السبت، 3 يوليو 2010

من 371 إلى 380

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

371- مخالفة هوى الطفل أحيانا : على الأم - وكذا الأب - أن تخالف هوى طفلها في بعض الأحيان , فلا يربى على الترف , ولا يعوده أبواه على الاستجابة لكل رغباته ، وإلا كبر الابنُ مترفا ناعما يجرحُه أدنى شيء , ولو خُولف في أي أمر لبكى واشتكى. إنه لا يستطيع بذلك مخالطة الرجال ولا يستطيع الاعتماد على نفسه في تسيير شؤون حياته في الحاضر أو في المستقبل .
يجب أن يعرف الطفل أنه ليس كل ما يطلبه يجب أن ينفَّد ، فالنعمة لا تدوم وحتى الأنبياء ( وهم أحب الخلق عند الله ) لم يعطهم الله كل شيء طلبوه وتمنوه . وعلى الأم إذا منعت ولدها من شيء أن تبين له سببَ ذلك والحكمة من وراء منعها له , ولا بأس في بعض الأحيان أن يمنع الطفل من شيء ولو بدون ذكر السبب لهذا المنع حتى يعرف الولد أن السلطة في البيت هي للوالدين أولا قبل أن تكون للأولاد .
372- للتخلص من الخوف عند الأولاد : من أجل التخلص مما قد ينتج عن الخوف عند الأطفال من آثار سيئة - خاصة في السنوات الثلاث الأولى من عمره - يمكن أن يراعى ما يلي :
1- يساعد الطفل على فهم الواقع الحقيقي المُخاف منه من خلال تفسيره له مرات كثيرة إلى أن يستوعب الطفل حقيقته .
2- عدم السخرية والاستهزاء والغضب من الطفل وتجنب مجادلته ، ولكن يُترك ليفصِح عما يجول بداخله مع إشعار الأبوين إياه بأنهما ماداما يحيطانه برعايتهما فلن يصاب بإذن الله بأذى .
3-إذا استيقظ مذعورا وصرخاته تتعالى الواحدة تلو الأخرى , فليس على الأم إلا تهدئته ومحاولة البقاء بجانبه بعض الوقت ، إلى أن يغفو تماما ويهدأ روعه ، ويرجع إلى النوم من جديد .
4- عدم حبس الطفل في أماكن مظلمة حين معاقبته , وإلا ازدادت حالته سوءا .
5- وضع ضوء خافت في الغرفة التي ينام فيها الطفل , أو في الممر الخارجي لتبديد الظلام .
6- يحاول الأب - وكذا الأم - أن لا يجر الطفل إلى ما يخاف منه بالقوة .
7- وليعلم الأبوان أن هذا الخوف يتبدد بصورة طبيعية بمرور الوقت , إذا ما استخدم الأبوان الوسائل والطرق الصحيحة .
373- على الزوج أن يرعى زوجته كل الرعاية : ليكن معلوما للزوج تمام العلم أن الإسلام أمره أن يرعى زوجتَه حق رعايتها , وأن يكون لها أرضا ذليلة وسماء ظليلة , وأن يكون لها قلبا عاشقا وعقلا محبا ويدا معطاءة , وأن يشكرها على حسن تدبيرها خاصة في خدمة الزوج والبيت والأولاد , وأن يلفت نظرها للخطأ الذي يمكن أن ترتكبه بين الحين والآخر – برقة - إذا لمس منها بعضَ التقصير والإهمال , وأن يشعرها دائما بأنها أحلى النساء في عينيه وبأنها تزداد كل يوم حسنا وجمالا ، وأن حياتَه بدونها لا تساوي شيئا بل إن الجنة تنقص قيمتها بدون زوجة , وأن يدفعها إلى صلة الرحم وأن يجعل أسرتَها أسرته , وأن يعجب بأكثر ما تعجب به هي , وأن يشاركها في هواياتها إن كانت لها هوايات , وأن يبدو وهو بعيد عنها كما يبدو وهو أمامها , وأن يركز كل أو جل عواطفه في زوجته وبيته , وأن يحاول إشعال عواطف زوجته دائما بإظهار حبه لها وخوفه عليها وتأكيده لها بأنها دنياه وبأنه يسأل الله أن تكون زوجته كذلك في الآخرة , وأن يجعل مصروفاته الشخصية في أضيق الحدود ما استطاع إلى ذلك سبيلا , بحيث يفكر في أهله قبل أن يفكر في نفسه , وأن يتعاون مع زوجته على تربية الأولاد , وأن يبذل ما استطاع من الجهود لكي يجعل زوجته وأولاده في حالة عالية من الرضى , وأن يكون قدوة صالحة سواء في البيت أو خارجه .
374- بوسعه أن يجعلها ... كأنها ملاك في صورة إنسان : المرأة تنشد في الحياة الفوز بكل شيء : بالزواج ، بالحب ، بالمال , فهي وإن تزوجت وكانت تحب زوجها وتوقن من حبه إياها , إذا أحست أن هذا الزوج عاجز عن إمتاعها بشتى المباهج التي تجلبها الثروة ويسمح بها توفر المال , قد تسوء أخلاقها , وقد تتبرم بقرينها وتقضي العمر كله أو بعضه في شقاء . وسر غرابة أطوار المرأة يرجع إلى أنها وقد عودها الرجل الإسراف في الإعجاب بها , أصبحت ولا همَّ لها إلا أن تستغل حبه لها وإعجابه بها لتفوز من الحياة بما هو جدير بحسنها وجمالها ( ولو كلفته ماديا ما لا يطيق ) . إن المرأة بهذه الطريقة تنشد الزواج لتكفل لنفسها الأمن والاستقرار في ظل نظام اجتماعي يخدمها ، وهي تنشدُ الحبَّ لتكفل نعيم نفسها وهناءة قلبها ، وهي تنشد المال ( مع أن الحب والزواج أهم لها - لو علِمت - من مال الدنيا كلها ) لتملك أسباب التمتع المادي الذي يبهرها . والحق أن التعليم المقترن بالتربية الصالحة هو الذي يُلزم المرأةَ حد الاعتدال ويشعرها بالحد الفاصل بين الحقوق الجائز التمتع بها وبين الخيالات والأحلام الباطلة التي لا تثمر غير الآلام . وفي وسع الرجل لو أحبَّ وأخلصَ وكان صادقا في حبه ، ثابتا على ولائه ، ذكيا في تفكيره , حكيما في تصرفاته , يعرف كيف يمتع امرأته ويمتع ذاته بنفس الحقوق وكيف يطالب امرأتَه ويطالب نفسَه بتأدية الواجبات , في وسعِ هذا الرجل- بإذن الله - أن يؤثر في المرأة ويصلح من طبيعتها ويجعلها كأنها ملاك في صورة إنسان .
375- المرأة ضعيفة من طبعها أمام السر :
خاصة عندما يكون له علاقة بهواها فهي أضعف . وهذه الطبيعة في المرأة يجب أن تكون ماثلة بين أعيننا , ويجب أ ن نضع المرأة تبعا لذلك حيث وضعها الله (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض...) , وذلك حتى نعرف وتعرف هي كذلك مدى قدرات المرأة وطاقاتها , فلا نعطيها ولا تعطي هي نفسها أكثر من ذلك . هذا مع ملاحظة أن للمرأة حسنات وسيئات وللرجل كذلك حسنات وسيئات , وكل واحد منهما مكمل للآخر , وفي كل منهما خير وفضل وبركة .
ومن هنا نقول بأنه لا يليق ولا يُقبَل من الرجل أن يكشف لزوجته عن أسراره الخاصة جدا به وبعمله , لأن المرأة لن تستفيد من ذلك من جهة , ولأن احتمال كشفها لهذه الأسرار أكثر من احتمال حفظها لها , بل إن المرأة في الكثير من الأحيان ) ولا أقول دوما , ولا أقول كل النساء (لا يحلو لها نشر الأخبار إلا إذا قيل لها بأنها خاصة جدا وبأنه لا يجوز كشفها للغير بأي حال من الأحوال .
376 - كن أيها الزوج قدوة طيبة لزوجتك : بالفعل قبل القول , واعلم أنك إذا ألزمت نفسكَ أنت أولا بما تنصحها به كانت توجيهاتك لها دائما وأبدا مثمرة ونافعة بإذن الله . أما إذا كان قولك في واد وفعلك في واد , فإن تربيتك لزوجتك تكون كمن يزرع في واد أو كمن ينفخُ في رماد . كن أيها الزوج قدوة طيبة لزوجتك في الكرم وفي الزهد فيما عند الناس وفي التواضع وفي الحِلم وفي نظافة اللسان وفي ... غيرها من الأخلاق الإسلامية الأساسية .
377- أيها الزوج أنت راع ومسؤول شرعا عن رعيتك :
وأول من أنت مسؤول عنه : زوجتك , وأول ما أنت مسؤول عنه من سلوكها : الصلاة . ومن هنا أنصح الرجل أن يفكر مرات ومرات قبل الزواج من امرأة لا تصلي ( إلا أن يغلب على ظنه استجابتها لأمره إذا دعاها للصلاة بعد الزواج ) , وأن يفكر مرات ومرات في الوسيلة المناسبة لدعوة زوجته للصلاة بعد الزواج إذا أخطأ من قبل وتزوج من امرأة لا تصلي . وإذا هوَّن عليك شخصٌ من أمر المرأة التي لا تصلي وبسَّطه لك فاعلم أنه :
* إما جاهل .
* وإما لا يصلي هو كذلك .
* وإما أنه يكذب عليك ويخدعك .
378 – لا تشغل نفسك بمشاكل ... : من منغصات الحياة عند أغلب الناس : القلق والوسواس والخلعة والخوف . ومن أسباب هذه المنغصات عند أغلب الناس أمر معين بسيط جدا وهام جدا في نفس الوقت .
ويتمثل هذا الأمر في أن الواحد منهم يشغل نفسه بالتفكير في مشاكل :
ا- هو ليس مسؤولا عن حدوثها أو وجودها أو نشأتها .
ب- وهو كذلك ليس قادرا على حلها .
لو بحثنا عن أسباب المنغصات السابقة عند أغلب البشر – خاصة منهم كبار السن والنساء - منذ عهد سيدنا آدم وإلى اليوم , يمكن جدا أن نجد بأن جزء لا بأس به من هذه المنغصات هو راجع إلى ما ذكرته آنفا .
ومنه فإنني أنصح نفسي وأنصح غيري أن لا نشغل أنفسنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا بالتفكير في مشاكل نحن لسنا مسؤولين عنها ولسنا قادرين على حلها .
إذا حرصنا على ذلك وبذلنا الجهد الكبير لتحقيقه في أنفسنا وطلبنا العون على ذلك من صاحب العون ( وهو الله ) , وطلبنا القوة من صاحب القوة ( وهو الله ) , فإننا سنجد أنفسنا بإذن الله ومع الوقت , قد تخلصنا من عبء كبير نحن نحمله عادة مع أننا في أشد الغنى عنه .
ومن أمثلة ما أنا بصدد الحديث عنه :
1- المرأة وصلت إلى سن الزواج ولم تتزوج .
2- التلميذ اجتهد في دراسته ولكنه لم ينجح في النهاية .
3- البلدية وزعت سكنات على مواطنين وكان سكن معين من نصيب شخص رأى مع الوقت أنه ضيق عليه بالمقارنة مع كثرة أفراد أسرته , وهو لا يقدر مع ذلك وبأي حال من الأحوال أن يفعل شيئا من أجل بناء سكن جديد أو تغيير سكنه الحالي .
4- أخت متزوجة عندها إخوة متزوجون لهم مشاكل هي لا تقدر على حلها لا من قريب ولا من بعيد , ومع ذلك هي تفكر فيها باستمرار وتشغل بالها بها فوق اللزوم .
5- شخص مات له من وقت قريب واحد من أهله , وهو يفكر في هذا الموت باستمرار بدون أية فائدة يجنيها من هذا التفكير , سواء كانت الفائدة دنيوية أو أخروية .
ويقاس على هذه الأمثلة البسيطة مئات أو آلاف الأمثلة الأخرى .
قد تبدو هذه النصيحة بسيطة جدا , ولكنني أرى – في المقابل - أنها مهمة جدا . لا نستطيع أن نُـعوِّد أنفـسنا على العمل بها بين عشية وضحاها ولكن بالتدريب ومع المداومة والاستمرار سنعمل بمقتضاها مع الوقت حتى تصبح عندنا أمرا عاديا جدا وطبيعيا للغاية .
وهذا الذي أنصح به قد يكون تحقيقه في حياتنا صعبا ولكنه ليس مستحيلا , خاصة إذا توفر التوكل الكافي على الله تعالى ثم توفرت العزيمة القوية والإرادة الفولاذية .
والله وحده هو الموفق والهادي لما فيه الخير .
379- لماذا يحارب حكام المسلمين الإسلام والمسلمين ؟ :
إنها حرب أقزام حكام العرب والمسلمين على الإسلام والمسلمين .
إنهم يحاربون الإسلام لإرضاء الغرب وأمريكا وإسرائيل عنهم .
وإنهم يحاربون الإسلام لأنهم يخافون منه على مصالحهم .
وإذا كان هذا هو حال حكامنا العرب خاصة , فلا نستغرب أبدا أن يذلنا أعداء الإسلام إذلالا كبيرا , وكذا لا نستغرب أبدا أن يتقدم غيرنا من الكفار ونتأخر نحن المسلمون .
أصلح الله أحوالنا , ولا ننسى أنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله , وأن الله في النهاية سينصر من ينصره , وأن الغلبة في نهاية الصراع بين الحق والباطل هي دوما بإذن الله للحق .
والذي يضحك أخيرا هو الذي يضحك كثيرا .
380- الاغتسال في ليلة الدخول : هل تغتسلُ المرأة في ليلة الدخول لتصلي الصبحَ في وقته أم يجوز لها أن تؤخر الصبح حتى يخرج الوقتُ ما دامت عروسا في الأسبوع الأول , أم يجوز لها أن تصلي في الأسبوع الأول بالتيمم فقط ؟ .
ج : تغتسل العروس وجوبا ولا عذر لها في التخلي عن الصلاة في وقتها بدعوى أنها عروس , بل إنه من تمام شكرها لله على أن منَّ عليها بالزواج الطيب المبارك أن تصلي الصلاة في وقتها وخاصة صلاة الصبح . لا يجوز للعروس أن تؤخر الصلاة عن وقتها , كما لا يجوز لها أن تصلي بالتيمم , لأنها ليست من أصحاب الأعذار إلا إذا كانت متأكدة من أنها لا تستطيع استعمال الماء في الاغتسال , لا تستطيع ذلك لأغراض صحية وطبية , والله أعلم يالصواب .

ليست هناك تعليقات: