الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 151 إلى 160 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

151- لماذا هذه الأنانية يا رجال ؟! :
عجبا من أب يعاقب ابنـتـَـه لأنه وجدها بصحبة شاب أجنبي عنها , ووجدها في مكان عام وأمام الناس , ووجدها تتحدث معه ولم يجدها تفعل معه كذا أو كذا ... ووجدها تتحدث معه ربما لدقيقة واحدة , و...عجبا له كيف يغضبُ ويقيمُ الدنيا على ابنته ولا يُقعدها .
والعجبُ ليسَ من أجلِ أن ابـنـتـَهُ لا يجوزُ أن تُلامُ , وليسَ من أجلِ أن الرجلَ لا يجوز له أن يغضبَ ويُعاقِـبَ ابـنـتـَـه . ولكن العجبَ هو بسبب أن نفسَ هذا الرجل تجدهُ يفخرُ في المقابل بابْـنـه كلما رآه بصحبة فتاة أجنبية عنه غيـرَ التي رآهُ معها سابقا , يفخرُ بابنه كلما رآه أو سمع عنه أو توقع منه أيَّ شيء سيء يفعله مع الشابة ولو كانت الفاحشة الكبرى , ولو ارتكبها الابنُ اليومَ مع أجنبية وغدا مع أجنبية أخرى... أليس هذا هو العجبُ العجاب ؟! أليس هذا هو الكيلُ بمكيالين ؟!. لماذا هذه الأنانية يا قوم ؟!… لماذا هذه الأنانية يا رجال ؟! ... إن الله حرم الزنا على الرجال وعلى النساء بنفس الدرجة " والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة , ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله , وليشهد عذابهما طائفةٌ من المؤمنين " ... ثم إن الإيمانَ الكامل يقتضي منا أن نحبَّ لبناتِ الناس من العفة والشرف والكرامة والأدب والأخلاق والدين تماما مثلما نحب لبناتنا .

152- في زواج محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من دليل على صدقه فيما يبلغ عن الله :

إن أعظم سلطان مادي على الرجل أو أعظم هوى , عند الرجل هو حب النساء . ومع ذلك :
ا – تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن هي أكبر سنا منه ب 15 سنة , وهي الأعقل , وقد كانت شابات مكة كل واحدة منهن تتمناه لنفسها .
ب – عاش معها حوالي 25 سنة بدون أن يتزوج غيرها ولم يمنعه من ذلك مانع ولا أحد .
جـ– بقي يذكرها بقية حياته كأحسن زوجة مع أنها ماتت بعد ذلك وعنده من هي أجمل منها وأقل سنا منها مثل عائشة.
د – كل من تزوجهن بعد ذلك كانت له أغراض دينية – لا دنيوية ولا شهوانية – بالدرجة الأولى من ورائها .
هـ- كان مهتما في حياته بالدين ونصرته أكثر من اهتمامه بالنساء .
و – تزوج بحوالي 10 نسوة , ولم يتزوج بأكثر من ذلك كما فعل سيدنا سليمان الذي تزوج بمائة امرأة . ومن جهة أخرى فإن القرآن منعه من أن يطلق إحداهن ويبدل بها من هي أجمل منها .

153- وجود الحزب غير الإسلامي ( أي المضاد للإسلام والمناقض له في مبادئه وعقائده وأفكاره ) في ظل الدولة الإسلامية :

ا- أما مع غياب الحكم الإسلامي فالمسألة غير مطروحة , لأن الأمر ليس بأيدينا . إنه موجود , سواء شئنا أم أبينا .
ب- أما مع قيام الدولة الإسلامية فقال بعض الدعاة والعلماء والمفكرين بأن ذلك غير جائز .
وقال آخرون : " يجوز , ولا داعي أن نخاف من ذلك" , وبرروا فتواهم بأن وجود هذا الحزب سيكون شكليا لأنه يستحيل أن يفوز في انتخاب ما حرّ ونزيه , لا لأن الحكم الإسلامي سيُزَوِّرُ الانتخاباتِ , بل لأن الشعبَ الذي تربى في أحضان الإسلام وأُعطيت له الحرية الكاملة للاختيار لا يمكن أن يقول : " لا " للحكم الإسلامي الصحيح ويقول : " نعم" للشيوعية أو الرأسمالية أو اللائكية أو .. هذا مستحيل .
وإنني أرى أن في سماح الدولة الإسلامية بالتعددية الحزبية غير الإسلامية جملة مزايا منها :
1- أن الفكر المنحرف يظهرُ انحرافُه كما ينبغي عند العام والخاص من الناس بإتاحة الفرصة له بالظهور من خلال قيام الحزب السياسي الذي يحملُ هذا الفكر.وبهذا ومع قيام الحكومة الإسلامية بالإعلام الإسلامي الهادف والمُضاد,فإن هذا الحزب السياسي الكافر (شيوعي أو رأسمالي أو لائكي) ستسقط قيمته وتنكشف عورته , وسترفضه الأغلبية الساحقة من الشعب بإذن الله خلال أعوام قليلة.ومن لفظه الشعبُ اليوم فلن تقوم له قائمة في الغد القريب أو البعيد بإذن الله .
2- إننا بهذا نؤكد أننا لسنا فقط مع حرية العقيدة , بل إننا مع حرية التعبير الواسعة قولا وعملا.وإذا سمحنا بطبيعة الحال بحرية التعبير , فإننا لا نسمح بأي حال من الأحوال بحرية العمل والسلوك الفاسدين ,كما لا نسمح أبدا بالفسق بالفجور العمليين العلنيين .
3- إننا نُغلِق بذلك أيَّ باب لتعاطف الناس-كل الناس- مع أي فكر منحرف عن الإسلام , لأن الناسَ درجوا من زمان آدم صلى الله عليه وسلم إلى اليوم على أن يتعاطفوا مع الممنوعِ من الكلامِ حتى وإن كان يريد أن يقول كفرا.وإذا لم نسمح بالتعددية الحزبية غير الإسلامية فإن المتعاطفين مع ذوي الفكر المنحرف يكونون في البداية قلة ثم قد يزيد عددُهم حتى تشكل هذه الزيادة خطرا يهددُ جسم الدولة الإسلامية .
4- إننا بذلك نفتحُ على أنفسنا بابا من أبواب النصيحة لنا تأتينا من عدوِّنا أو خصمِنا ,من خلال نقده المستمرِّ لنا.والمؤمن يجب أن يستفيد من أية نصيحة أتته من صديق أو عدو .

154- يجب الاجتماع على الأصول أولا ثم لا بأس بعد ذلك أن نختلف في الفروع :
جماعة أئمة العلماء والفقهاء المجتهدين المسلمين في كل زمان ومكان هم الذين لا يجوز لأحد من المسلمين أو المؤمنين أن يخرج عليهم وإلا كان أمرُه في خطر , قد يُخرجُه عن دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر , وقد لا يخرجُه إلى الكفر ولكن إلى الابتداع وإلى الفسق والفجور . إذن حتى نكون ناجين عند الله عز وجل في الدنيا وفي الآخرة يجب أن تجتمعَ كلمتُـنا على أصول أهل السنة والجماعة في كل المجالات بما فيها العقيدة , والفقه , والدعوة , والسياسة الخ ... لا نزيد عن هذه الأصول والثوابت والأسس شيئا ولا نُـنقِـصُ منها شيئا , وإلا – إذا زدنا أو أنقصنا -كنا كاذبين على الله سبحانه وتعالى لأننا بـدلنا دينه , ونكون كاذبين على أنفسنا حين ندعي بأننا ما زلنا – بعد التبديل – مسلمين .
إذا اجتمعت كلمتُـنا على هذه الأصول نكون قد أدينا الواجبَ أمام الله ثم أمام الناس ونكون قد أخذنا بالإسلام الذي أكمله الله لنا وأتم به نعمته علينا ورضيه لنا دينا . ولا بأس بعد ذلك أن نختلف في الفروع الكثيرة والكثيرة جدا في العقيدة أو الفقه أو الدعوة أو السياسة أو ... بشرط أن نـبقى إخوة متحابين متآخين , وأن يبقى الولاءُ قائما فيما بيننا , وكذا حسنُ الظن والتماسُ الأعذار و ... إلى أن يأتينا اليقينُ ونحنُ على ذلك .

155- التنظيم الإسلامي في غياب الخلافة الإسلامية ليس خلافة ولا يشبهها لا من قريب ولا من بعيد :

ا- إن الانضواء تحت لواء الخلافة من واجبات كل مسلم , ومن لم يفعل كان آثما ( كما وقع لسعد بن معاذ الذي لم يرد أن يبايع أبا بكر رضي الله عنهما ) . أما الانخراط في تنظيم إسلامي معين فهو جائز فقط .
ب- الخروج عن مِظلة الخلافة حرامٌ سواء بعذر أو بدون عذر .
أما الخروج عن تنظيم إسلامي :
* فإذا تم بعذر يتعلق به هو أو بالحزب الذي خرج منه فهو جائز ولا يترتب على الخارج شيء .
* وقد يكون الخروج واجبا إذا كان بسبب انحراف الحزب أو التنظيم عن جادة الإسلام والشريعة .
* وأما إذا تمَّ الخروج بدون عذر فلا يترتب على الخارج إلا كفارة يمين فقط ( لأنه نقض بيعة حُكمها في غياب الحكم الإسلامي هو حكمُ اليمين ) على رأي بعض العلماء .

156-قواعد بسيطة في الدين :

1- كل ما هو حلال في الدين أو مستحب أو واجب هو بإذن الله حسنٌ وطيب وجميل و ... وكل ما هو حرام في الدين هو بإذن الله سيء وخبيث وقبيح .
2- الله لا يُحرم أبدا شيئا طيبا أو حسنا أو مفيدا أو نافعا . هذا مستحيل لأن الله طيبٌ ولا يُحل إلا طيبا ولا يُحرِّم إلا خبيثا .
3- واللهُ كذلك لا يوجبُ أو يفرض علينا شيئا خبيثا أو سيئا أو مضرا . هذا مستحيلٌ لأن الله طيبٌ ولا يوجبُ أو يفرضُ إلا طيبا .
4- الشيءُ الحرام في ديننا الأصلُ فيه أنه ليس شرا كله ولكن الله حرمَه لأنه وإن كان فيه خيرٌ فإن إثمَه وشرَّه أكبرُ من نفعه وخيره , كالخمر مثلا والميسر : " فيهما إثم كبير ومنافع للناس , وإثمهما أكبر من نفعهما ".
5- الشيء الواجب في ديننا الأصل فيه أنه ليس خيرا كله ولكن الله أوجبه وفرضه لأنه وإن كان فيه شر فإن خيره ونفعه أكبر من شره وإثمه , كالصلاة والصيام والصدق والأمانة و... مثلا .
6- كل طاعة لله مُـتعبةٌ ولكن تعبها يزول ويبقى ثوابها بإذن الله , ومنه يجب أن نفكرَ - كمسلمين مؤمنين - حين نطيع الله في المآل وليس في الحال , أي في الثوابِ المترتب لا في التعبِ المصاحِبِ .
7- كل معصية لله ( أو على الأقل أغلبية المعاصي ) لذيذة عموما , ولكن لذتها تزول ويبقى إثمها وتبقى عقوبتها بإذن الله . ومنه يجب أن نفكرَ حين نريد معصية الله في المآل وليس في الحال , أي في العقوبة والذنب والإثم لا في اللذة العارضة والشكلية والمزيفة .
والله أعلم بالصواب.

157- شعار" خذوا الإسلام جملة أو فدعوه " :

- يصلحُ في الاعتقاد بأصول الدين , لأن المطلوب منا أن نعتقد بالإسلام كله جملة واحدة , ومن اعتقد بجزء ولم يعتقِد بالباقي كان كافرا أو فاسقا فاجرا .
-ولكنه غير مقبول في التطبيق , لأن الله طلب منا أن نطبق على قدر استطاعتنا وأخبرنا بأنه :
(لا يكلِّف الله نفسا إلا وُسعَها ) . ومن قصَّر في التطبيق بقي مُسلما وإن اعتُبِر عاصيا .

158- بين الفقر والغنى :
يُـقال " كاد الفقرُ أن يكون كُفرا " , وهذا أمرٌ صحيحٌ ومعقول وشرعي ومنطقي , ولا يكاد يختلفُ عليه شخصان سواء كانا عاميين أو عالمين . ولكن صحيحٌ كذلك أن الابتلاءَ الخير وبالمال أصعبُ من الابتلاء بالشرِّ وبالفقر , ومنه فإن شكرَ الغني أصعبُ بكثير من صبرِ الفقير بدليل أن الأغنياء الشاكرين هم دوما - وفي كل زمان ومكان – أقلُّ عددا وبكثير من الفقراء الصابرين . وحتى ضمنَ صحابةِ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم – وهم أفضلُ القرون – فإن الضعفاءَ والفقراء أكثرُ بكثير من الأغنياءِ . وحتى في الجنةِ فإن أغلبَ أهلِـها من الضعفاءِ والفقراءِ . وإذا أردنا أن نُـقرِّب الفهمَ ونُـبسِّطَهُ أكثرَ فإنه يمكننا القول بأنه ضمن 10 أغنياء من المسلمين نجد واحدا فقط ( تقريبا ) يـجـمعُ المالَ من حلال وينفقُـه في حلال ويؤدي واجبَ المالِ عليه من زكاة وغيرها , وباختصار نجدُهُ يشكرُ اللهَ باستمرار على ما أنعم به عليه وتفضل ويعتبرُ أن المالَ مالُ الله وأنه هو فقط مؤتمنٌ عليه ليس إلا . وفي المقابل فإنه ضمن 10 فقراء مسلمين لا نجدُ إلا واحدا فقط ( تقريبا ) كافرا بنعمة الله جازعا قانطا يائسا ومعترضا على قضاء الله , وباختصار نجدهُ غيرَ صابر لله وغيرَ محتسِب لأجرهِ عند الله تعالى .
لهذا الذي تَـقدَّم فإننا في نفس الوقتِ الذي نعوذُ فيه بالله دوما من الكفرِ والفقر , فإننا كذلك نسأل الله باستمرار قائلين " يا ربِّ قليلٌ من المالِ نُطيقُ شكرهُ خيرٌ من كثير لا نُطيقُ شكرَهُ ".
ثم لتوضيح أكثر لما أقولُ أضربُ بعضَ الأمثلة لبيان أنه بالمال القليل يعظمُ الانتفاعُ بالشيء , ولكن بالمالِ الكثير يكادُ ينعدمُ الاستمتاعُ :
عندما تكون متوسط الحال : لا فقيرا ولا غنيا كما هو حالُ الكثير من الناس في كل زمان ومكان , وتطلبُ منك زوجـتُـك أن تشتري لها مثلا فستانا , ولكنك تُـسوِّف لمدة معينة بسبب أنك لا تقدرُ على الشراء لأنك لا تملكُ المبلغَ الكافي . وتبقى الزوجةُ تُـذكرك بين الحين والآخر وأنت تُسوف وفي مرة تعلنُ لها بأنك سمعتَ وفي مرة أخرى تُـظهرُ لها وكأنكَ لم تسمعْ , وهكذا... وفي يوم من الأيام وعندما تملكُ المبلغَ الكافي تشتري لزوجتكَ ما طلبتْ , وأنتَ شاكرٌ لله الذي مكنكَ من ذلك , وفرحٌ جدا لأنك ستشتري لشريكةِ حياتك شيئا عزيزا طلبـتْـه وألحتْ في طلبهِ . وعندما تأخذُ الفستانَ لزوجتِـك تكون هي في أشدِّ الشوقِ له , فتشكرُ الزوجةُ اللهَ كلَّ الشكر ثم تشكرُ زوجَـها وتفرحُ وتُسرُّ وتعتزُّ كلَّ الاعتزاز بما اشتريتهُ لها .
وأما عندما تكون غنيا : فلقد حكى لي أكثر من غني بأن زوجـتَـه عندما تطلبُ منه 50 مليونا من السنتييمات ( وهو مبلغ كبير جدا عندنا في الجزائر ) في الصباحِ فإنه يعطيها إياهُ في المساءِ وبكل سهولة وبلا أي عناء . هل يسعدُ هو بما يُـقدم لزوجته ؟ في الغالب لا يجدُ أيَّ طعم أو لون أو رائحة للسعادةِ . وهل تفرحُ زوجـتُـه بما قدَّم لها الزوجُ ؟ في الغالب لا تجد أيَّ طريق للفرح , لأنها لم تنتظرْ ما طلبته إلا بضعَ ساعات ثم هي ليس عندها في الحياةِ ما تتوقُ لامتلاكِـه لأنها تمتلكُ تقريبا كلَّ شيء ما دامت من سنوات وسنوات تحصلُ وبكل سهولة على كلِّ ما تطلبُ وبمجرد أن تطلـبَـهُ . يحكي لي هذا الغني ما يحكي ثم يقولُ لي " والله لا يعرفُ أيُّ واحد من أفرادِ أسرتي أيَّ طعم للسعادةِ من سنوات وسنوات !!!". صحيحٌ أن هذا ليس هو حالُ كلِّ الأغنياءِ ( حاشا الأغنياء الشاكرين ) , ولكنني متأكدٌ بإذنِ اللهِ تبارك وتعالى أن هذا الكلامَ الذي أقولُه يَـصحُّ في الكثيرِ من الأغنياءِ , لا بل يصحُّ في أغلبيةِ الأغنياءِ . واللهُ أعلم .
ويمكن أن آتي بآلاف الأمثلة المماثلة لمثال الرجلِ الذي طلبتْ منه زوجتُه فستانا مثل :
* طلبَ الإبنُ من أبيه متوسط الحال شراء حذاء من أجل الدخول المدرسي , وطلب الإبن من أبيه الغني شراء سيارة ليتفاخر بها مع أقرانه وأصحابه .
** طلبت البنتُ من أبيها متوسط الحال أن يشتري لها خاتما من ذهب تحس من خلاله أنها أنثى بالغة , وطلبت البنتُ من أبيها الغني شراء كيلو ذهب لتتفاخر به بين صاحباتها .
***طلب الابنُ الصغيرُ من أبيه متوسط الحال أن يشتري له لعبة بسيطة يتعلمُ ويحفظُ بواسطتها الحروفَ الهجائية , وطلب الابنُ الصغير من ابنه الغني أن يشتري له مسبحا كبيرا مجهزا بكل ما يلزمُ من أجل أن يستمتع بالتفرج – بين الحين والآخر - من خلاله على حيوانات وأسماك ونباتات المياه .
وهكذا ...
أرأيتم إخوتي القراء الفرقَ بين حالِ الغني ( غير الشاكر ) وحالِ متوسط الحال ( الصابر ) ؟!. إنه كالفرقِ بين السماء والأرض , ولكن أكثرَ الناسِ لا ينتبهون لهذا إلا بعدَ فواتِ الأوانِ .
والله أعلى وأعلمُ .

159- ما الذي يجنيه رسول الله ؟! :
( إذا فرضنا أنه يقول من عندياته ) من كوننا ( حتى الذي عشنا من بعده بمئات أو بآلاف السنين ) نصلي ونصوم ونزكي ونحج ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجاهد في سبيل الله ونفعل الخير مع الناس و..أم لا ؟ وما الذي يجنيه رسول الله من كون الناس يسرقون ويكذبون ويخونـون وينافقون ويزنون ويشركون بالله و… أم لا ؟. مهما بحثنا عن الجواب فإننا لن نجد إلا جوابا واحدا مقنعا وهو أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ عن الله , وأنه مأمور بذلك. " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك , وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته ", هكذا قال الله تعالى له.

160- يُكرهُ أن يدعوَ خطيبُ الجمعة للخليفة :
يجب أن تؤدي المساجدُ الدورَ كل الدَّور في الدعوة إلى الإسلام كعقيدة وكمنهج حياة . وفي المقابلِ يجب أن تبقى :
أولا:- بعيدة عن الدعاية إلى تنظيم معين في غياب الدولة الإسلامية , مهما كان شأنُ هذا الحزب ومهما كان شأنُ زعيمه .
ثانيا:- بعيدة عن الدعاية إلى السلطة الحاكمة التي لا تحكمُ بما أنزل اللهُ .وحتى في ظل الخلافة الإسلامية , قال بعضُ العلماء من قديم بأنه يُكرهُ أن يدعوَ خطيبُ الجمعة للخليفة الذي يحكمُ بشريعة الله من خلال خطبةِ الجمعةِ , وذلك ليبقى المسجدُ منبرا لا يُدعى من خلاله إلا إلى الله .

ليست هناك تعليقات: