السبت، 3 يوليو 2010

من 381 إلى 390

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

381- ما حكم خروج العريس مع عروسه يوم الزفاف في سيارة واحدة ؟! :
ج : إذا بقي في نفس السيارة مع عروسه , ولكن بعيدا عنها وعن الاحتكاك بها فليس لنا أي دليلٌ عندئذ على حرمة هذا الفعل . ومع ذلك أنا أنبه هنا إلى أمرين :
الأول : هو أن هذه عادة دخيلة علينا , وهي عادة مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة , وهي منافية للحياء وللذوق السليم , حتى وإن لم تكن حراما .
الثاني : هو أنها جاءتنا في الأصل من عادات النصارى ومن شابههم , ولم تأتنا أبدا من مسلمين .
382- ما الحكم في لبس دبلة الخطوبة من طرف العروس والعريس ؟ :
ج : إذا ألبس الواحدُ الخاتمَ للآخر أمام جمع من الناس : رجالا ونساء , في جو مختلط كما يحدث عندنا كثيرا في الجزائر مثلا , فإن هذا لا يجوز لأسباب عدة :
ا- أن فيه إثارة لغرائز الشباب خاصة غير المتزوج , وبالأخص الذكور عندما يرى الرجلَ يمس يدَ زوجته والمرأةَ تمس يدَ زوجها , وهذا أمر مشاهد وملاحظ ولا ينكره من الرجال إلا جاحد .
ب- أن في هذا الأمر من الاختلاط البشع - بين الرجال والنساء ضمن المتفرجين والمتفرجات- ما فيه .
جـ- هذا الأمر غير جائز لأنه تقليد للأجنبى , ولا ننسى أن "من تشبه بقوم فهو منهم ".
د- وهذا الأمر غير جائز كذلك بسبب الاعتقاد الفاسد بأن لبس الدبلة يُسبب محبة بين الزوجين . ومما يدل على أن الناس - عموما - كما قال الشيخ الألباني رحمه الله , يعتقدون أن دبلة الخطوبة تجلب المحبة : التشاؤم من خلعها .
هذا , وأما إن كان خاتم العريس ( الرجل ) من الذهب فإن الحرام والإثم يُصبح مضاعفا لأن في ذلك مخالفة صريحة لنصوص صحيحة في السنة تحرم خاتم الذهب على الرجال .
والله وحده أعلم بالصواب .
383- عن إعانة الرجل لزوجته في شؤون البيت : فرق بين أن تكون الزوجة مريضة أو مُتعبة أو مشغولة , فيعينها زوجها- مختارا وعن طيب خاطر وطلبا للأجر من الله - في شأن من شؤون بيتها , وبين أن تكون الزوجة واضعة رِجلا فوق رجل وتتفرج على شاشة التلفزيون ( مثلا ) أو تشرب قهوة وتتجاذب أطراف الحديث مع غيرها من النسوة وزوجها في خدمتها أثناء ذلك . إن الأول يعاشر زوجته المعاشرة الطيبة ويعاملها بالسنة والقرآن , وأما الثاني فرجل ضعيف الشخصية تغلبُه زوجته ( ويستحيل أن تحترمه ) يمكن أن نعتبره ذكرا لكن لا يجوز أن يعتبر نفسه ( ولا أن نعتبره نحنُ ) رجلاً ! .
384- من أمثلة الوسواس القهري : يقول قائل : تأتي عليّ فكرة خاصة ( أو أفكار ) بالعقيدة وبالله سبحانه وتعالى وبالرسول محمد عليه الصلاة والسلام , ( أفكار الكثير منها سيئ والبعض منها يستحي أن يقوله أو يعترف به الشخص ) ، ولا أستطيع أن أقول ما هي هذه الفكرة أو هذه الأفكار . وهذه الفكرة تأخذ مني كل تفكيري ، وتأتي إلي في كل وقت وظرف وحال . تأتي إليّ ثم تذهب بعد فترة قد تطول وقد تقصر . هل هذا مجرد وسواس أم مس من الجن ؟ وهل يحاسبني الله على ما أفكر فيه ؟ .والجواب : هو أن المشكلة هي " وسواس قهري " ، وهي مشكلة نفسية لا علاقة لها بالإيمان أو الكفر كما أنه لا علاقة لها غالبا بالمس من الجن ، وإنما هي ناتجة عن اضطراب يعرفه الأطباء - وتؤدي إلى سيطرة فكرة ما على الإنسان . الشخص يعرف أنها خاطئة ولكنه لا يستطيع التخلص منها إلا بشق الأنفس .هي حالة وسواس قهري , وتحتاج إلى العلاج لدى الطبيب النفسي المختص لإعطاء الدواء المناسب وتقديم النصائح النفسية المناسبة للتخلص من حالة الوسواس . ومما يعين على التخلص من هذا الوسواس اقتناع المريض بأن الله لن يحاسبه على ما يجري له لأن هناك فرقا بين النية والخاطرة . أما النية فإن الله يحاسب عليها لأن لمن نوى إرادة واختيار فيما نوى (خيرا أو شرا ) . وأما الخاطرة فإنها تمر على سطح العقل ولا تستقر فيه وتقع بالرغم عن الشخص ولا إرادة ولا اختيار له فيما خطر له . وقد ينفع المريض كذلك اهتمامه بالرياضة وبشغل أوقات الفراغ فيما هو نافع من أمور الدين والدنيا. نسأل الله أن يشفينا ويعافينا جميعا , آمين .
385 - ما المقصود بالشخصية الوسواسية ؟! :
هي التي تريد كل شيء في الحياة وفق تصوراتها هي وتخيلاتها هي وكما يرى ويبصر منظارها هي ، وتحكم على الناس من منطلق تلك التصورات والتخيلات ، وتُتعب نفسها ومن معها وهي تقوم بالأعمال المختلفة ، وكذا وهي تهتم بالتفاصيل الشديدة والدقيقة لدرجة الملل والتعب والإرهاق لصاحبها ومن حوله من الناس . وللأسف ما أكثر الناس المصابين بهذا الداء أو بالبعض من أعراضه شعروا أم لم يشعروا , نجدهم في كل وقت ونعرفهم مع كل ظرف : يتخيلك الواحد منهم مثلا جبانا ويفسر كل تصرفاتك على اعتبار أنك جبان , وكما قال أحدهم " يتخيلك كذلك ولو كان لا يملك أي دليل على تفسيره , ولو كان ما يتهمك به من أعمال القلوب التي لا يطلع عليها إلا الله , ولو كان يراك باستمرار وأنت من أشجع الشجعان تقارع الجبال وتواجه الأبطال " . ويتخيلك الواحد منهم مائعا ومنحلا ولو كنت أنت من أتقى الناس . ويتخيلك الواحد منهم بخيلا وصاحب يد مقبوضة ولو كنت أنت في حقيقتك من أكرم وأجود الناس , وهكذا ...
386- هل يحدث للشخص أن يفقد ذاكرته عندما يتقدم في السن , وما الحل ؟:
أنطلق في الجواب على السؤال من وحي التجربة أولا وأقول : ليست هناك قاعدة عامة والأمر نسبي تتدخل فيه عوامل كثيرة . ومنه فإن هناك أشخاصا يبلغون من العمر 100 ( مائة ) سنة ويموتون وهم في كامل قواهم العقلية وهناك آخرون يصابون بعد الستين أو السبعين من العمر بنوع من التخريف أو من خفة العقل أو مما يُسمى في الشرع " بأرذل العمر ". وأسباب ذلك كثيرة يُرجع في معرفتها إلى الأطباء الاختصاصيين , ولا شك أن من أسبابها الأساسية التقدم في العمر . ولكن نظرا لأن هذا السبب لازم وغير كاف فإننا نجد البعض ممن تقدموا في السن أصيبوا بخفة العقل كما نجد أن البعض الآخر لم يُصب بذلك لا من قريب ولا من بعيد , نسأل الله العافية . ومن مظاهر خفة العقل عند بعض المسنين : ارتداء لباس الصغار , ممارسة ألعاب الصغار , الرقص والغناء بدون سبب , البساطة الشديدة في التفكير , الرجوع بالذاكرة إلى الوراء ( سنوات أو عشرات السنين ) الخ … وصدق الله إذ يقول : " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة . يخلق ما يشاء". وفقدان الذاكرة قد يكون جزئيا ( في أشياء معينة فقط أو في أوقات محددة فقط ) وقد يكون كليا ( في كل الأشياء وفي كل الأوقات ) . قد تنفع الرقية البعض من هؤلاء فيشفون مما بهم , ولكن أغلبيتهم يحتاجون إلى طبيب اختصاصي . ومع ذلك أقول بأن الطبيب في حد ذاته يفيد مرة ويخفق عدة مرات للأسف الشديد . والظاهرة في كل الأحوال طبيعية لا تتطلب الفزع الشديد أو الخوف المبالغ فيه .
387 - أعراض نوبات القلق الحاد أو الهلع :
هي أعراض كثيرة قد يختلط البعض منها مع أعراض السحر أو الإصابة بالجن . ويمكن أن نقول - كما ورد ذلك عن بعض الأطباء - بأنه " إذا اجتمعت أربعة أعراض أو أكثر منها يغلب على ظننا بأن المريض مصاب بنوبات القلق الحاد أو الهلع التي يحتاج معها إلى طبيب لا إلى راق .
وهذه الأعراض هي :
1- الدوخة (الشعور بعدم التوازن) أو الشعور بالإغماء .
2 - زيادة التعرق .
3- خفقان القلب أو زيادة النبضات.
4- صعوبة التنفس.
5- الرجفة أو الإحساس بالارتعاش .
6- هبات في الجسم ساخنة أو باردة.
7- ألم في الصدر.
8- خوف مفاجئ وإحساس بقرب الموت .
9- الخوف من فقدان العقل.
10-الشعور بالتنميل في الجسد والأطراف.
11-الشعور بالاختناق.
12- الغثيان , الإسهال , انزعاج البطن , أو أعراض هضمية أخرى.
13- الإحساس بتغير الشخصية واختلافها "وكأنني لست أنا ", أو الإحساس بتغير البيئة المحيطة واختلافها".
ا . هـ .
فإذا فرضنا أن الطبيب عجز عن نفع المريض أو أعلن له بأنه ليس به شيء , فيمكن للمريض عندئذ أن يلجأ إلى الرقية الشرعية التي ستنفعه كل النفع بإذن الله تعالى .
388 – الرقية من أجل التخلص من العصبية ! :
س : زوجي عصبي المزاج , ومنه فإنه يغضب لأتفه الأسباب . هكذا كان منذ صغره . إذا سألتُه اعتذر بأن ذلك فوق طاقته وأنه لا يقدر على كظم غيظـه .
وأنا أطلب منك أن ترقيه للتخلص من هذه العصبية .
ج : لو أنك قلتِ بأن الزوج كان هادئا من صغره ثم في لحظة من اللحظات أو في وقت من الأوقات تحول فجأة إلى الثورة والعنف والهيجان والعصبية الزائدة لقلتُ لكِ بأن الأمر قد يحتاج إلى رقية ( إذا تم التحول بدون سبب ظاهر ) أو إلى طبيب نفساني ( إذا تم التغير بسبب ظاهر ) .
أما وأن زوجكِ يشهد بأن الغضب السريع والعصبية الزائدة هو طبع تربى عليه من الصغر ( سواء موروث أو مكتسب ) فإن العلاج والحل عندئذ يصبح بالدرجة الأولى بيد زوجك . قد ينصحه الطبيب أو الراقي أو تنصحينه أنتِ أو ينصحه ناصح أمين وخبير وثقة , ولكن الجهد الأكبر من أجل التخلص مما يعاني منه ملقى بإذن الله على عاتقه هو . إن عليه أن يبذل جهدا كبيرا لكظم غيظه عندما يغضب , ويعينه على ذلك :
ا- تذكره للثواب الجزيل الناتج عن ذلك عند الله.
ب- علمه بالعلاقة الطيبة مع الناس التي تترتب عن ذلك .
جـ- انتباهه للراحة النفسية التي سيحس ويشعر بها إن كظم غيظه .
د- انتباهه إلى أن ما يبذله في مجاهدة الغضب داخل بإذن الله في التربية والتزكية لنفسه المطلوبتين من المسلم منذ بلوغه وحتى يموت .
إن الجهد الذي يجب أن يبذله زوجكِ في هذه السبيل مرتبط بقوة الإرادة والعزيمة لديه . وكما أنه لا يقبل ممن أراد أن يتخلص من شرب الدخان أن يعتذر بأنه لم يقدر لأن الحقيقة هو أنه لم يرد أن يبذل الجهد الذي يجب أن يبذله , فكذلك لا يُقبل من زوجكِ أن يعتذر بأنه لم يقدر أن يكظم غيظه لأنه في الحقيقة لم يبذل ما يجب أن يُبذل من جهد .
وزوجكِ إذن لا يحتاج إلى رقية لا من قريب ولا من بعيد .
389- زواج المرأة تحمل ومسؤولية وخير وبركة : الزواج تحمل ومسؤولية وقيام على شؤون الأسرة والبيت والزوج والأولاد , لذا فإن عليكِ – أختي المسلمة - أن تهيئي نفسكِ لذلك قبل الزواج , فإذا أنِست من نفسكِ قدرة على ذلك وتقدم يطلبُ يدكِ من ترضين دينه وخلقه فاقبلي ولا ترفضي , إلا تفعلي تكن – كما أخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام - فتنة في الأرض وفساد كبير . وأظن – والله وحده أعلم بالصواب – أن المرأة تخطئ كثيرا عندما تعتذر عن رفضها للزواج بأعذار واهية في الغالب مثل " ما زلتُ صغيرة " , " أريد أن أكمل دراستي الجامعية أو ما بعد هذه الدراسة " , " أعملُ خارج البيت لسنوات قبل أن أتزوج " , ... إن الزواجَ خيرٌ وبركةٌ , والفرصة التي تتاح اليوم للزواج قد لا تتاح غدا , خاصة ونحن نعلم أن عدد النساء أكبر بكثير من عدد الرجال وأن المرأة مخطوبة والرجل خاطب , وأن فرصة الزواج متاحةٌ من هذه الناحية للرجال أكثر مما هي متاحة للنساء . بارك الله في جميع رجال ونساء الإسلام , آمين .
390-على المرأة ألا ترهق زوجها بالمطالب المادية التي لا يقدرُ على تنفيذها : ولتعلم بأن ذلك حرام عليها . وعليها أن تكون حكيمة فيما تطلب , وأن تحسن اختيار الوقت الذي تُقدم فيه رغباتها أو تبث فيه همومها , أقول هذا وأنبه مع ذلك إلى أنه من أعظم سيئات المرأة مع زوجها سواء عند الله أو عند زوجها هي تكليفها له بما لا يطيق . لتعلم كل زوجة أنه حرام ثم حرام عليها أن تطلب من زوجها ما لا يقدر عليه ماديا – خاصة فيما يتعلق بما ليس ضروريا , والضرورة يقدرها الزوج لا الزوجة لأنه هو المكلف بالإنفاق وهو الساعي بصفة عامة على رزق الأسرة - مهما قال المجتمع خلاف هذا ومهما كانت نية الزوجة طيبة . وعلى الزوجة أن تعلم إذا كان لها نصيب من الخوف من الله أن مدخول الأسرة هو الذي يحدد مستواها المعيشي , لا العكس .

ليست هناك تعليقات: