الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 76 إلى 80 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

76- فردان خطيران على الحركة الإسلامية :
يُنفِّران الناسَ من الدِّين أكثر مما يرغبانهم فيه :
* الأول : منافق يُظهر للناس وجها أبيضا مؤمنا تقيا مخلصا ويخفي عنهم وجها آخر أسود كالحا,كمن يتتبَّع عورات النساء ويتظاهر أمام الناس بالتقوى .
* الثاني: متعصبٌ للدين تعصبا مذموما , يأخذ من كل مسألة خلافية بين العلماء قولا واحدا هو الأشد ويرفض بقية الأقوال معتبرا إياها خارجة عن الدين.يتشدد مع نفسه في الدين ويُشدِّدُ على غيره كذلك .يكاد يحرِّم على نفسه وعلى الناس كل شيء ,.. وباختصار يُقدِّم صورة مشوهة جدا عن الدين للناس كل الناس .

77- ثورة الجزائر ثورة انتفاضية رائعة , ولكن :
بقي عليها أن تبقى بعد الاستقلال يقظة فكرية وعلمية ودينية منظمة حتى نستطيعَ أن نسميها بحق" ثورة " .لكن للأسف وقع بعد الاستقلال ما لم يكن في حسبان شهداء الثورة الذين ماتوا من أجل دولة جزائرية ديموقراطية مبنية على أساس المبادئ الإسلامية ‍. والشعب المقتدرُ ليس هو الذي يقوم بثورة رائعة فحسب , بل المقتدرُ هو الذي يعمل إلى جانب ذلك من أجل المحافظة على قيمها ويعرفُ كيف يستفيد من تضحياته فيها . للأسف ما زلنا حتى الآن – وبعد 45 سنة تقريبا من استقلال الجزائر – نبحث ونناقش ونتحاور و.. لنعرف الأجوبة عن الأسئلة الآتية :
الأول : هل نحن عرب أم بربر ؟
الثاني : هل نحن مسلمون أم أمازيغ ؟
الثالث : هل السياسة من الدين أم لا ؟
الرابع : هل مطلوب منا أن نطبق شريعة الله أم لا ؟
الخامس : هل قدوتنا محمد-ص- أم غيره من البشر ؟
السادس : هل نحن عبيد لله أم لأهوائنا وشهواتنا ونفوسنا الأمارة بالسوء ؟
السابع : هل العربية هي لغتنا الرسمية والوحيدة أم أنها الفرنسية أم اللهجة الأمازيغية المكتوبة بحروف فرنسية أم .. ؟ .

78 – للطالب قبل الامتحان :
مما يشجع الطالب على التغلب على الخوف قبل الامتحان أو أثناءه , تذكره بأن الطلبة الفاشلين هم - في الكثير من الأحيان ولا أقول دوما - الذين يعيشون أجواء الرعب وأيام التوتر ويخافون من شبح الامتحانات خوفا شديدا لأنهم مهملون في التحصيل منذ بداية العام الدراسي ، ومقصرون في بذل أسباب الجد والاجتهاد . ومنه فعليه أن لا يخاف الخوف المبالغ فيه , وذلك بتجنب الإهمال وبالحرص على العناية بدروسه ومذاكرتها أولاً بأول بدون أن يؤجل عمل اليوم إلى الغد ، مستعيناً في ذلك بالله وحده ، متوكلاً عليه جل وعلا . وليتذكر الطالب أن من جد وجد ، ومن زرع حصد . وعلى الطالب أن يحرص على أن لا يكون من أولئك الطلاب الذين يعمدون في أيام المراجعة التي تسبق الامتحان إلى مواصلة النهار بالليل في المذاكرة , فلا ينامون ولا يرتاحون ويطيلون السهر بتناول الحبوب المنشطة أو بالإكثار من شرب المنبهات ك " القهوة " ونحوها في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عن طريق مضاعفة ساعات الدراسة والمذاكرة المكثفة لمختلف المواد ( خاصة بعد طول التهاون والإهمال والتكاسل خلال السنة الدراسية ) ناسين أو متناسين أن في ذلك التصرف من الإرهاق الذهني ، والإجهاد البدني ما لا تُحمد عقباه , لأن المعلوم أنه متى كان الجسم والعقل مُجْهَدين فإن مستوى التحصيل سيكون حتما ضعيفاً وستكون القدرة على التركيز مفقودة أو تكاد . وإذا اكتشف الطالب بعد الاختبار أنّه أخطأ في بعض الإجابات فعليه أن يأخذ درسا في أهمية المزيد من الاستعداد مستقبلا ( في امتحانات المواد المتبقية ) أو في عدم الاستعجال في الإجابة . وعليه أن يرضى بقضاء الله ولا يقع فريسة للإحباط واليأس والتشاؤم , وأن يتذكّر الحديث : " وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ , فَإِنَّ " لـوْ " تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".

79- شهوة الشراب أسوأ :
لم تكن شهوة الشراب ( شرب الخمر ) مركبة في الإنسان كبقية الشهوات فيعذر الشخص– ولو نسبيا – في الانقياد إليها كما يعذر في الانقياد إلى غيرها من الشهوات الغريزية مثل الزنا ومقدماته . إنه لا سلطان للخمر على الإنسان إلا بعد أن يتناول الكأس الأولى بعد أن يخـونه ويكذب عليه ويخدعه خلانه وعشراؤه . ومن هنا قال البعض من العلماء بأن عقوبة شارب الخمر في الآخرة أكبر من عقوبات جرائم أخرى كالزنا للسبب المذكور سابقا , أي لأن الجرائم الأخرى محببة للنفس أصلا ويبذل المرء جهدا أكبر من أجل الابتعاد عنها على خلاف الخمر. وإذا كان شرب الخمر مستقبحا من الرجل فهو أكثر استقباحا من المرأة والعياذ بالله .

80- صعبٌ ولكنه ليس مستحيلا :
من أساء إلى أهله وجيرانه وأقاربه فهو أسقطهم ومن كافأ من أساء إليه منهم وقابل السيئة بمثلها فهو مثلهم ( وإن جاز شرعا أن يرد على السيئة بمثلها ) , ومن لم يكافئهم بإساءتهم وقابل السيئة بالحسنة فهو سيدهم وخيرهم وأفضلهم . ولقد نصحتُ ومازلت أنصحُ نفسي ثم الناس كل الناس– رجالا ونساء كبارا وصغارا - :
* بأن نفعل الخير فيمن فعل بنا ومعنا الشر .
* بأن نفعل الخير فيمن يدو بأنه لا يستحق منا خيرا .
* بأن نفعل الخير فيمن لم يصنع معنا خيرا .
صحيح أن هذا صعب وصعب جدا , لكن صحيح كذلك أن في هذا السلوك الخير الكثير عند الله يوم القيامة ثم الراحة الكبيرة عند الشخص في الدنيا , ثم محبة الناس له ولو جاءت بعد حين .
وأغلبية من أنصحُهم بهذا أقولُ لهم بأنني غالبا أعطي المثال من نفسي في العمل بهذه النصائح قبل أن أنصح بها غيري . أنا ملتزمٌ بالعمل بها مع من يحيط بي من الناس في كل مكان وزمان وظرف , أنا ملتزم بالعمل بها في أغلبية الأحيان ولا أزعم أنني أغلبُ نفسي دوما . وفي الكثير من الأحيان عندما أنصحُ الغيرَ بهذه النصائح يُقال لي " قدرتَ أنتَ أما نحن فإننا لا نقدرُ " و " نعم ما تطلبهُ منا جميلٌ جدا وفيه عند الله من الأجرِ ما فيه , لكن ..." .فأقول : ا-" ما أكثر ما نخلطُ بين : لا نقدرُ , ولا نريدُ " . إن الحقيقةَ تقولُ بأنكم لا تريدون العمل بهذه النصائح , لا أنكم لا تقدرون . إنكم لو أردتم لوفقكم الله بإذن الله لما أردتم , ولكنكم لا تريدون في حقيقة الأمر , والأفضل أن تكونوا صرحاء مع أنفسكم . ب- إذا سلَّمتُم بأن هذه النصائح جميلةٌ وأن العملَ بها فيه من الأجر ما فيه , فلا يجوز لكم أن تقولوا بعدها " لكن ...". ما دام هذا العملُ مصدرَ أجر من اللهِ فلا جوابَ لنا عليه إلا " سمعا وطاعة " . وحتى إن ضعُفنا يجب أن نعترفَ بأننا ضعُفنا ولا نغطي على ضُعفنا , كما لا نُحوِّل الضعفَ إلى قوة . ومنه إن قلنا " لكن ..." يجب أن نعترفَ بأن " لكن..." هنا كلمة ضعيف لا كلمة قوي . نسأل الله أن يُـغلبنا جميعا على أنفسنا وعلى الشيطان آمين .

ليست هناك تعليقات: