الثلاثاء، 17 يونيو 2008

خواطر ( من 181 إلى 190 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

181- لمن يعاني من وسواس في العقيدة أو في العبادة :
الوسواس المتعلق بالعقيدة أو بالعبادة : الصلاة أو الصيام أو ... , أو الإيمان بالله أو الملائكة أو الكتب أو الرسل أو اليوم الآخر أو... هذا الوسواسُ لا يُحارَب عن طريق لوم النفس والخوف من حساب الله وعقابه والخوف من النار يوم القيامة واعتزال الناس والتوقف عن طلب الدنيا الحلال والتوقف عن الاستمتاع بالدنيا بالحلال وانتظار الموت بالليل والنهار, و...بل على العكس يلزم الشخص للتخلص من الوساوس أن يكون على ثقة ويقين من أن الله لن يحاسبَـه على ذلك ( مهما كان الوسواس متعلقا بأشياء كفرية في العقيدة أو في العبادات ) , لأن ذلك فوق طاقـته . ويلزمُـه مع ذلك كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم , وعدم الاهتمام بهذه الوساوس , وشغل أوقات الفراغ بما ينفع , وتقوية الصلة بالله تعالى , ومخالطة الناس , والتفكير في أشياء أخرى مفيدة متعلقة بالدين أو بالدنيا , وهكذا...
والله وحده أعلم وهو وحده الشافي أولا وأخيرا , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير.

182-لأنك تحب أن تكون في الحوار من أهل القرآن , خاصة وأنت تكتب في المنتديات:

الكل والجميع إخوتك تحبهم وإن لم يحبكَ البعضُ منهم . تتفقون وأنتم إخوة وتختلفون وأنتم إخوة كذلك . أصولُ الإسلام العظيم تجمعكم واختلافكم لا يجوز أبدا أن يفسد للود والإخاء الذي بينكم قضية . أنتم إخوة ولستم خصوما . أنتم إخوة ولستم أعداء . يجب أن تدخروا الشدة للأعداء , وأما فيما بينكم فالرحمة هي التي يجب أن تسودَ . يجب أن تدخروا العزة للكفار , وأما فيما بينكم فالذلة هي التي يجب أن تنتشر. أخي الكريم لأنك تحب أن تكون من أصحاب الأدب في الحوار , وأن يكون خلقك من أخلاق القرآن , فإن عليك أن تحاول ما استطعتَ - خاصة وأنت تكتب في المنتديات - أن : 1- تُحسنُ الظن بأخيك , مهما أساء هو الظن بكَ . 2- وتدعوَ له بالخير , مهما فعل هو غيرَ ذلك معكَ . 3- وتدعوَ له بالخير من أعماق قلبكَ وأنتَ تُـحبه , مهما حملَ هو في نفسِـه اتجاهكَ من شر وهو يكرهُـكَ . 4- وتلتمسُ له الأعذارَ مهما لم يلتمسْ هو لكَ أيَّ عذر . 5- وتَـقبلُ أن يخالفـكَ في مسائل اجتهادية فرعية ثانوية , مهما ضاق صدرُه هو عن ذلك . 6- وتقولُ له القولَ اللينَ وتُـذِلُّ نفسكَ له , مهما قال لكَ هو القولَ الخشنَ وأظهرَ هو العزةََ أمامك وأمامَ أخيه المسلم .
7-وتَـدَّخرُ الشدةَ والغلظةَ لعدو الإسلام , مهما سخَّـرها هو معكَ أنتَ , وأنتَ أخوه المسلم . 8- وتـعتبـرُ أنتَ – ما دام الخلاف بينك بين أخيك في مسألة غير أصولية – أن رأيكَ صوابٌ ولكنه يحتمل الخطأَ وتعتبـر في المقابل أن غيرَك على خطأ ولكنه خطأٌ يحتملُ الصوابَ . هذا منهجُـك , مهما سار أخوكَ معكَ بمنهج معكوس ومقلوب , أي على اعتبار أنه هو على صواب لا يحتملُ الخطأَ وأما أنتَ فيعتبركَ على خطأ لا يحتمل أيَّ صواب . 9- وتـحترمُ كلَّ العلماء والدعاة مهما لم تـقـتـنع بالبعضِ من الآراء عند بعضهم في بعضِ المسائل , تحترمهم جميعا وبلا استثناء وتسألُ الله أن يجعلهم من أهل الجنة وأن يحشركَ أنتَ معهم . هذا منهجك , مهما تعصب غيـرُك واحترمَ من اقتنع بـآرائهم ولكنهُ رفض غيرَهم من العلماء والدعاة وطعن فيهم . 10- وتكتفي أنتَ بنقد أفكار غيرك , مهما تحولَّ هو إلى تجريحكَ أنتَ كشخص . 11- وتـتعامل مع غيركَ بروح القرآن وحقيقته مهما تعامل معكَ هو بشكل القرآن فقط . 12-وأنتَ مستعدٌّ لأن تضعَ رقبتكَ أمامه ليطأ عليها من أجل أن يسمح لكَ ويغفر لكَ ولو خطأ بسيطا ارتكبته في حقه هو , تـفعلُ هذا معه مهما أصر هو على ظلم أخيه الظلمَ الكبير بدون أن يهتزَّ عقلُـه أو قلـبُـه من أجل أن يعتذر إليه ِ.
13-وأنتَ إن دعوتَ له بالهداية فعلى اعتبار أنه مهتدي بإذن الله وأنتَ تريد له ولكَ الزيادةَ , مهما تعامل معكَ هو بطريقة مخالفة وسأل الله لك الهدايةَ على اعتبار أنك ضالٌّ ومنحرفٌ . 14- وأنتَ تدعو له بالعلمِ على اعتبار أنه متعلمٌ وأنتَ تـسألُ الله لكَ وله الزيادة , مهما تعامل هو معكَ بطريقة معاكسة وسأل الله لكَ العلمَ على اعتبار أنكَ جاهلٌ .
15- تـختلف أنتَ وأخوكَ في مسائل فرعية ثانوية اجتهادية , ومع ذلك تبقى تحبه وتحترمه وتقدره لأن ما يجمعكَ بهِ أكثر مما يفرقكَ عنه , ويبقى الودُّ والحب والأخوة سائدة بينكَ وبينه . وافقك أخوكَ : هو أخوكَ , وخالفكَ : هو أخوكَ كذلك .أنتَ تسيرُ معه على هذا السبيل مهما تعامل معكَ هو كما تتعاملُ أمريكا مع المسلمين " إما أن تكون معي , وإلا فأنت ضدي ". 16- قال الله تعالى " قولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" , قال ذلك لرسولين عليهما وعلى رسولنا وسيدنا محمد الصلاة والسلام , ومن أجل الحوار مع فرعون عدو الله وعدو الدين . ومنه فأنتَ تتعامل باللين والحلم والأناة والرحمة والذلة " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " , " أشداء على الكفار رحماء بينهم " , " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ", قلتُ : فأنتَ تـتـعاملُ باللين من باب أولى مع أخيك المسلم . هذا منهجك في الحوار , مهما كان أخوكَ خشنا معك وشديدا معك وفظا غليظا معك , ومهما غضب منكَ أو عليكَ ومهما كان قاسيا عليك . * إنه أخوك , مهما بغى عليكَ . ** تـقبلُ رأسَـهُ ويديه ولو أجاز العلماءُ للواحد منا أن يُـقبلَ رجلي غيرِ أبيه وأمه , لقبَّـلتَ أنتَ رجلَ أخيكَ , لا لشيء إلا لأنه أخوكَ . *** " أخي " , ما أحلاها كلمة إذا أخذناها كما أكد عليها القرآن الكريمُ !. قال الله تعالى " إنما المؤمنون إخوة " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المسلمُ من سلم المسلمون من لسانه ويده ". وأخوة الإسلام – بعد أركان الإسلام – تعتبـرُ من أعظم الواجبات الإسلامية وأوكدها إطلاقا . والله أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
حفظكم الله جميعا بلا استثناء , ونفع الله بكم جميعا بلا استثناء , وجعلكم الله جميعا وأهل كل منتدى ( أي منتدى ) من أهل الفردوس الأعلى في جنة رب العالمين آمين .

183- من حق الزوجة على زوجها زيارتها لأهلها :
وذلك لأن المرأة مطالبة ببر والديها وصلة رحمها مثل الرجل تماما . ومنه فإن من واجب الزوج أن يعين زوجته على هذه الطاعة , لأن عقاب من يقطع رحمه عند الله شديد ولأن قطيعة الرحم من كبائر الإثم ومن أقبح المنكرات . وأما عن خروج المرأة لزيارة والديها فيقول جمهور الفقهاء بأنه لا يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من زيارة أهلها مرة كل أسبوع إن لم يستطع الأبوان الذهاب إليها لكبر سن أو لمرض أو لموانع أخرى. وقال آخرون بغير ذلك , لأن المسألة ( تحديد المدة ) ليس فيها نص شرعي من الكتاب أو من السنة الصحيحة , ولكنها مبنية فقط على اجتهاد تراعى فيه جملة أمور منها :
1- الزوجة بكر أم ثيب ؟
2- الزوج متزوج بامرأة واحدة أم بأكثر ؟
3- سكن أهل الزوجة قريب من سكن الزوج أم بعيد ؟
4- الزوجة كبيرة في السن أم صغيرة ؟.
5- العادة والعرف السائدان عند أهل الزوجة ثم عند أهل الزوجة .
الخ...
لكن الكل متفق - ومهما كانت الأحوال - على أن من واجبات الزوج اتجاه زوجته أن يسمح لها بأن تزور أهلها ( خاصة الوالدين ) بين الحين والآخر . هذا واجب من واجباته اتجاه زوجته , سواء ذهبت الزوجة عند أهلها في الصباح ورجعت إلى بيت زوجها في المساء , أو ذهبت عند أهلها لتبقى عندهم شهرا أو أكثر أو أقل
كل ذلك جائز , ويستحسن أن يتم بالتراضي بين الزوجين وبلا إفراط ولا تفريط .
كما يلاحظ هنا أمران مهمان :
الأول : لا يجوز أن تطول مدة زيارة الزوجة لأهلها , خاصة إن كان معها أولاد وكان أهلها فقراء , وكانوا يستاءون من طول زيارة ابنتهم لهم بسبب ظروفهم المادية الصعبة .
الثاني : لا يجوز أن تطول مدة الزيارة من الزوجة لأهلها , بحيث يتضرر الزوج من غيابها الطويل عنه , خاصة في السنوات الأولى من بعد الزواج .

184- ما هو لقبكِ يا امرأة ؟ :
من مظاهر التقليد الأعمى للغرب ( أوروبا وأمريكا ) الكافر , وكذا التبعية الصماء البكماء للشرق الملحد ( روسيا ) في المجتمعات الإسلامية اليوم , استيراد القوانين في الاقتصاد والاجتماع والسياسة و...منهم ,عوض الرجوع إلى الإسلام ومناهجه العادلة في شتى المجالات الدينية والدنيوية . ومما أخذه المسلمون من الكفار من قوانين ما هو منصوص عليه عندنا في الجزائر من أن المرأة بعد أن تتزوج تذوب في زوجها ويلغى لقـبُـها حيـث يصبح لقـبُـها هو لقب زوجها . وتبقى كذلك من اليوم الذي تتزوج فيه إلى أن تموت . مثلا إن فرضنا بأن زوجتي إسمها " عائشة " , فإنها تسجل في وثائقها بالإدارة الجزائرية ( بلدية أو دائرة أو ولاية أو وزارة أو ...) باسم ( رميته عائشة ) , مع أن " رميته " هو لقبي أنا ( زوجها ) لا لقبها هي أو لقب عائلتها . والغرب أو الشرق الكافران يلغيان لقب المرأة بمجرد زواجها , ويجعلانها تذوب في زوجها طيلة الجزء الأكبر من حياتها . هما يفعلان ذلك مع أنهما يتشدقان دوما – زورا وكذبا – بأنهما ينصفان المرأة ويسويان بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات وهما دوما يتهمان الإسلام بأنه ضد المرأة وبأنه يظلم المرأة وبأنه يحرمها من حقوقها الأساسية !!!. إلا ما أكذبكم يا قوم , والله ما أنصف المرأة مثل الإسلام , وما ظلمها وهضم حقوقها وداس كرامتها كما فعلتم أنتم , وما زلتم تفعلون معها إلى اليوم " جحدوا بها واستيقـنـتـها أنفسهم ظلما وعلوا " .

185- كيف يحاسب الله الناس يوم القيامة ؟! :
قد يسألُ سائلٌ فيقول "كيف يحاسب الله الناس من عهد آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في وقت واحد ؟".
ويمكن أن يجاب عن السؤال بطرق مختلفة , منها أن الكمبيوتر على سبيل المثال – الذي هو من صنع الإنسان الذي خلقه الله – يقوم بمئات وآلاف وعشرات الألوف من العمليات في وقت واحد , وفي لحظة واحدة وبسهولة وبساطة متناهيتين. هذا العمل يمكن أن يقوم به الكمبيوتر اليوم , والله وحده أعلم ما الذي يمكن أن يقدمه في المستقبل. هذا جزء بسيط من قدرة الكمبيوتر ( وهو المصنوع ) على العمل الذي يبهر العقول أو يكاد . فما الذي يمكن أن تـقوله لا عن صانع الكمبيوتر ( وهو الإنسان ) بل عن خالق صانع الكمبيوتر الذي هو الله سبحانه وتعالى ؟!.
هذا مع جملة ملاحظات :
1- أن لله المثل الأعلى .
2- وأن الأفضل – في العلوم الإسلامية والشرعية - أن نسأل " لماذا ؟ " , ولا نسأل
" كيف ؟! " , بخلاف العلوم الكونية المادية التي يستحب فيها طرح السؤال " كيف ؟" لا " لماذا ؟" .
3- أن الله لا يُسأل عما يفعلُ , وأما نحن فنُسأَلُ .
4- أن الأفضل عدم التعمق في طرح مثل هذه الأسئلة , لا لأن الجواب عليها غير موجود , ولكن لأن عقولنا قد لا تدرك هذه المسائل , ولأن الشخص قد يرتكب أخطاء في العقيدة أثناء طرح مثل هذا السؤال أو أثناء الإجابة عنه , ولأن الشخص قد يقع في الكفر من كثرة البحث في مثل هذه المسائل المتعلقة بدقائق العقيدة .
والله أعلم .

186- ممارسة الرياضة :
أمر مطلوب ومحمود ومستحب ومستحسن من كل شخص , رجلا كان أو امرأة , مع الانتباه إلى أن المرأة لا يجوز لها أن تمارس الرياضة إلا أمام المرأة . لا يجوز لها أن تمارس الرياضة أمام الرجال حتى ولو كانت لابسة للحجاب وللنقاب . كما أن المرأة تصلح لها رياضات معينة , ولا تصلح لها رياضات أخرى , بسبب الاختلاف في طبيعتها عن الرجل , وكذا بسبب اختلاف المهمة التي خلقها الله من أجل تأديتها على هذه الأرض عن مهمة الرجل .
قلتُ : ممارسة الرياضة أمر مطلوب من كل إنسان إلا من منعه الطبيب عن ممارسة الرياضة أصلا أو عن ممارسة رياضة معينة من الرياضات لسبب أو آخر . هذا أمر لا يختلف عليه إثنان ولا يتناطح من أجله كبشان كما يقولون .
ممارسة الرياضة مطلوبة من كل شخص مع نفسه مهما كان صغيرا أو كبيرا , وفي أي سن كان لما فيها من الفوائد الجمة بدنية ونفسية وعصبية و...

187- الكون لم يُخلق صدفة :
الآيات الكونية في الآفاق وفي الأنفس تدل دلالة قطعية على أن الله موجود وأنه خالقها وخالقها الوحيد, ولا يمكن ولا يجوز أن تكون موجودة بمحض الصدفة إلا في نظر حمار- أكرمكم الله - أو في نظر مجنون . وقول من قال بأن المادة وجدت بنفسها في مرحلة أولى , ثم تفاعلت مع ذاتها فأنـتجت كل هذا الكون المحيط بنا , هذا القول تافه من جهات عدة , منها :
ا- المادة لا يعقل أن تخلق نفسها بنفسها .
ب- الجسم الوحيد لا يمكن ولا يعقل أن يتفاعل مع نفسه , وحتى ( التاء ) في التفاعل لغويا فتفيد وجود جسم ثان على الأقل .

188- التعرض للفتنة أفضل أم أن تجنبها أحسن ؟ :

الشخص يعرض نفسه للفتنة :1- ليثبتَ لنفسه أنه قوي .2- ليزيد من أجره عند الله بمجاهدة النفس وبالثبات حيث يسقط الكثير من المسلمين.3- وليعرف الفتنةَ أكثر حتى يُحذر الناسَ منها , وهو على بينه منها أكثر من غيره.هل هذا هو الأفضل أم أن الأفضل أو الواجب هو تجنب المعركة ( مادام الدخول فيها ليس واجبا شرعا ) وتجنب البلاء , وتجنب الفتنة ؟! :1- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى وأمر "لا تتمنوا لقاء العدو , ولكن إذا لقيتموه فاثبتوا", أو كما قال عليه الصلاة والسلام.2- لأنه يخافُ على نفسه أن لا يثبتَ في وجه الفتنة , فيعصي ويرتكب المنكرات التي تغضبُ الله .3- لأنه يريد المضمونَ (عدم الدخول في الفتنة) ليسلم له دينه. ويرفض غيرَ المضمون (الدخول في الفتنة) لأنه لا يدري أو ليس متأكدا من أنه سيثبتَ بالفعل.
وملخص الجواب الصحيح عن السؤال المطروح هو ما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تتمنوا لقاء العدو , ولكن إذا لقيتموه فاثبتوا " أو كما قال رسول الله . ولا يشك عاقل أنّ العافية خير للإنسان , لذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال " سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة "، بل كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من جهد البلاء كما رواه الإمام البخاري رحمه الله. إن ابتعاد المؤمن عن تعريض نفسه للفتن والابتلاءات والشبهات أحسن له وأحوط وأفضل و... وحتى إن نقُص الأجر عند الله فإن الخاتمة والعواقب والنتائج عادة طيبة بإذن الله . وأما من فعل العكس وعرَّض نفسه للبلاء والفتنة والشبهة فإن العاقبة غالبا سيئة للأسف الشديد , قد تؤدي إلى الوقوع في صغائر وقد تؤدي في أحيان أخرى إلى كبائر والعياذ بالله . وقد يبقى المرء معها مسلما وعاصيا , وقد ينحرف إلى الكفر والعياذ بالله , وقد كان غنيا عن كل ذلك .وإذا سلِم واحدٌ من عاقبة تعريض نفسه للبلاء , قد لا يسلم 10 أشخاص . وقد تكون نيةُ شخص واحد من وراء ذلك حسنة , ولكن نية 10 أشخاص آخرين سيئة .

189- عن التفرج على مباريات رياضية !:
هناك فرق شاسع بين أن يمارس الشخص الرياضة أو أن يتفرج عليها . أما ممارسة الرياضة فأمر مطلوب من كل شخص مع نفسه مهما كان صغيرا أو كبيرا , وفي أي سن كان لما فيها من الفوائد الجمة بدنية ونفسية وعصبية و...
أما التفرج على من يمارسون الرياضة من خلال التلفزيون أو غيره , فأمر آخر مختلف عن الأول تماما .
إن التفرج على الرياضة عموما , وعلى مباريات كرة القدم خصوصا تحكمه مجموعة قواعد أخرى يمكن أن أذكر منها :
1- لا يجوز أن يكون التفرج على الرياضة مرتبطا بالنظر إلى عورات رجال أو نساء , وإلا أصبح التفرج حراما عندئذ .
2- لا يجوز أن يؤدي التفرج إلى موالاة كافر بحيث نصبح نحبه وندافع عنه ونواليه و ...
3- لا يجوز أن يضيع الواحد منا الوقتَ الكبير في التفرج , لأن في ذلك ما فيه من إسراف وتبذير .
4- لا يجوز أن يكون التفرج على حساب واجب من واجباتنا الدينية أو الدنيوية , مثل الصلاة في وقتها أو الاجتهاد في الدراسة أو ... فإذا تفرج الواحد منا وضيع صلاته حَـرُم عليه هذا التفرج , وكذا إذا تفرج الواحد منا وتكاسل في دراسته لم يلق به أن يتفرجَ .
5- لا يليق أبدا أن يتفرجَ الواحدُ منا ويبالغَ في الفرح من أجل نصر ناله من نحب , كما لا يليق أن يتفرج الواحد منا ويبالغ في الحزن بسبب هزيمة أصابت من نحب .
إذا توفرت هذه الشروط وما كان في حكمها , فأهلا وسهلا بأي تفرج , وإلا فإن التفرج يصبح
" فيه إثم ومنافع " , ولكن إثمه – بكل تأكيد - أكبر من نفعه .
والله أعلم .

190- أنا أريد أن أكون داعية قبل أن أكون قاضيا :

1- أنا لن أُكفِّـرَ عالما مسلما أو داعية إلى الإسلام ( كما يريد لي بعض المتعصبين والمتشددين والمتزمتين الذين أصادفهم هنا وهناك في بعض المنتديات الإسلامية ) إلا إن تأكدتُ 100 % - وليس 99 % - من أنه بالفعل كفرَ بعد إسلام لله وبعد إيمان بالله . أما ما لم يحصل عندي يقين بذلك , فلن أُكفِّرَ أحدا أبدا .
2- وكذلك لن أقول عن داعية مسلم أو عن عالم مسلم بأنه ضال أو فاسق أو فاجر أو مبتدع إلا إن تأكدت 100 % من صحة التهمة . أما ما لم يحصل عندي يقين بذلك , فلن أتهم أحدا أبدا بالفسق أو ... أو بالابتداع .
لن أفعل هذا أو ذاك لأسباب عدة منها :
ا-أنني مقتنع كل الاقتناع أن تكفير الكافر المعين أو تفسيق أو تضليل أو تبديع الشخص المعين , ليس
بفرض عين على كل مسلم ومسلمة .
ب- وحتى إن كان ذلك واجبا وفرضا عينيا , فإنني أعتقد أننا في وقت الواجبات الدينية أكثر من الأوقات المتاحة , ومنه فإنني أقدم واجبات إسلامية ( مثل تعلم الدين الإسلامي , وتعليم التلاميذ بالثانوية وتربيتهم على الإسلام , وعلاج الناس بالقرآن عن طريق الرقية الشرعية , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والدعوة الفردية والجماعية , والقيام على الزوجة والأولاد ماديا وأدبيا وأخلاقيا , و...) على واجب التكفير أو التفسيق والتبديع . أنا أقدم هذه على تلك , انطلاقا من القاعدة الإسلامية المعروفة التي تتمثل في وجوب تقديم الأهم على المهم أو تقديم الأهم على الأقل أهمية .
جـ- وحتى إن توفر عندي الوقت الكافي للتكفير أو التفسيق والتبديع للغير , فإنني أعتبر نفسي داعية إلى الإسلام مطلوب مني أن أدعو غيري وأعرفهم بالإسلام , لا قاضيا مطلوب مني أن أحكم عليهم بالكفر أو الفسوق والعصيان . وحتى إن أردتُ أن أجمع بين المهمتين فأنا داعية قبل أن أكون قاضيا .
والله أعلى وأعلم .
بالصواب .

ليست هناك تعليقات: