الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 191 إلى 200 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر


191- نعم ولكن ! ( عن السماع إلى الموسيقى ) :

أولا : نعم ثم نعم ثم نعم :

1-نعم إن كل غناء صاحبته موسيقى صاخبة هو غناء حرام سماعه بلا خلاف بين عالمين مسلمين .
2-ونعم إن كل غناء كلماته منحلة ومائعة وساقطة وهابطة وفاسقة وفاجرة و...هو غناء حرام سماعه باتفاق كل الفقهاء والعلماء قديما وحديثا .
3-ونعم إن أغلب الغناء السائد في دنيا الناس اليوم , والذي يُبثُّ عبر التلفزيونات والأنترنت والأشرطة والأقراص و... هو غناء حرام سماعه بإجماع كل الفقهاء والعلماء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى اليوم . وأما الجائز منه والمباح فهو الغناء القليل جدا للأسف الشديد .
4- أنا لا أسمع الغناء الساقط أبدا , كما لا أسمع الغناء المصاحب لموسيقى صاخبة , لا أسمعه أبدا . وأنا في المقابل لا أسمع الموسيقى إلا قليلا جدا جدا جدا , وأسمعها ( عندما أسمعها ) إما لوحدها (كالموسيقى التركية مثلا ) , وإما مصاحبة لأناشيد دينية ( مثل أناشيد سامي يوسف ) .
ثانيا : ولكن أمرَ بعض الإخوة غريبٌ وعجيب :
أنا أتعجب كثيرا من موقف بعض الإخوة الرافض مطلقا للقول بأن بعض العلماء المسلمين قديما وحديثا أباحوا وأجازوا السماع إلى الموسيقى الهادئة المصاحبة لكلام نظيف .
أنا أرى بأن موقف هؤلاء غريبٌ وعجيب لأسباب عدة منها :
1- أن المسألة خلافية وستبقى كذلك إلى يوم القيامة , وهم يريدون بالقوة وبالباطل تحويلها إلى اتفاقية .
2 – أنهم إما أن يستمعوا إلى الموسيقى أو لا يستمعون إليها :
* إن استمعوا إليها : لو سمع هؤلاء الموسيقى الحلال , فإنهم حين يسمعونها وهم مطمئنون إلى أن بعض العلماء قالوا بجواز ذلك , سيسمعون وضميرهم مرتاح كل الارتياح لأن الله لن يعذب شخصا أبدا في مسألة اختلف فيها العلماء ( كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه ) .
وأما إن استمعوا إليها وهم يعتقدون بحرمة السماع , فإنهم سيسمعون وصدورهم منقبضة , وضمير كل واحد منهم غير مرتاح , وكل واحد منهم سيستمع إلى الموسيقى وهو يحس بالذنب والإثم والمعصية و ... وسيعيش باستمرار معذبا وشقيا و...
وما أبعد الفرق بين الأول ( المعتدل ) المرتاح والسعيد , والثاني ( المتعصب ) المعذب والشقي !!!. إن الفرق بينهما كالفرق بين الأرض والسماء .
وكذلك فإننا نسمع الموسيقى ( حين نسمعها ) على اعتبار أن هناك علماء أجازوا ذلك , هذا خير لنا مليون مرة من أن نسمع الموسيقى على اعتبار أننا مضطرون لذلك , و"الضرورات تبيح المحظورات" .
* * إن لم يستمعوا إليها : فسيعيشون على هامش الحياة الدنيا وبعيدا عن الناس , وسيحرمون أنفسهم من خير الدنيا والآخرة الذي يمكن أن يُنالَ بالعيش مع الناس ومخالطتهم والتعرف عليهم وإعطائهم والأخذ منهم والتعاون معهم ودعوتهم إلى الخير والاستفادة منهم والصبر على أذاهم و ... وعندئذ يصبح بطنُ الأرض أولى للواحد منهم من ظهرها .
أقول هذا لأنني أحب أن أكون واضحا وصريحا . من الصعب جدا أن نعيش اليوم بدون أن نسمعَ الموسيقى .
نعم !. لو كان الأمرُ حراما بلا خلاف , فإننا سنقول وبصوت مرتفع " نموت ولا نرتكب ما حرم الله ورسوله " , ولكن هذه المسألة التي نحن بصدد مناقشتها هي مسألة خلافية بين العلماء , ومنه فإن الموقف منها مختلف كل الاختلاف , والمطلوب فيها سعة الصدر لا التعصب .
نحن نسمع الموسيقى شئنا أم أبينا : نسمعها مع الهاتف النـقال ومع نشرة الأخبار في التلفزيون أو الإذاعة ومع المسلسل الديني ومع الفيلم الديني ومع الشريط العلمي ومع التحقيق الاجتماعي أو التاريخي أو السياسي ومع الصور المتحركة ومع درس الفيزياء والطب والرياضيات ودرس العلوم الشرعية و...ومع الشريط أو القرص الخاص بتعليم الصلاة والصيام والإسلام و... ومع المنبه ومع ساعة اليد ومع الساعة الحائطية ومع الآلة الحاسبة ومع ...الخ ...
ومنه فإنني أقول في النهاية بأن أمر إخواننا المتشددين في هذه المسألة عجيب وغريب .
إنهم إما أنهم لا يسمعون الموسيقى البتة , ولا يسمعونها بالفعل , ولا يسمعونها أبدا , فهؤلاء كأنهم لا يعيشون مع الناس , بل يعيشون في الغابة مع " ماوكلي " .
وإما أنهم يسمعونها حقيقة وواقعا , ولكنهم في المقابل – وبسبب تشددهم وتعصبهم وتزمتهم – يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على من يسمع الموسيقى , وكذا على من يقول بأن هناك علماء أباحوا السماع للموسيقى الهادئة والمصاحبة لكلام نظيف .
والله أعلم وأعلى . نسأل الله العلم والإيمان والهداية لنا ولإخواننا , آمين .

192 – ما أقبحها من رسائل قصيرة ! :
هناك أولاد وبنات يتداولون عن طريق الهاتف النقال , يتداولون مع زملائهم أو إخوتهم أو مع الأقارب والجيران و ... يتداولون مثل هذه الرسالة وهم فرحون وكذا وهم يضحكون ويمرحون , وكأنهم عثروا على لعبة مسلية , والعياذ بالله تعالى . إنهم يتدولون الرسالة القصيرة الآتية " عن أبي هاتف قال " صلوا أصدقائكم برنّـة ، فإن لم تستطيعوا فـبمساج" متفق عليه أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .
1- مهم لو أن كل واحد منا ينبه أهله وأولاده لهذا الأمر . ينبههم لخطورته من الناحية الشرعية : لخطورته على إيمان الشخص من جهة , ولخطورته على قلبه من جهة ثانية . 2- مهم لو ننبه أنفسنا , وكذا من حولنا من الناس أنه لا يجوز الضحك هنا , حتى ولو كانت نيتنا حسنة. . 3-مهم لو ننبه أنفسنا وأهالينا وأولادنا وبناتنا وأقاربنا وجيراننا ومعارفنا و... ننبههم كذلك إلى أن حكم هذا النقل لمثل هذه الرسائل هو حرام من الناحية الشرعية , هو حرام من جهة أن فيه شبهة السخرية والاستهزاء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم , وأن فيه شبهة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأن المتحدث وإن لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نقل , إلا أنه قلده في أحاديثه وختم الرسالة ب " متفق عليه" , وكأن مضمون الرسالة حديث نبوي شريف , ومن هنا جاءت شبهة السخرية التي هي كفر , والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو كبيرة من الكبائر . 4- مهم لو ننبه أنفسنا ومن حولنا من الناس بأن هذا الفعل حرام بكل تأكيد , وهو حتى وإن لم يكن كفرا صريحا فهو معصية كبيرة بكل تأكيد . ونحن من جهة أخرى وأخيرة نخاف أن يكون التهاون في هذا الأمر والمبالغة في التهاون , قد يكون مؤديا إلى الكفر في النهاية وفي يوم من الأيام , والعياذ بالله تعالى , وفي ذلك الخسران المبين , فلنحذر ثم فلنحذر .

193- نحن نستأنس بقراءة أو سماع ما يأتي به العلم من علوم ومعارف :
تؤكد صحة وصواب ما جاء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية . ولكنني مع ذلك أنبه هنا وبالمناسبة إلى ملاحظتين أساسيتين لهما صلة بالموضوع :
1- نحاول ما استطعنا أن لا نأتي للناس إلا بحقائق علمية تتفق وتقوي ما جاء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية.وأما النظريات العلمية التي لم تصل إلى درجة الحقائق العلمية , فالأفضل أن نعرض عنها ونتجاهلها .2- ثم نحن مع ذلك , وإن قوتنا معرفة حقائق علمية معينة , وإن قوت إيمانَـنا ورفعت لنا معنوياتِـنا , فنحن مع ذلك نلتزم - عموما - بالإسلام , وبالواجبات والفروض أو المستحبات , سواء عرفنا الحكمة من ورائها أم لم نعرفها . لماذا ؟ لأن من صفاتنا الأساسية كمؤمنين وكمسلمين , أننا نؤمن بالغيب " الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين , الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" .والله أعلى وأعلم , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .

194- الواجب في تأديب المرأة إذا كانت ناشزا :
إذا تحقق نشوز المرأة وعظها الزوج برفق وذكرها بما يقتضي رجوعها عما ارتكبته,فإن استمرت على النشوز هجرها في المضجع بألا ينام معها في فراش واحد أو ينام معها في نفس الفراش لكن يعطيها ظهره ( لكن في الحالتين يجب أن ينام معها في نفس البيت ) ولا يباشرها أو ... , فإن لم يفد ذلك ضربها ضربا غير مبرِّح ( لا يكسر عظما ولا يشين جارحة ) إن ظن الإفادة . ويمكن أن يُزادَ في الضرب إن ظن الإفادة . والترتيب السابق واجب شرعا . والهجر والضرب لا يسوغ فعلهما إلا إذا تحقق النشوز , أما الوعظ فلا يشترط فيه تحقق النشوز ولا ظن الإفادة .

195- الإخبار بالغيب :
إخبار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث وفي القرآن عن أمور غيبية وقعت بالفعل في المستقبل وكما أخبر هو صلى الله عليه وسلم ( ولو خالف الحقيقة مرة لاعترض عليه الكفار والمؤمنون على حد سواء ) , هذا الإخبار يدل دلالة قطعية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقى ذلك وحيا من الله . ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاذبا
( وهذا مستحيل ) فإنه يحق له أن يفتخر على سائر المخلوقات بأنه وحده الذي يعلم الغيب , لكنه صلى الله عليه وسلم كان المثال الرائع في التواضع , وهو يخبر الناس باستمرار بأنه عبد الله ( أمه امرأة كانت تأكل القديد بمكة ) . والرسول صلى الله عليه وسلم حين يفعل ذلك يخبرنا بالحقيقة كل الحقيقة ليس إلا .

196 : أخت الزوجة أجنبية على الرجل أم لا ؟ :
نعم أخت زوجة الرجل هي أجنبية عليه تحكمها نفس أحكام النساء الأجنبيات ,بمعنى أن الرجل لا يجوز له أن يُقبِّل أختَ زوجته أو ينظر إلى غير الوجه والكفين من جسدها أو يختلي بها أو..أما اعتبارها محرما مؤقتا فمعناه فقط أن الرجل لا يجوز له أن يتزوج بها ما دام متزوجا بأختها"وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف".

197 - مصافحة المرأة الأجنبية تـنقض الوضوء أم لا ؟ :
في المسألة خلاف بين الفقهاء , وعندنا في المذهب المالكي ينتقض الوضوء إذا صافح الرجلُ المرأة الأجنبية وقصد الشهوة حتى ولو لم يجدها , أو وجد اللذة حتى ولو لم يقصدها , أو قصد الشهوة ووجد اللذة في المصافحة . وقال المالكية بأن الوضوء لا ينتقض في الحالة الرابعة فقط:أي إذا لم يقصد الرجل لذة ولم يجدها.

198 - ما الذي يستفيده الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ :

ا- من الكذب –حاشاه – على الله ، حين يدعي بأنه رسول من عند الله وبأن القرآن كتاب الله ، وهو الذي عاش في منتهى البساطة من الناحية المادية ؟! . لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار بأنهم لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره من أجل أن يترك تبليغ الدين ما فعل ( حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) .
ب- من الكذب – حاشاه - على الله ، وهو الذي حين خُـيِّـر بين أن يعيش رسولا ملكا أو رسولا عبدا ، اختار الثاني.
جـ- من الكذب – حاشاه - على الله وهو الذي عرض عليه الكفار المال والسيادة والنساء كما يشاء في مقابل تخليه عن دينه , فرفض بقوة ؟!.
د- من الكذب – حاشاه - على الله ، وهو الذي خير زوجاته بين العيش معه مع التقشف , وبين الطلاق إن أحببن الدنيا وزينتها , وهو قادر –لو شاء وكان كاذبا –أن يعيش معهن كأعظم ملوك الدنيا ؟!.

199- بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث :
الفرق الواضح جدا عند علماء اللغة وغيرهم بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث ، يدل قطعا على أن القرآن من عند الله وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم . و من جهة أخرى نحن عقال ولدينا والحمد لله ولو قدر بسيط من الثقافة والعقل والمنطق ، ومن هذا المنطلق أقول بأن من يسمع شيئا و لو بسيطا من القرآن ولو للحظة بسيطة من الزمان يعرف بما لا يدع مجالا للشك بأنه من عند الله و أنه لا يمكن أن يكون من عند بشر ، وهذا ما حدث لكثير من الناس والصحابة ، و منهم عمر - رضي الله عنه - في قصة إسلامه المشهورة .

200 - ألا يجوز لمن يحتاج إلى استعمال المصحف كثيرا أن يمسه ولو بدون وضوء أصغر ؟ :
جوز المالكية لمعلم القرآن أو المتعلم – رجلا كان أو امرأة - أو من يدخل في حكمهما ممن يحتاج كثيرا إلى استعمال المصحف ( كمن يحفظ القرآن أو يراجع حفظ القرآن ) , جوزوا له أن يمس المصحف بشرط حصول الطهارة الكبرى فقط , أي ولو لم يكن متوضئا الوضوء الأصغر . وفي هذا القول ما فيه من رحمة وتيسير على المسلم والمسلمة .
كما يجوز للمرأة عند الكثير من المالكية – حتى تبقى على صلة دائمة بالقرآن الكريم تلاوة أو حفظا – أن تقرأ القرآن الكريم حتى وهي حائض أو نفساء , ولكن من غير المصحف , أي مما تحفظ من القرآن الكريم أو من كتاب تفسير مثلا , لأن كتاب التفسير حكمه ليس هو حكم المصحف.
والله أعلى وأعلم .

ليست هناك تعليقات: