساء أجنبيات عنه ؟
ج : لا ! ليس هذا هو الأفضل ,وإن كان ذلك لا يضر في الغالب . إن الأفضل هو أن لا يفعل الرجل ذلك حتى تبقى نظرة زوجته إليه أطيب وأحسن , ومع ذلك فحتى لو صارحها وفاتحها بأخطائه أو بخطاياه التي صدرت منه قبل الزواج مع نساء أجنبيات فإن المرأة لا يقلقها ذلك كثيرا . إنها بقدر ما تتسامح مع الرجل فيما يمكن أن يكون قد فعل قبل الزواج , فإنها مستعدة لتدمر كل شيء فوق رأس زوجها إذا سمعت به ارتكب ولو خطأ بسيطا جدا فيما بعد الزواج مع أية امرأة أجنبية عنه .
267- ما هي العورة أثناء الصلاة ؟
ج : العورة عند المالكية تنقسم إلى قسمين : عورة بالنسبة للصلاة وعورة بالنسبة للنظر .
أما بالنسبة للعورة أثناء الصلاة فتنقسم إلى قسمين كذلك :
ا- عورة مغلظة وهي القبل والدبر , فإذا ظهرت وانكشفت في الصلاة فإن الصلاة تكون باطلة ويجب إعادتها مطلقا وفي كل الأحوال , سواء خرج وقت الصلاة أو لم يخرج .
ب- وعورة مخففة وهي ما بين السرة والركبة ( من غير القبل والدبر ) , فإذا انكشفت في الصلاة كانت الصلاة مكروهة , وطُلب إعادتها في الوقت فقط .فإذا خرج وقتها سقط الطلبُ وصحت الصلاة بإذن الله تعالى.
268- هل تهتم المرأة عادة بزوجها أكثر أم بالأولاد أكثر ؟.
أما في بداية الزواج فالمرأة تهتم في العادة بنفسها وأولادها أكثر من اهتمامها بزوجها . ثم تصبح المرأة بعد ذلك في الشيخوخة أو قريبا منها أحنى على الرجل منها في الشباب , حيث يصبح اهتمامُها بالرجل هو ما يشغلها بالدرجة الأولى قبل الأولاد وربما قبل نفسها .
ونحن نتحدث بطبيعة الحال عن نفسية المرأة بشكل عام لا عن كل امرأة , وننبه في نفس الوقت إلى أمرين :
ا- المطلوب شرعا هو عدل المرأة مع نفسها وزوجها والأولاد سواء في بداية الزواج أو في سن متأخر من عمرها.
ب- الزوجة التي تخاف الله أقدر على تحقيق العدل ممن لا تخاف الله .
وكم أعجبتني كلمات طيبات قالتها أختٌ من الأخوات تعقيبا على موضوعي هذا . قالت " أغلب النساء تجتهدن وتصب الواحدة منهن جل اهتمامها في رعاية الأولاد وتربيتهم أحسن تربية في حدود استطاعتها , وتكرس حياتها كلها تقريبا لتحقيق هذا الهدف , ولكنها تنسى للأسف الشديد في خضم هذا الانشـغال , تنسى زوجها , وتكتشفُ متأخرة أنها قد أهملت جانبه وخسرت حياتها الخاصة معه . ومنه فإننا نجد – في الكثير من الأحيان - أن هناك فتورا وفجوة كبيرة قد تولدت بينها وبين زوجها كانت هي سببه حين أحسنت إلى أولادها وقصرت في حقه هو , واهتمت بأولادها وأهملته هو , وأحبت أولادها جدا وكادت تنساه هو . وتجد هذه المرأة نفسها في النهاية تحتاج إلى كثير من الترقيع وإعادة البناء لتستدرك البعض مما فاتها مع زوجها , وقد تقدر على ذلك وقد لا تقدر . لذا فعليها منذ البداية الحرص – إن أرادت إرضاء الله أولا ثم سعادتها وإرضاء زوجها ثانيا - التوفيق ما بين رعاية الأولاد وبين الإهتمام بزوجها واحتضانه , ولتعلم كل زوجة أن زوجَـها هو الذي يجب أن يأتي في المقام الأول لأن حقه الشرعي عليها أكبر من حقها هي عليه , ولأنه يعتبر الإبن الأكبر و ... الأثير ".
والله وحده أعلم بالصواب .
269- ما هو الحكم في رياضة البنت أمام أجانب عنها من الرجال ؟
ج : لا تجوز إذا كانت البنت بالغة أو تكاد , وإذا تمت الرياضة أمام الرجال الأجانب حتى ولو كانت تلبس الحجاب والنقاب , وذلك لأن حركاتها أثناء الرياضة واهتزاز جسدها وخاصة أجزاء معينة منه , إن كل ذلك من شأنه أن يثيـر الرجل الأجنبي . والدليل كما يقول العلماء هو قول الله
عز وجل "ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن ". والمسؤول الأول عن رياضة البنت في مؤسساتنا التعليمية ليست البنت ولا وليها , وإنما النظام الحاكم وكذا وزارة التربية التي تفرض - ظلما وعدوانا - على البنت أن تمارس الرياضة أمام الذكور الأجانب عنها .
270- ما عورة الرجل بالنسبة للرجل وما عورة المرأة بالنسبة للمرأة ؟
ج : لا يجوز أن ينظر الرجلُ إلى الرجل فيما بين السرة والركبة سواء أكان الرجل المنظور إليه قريبا أم بعيدا , وسواء أكان مسلما أو كافرا .
أما ما عدا ذلك كالبطن والظهر والصدر فإنه يجوز إذا أمن الناظر الشهوة . وخالف في ذلك بن حزم الذي رأى بأن الفخذ ليس عورة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -" الفخذ عورة ".
ومنه لا يجوز- عند الجمهور - لرجل أن يكشف جزءا من سرته إلى ركبته لا في رياضة ولا في سباحة ولا في تدريب ولا في حمام , وإن أمِن الشهوة . أما عورة المرأة مع المرأة إذا كانتا مسلمتين ( والغالب على نسائنا أنهن مسلمات ولو كن عاصيات ) فهي ما بين السرة والركبة مهما كانت المرأة المنظورة إليها قريبة أو بعيدة . ومنه يحرم على المرأة أن تنظر إلى فخذ ابنتها أو أمها أو جارتها أو قريبتها أو صديقتها لا في حمام ولا في عرس ولا في غيرهما .
قالت لي أخت من الأخوات معترضة " الشيح حامد العلى وكذا بن عثيمين وكذا عناصر اللجنة الدائمة في السعودية يقولون جميعا بأن عورة المرأة مع المرأة هي فقط مواضع الوضوء والزينة مثل الوجه والشعر والرقبة والكفان والذراعان وكذا القدمان . وأما القول بأن عورتها مع المرأة هو ما بين السرة والركبتين , فهو قول وإن قال به كثير من العلماء إلا أنه قول بلا دليل من الكتاب أو السنة " , فانتبه إلى ذلك شيخنا الفاضل والوقور رميته .
فأجبتها بقولي :
1-" الشيخ حامد عالم حفظه الله وبن عثيمين عالم رحمه الله وعناصر اللجنة الدائمة علماء بارك الله في علمهم , ولكن يبقون هم علماء وغيرهم مئات أو آلاف آخرون من العلماء كذلك على مر أكثر من 14 قرنا من الزمان . من أخذ من هذا فهو على دين , ومن أخذ من ذاك فهو على دين كذلك , ولا يلام شرعا أي واحد منهما .: 2-قال الشيح حامد العلى حفظه الله" وإن قال به كثير من العلماء ، ولكن ليس ثمة دليل يدل عليه من الكتاب والسنة " .وهذا الكلام عندي مرفوض , لأن فيه اتهام لكثير من العلماء ( مثل الإمام مالك رضي الله عنه وغيره من العلماء القدامى والمعاصرين ) بأنهم يقولون في الدين بلا دليل . وهذا أمر غير مقبول ولا مستساغ ولا مشروع ولا مفهوم ولا منطقي ولا ... لو كانوا يقولون في الدين بدون علم ولا دليل ما كانوا بحق علماء , وما كانوا ورثة أنبياء , وما كان المطلوب منا أخذ الدين عنهم . 3- ثم الله لم يطلب منا نحن العامة أن نناقش العلماء عن دليلهم , ولكن الله قال لنا " اسألوا أهل الذكر - أي العلماء - إن كنتم لا تعلمون" , وأما مناقشة الأدلة الشرعية فهي مهمة العلماء مع العلماء , وليست مهمة العامة أمثالي أنا مع العلماء . دليل العالم هو الكتاب والسنة وأما دليل العامي والمقلد مثلي أنا فهو قول العالم . 4- ثم الله لا يعذب فيما اختلف فيه الفقهاء , ومنه ما دامت المسألة خلافية في الدين فلا حرج علي شرعا أن آخذ بهذا القول وأن تأخذي أنت أختي الفاضلة والكريمة بالقول الآخر . المهم أننا جميعا نأخذ من علماء , ونحن لا نتبع السهل في كل مسألة . 5-لو نسير بهذا المنطق سنرفض آلاف المسائل الفقهية الخلافية , لأنه يمكن لكل واحد منا وفي كل مسألة أن يأخذ بقول ويتمسك به ويقدم أدلته التي اقتنع بها هو , ويرفض بقية الأقوال على اعتبار أنها ضعيفة أو مرجوحة أو لا دليل عليها أو .... 6- أنا دوما أقول وأعيد القول , أحيا على هذا , وسأموت على ذلك بإذن الله تعالى : في المسائل الخلافية مطلوب منا سعة الصدر وطول البال , وأما التعصب فيها فلا يليق . وفي أصول الدين مطلوب منا التعصب , وأما التساهل فيها فلا يليق .أختي الكريمة : الله يرضى عنك ويجعلك من أهل الجنة . شكرا جزيلا لك على تعقيبك . نتفق أختي الكريمة ونحن إخوة ونختلف ونحن إخوة كذلك , الإسلام العظيم يجمع بيننا .
والله أعلم بالصواب .

ليست هناك تعليقات: