السبت، 3 يوليو 2010

من 391 إلى 400

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

391 - هل من إشارة إلى البعض من البدع والمحرمات المتعلقة بالخاطب والخطوبة ؟ :
الجواب :
ا- زيارة الخاطب لمخطوبته كل يوم : والجلوس معها الساعات الطويلة وبعلم العائلتين أو بدون علمهما , , وهذا لشهور وشهور . والخاطب يصوب إلى مخطوبته النظر , لا لأجل تحقق مدى قبوله لها , ولكن – غالبا- تغزلاً فيها وتلذذاً بجمالها , ولا بأس من المصافحة ومن القبلة ومن اللمس ومن .... وهذا كله لا يجوز , لأن الخطيبة لا تزال أجنبية عن الخاطب .
ب- الزيارة فـي المواسم والأعياد : (كالمولد النبوى ، الإسراء والمعراج ، النصف من شعبان ، عيد الفطر ، عيد الأضحى ، والهجرة , و... الخ ... وربما المواسم الوطنية كذلك ) وتقديم الهدايا المُكلِّفة أو المال الكثير في الفترة الممتدة بين الخطبة والبناء أو بين الخطبة والعقد الشرعي . وهذا كله مما يُرهِق الشبابَ ويُثقلُ كاهله ويزيده هما على هم , وقد يُسبِّب مشاحنات عند البعض إذا لم يُقدمها أو لم يعتن ويغالى في ثمنها . وكلُّ هذا لا يجوز إذا لم يكن الخاطبُ قادرا عليه , علماً بأن أصل التهادى مباحٌ ومستحب وليس واجبا , والأصل فيه أن يتم عن رضا لا اضطرارا . ولقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية " ... فعلى أولياء الأمور ألا يُـحمِّلوا الشباب ما لا يطيقون بمثل هذه المواسم , فلو اشترى الشاب شيئاً يلزم بيتَـه كان أولى وأسرع في إتمام الزواج ".
جـ - الخروج والخلوة بالمخطوبة : بحجة أن يتعرف كل منهما على الآخر أو من أجل أن يكذب كل واحد منهما على الآخر , مع أن الرجل مازال لم يعقِد بعد على المخطوبة , ومنه فهذه الخلوة حرامٌ بلا أدنى شك . جاء في كتاب " أفراحنا بين المشروع والممنوع " : "... فينبغي الحذر من خلوة الخاطب بمن خطبها حتى ولو صارت الخلوة عرفاً جرت عادات الناس عليه , فكلُّ عرف يتعارضُ مع شرع الله تعالى حرامٌ ومرفوض ولو أجمع الناس عليه , فانتشارُ الخطأ وذيوعه ليس دليلاً على صحته ". والله وحده أعلم بالصواب .
392- أولادي سيئون معي , إذن أنا أريد أن أرقي نفسي ! : امرأة كبيرة في السن أرسلت إلي مع زوجها المسن لتسأل : " أولادي وبناتي سيئون في معاملتهم لي سواء المتزوجون منهم أو العزاب . وبسبب من ذلك فأنا أعاني منذ مدة من قلق شديد ويؤلمني رأسي , وفي الليل تأتيني دوما كوابيس مخيفة . ولأن بعض الناس نصحني بالرقية فأنا أريد أن آتيك من أجل ذلك ".
ج : إذا عرف السبب بطل العجب . مادمت تقولين بأن سبب ما تعانين منه من قلق هو سوء معاملة الأولاد لك , فإن الحل يكمن عندئذ في تفاهمك مع الأولاد : إما بأن تُنصحي حتى لا تلوميهم على ما لا يلامون عليه إن كنتِ أنت تُضخمين البسيط منهم , وإما بأن يُنصحوا بطاعة الأم والإحسان إليها وخفض جناح الذل لها إن كانوا سيئين معكِ بالفعل . إذا تم ذلك تخلصتِ بإذن الله وبسهولة من الجزء الأكبر من القلق ومن ثم من أوجاع الرأس والأحلام المزعجة . أما إذا أردت أن أرقيك للتخلص مما بك مع ترك الأسباب قائمة فاعلمي أن الرقية يمكن جدا أن لا تنفعكِ وأنتِ في هذه الحالة تطلبين مني - ولو بطريقة غير مباشرة- أن أكذب عليكِ . والله أعلم .
393- ما الحكم في الغناء الذي أُحدث في حفلات الزواج بموسيقى صاخبة وبكلمات ساقطة ؟ :
ج : الغناء الذي أُحدث في حفلات الزواج بموسيقى صاخبة وبكلمات خليعة وبذيئة وفاحشة حرامٌ بكل تأكيد سواء في الأعراس أو في غيرها , فضلا عما يصاحب هذا من إتلاف للمال الزائد والمبالغ فيه المنفَق على هذه الحفلات الماجنة . وإذا صاحب هذه الحفلات استعمال آلات تكبير الصوت التي يستمرُّ تشغيلها حتى قبيل الصبح أو على الأقل إلى ما بعد منتصف الليل حيث تُزعِجُ الناس إزعاجا كبيرا , فإن المنكر يصبحُ أعظمَ والإثمُ يصبح أكبرَ والخطب يصبح أجل .
هذه منكراتٌ محرمة يجبُ على أولياء الأمر منعَها ومعاقبةَ فاعليها . ولكن للأسف الشديد نحن نلاحظ خاصة عندنا في كثير من مناطق الجزائر أن وليمة العرس الإسلامية المصاحبة لأناشيد أو أغاني دينية قد تمنع , وأما الحفلات المصاحبة للميوعة والانحراف والسقاطة والمجون والانحراف و... فمسموح بها بل مُـشجع عليها , فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ملاحظة مهمة : من أنجح الوسائل في القضاء على بدع ومحرمات الأعراس :
ا- استغلال كل وسائل الإعلام لتعريف الناس بدينهم وبهذه المنكرات .
ب- تصدي الحكام لمرتكبي هذه المخالفات وإنزال العقوبات المناسبة بهم .
جـ- أن يبدأ قادة الناس من الأمراء والعلماء والدعاة والشيوخ والأساتذة والأئمة و ... بإلزام أنفسهم أولا بالحق والعدل قبل دعوة غيرهم إليه .
394- ما الحكم في ذهاب العروس إلى الكوافير الرجل ليحلق لها أو ليمشط لها شعرها ؟ :
ج : ذهاب العروس إلى الكوافير الرجل ليحلق لها أو ليمشط لها شعرها حرام ومنكر كبير بلا خلاف , بل هو من أشد المنكرات ومن أعظم المعاصي التي أصبحت في بعض المجتمعات عادة لا تنكر بل تنفق عليها الأموال الطائلة وتتفاخر بعض النساء بناء عليها . ويا للعجب كيف سمحت الفتاة المسلمة أن تسلِّم جسدَها لرجل أجنبي يعبث به وبشعرها ووجهها وعنقها و... ؟ وكيف سمح أهلها وزوجُها وأولياء أمورها بهذا الأمر ؟! أليس هذا من الدياثة ومن قلة الحياء ومن انعدام الأدب والخلق ؟!. بلى ثم ألف بلى !.
395- ما الحكم في وضع الحناء في يد العريس (كما يفعل الرجال عندنا في الجزائر في بعض المناطق ) في ليلة عرسه أو قبلها بيوم ؟! :
ج : هذا غير جائز بالنسبة للرجال إلا في حال التداوي , لأن هذه زينة لا تكون إلا للنساء فقط . هو غير جائز عند البعض وهو في كل الأحوال تشبه بالنساء . ويجوز للرجل إذا شابَ شعرُ رأسه أو لحيته أن يستخدم الحناءَ في صبغ شعر الرأس أو اللحية . وحتى إن لم تكن هذه المسألة اتفاقية بين العلماء , فإننا نقول : على الأقل هي شبهةٌ الأفضلُ للعريس أن يُنزهَ نفسَه عن الوقوع فيها , والله أعلمُ بالصوابِ.
ومن المصائب هنا أن بعض النساء يخرجن وهن في كامل زينتهن ليلة العرس ليضعن الحناء للعريس في جو كله اختلاط فاحش بين الرجال والنساء , والعياذ بالله تعالى .
396- ما الحكم الشرعي في حفلات الزواج ... : حينما تـزف العروس إلى عريسها في حفل من النساء , ويظهر فيه الرجل على منصة وتجلس إلى جواره عروسُه كي يشاهده النساء , ومن الطبيعي هو أيضاً يشاهدُ النساءَ الأجنبيات وهن بكامل زينتهن . هل يجوز مثل هذا العمل الذي يسمى منصة العروسين أم لا ؟ .
ج : أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن هذا السؤال بالذات بما يلي " ظهور الزوج على المنصة بجوار زوجته أمام النساء الأجنبيات عنه اللاتي حضرن حفلة الزواج وهو يشاهدهن وهن يشاهدنه , وكل متجمل أتم تجميل وفى أتم زينة , لا يجوز , بل هو منكر يجب إنكاره والقضاء عليه من ولي الأمر الخاص للزوجين وأولياء أمور النساء اللاتي حضرن ".
397- ما الحكم في رقص النساء أمام الرجال في حفلات الزفاف ؟ :
ج : من أشد المنكرات رقص النساء على مرأى الرجال الأجانب , حيث تتمايل المرأة وتتكسر وتتحرك في خلاعة وعدم حياء , وهذا إلى جانب أنها متبرجة سافرة تبدى مفاتنها ، وهذا إلى جانب وجود الموسيقى الصاخبة والكلمات الفاسقة التي تجعل المرأة والرجل في حالة عدم اتزان وفي حالة هياج , وكل هذه من العوامل التي تزيد من الشهوة وتساعد على الانحلال .
وتصبح المصيبةُ أكبر وأشد وأعظم وأخطر إذا دخل الرجالُ ليرقصوا مع النساء وأمام النساء . إذن يجتمع كل هذا هنا فنحصل على منكرات ومنكرات , بعضُها فوق بعض .
وأذكر هنا للأسف الشديد بعضَ الرجال قالوا لي في يوم من الأيام ومنذ سنوات بأن فرحة وليمة العرس تكون ناقصة جدا وللغاية إذا لم يرقص الواحدُ منهم خاصة أمام نساء , وصدق من قال " إذا لم تستح فاصنع ما شئتَ ".
398- ما يسمى بالعون في الأعراس الجزائرية خاصة ! : الذي يدفعه بعض الأقارب والأصحاب من أموال أثناء الاحتفال بالزفاف , ويقوم المغني أو الراقص أو الراقصة أو أي واحد من الحاضرين بإعلان هذا أمام الحاضرين , مما يدفع البعضَ إلى المسارعة أيهم يدفع أكثر ؟. هذا الفعلُ حرامٌ لما في ذلك من المفاخرة والمباهاة وحب العلو والظهور والتسميع . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن فيه كسرٌ لقلوب الفقراء الذين لا يستطيعون الدفع أو لا يستطيعون دفع الكثير . والأولى إعطاء هذا المال أو الهدية إلى الزوجين سراً ولا يخبرُ به أحداً .
والمصيبة تُصبح أكبر – كما يحدث عندنا في بعض المناطق في الجزائر - عندما يطلبُ من دفعَ أن يُرجِعَ المدفوعُ له المبلغُ اليومَ , أن يُرجِعَهُ له عندما يتزوج هو أو تكون له حفلة بمناسبة فرح ما لأحد أفراد عائلته , أن يُرجِع له المبلغَ – وجوبا , نعم وجوبا - ومع زيادة , وكأنه دينٌ وليس " عونا " , بل كأنه " ربا " والعياذ بالله . ولقد وقعت عندنا في الجزائر مشادات ومشادات بين الذي دفع منذ سنوات والمدفوع له , بسبب أن المدفوع له لم يُرجع اليومَ شيئا مما دفِعَ له أيام زمان أو دفعَ نفسَ المبلغ أو دفعَ أقلَّ مما دُفِع له من زمان . هكذا ؟! نعم والله هكذا !!! .
399- عن فستان الزفاف الغالي ! : ماذا عن إصرار العروس على شراء فستان الزفاف مهما كان ثمنه مرتفعا , حتى وإن كانت لن تلبسه إلا مرة واحدة في حياتها ؟.
ج : تصميم العروس على شراء فستان الزفاف الأبيض الطويل الذي هو ذو ثمن غال جداً هو بالتأكيد من الإسراف الذي نهينا عنه شرعا , فضلاً على أن هذا الفستان لا يُلبس- عادة - إلا هذه الليلة فقط , في حين أن العروس لو لبست أي ثياب سيتم الزفاف بشكل عادي بإذن الله وسيُقضى الأمر على أحسن حال وبأقل التكاليف . ويجوز - في المقابل - للعروس أن تستعير ثوباً لزفافها - بلا شيء أو بسعر معقول نسبيا - وشيئاً تتزين به لزوجها , ثم بعد ذلك تردُّه , ولقد جاء في السنة ما يدل على ذلك . ولقد ورد في الحديث أن عائشة – رضى الله عنها – استعارت قلادة أسماء – رضى الله عنها – , ومنه فهذا الأمر جائزٌ ولا مانع منه شرعاً , وهو أفضل مليون مرة من شراء الفستان بثمن مرتفع جدا , ثم لا يُلبسُ غالبا إلا مرة واحدة فقط في عمر العروس .
400- ماذا عن الإسراف في وليمة العرس : في الإنفاق على ما هو مطلوب وعلى ما هو ليس مطلوبا ؟! .
ج : لقد أصبح الناسُ - بتحريض من جهلة النساء خاصة لأنهن هن اللواتي يحكمن الرجال في أغلبية الأعراس اليوم- يتنافسون في إنفاق الأموال الطائلة (خاصة في الأكل والشرب) لإعداد وليمة العرس بما يزيد عن حاجة المدعوين إليها , وتكون النتيجة أن يُـلقى بالطعام في مواضع القمامة-أكرمكم الله- في حين لا يجد الفقيرُ ما يسد به رمقَـه !! , وفي هذا من الإسراف والتبذير ما فيه , وفيه ما فيه من الإسخاط لله والإرضاء للشيطان ما فيه. قال تعالى" إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ".

ليست هناك تعليقات: