الاثنين، 16 يونيو 2008

خواطر ( من 71 إلى 75 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

71- التعلم من أجل الاختبار فقط سيء :
لو قمنا مع بداية السنة الدراسية بأخذ عينة من التلاميذ من جميع الصفوف ومن مختلف المستويات الابتدائية والمتوسطة والثانوية وطلبنا منهم-بدون سابق إنذار أو إعلام-حل أسئلة مشابهة لأسئلة اختبار الثلاثي الثالث من السنة الدراسية الماضية , ثم نأخذ نتائج هذا الاختبار ونقارنها بنـتائج اختبار الثلاثي الثالث . إننا سنجد حتما أن نتائج اختبار الثلاثي الثالث أحسن بكثير من نتائج هذا الاختبار . قد تتعدد الأسباب , لكن المؤكد هو أن هناك سببا أساسيا في هذا الاختلاف ويتمثل في أن التلميذ استعد لاختبار الثلاثي الثالث ثم ما لبث أن نسي ما درسه ولم يستعد لاختبار بداية السنة . إن التلميذ يتعلم غالبا للأسف الشديد من أجل الاختبار وليس للتعلم , وهذه حقيقة يعلمها الجميع ويجب أن نواجهها بشجاعة . نواجهها بجملة خطوات من أهمها :
ا- تربية التلميذ على أن طلب العلم عبادة سواء كان دينيا أو دنيويا , إذا كان الغرض منه رضا الله تبارك وتعالى.
ب- تنبيه التلميذ باستمرار إلى أن نجاحه الأول مع نهاية كل سنة مرهون بالمراجعة الدائمة لا بالمراجعة قبيل الفروض والاختبارات , وإلى أن نجاحه الثاني في المستقبل في مهنته ووظيفته وشغله لن يكون كاملا وتاما إلا باجتهاده السابق من أجل التعلم لا من أجل الاختبارات والامتحانات .

72- في الدعوة والحركة والسياسة سعةٌ والحمد لله :
مطلوبٌ من كل مسلم أن يدعو إلى الله عزوجل وأن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر وأن يعمل من أجل تهيئة الجو المناسب لإقامة شرع الله أو للحكم بما أنزل الله . هذا أمر واجب على كل مسلم كوجوب الصلاة والصيام ولو بدرجات متفاوتة. ثم بعد ذلك اختلف العلماء قديما وحديثا عن الطريق الواجب اتباعه في الدعوة إلى الله , أو عن الطريق الأفضل اتباعه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و... وإذا أردنا أن نحترم كل العلماء ولا نتعصب لواحد منهم ولا ضد واحد منهم , فإننا نقول بأنه يمكن للمسلم أن :
* يدعو من خلال نفسه فقط دعوة فردية , وهو مسلم .
* يدعو من خلال جماعة خيرية ثقافية اجتماعية واقتصادية , وهو مسلم .
* يدعو من خلال طريقة صوفية (مستقيمة ) وتربية أدبية خلقية وروحية , وهو مسلم .
* يدعو من خلال جماعة تربوية تعليمية تثقيفية وتوعوية , وهو مسلم .
* يدعو من خلال حزب أو تنظيم إسلامي ومن خلال شورى وانتخابات , وهو مسلم.
* يدعو من خلال الاحتكاك بعامة الناس أو المثقفين , وهو مسلم .
*يدعو من خلال مصارعة الحكومات والأنظمة الظالمة أو الكافرة بالوسائل السلمية والقانونية,وهو مسلم.
* يدعو من خلال التغلغل في أجهزة الحكومات والتغيير من الداخل , وهو مسلم .
* يدعو من خلال التغيير بقوة الساعد والسلاح أو ...من خلال تنظيم إسلامي مسلح , وانقلابات عسكرية , وهو مسلم.
* يدعو من خلال إعداد المسلمين للثورة الشعبية ضد الحكام ثم الحكم بما أنزل الله بعد ذلك , وهو مسلم.
أو...أو...أو... يمكن ... ويمكن...ويمكن ...وهو مسلم مؤمن يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه سبحانه وتعالى.
نعم قد تكون وسيلة خيرٌ وأنفع من وسيلة في كل الأوقات والأمكنة , وقد تكون طريقةٌ أفضل وأنجع من طريقة أخرى في ظرف معين أو في مكان معين أو في زمان معين , وقد يكون أجر شخص أكبر من أجر شخص آخر , وقد يكون.... كل هذا صحيح , ولكنني أؤكد على أنه مهما تعددت الطرق والأساليب والوسائل والمسالك و...فإن الجميع يبقون مسلمين موحدين مؤمنين بإذن الله تعالى.
ألا ما أوسع دائرة الإسلام التي يريد بعض المتشددين أن يُضيقها !!!.

73 - الأم تشتاق إلى ولدها (أو ابنتها) :
وتحب دوما أن تزوره أو يزورها-مهما كان كبيرا - , وتقنعُ ولو برؤيته وتكليمه ولو لدقيقة واحدة . هذا هو قلب الأم وهذه هي طبيعتها وهذا هو شعورها الذي يجب أن يُراعى من طرف الولد مهما كان كبيرا أو متزوجا وله أولاد. إن رؤيتها لولدها وتكليمها إياه من أعظم أمنياتها , وهو أغلى عندها من الدنيا وما فيها . وليعلم الإبن أنه إذا قال : "لماذا أُتعب نفسي من أجل أن تراني أمي لدقائق أو تكلمني لدقائق ؟!" فإنه يُثبت بذلك جهلَهُ بالدين وبطبيعة المرأة (عموما والأم خصوصا) وعقوقَه لأمه في نفس الوقت.ولينظر كل ابن(وكل بنت) إلى قصة"جريج"مع أمه , التي حكاها رسول الله-ص-والتي جاء فيها :" أن أمه طلبته مرة ثم ثانية ثم ثالثة وهو في صومعته لرؤيته ولو من بعيد وللتحدث إليه ولو للحظة ,فقال في كل مرة أو في كل يوم :رب أمي وصلاتي ,ثم قدم-اجتهادا منه وهو مخطئ- صلاتَه على أمه,فدعت عليه واستجاب الله لدعائها.

74- أهم ما يحرق أعصاب الظالم :
الظالمُ لا يحرقُ أعصابَه مثلُ عدم إحساس أو اهتمام الناس بظلمه وبقوته الجوفاء . وفي دم الظالم غريزةُ الحبِّ لخوف الناس منه حيث يسعدُ ( أو يبدو له بأنه يسعدُ ) بهذا الشعور كثيرا. فإذا ما حٌرم من هذا بأن لم يخف الناسُ منه أو لم يُظهروا له خوفَهم منه حُطِّم كبرياؤُه وانطفأتْ غطرستُه.

75 – يسكتُ عن الحق ولكن لا يقول الباطل :
قال الأحنف بن قيس لمعاوية بن أبي سفيان , عندما سأله عن رأيه في يزيد: " أخاف اللهَ إن كذبتُ وأخافُـكم إن صدقتُ " , ومع ذلك فالصدقُ أولى بل هو الواجب مهما كلَّف من ثمن إذا كان الشخص ممن يُقتدى به . مع ملاحظة :
ا- أن الذي يتم إكراهه على أن يقول ما لا يجوز,معذور عند الله بإذن الله مادام قلبُـه عامرا بالإيمان وما دام قلبهُ يُنكرُ ما قالهُ لسانُهُ .إن الذي يقولُ كلمةَ الحق في وجه سلطان جائر ويتحمل كلَّ ما ينتج عن ذلك ,هو أعظمُ مجاهد كما أخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
ب- أن المؤمنَ ما لم يصل إلى درجة الإكراه المعتبر شرعا ,يمكن له أن يسكتَ عن قول بعض الحق , لكن لا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يقولَ باطلا .
يتبع : ...

ليست هناك تعليقات: