الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 141 إلى 150 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

141- بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري :
مواقيتُ الصلاة للسنة كلها مرتبطة بحركة الشمس المضبوطة إلى حد كبير والمتصلة بدورها بالشهور الميلادية . ومنه فإن الشهور الميلادية نستطيع وبسهولة معرفة الذي فيه منها 28 أو 29 يوما , وكذلك الذي فيه منها 30 أو 31 يوما .كما يمكن أن نعرف وبكل سهولة مواقيت الصلاة للصلوات الخمس لأي يوم من أيام السنة وفي أية بقعة من بقاع العالم الطويل والعريض . هذا كله أمرٌ سهل وبسيط وممكنٌ ويسير , وخاصة في السنوات الأخيرة حيث عن طريق الكمبيوتر يمكن أن تعطيه خط الطول والعرض لأية منطقة في العالم فيعطيك ( عن طريق بعض البرامج الخاصة ) وخلال ثواني , يعطيك مواقيت الصلاة المضبوطة إلى حد كبير لعام كامل.
أما مواقيتُ المواعيد الدينية كبداية رمضان وموعد عيد الفطر وموعد عيد الأضحى وموعد أول محرم و... فهي مرتبطة بحركة القمر المتصلة بدورها بالشهور القمرية العربية الهجرية . وحركةُ القمر رغم كل ما قيل عنها وعن انضباطها حتى الآن من طرف الكثير من الاختصاصيين هنا وهناك وخلال ما يقرب من 50 سنة تقريبا , فإن الواقعَ يؤكدُ باستمرار وكل عام بأنها غير مضبوطة وبأنه يستحيلُ حتى الآن التنبؤ بها ولو قبل ذلك بيومين فقط ( 48 ساعة ) , بدليل أنني ألاحظُ ومن أكثر من 10 سنوات أنه في كل عام يؤكد اختصاصيون في علم الفلك بأن الهلالَ يستحيلُ أن يظهر في الليلة " كذا " أو في الليلة " الفلانية " , ومع ذلك فإن الهلال يظهرُ في تلك الليلة وبشكل واضح وفي كثير من بلاد المسلمين . وأذكر هنا :
ا-نكتة طريفة وحقيقية وقعت في العام 1427 هـ , وذلك عندما أكد الكثيرُ من الفلكيين أن الهلالَ يستحيل أن يظهر في بداية رمضان في الليلة " كذا " , ثم ظهرَ بعد ذلك في أغلبية البلاد العربية خصوصا , وبعد ذلك طلعَ علينا بعضُ الفلكيين في بعض وسائل الإعلام بمقولة مضحكة ( ليبرروا بها خطأهم عندما أكدوا ما ليس مؤكدا ) حيث قالوا بأن البلدانَ ( مثل السعودية وغيرها ) التي زعمت أنها رأت الهلالَ في بداية رمضان في الليلة " كذا " , هي لم ترَ القمرَ وإنما رأت كوكبا آخر !!!. وأنا أعتبرُ أن هذه نكتة بايخة لأن الهلالَ رآه كثيرون وفي أكثر من مكان , ثم كيفَ لم يختلط الأمرُ على الناس بين القمرِ وكوكب آخر منذ مئات السنين , ولم يختلط هذا الأمرُ على الناس إلا في القرنِ الخامس عشر : قرن العلم والتكنولوجيا .
ب-ونكتة أخرى واقعية تتمثل في أنه في الفترة التي كانت تعملُ فيها الجزائرُ بالحساب لحوالي 12 أو 13 سنة ( من عام 75 إلى حوالي 88 ) , وكانت الجزائر غالبا تتأخر في تلك الفترة عن أغلبية بلدان العالم العربي والإسلامي في بداية رمضان وفي عيد الفطر وحتى في عيد الأضحى , كانت تتأخر غالبا بيوم واحد . ومنه فإن هلالَ اليومِ الثاني ( في الحقيقة ) هو هلالُ اليوم الأول عند الجزائر , وكان التلفزيون الجزائري يُـقدم لنا في بعض السنوات وفي بداية رمضان وبالضبط في ليلة 2 رمضان التي تعتبرها الجزائرُ – بالحساب – ليلة 1 رمضان , كان يقدمُ لنا شخصا يقول للجزائريين الجملة التي أصبحَ الكثيرُ من الجزائريين يتداولونها كنكتة " وإن بدا الهلالُ كبيرا فهو بن يومه "!!!. أي حتى ولو رأيتم شخصا بشارب ولحية , فهو رضيعٌ ولم تلده أمُّـه إلا اليوم !!!.
قلتُ : حركةُ القمرِ غيرُ مضبوطة ولو قبل ب 48 ساعة , لذلك فإن الحسابَ لحركة القمر فيه من الظن ما فيه , ومنه فإن اليوميات (Calendriers ) التي أُنشئت منذ حوالي 50 سنة , والتي يتمُّ من خلالها تحديدُ عدد أيام كل شهر هجري ( 29 أو 30 سوما ) فيها من الخطأ ما فيها , بدليل أنه ليس عندنا – نحن العرب والمسلمين -يومية واحدة , بل توجد لدينا أكثر من يومية واحدة . وأحيانا نجدُ في الدولةِ الواحدة أكثرَ من يومية واحدة . وكذلك نجد هذه اليوميات داخل دولة واحدة أو فيما بين الدول , نجدها في الكثيرِ من الأحيان متناقضة ومختلفة , مما يؤكد على أن حركةَ القمر غيرُ مضبوطة وأن الاعتمادَ على الحسابِ في تحديدِ المواعيد الدينية هو أمرٌ باطلٌ .
وأذكرُ :
ا-أنني سألتُ منذ حوالي 30 سنة الدكتور بشير التركي الذي له اختصصات متصلة بعلم الفلك والفيزياء النووية عن حركة القمر , فأكد لي بأنها غير مضبوطة نهائيا وأنه لا يمكن التنبؤ بشكل صحيح ومؤكد 100 % بأن الهلال سيظهر في الليلة كذا أو أنه لن يظهر ولو قبل 48 ساعة . ومنه - قال لي – بأن كلا من العلم الصحيح والشرع الحنيف يفرضان على المسلمين الاعتمادَ على طريقة واحدة من أجل معرفة المواعيد الدينية , ألا وهي رؤية الهلال سواء تمت بالعين المجردة أو بالأجهزة . وصدقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم القائل " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ".
ب-أنني سمعتُ في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات - عندما كانت الجزائرُ تعتمدُ على الحسابِ وترفضُ العملَ بالهلال – وفي أكثر من عام , بأن عددا من الناس العدول والثقات يرونَ الهلالَ في الليل على اعتبار أن الغد مثلا هو أولُ رمضان فيتصلون بإمام المنطقة أو بمديرية الشؤون الدينية أو بوزارة الشؤون الدينية ليخبروهم بالأمر , ولكن النتيجةَ هو أن السلطةَ تطلعُ علينا بعد العِشاء لتخبرَنا بأن بعدَ الغدِ – وليس الغد - هو أولُ رمضان , اعتمادا على يومية مُـعدة سلفا فيـها المواعيدُ الدينية ل25 سنة ( من 1975 إلى 2000 م ) . بل حدثَ في بعضِ الأحيانِ أن الإمامَ بعد أن يسمعَ شهادةَ الشهودِ على ظهورِ الهلالِ في الليل لا يُـبلِّغُ للسلطاتِ بالأمرِ ولكنه يقدمُ في الغدِ درسا في المسجد , وفيه يسُبُّ الشهودَ ويعتبرهم ضالين ومنحرفين وخارجين على القانون و"خوانجية " نسبة إلى الإخوان المسلمين (!) , فإنا لله وإنا إليه راجعون. والله وحده أعلم بالصواب , وهو الموفق والهادي لما فيه الخير.

142- أطلب العلم مهما كنتَ شيخا :
سئل أحد الصالحين : "هل يحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ " فقال :"إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم".لذا ما أحوجنا جميعا إلى أن نتعلم وأن نطلب العلم ولو في أمريكا,وأن نطلبه من المهد إلى اللحد,وليكن شعارنا دوما قوله تعالى :" قل رب زدني علما ". علينا أن نطلب العلم بوسائله المختلفة وفي مجالاته المتعددة خاصة منها :
- العلم الديني الذي هو فرض عين .
- العلم بمجال التخصص إن كان المرء متخصصا.
- العلم ولو بسيط بالأساس في كل جانب من جوانب الثقافة العامة النافعة .

143- الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري :
لا أحد أكثر عمى من الذي لا يريد أن يرى , والناس - كما قال بعض العلماء – أربعة أصناف , آخرهم رجل لا يعرف ولا يدري أنه لا يعرف , وهو أصعب الأربعة ومصيبة المصائب... فإذا دخلت في مناقشة مع شخص تعرف مسبقا بأنه ليس مستعدا لأن يأخذ منك شيئا مهما كان مخطئا أو كان على باطل , فالأفضل لك أن لا تدخل معه أصلا في مناقشة , لأنك ستضيع معه الوقت بدون أية فائدة . وهذا نوع من الجدال الذي نهينا شرعا عن الدخول فيه مع الناس , ومع أي كان .

144- عن الفروع الأدبية :
إن النظرة السائدة عند بعض الناس للفروع الأدبية أو للعلوم الإنسانية ( في مجال الدراسة أو التعليم أو في الحياة بشكل عام ) هي أن الفائدة منها قليلة على خلاف الفروع العلمية والتكنولوجية , وفي هذه النظرة من التخلف ما فيها . إن الإنسان يهتم بالشعر وبالقصائد وبالرسم وبالروايات وباللوحات وبالأزهار وبالنزهة في السوق أو على الشاطئ و...أكثر في بعض الأحيان أو في الكثير من الأحيان من اهتمامه بالبناءين والعمال والخياطين والحكام والقضاة وغيرهم وبشراء الحاجات الضرورية من السوق و...رغم أنها ليست مكاسب مادية , إلا أن هذه اللذة لها قيمتها , والإنسان من طبعه يهتم بها اهتماما بالغا .

145- صاحب البصيرة النافذة والوعي الكبير :
هو الذي يتعرف على الحقيقة قبل ظهورها أو قبل وضوحها , طبعا بناء على مقدمات علمية ومنطقية – لا بناء على الدجل والشعوذة والكهانة – , وأما الذي لا يعرفها إلا حين تظهر واضحة لكل العيان , بل حتى صاحب النصف عين يراها , فعندئذ أي فضل يكون لمن رأى وأبصر ؟!… طبعا ليس له أي فضل إلا أن يكون فضلا مثل فضل طفل الثلاث سنوات التي تعشى بالحمص مع أفراد عائلته , فلما انتهوا من العشاء مباشرة قال لأبيه فجأة وبصوت مرتفع : " أبي ! أبي ! لقد عرفت بماذا تعشينا اليوم . لقد تناولنا في عشائنا اليوم الحمص . أليس كذلك يا أبي.."!!!.

146- عن الماكياج للمرأة :
مما هو معروفٌ في ديننا :
1- أنه لا يجوزُ للمرأة أن تستعملَ الماكياجَ على وجهها ( إن كان مكشوفا ) أو على يديها أمام رجال أجانب . هذا أمرٌ حرام بلا خلاف .
2- أن العطورَ لا يجوز للمرأةِ أن تضعها على جسدها إن خرجت من منزلها للتحرك وسطَ رجال أجانب , سواء كان وجهُـها مكشوفا أم لا .
3- أنه لا يجوزُ للمرأة أن تتوضأَ للصلاةِ أو تغتسلَ للصلاةِ والأصباغُ على يديها أو على وجهها , لأن "الصبغة" تمنعُ وصولَ الماءِ إلى البشرةِ , ومنه فإن وضوءَها يكون بذلك باطلا , وصلاتَها التي ستصليها بهذا الوضوء أو بهذا الاغتسال ستكون باطلة تبعا لذلك .
4- أن استعمالَ الـمـرأةِ للعطورِ في بيـتِـها أمامَ زوجِـها أو أمامَ محارمِها من الرجال جائزٌ بإذن الله ولا شيءَ فيه شرعا , بل إن استعمالَ العطورِ أو المسك أو العنبر أو ما شابه ذلك , استعمالَهُ من طرف المرأةِ كوسيلة من وسائلِ تزينها لزوجها هو أمرٌ مستحبٌّ يجعلُ زوجَـها يحبها أكثرَ , كما يُعَظِّمُ أجرَها عند الله تعالى .
ومع كل ما سبق فإنني أؤكدُ على أن أفضلَ زينة للمرأةِ هي : الوضوءُ , والنظافةُ , واللباسُ الحسن , والكحلُ , والحناءُ , والسواكُ والطيب أو العنبر أو المسك أو... غيرُ ذلكَ من مصادر الروائح الطيبة .
والله أعلمُ بالصوابِ .

147- لا شيء بعد الإيمان والعقل مثل العلم والثقافة والمعرفة :
التي أساسُـها طلبُ وجه الله , أما التي اكتسبها الإنسان طلبا للدنيا ومتاعها الزائل فليست هي المقصودة بحديثي هنا في هذه المسألة . أقولُ هذا حتى ولو قال الكثيرُ من الناس بأن المالَ هو الذي يأتـي في الأهمية مباشرة بعد العقل والإيمان …إن الذين يُعطون المالَ فوق ما يستحقه من الأهمية قوم – مهما كانوا كثيرين في هذا العصر – غطت الشهوةُ على عقولهم وقلوبهم , فوقع الخللُ عندئذ في الميزان والمقياس الذي بواسطته يعرفون علاماتِ السعادةِ الحقيقية والراحةِ الحقيقية والهناءِ الحقيقي. قال مالك بن دينار رحمه الله :" نظرتُ إلى كل إثم فلم أجده إلا من حب المال , فمن أُلقي عنه حبُّ المال فقد استراح". وسبحان الله حتى ولو كان المال هو نقطة ضعف المرأة بالدرجة الأولى فإنه يبقى مع ذلك من أعظم الشهوات المسيطرة على الإنسان – كل الإنسان – خاصة في هذا الزمان . وكم من خصومة وقعت وكم من عرض هُـتك وكم من عداوة حصلت وكم …بسبب المال . وانظر على سبيل المثال إلى كثير من المتدينين العالمين بالدين والقائمين بقوة على الدعوة إليه , كيف أن الواحدَ منهم انقلبَ على عاقبيه وتنكَّـر للشعارات التي كان يرفعها بمجرد أن بدأت الأموالُ تتدفقُ إلى جيبهِ , وأصبح سببا في نفورِ الناسِ من الدين لا سببا في إقبالهم عليه. نسأل الله السلامة و" إنا لله و إنا إليه راجعون".

148- " لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه " :
هذا حديثٌ يعرفه العامُّ والخاصُّ من المسلمين , ولا يكاد يجهله أحدٌ . كلُّنا يعرفُ هذا الحديثَ ويـفهمُ معناه العامَّ . كلنا يفهمُ بأن الحديثَ معناه أنَّ الإنسانَ المؤمنَ لا يكملُ إيمانُـهُ إلا إذا أحبَّ لأخيه من الخير ما يحبُّ هو لنفسِه , وإلا إذا كرهَ لأخيهِ من الشر ما يكرهه هو لنفسِه .
ولكنني أظن أن القليلَ منا من يفقهُ الحديثَ على حقيقته , والأقلَّ منا من يتحركُ في حياته بمقتضى هذا الحديث الشريف . هاكم إخوتي وأخواتي بعض الأمثلة التي أقدمها لنفسي ولكم للتوضيح :
1- أنا أحبُّ أن آكلَ وأشرب وأنام وأسكن كما ينبغي , إذن يجبُ أن أحبَّ للغير ما أحبُّـهُ أنا لنفسي.
2- أنا أحبُّ أن لا يذكرني الناسُ إلا بالخير , ومنه يجبُ أن أحرصَ على أن لا أذكرَ أنا الناسَ إلا بالخيرِ, إلا في المواضع القليلة جدا التي يجوزُ فيها ذكرُ بعضِ الناس بالشر بعد أن أتأكدَ 100 % من هذا الجواز.
3-أنا لا أحبُّ أن يقاطعني أحدٌ وأنا أتكلمُ معهُ , ومنه يجبُ أن لا أقاطعَ أنا أحدا وهو يتكلمُ معي.
4-أنا لا أحبُّ أن يسيء بي الظنَّ أحدٌ , ومنه أنا كذلك يجبُ أن لا أسيء الظنَّ بمسلم أبدا ( إلا أن يكونَ فاسقا فاجرا غلب شرُّه على خيره واشتُـهِـر فسادُه بين الناس) .
5- أنا لا أحبُّ أن يرفعَ أحدٌ صوتَهُ علي , ومنه أنا كذلك يجبُ أن أحرصَ على أن لا أرفعَ صوتي على أحد من الناسِ .
6- أنا لا أحبُّ أن يظلمني أحدٌ وإذا ظُلمتُ فإنني أتألمُ كثيرا , ومنه يجب أن لا أظلمَ أنا أحدا من الناسِ , لأن الظلمَ حرامٌ ولأن المظلومَ يتألمُ كثيرا .
7- أنا لا أحبُّ أن يمارِسَ علي الدكتاتوريةَ أحدٌ , ومنه يجبُ أن لا أكون أنا دكتاتوريا مع أحد من الناسِ.
8- إذا كنتُ لا أحبُّ لإخوةِ زوجتي أن يظلموا زوجتي في الميراث بحيث يأخذُ الذكور نصيبَهم وأما الأنثى فيحرمونها من نصيبها لأنها أنثى , إذا كنتُ لا أحبُّ هذا الظلمَ ضد زوجتي فيجب علي في المقابل أن لا أظلمَ أنا أخواتي المتزوجاتِ فأحرمَهنَ من الميراث الذي أعطى اللهُ لهنَّ حقا فيه .
9- إذا كنتُ أفرحُ لأختي المتزوجةِ بسببِ أن زوجَها يُحسنُ إليها ويعاملُها المعاملةَ الطيبة , فإنني في المقابل يجبُ أن أحبَّ لأخي أن يعاملَ زوجتَـه المعاملةَ الطيبة وأن يُـحسنَ عشرتَـها . ولا يُقبَـلُ أبدا أن أسميَ الأولى ( مع أختي ) معاملة طيبة , وأما الثانية ( مع زوجة أخي) فأقول عنها بأن أخي غلبته زوجتُه !!!.
10- إذا كنتُ أكرهُ الغشَّ من أولادِ الناس في مجال الدراسةِ , فيجبُ أن أكرهَـهُ كذلك وبنفس الدرجةِ من أولادي أو بناتي .
11- إذا كنتُ لا أقبلُ أبدا أن يتطلعَ رجلٌ إلى النظر لزوجتي وبناتي ونساء أهلي و... فيجبُ علي كذلك أن لا أقبلَ لنفسي أن أتطلعَ بالنظرِ لنساءِ الغيرِ .
12-إذا كنتُ أحبُّ لمعلمي أولادي وبناتي أن يتفانوا في تعليم وتربية أولادي وبناتي , فيجبُ علي أنا كذلك أن أتفانى في تعليمِ وتربيةِ أولادِ وبناتِ الناس وكأنهم أولادي وبناتي.
13- إذا كنتُ لا أحبُّ أن يعتديَ علي أو يسيء إلي جاري , فيجبُ علي أنا بدوري أن لا أَظلمَ أبدا جاري في شيء من الأشياء .
14- إذا كنتُ أكرهُ أن أرى جاري يقمعُ إبنَـه عندما ينصحهُ إبنهُ , فيجبُ علي أنا بدوري أن لا أقمعَ إبني عندما ينصحني .
15- إذا كنتُ أحبُّ للغيرِ أن يُـزوِّجَ ابنتَهُ بمهر قليل وبسيط , فلا يجوزُ لي أن أقبلَ لنفسي طلبَ المهرِ الغالي لابنتي عندما أريدُ أنا بدوري تزويجَـها .
...الخ...ويمكن أن يُقاسَ على هذه الأمثلة آلافُ الأمثلة الأخرى.
وأنا أسأل نفسي , وأطلبُ منكم أن تسألوا أنفسَكم : مَن منا يحاسِبُ نفسَه باستمرار بهذه الطريقة ليربيَ نفسَه ويزكيها وليقودَها إلى طريق السعادة الدنيوية والأخروية , وليكونَ صاحبَ إيمان كامل أو قريبا من الكاملِ , ولينطبقَ عليه حديثُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم"لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه". مَـن ؟!...
والله أعلم . اللهم غلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان , آمين .

149- قيل" الإغضاء عن السفيه يزيد صاحبه رفعة " :
وقيل كذلك" الإعراض عن الجاهل أحسن جواب له". فإذا فرضنا أن شخصا قال لك - بعد أن قدمت له نصيحة ما - ما لا يصلح أن يُقال , فلـمَ تقلقْ وتغضبْ وتثورْ ؟! . إنه أثبتَ بذلك عيبَـه هو لا عيبَـك أنت . إنه زاد من حسناتك عند الله ,كما زاد هو من سيئاته . إنه هبط بقيمته عند من يسمعه إلى الحضيض , أما قيمتُـك فلن تُنقصَ منها تلك الكلمات شيئا , بل إن قيمتك يرفعُـها الله غالبا عند الناس كلما تحمَّـلتَ الأذى وقابلتَ السـيـئـةَ بالحسنةِ واحتسبتَ أجركَ عند الله . والله أعلم.

150-" وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " :
احتكار أية جهة للمساجد- على الأقل في غياب الخلافة الإسلامية – لصالحها غير جائز شرعا أو هو حرام شرعا بلا أدنى شك أو ريب :
- سواء كان الاحتكار من جماعة إسلامية معينة .
- أو كان من حزب إسلامي .
- أو كان من طرف السلطة الحاكمة .
- أو من طرف أي فرد مهما كان شأنه .المهم أن لا يقول من يتحدث في المسجد قولا يخالف به أصلا من أصول الدين (كأن يدعو شيوعي إلى شيوعيته أو يدعو لائكي إلى لائكيته ) , أو يفعل فعلا اتفق العلماء على تحريمه . إذا تحقق هذان الشرطان فليقل المُدرِّسُ في المسجد ما يشاء وليفعل فيه ما يشاء , ولا يجوز لأي كان أن يمنعَه . قال الله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) .

ليست هناك تعليقات: