السبت، 3 يوليو 2010

من ३०१ إلى ३१०

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

301- ما حكم الإسلام في قراءة القصص الغرامية ؟
ج : لقد أمرت الشريعة بغض البصر وحفظ الفرج ، ورتبت على ذلك الثواب الجزيل والأجر الكبير , ولا يسهل على الإنسان قيامه بذلك إلا إذا تجنب كل وسيلة من شأنها أن تهيج الغريزة وتدعو إلى المنكر . وقراءة القصص الغرامية لها أثر سيئ في تعليق القلب بغير الله والولوج بالنفس إلى أودية العشق المحرمة ومتاهات الخيال الباطل . وقد جاء في الحديث " العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع , والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " رواه مسلم . وللقصص الغرامية حظ كبير من هذا الحديث ، فإنها موجبة لتمني القلب وتفكيره فيما حرم الله، والمفروض أن هذا كاف للقول بتحريم قراءتها . وليس هناك ما يسمى بالحب البريء ، فإن الأصل تحريم العلاقة بين الرجل والمرأة إلا بما أحل الله من الزواج . وما الحب البريء إلا صورة من صور العشق الموجبة لبعد القلب عن الله وتعلقه بغيره وقربه من الشيطان ودخوله في حزبه . والمرء الصالح ينبغي له أن يهتم بما يعود عليه بالأجر والثواب والمنفعة ، وذلك بقيامه بحق ربه وحق أهله ، وبأداء الفرائض ، واجتناب المحارم ،وقراءة القرآن ، والمحافظة على ذكر الله والدعاء ،وحضور الدروس الدينية النافعة ،والمشاركة في الأنشطة الهادفة ، وسلوك طريق الدعوة والنصيحة للأهل والأقارب والأصدقاء ، والاشتغال بقراءة المجلات الإسلامية النافعة ، وقراءة سير الصالحين والصالحات . وهذا كله من وسائل التسلية والمتعة والفائدة .
ثم أضيف :
وفي مجال الاقتناء أو المطالعة : هناك فرق بين أن تكون الكتب علمية وبين أن تكون غير ذلك . أما إذا كانت من الصنف الأول فلا بأس من الاقتناء والمطالعة خاصة بالنسبة للكبار من الرجال أو النساء . أما إذا كانت من الصنف الثاني الذي يثير الغرائز الجنسية ويشعل النار فيها , فالواجب شرعا تجنب اقتنائها أو مطالعتها , بل المطلوب هو تحذير الغير من ذلك .
302- هل يجوز أن يسكن أخو الزوج مع امرأة أخيه في بيتها , علما بأن الزوج كثير السفر وتبقى الزوجة - في غياب زوجها - وحدها مع أطفالها الصغار , وهل يعتبر وجود الأولاد محرماً للزوجة ؟ مع العلم أن الزوجة تخاف أن تمنعه من السكن معها , لأن ذلك قد يؤثر على علاقتها هي وزوجها مع حماتها .
ج : لا يجوز لأخي زوجها أن يسكن معها في البيت لأنها تبقى وحدها في البيت مع أولادها غير البالغين ، ولأنهم لم يبلغوا بعد , فإن الخلوة المحرمة لا تنتفي بهم , وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء فقال: " إياكم والدخول على النساء " , فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : " الحمو الموت " متفق عليه . والحمو هو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج . ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق , ولسهولة دخول الحمو على المرأة وخروجه , ولأن المفسدة التي قد يزينها الشيطان ستكون مفسدة وقطيعة في آن واحد , حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء . وأما العلاقة مع الأم والخوف من تأثيرها بسبب منعه من السكن فإنه " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ". ومن الممكن تقسيم البيت - إن كان البيت يتحمل ذلك - وجعل جزء مستقل لأخ الزوج يسهل له الدخول إليه والخروج منه , وإلا فعلى الزوج أن يقنع أخاه وأمه بأهمية الوقوف عند حدود الله .
303- ما هي موجبات الغسل وفرائضه ؟
يلزم الغسل من أربعة : خروج المني وظهوره , الجماع , الاحتلام إن رأى المحتلِم ماء , انقطاع مدة الحيض والنفاس . وحقيقة الغسل هي تعميم ظاهر الجسد بالماء . وفرائضه عند المالكية خمسة هي : النية , الموالاة مع الذكر والقدرة , الدلك , تخليل الشعر, وتعميم الماء .
وتساهل فقهاء آخرون فلم يفرضوا الدلك .
304- عن الاختلاط بين الجنسين في التعليم : هناك فرق بين الاختلاط في المرحلة الابتدائية حيث أكبر تلميذ عمره تقريبا 12 أو 13 سنة , ولا ننسى أن الأنثى تبلغ عند حوالي 13 سنة من عمرها , وأما الذكر فيبلغ عند حوالي 15 سنة من عمره . قلتُ : الاختلاط بين الجنسين في المدرسة الابتدائية أتمنى من الله أن لا يكون به بأس من الناحية الشرعية .
وأما الاختلاط بين الجنسيين في التعليم المتوسط وما بعده , حيث يصبح أغلب التلاميذ بالغين – ذكورا وإناثا – فأنا أعتقد أن هذا الاختلاط حرام شرعا ثم حرام .
ثم أنبه هنا إلى 4 ملاحظات أنا أرى بأنها أساسية للغاية :
الأولى : أن المسؤول – شرعا - عن الاختلاط المحرم في مؤسساتنا التعليمية خصوصا ليس الإداري ولا الأستاذ ولا المستشار التربوي ولا المفتش ولا العامل ولا ... وإنما هو السلطة الحاكمة وهي كذلك وزارة التربية الوطنية في بلادنا الجزائر خصوصا .
الثانية : فرق بين ظروف الجزائر مثلا بُـعيد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي , أي بُـعيد عام 1962 م , حيث كان عدد المعلمات والأستاذات قليلا جدا , وكذلك كان عدد المتوسطات والثانويات والمعاهد والجامعات قليلا جدا , حيث لا توجد إلا ثانوية واحدة تقريبا في الولاية الواحدة , وهو أمر قد لا يسمح بإنشاء مؤسسات تعليمية غير مختلطة , أي مؤسسات للذكور وأخرى للإناث . وهذا الذي قد يجعل السلطة في ذلك الوقت معذورة شرعا بإذن الله إن كان المسؤولون في ذلك الوقت يريدون وينوون التخلص من الاختلاط بالفعل , وهو أمر أنا أشك فيه كثيرا .
وأما اليوم وبعد أكثر من 46 عاما من استقلال الجزائر وقد أصبح والحمد لله عدد الأستاذات والمعلمات لكل مراحل التعليم من الابتدائي إلى الجامعة كافيا وزيادة , وأصبح عدد المؤسسات التعليمية كبيرا جدا إلى درجة أصبحت – تقريبا – كل مدينة مهما كانت صغيرة توجد بها ثانوية على الأقل , وأصبحت الجامعات أو المراكز الجامعية أو الملحقات الجامعية موزعة على أغلب أو الكثير من ولايات الوطن . قلتُ : أما اليوم وحال الجزائر هو هذا الحال فلا عذر شرعي للسلطات الجزائرية في بقاء الإصرار على التعليم المختلط على طول الجزائر وعرضها .
الثالثة : أنا على يقين من أن مردود التعليم والتربية – أدبيا وأخلاقيا وسلوكيا وكذا علميا – هو في المؤسسات التعليمية غير المختلطة أكبر بكثير من هذا المردود في المؤسسات التعليمية المختلطة . أنا على يقين تام من هذا , بل أنا مقتنع بهذا لا عند المسلمين فقط بل حتى عند الكفار .
حتى في أمريكا ثبت بالتجربة المتكررة لمرات ومرات أن المردود العلمي والسلوكي في المؤسسات التعليمية غير المختلطة أكبر منه في المؤسسات المختلطة , ولا ينكر هذا إلا مكابر ومعاند وجاحد .
الرابعة : إن الكثير من الرجال ينافقون والعياذ بالله تعالى , بدليل أنك تجدهم في حالة السعة والرخاء يؤكدون لك أن في الاختلاط ما فيه من شر , ولكن إن أتيحت الفرصة لاستفتاء جاد من أجل إلغاء الاختلاط بين الجنسين في التعليم أو الإبقاء عليه , فإنك تجد الكثير منهم يترددون أو يصوتون لصالح الاختلاط لا للتخلص منه . والغريب أنك تجد الواحد منهم يحب لبناته عدم الاختلاط , ولكنه يحب لبنات الناس الاختلاط , وهذا بسبب أنانية هؤلاء الرجال وغلبة الشهوات الحيوانية والأهواء الشخصية عليهم . واللهُ عندما يحاسبُ المسلمين يوم القيامة يحاسبهم بالدرجة الأولى على نياتهم , فمن أنكر الاختلاط بقلبه ولسانه وكان صادقا مع نفسه ومع ربه , فإن الله سيتقبل منه وسيتجاوز عنه لأنه لم يكن بيده حيلـة ولأنه أنكر المنكرَ بما يقدر عليه : باللسان والقلب أو بالقلب فقط . وأما من كان في حقيقة أمره يحب الاختلاط ويشتهيه , فإن الله يحاسبه على هذه النية السيئة ويعاقبه , والإنسان قد يخدعُ نفسَـه وسائرَ البشر في كل وقت , ولكنه لا يمكن أبدا أن يخدع الله تعالى في أي وقت من الأوقات .
والله وحده أعلم بالصواب .
نسأل الله أن يهدينا ويهدي حكامنا وأن يصلح أحوال المسلمين أجمعين.
305 : ما هي شروط جواز نظر الطبيب إلى عورة المريضة الأجنبية ؟
يجوز أن ينظر الطبيب من المريضة الأجنبية إلى المواضع التي يقوم على علاجها . ومعالجة الطبيب للمرأة الأجنبية لا تجوز إلا بشروط خمسة : أن يكون الطبيب تقيا أمينا عدلا ذا اختصاص وعلم , وألا يكشف من أعضاء المرأة إلا قدر الحاجة إذا تعين النظر , وأن لا تكون هناك امرأة مختصة تقوم مقام الطبيب في علمه , وأن تكون المعالجة بوجود محرم أو زوج أو امرأة ثقة كأمها أو أختها أو جارتها , وأن لا يكون الطبيب كافرا مع وجود مسلم . فإذا توفرت هذه الشروط جاز للطبيب أن ينظر أو يلمس موضع العورة بالنسبة للمرأة , لأن الإسلام دين يرفع عن الناس الحرج .
قالت أخت من الأخوات الفاضلات تعليقا على كلامي السابق " الله يبعدنا عن الأطباء... الحمد الله أن الطبيبات الآن موجودات بالقدر الكافي وفي كل التخصصات "...
فقلتُ لها " الإسلام - أختي الكريمة - شُـرع لكل الناس ولكل الظروف والأحوال ولكل الأزمنة والأمكنة , ومنه فإن توفرت الطبيبات الكافيات في كل الاختصاصات عند ناس فقد لا يتوفر العدد الكافي منهن عند آخرين " .
والله أعلم بالصواب .
306 : ما الرأي في أن الرجل والمرأة يكثران من الاتصال ببعضهما والحديث مع بعضهما ( قبل الزواج ) من أجل أن يتعرف كل واحد منهما على الآخر ؟!
هذه إما كذبة كبيرة وإما جهل فضيع , لأن التجربة تؤكد أنه لن يتعرف أحدهما على الآخر كما ينبغي وعلى حقيقته إلا بعد الزواج . إن كل أو جل ما يُظهره الواحد للآخر هو تكلف ومجاملة و ... ليس إلا , وذلك من أجل أن يُعجب الآخر , ولو دام ذلك سنوات . إذن هذه حجة ضعيفة جدا لا تستند على دليل ولا على نصف دليل ولا على شبه دليل .
والحقيقة تقول بأن السبب في هذه العادة الجديدة التي تتمثل في كثرة اختلاط الرجل بالمرأة قبل الخطبة أو بعدها,وقبل العقد أو بعده بدعوى التعارف يبعث عليها غالبا أحد أمرين أساسيين : شهوة خفية أو ظاهرة عند الرجل أو المرأة , أو تقليد أعمى للأجنبي الكافر .
307 : لماذا تحفظ كثير من العلماء من ذهاب المرأة إلى الحمام وجعلوه حراما إلا إذا كانت مريضة ونصحها طبيب بالذهاب إليه ؟
يقصد بالحمام أماكن الاغتسال والاستحمام العامة . والتحفظ الشرعي من ذهاب المرأة إلى الحمام إلا لعذر جاء لجملة أسباب منها أنها في الغالب وفي كل مكان وفي كل زمان , تعتبر أماكن تُكشف فيها العورات تارة وتهتك فيها الأعراض تارة أخرى . والذي يُلاحظ على الكثير من القائمين على هذه الحمامات أنهم لا يُراعون لنساء المسلمين حرمة ولا يحفظون لهم عورة وهم في الكثير من الأحيان من الفساق وأصحاب النفوس الشهوانية والأغراض الدنيئة . ولا يخفى على المسلم – رجلا أو امرأة - ما يحدث في هذه الحمامات من نظر النساء إلى عورات بعضهن البعض إلا من رحم الله منهن ممن رائدات هذه الحمامات , وقليلات ما هن , وكذا نظر الرجال القائمين على هذه الحمامات إلى عورات النساء . ومنه على المرأة المسلمة أن تتجنب الذهاب إلى الحمام إلا لعذر شرعي , وإذا ذهبت عليها أن تتجنب الاختلاط وكشف عورتها أمام امرأة ورفع بصرها إلى عورات النساء . كما أن على المرأة أن تُحذِّر من تعرف من النساء من ذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . والله أعلم بالصواب .
سألتني أخت من الأخوات الفضليات قائلة " ماذا تقصد بالحمام هنا , وما هو العذر الشرعي الذي يمكن أن يبيح لها الذهاب إلى هذا الحمام ؟!".
فأجبتها بقولي : العذر الشرعي الأساسي هو أمراض معينة يمكن أن تصاب بها المرأة , ويرى الطبيب أن ذهابها إلى حمام معدني معين يمكن أن يفيدها في الشفاء مما هي مصابة به . أنا لا أدري إن كانت هذه الحمامات موجودة في دول أخرى أم لا ؟ . المهم أنها موجودة عندنا في الجزائر وبكثرة . وفي هذه الحمامات يمكن أن تكون المرأة وحدها في حجرة واحدة أو مع زوجها , وقد تكون في غرفة كبيرة أو في مسبح كبير تكون فيه مع بعض النساء أو مع عشرات من النساء الأخريات .
وفي هذه الحجرات الجماعية تُـكشف عادة العورات وترتكب المنكراتُ و ... والله أعلم .
308 : لماذا يجب أن تكون المرأة " حرشة " في تعاملها مع الرجال ؟
يجب أن تكون جادة وحازمة و" حَرْشَة " كما يقال عندنا في الجزائر, وذلك حتى لا يطمع فيها الذي في قلبه مرض , وما أكثرهم . والمعروف أن الرجل هو الذي يخطو عادة الخطوة الأولى للإساءة إلى عرض المرأة , ولكن المعروف كذلك أن المرأة كثيرا ما تكون هي التي تطمِعه فيها ( بقصد أو بدون قصد ) بحركة أو كلمة أو ابتسامة بسيطة أو... أو بلباس ضيق أو شفاف أو قصير أو ... فلتحذر المرأة ذلك .
309 - هل تجوز قراءة القرآن للجنب ؟
يجوز عند الإمام مالك للجنب ومن باب أولى للحائض والنفساء قراءة اليسير من القرآن (بدون مس مصحف بطبيعة الحال),إذا كان ذلك للتعوذ عند النوم أو بسبب الخوف أو للتبرك أو للرقية (من ألم أو إصابة عين أو سحر أو جن ) أو للاستدلال على حكم شرعي .
310- ما معنى قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام "لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها " ؟
معناه أن المرأة لا يجوز لها أن تصف امرأة أخرى لزوجها , وصفا عضويا أو نفسيا مفصلا ودقيقا . والحكمة في ذلك هو أن المرأة بهذا السلوك قد تتسبب في إثارة زوجها من جهة للرغبة الجنسية في المرأة الأخرى , ومن جهة أخرى للزهد فيها هي أي زوجته , وفي ذلك ما فيه من فساد وشر وضرر.

ليست هناك تعليقات: