السبت، 3 يوليو 2010

من 321 إلى 330

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

321- ما الحكم في إطالة الرجل لشعر رأسه ؟
طول شعر الرأس للرجال هو من سنن العادة ( وليس العبادة ) للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ، ومن فعله من الناس اليوم اقتداءً بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام فهو على خير , وكون بعض الفساق يفعله لا يسوغ ترك هذه السنة . ولكن ينبغي عند إطالة الشعر زائداً قليلا عن المنكبين أن لا يخرج إلى شهرة أو نقص مروءة أو تشبه بالمرأة أو نحو ذلك , فإذا وصل الأمر إلى درجة التشبه بالنساء أصبح حراما . وقد يكون قص شعر الرأس- كما قال الكثير من العلماء - في حق الرجل أحسن من إطالته في بعض الأحيان بحسب أحوال الرجال . والله أعلم .322- ما تعريف النشوز وما حكمه ؟. وهل المرأة التي تخرج من بيت زوجها بدون إذنه وبلا مبرر ( ويعينها أهلها على ذلك ولم تنفع معها نصيحة ولا تهديد ولا وعيد) ناشزا أم لا ؟
الواجب على الزوجة هو طاعة الزوج في المعروف . وطاعة الزوج مقدمةٌ على طاعة الوالدين كما هو مقررٌ في دين الإسلام ، فعليها طاعته على كل حال ما لم يأمرها الزوج بمعصية لله تعالى . ومما يدخل في النشوز مخالفتها لأوامره , تركها للصلاة في وقتها , الخروج من البيت بدون إذنه , إدخال من لا يحب إلى البيت بدون إذنه ، رفض مطاوعته عندما يطلبها للفراش … ومنه فإن هذه المرأة تعتبر ناشزاً وعاصية لله تعالى بخروجها من بيت زوجها بلا إذن وبلا مبرر ، ومن أعانها على ذلك من أهلها فهو أيضاً عاص وداخل في الوعيد الوارد في " من خبب زوجة على زوجها ". وأحسن حل لهذه المشكلة - بعد الوعظ والهجر والضرب غير المبرح هو أن يرسل الزوج جماعة من أهل الخير ليقوموا بواجب النصح لهذه الزوجة ولأهلها ، فإنْ قبلت وإلاَّ فيمكن للزوج أن يرفع أمره للقضاء لأن الزوجة والحال هذا تعتبر ناشزاً وللناشز أحكام معروفة . إن خير وسيلة لذلك القضاء - من باب آخر الدواء الكي - ليردَّ الأمور إلى نصابها ويحكم بما هو مقررٌ في الشريعة الإسلامية ( قبل أن تدخل اليد الآثمة لتغيير القانون ليصبح مدنيا وغربيا وعلمانيا ) . 323- ما الحكم في لباس المرأة لسروال ضيق لا يغطيه شيء ؟
حرام عليها إذا ظهرت به أمام رجل أجنبي عنها . هو حرام لأن فيه تشبه بالرجال , ولأنه – مادام ضيقا - يحدد ما تحته من جسد المرأة , وفي ذلك ما فيه من إثارة لغرائز الرجال الجنسية .
والضيق حرام لبسه سواء من طرف المرأة أو من طرف الرجل .
324 – عن المراسلة والمصادقة بين الجنسين :
1- ما الحكم في المراسلة بين الجنسين الأجنبيين ؟ :مراسلة الفتاة لرجل أجنبي عنها غير منصوح بها مهما اتخذت الاحتياطات المناسبة والتي من ضمنها : ا- أن يكون مضمون المراسلة نظيفا . ب- وأن يكون الغرض من الكتابة شريفا . جـ-وأن تكون الكتابة بإذن ولي أمر الفتاة . ومع ذلك كله تبقى هذه المراسلة غير مستحسنة ,لأنه يمكن جدا أن تكون سيئاتها أكثر من حسناتها . وإذا كان المضمون اليوم نظيفا , وكانت النية اليوم طيبة , وكانت الكتابة اليوم بإذن ولي الأمر , فمن يضمن أن يستمر الأمر على ذلك مع الوقت ؟!. وإذا كانت نية الفتاة – في هذه المسألة - غالبا حسنة , فإن نية الرجل ليست كذلك في الغالب لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك بعده فتنة أشد على الرجال من النساء . وإذا وقع – لا قدر الله –محذور من وراء هذه المراسلة , فالمصيبة تكون أكبر وأعظم على الفتاة أولا. فليحذر الرجل إذن من هذا الأمر مرة ولتحذر الفتاة مائة مرة . 2- ما الحكم في مصادقة الفتاة لرجل أجنبي عنها ؟ :مصادقة الفتاة لرجل أجنبي عنها غير جائزة لأنها يمكن – جدا - أن تكون مصحوبة بحرام , ويمكن – جدا - أن تؤدي إلى حرام مثل الخلوة أو الزنا أو مقدماته .وإذا زنا الرجل بالمرأة , فإنه ينفض يده منها غالبا وكأنه لا يعرفها وتبقى هي تتحسر على ما فات . هذا فضلا عن أن هذه المصادقة تشغل البال كثيرا عن الدراسة والعمل والأمور الجادة في الحياة دينية أو دنيوية , كما أنها يمكن أن تؤدي للعشق الذي تصعب مداواته . ومن جهة أخرى فالإسلام علمنا ( ثم التجربة بعد ذلك ) أن كثرة مجالسة المرأة للرجل والرجل للمرأة تقسي القلب لكل منهما . فالحذر الحذر يا رجال ويا نساء .
ثم أقول : لا يُسمَحُ للولد الذكر في مرحلة المراهقة ( وما بعدها بطبيعة الحال ) أن يصادق بناتا مهما كانت الحجة عنده . وكذا لا يُسمحُ للبنت في نفس المرحلة من حياتها ( وفيما بعدها كذلك ) أن تصادق ذكورا مهما كان العذر عندها . هذا أمر يجب أن يتشدد فيه الوالدان مع أولادهما وبناتهما .
والله أعلم بالصواب .
325- " ليس الذكر كالأنثى" :
قال الله تعالى " ليس الذكر كالأنثى" , وهذه حقيقة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان .
إن المرأة والرجل يتساويان في الحقوق والواجبات العامة , وفي الواجبات والمحرمات العامة .
لكن للمرأة مع ذلك طبيعة وللرجل طبيعة أخرى ليست هي نفسها لكنها مكملة لها .
كذلك للمرأة وظيفة في الحياة وللرجل وظيفة أخرى في الحياة ليست هي نفسها لكنها مكملة لها . ولا تستقيم الحياة إلا بهذا , إلا بكون الرجل رجلا والمرأة امرأة . ومن قال بخلاف هذا إما أن يكون جاهلا أو جاحدا أو متمسحا بالمرأة من أجل كسب رضاها , والغالب أنها لن ترضى عنه لأنه من الصعب إرضاؤها , أو لأن المرأة تعلم أن هذا الرجل يكذب عليها .
326- لما ذا قدم الله في سورة النور( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) الزانية على الزاني ؟
إن بعض العلماء ( ولم أقل : كلهم ) قالوا : لأن المرأة هي التي تخطو في العادة – ولم أقل دوما - أول خطوة على طريق الزنا , سواء تلميحا أم تصريحا , بطريقة مباشرة أم غير مباشرة . ومن هنا فإننا يمكن أن نقول كما قال بعضهم بأن : " لعنة واحدة من الله على الزاني ولعنتان أو لعنات على المرأة التي انقادت له واغترت به ". إن الرجل يُلام كثيرا على هذه الجريمة , ولكن المرأة التي جلبته وقادته وسهلت الأمر عليه قد تلام أكثر وأكثر , وإن كان الزنا حراما بطبيعة الحال على الرجل والمرأة سواء بسواء , ولكن قد تكون العقوبة عند الله في الآخرة مختلفة .
لقد كانت بَصْقَة واحدة– أكرمكم الله- من المرأة توقفُه , وكانت صفعة واحدة من المرأة تهزمُه , وكان مع المرأة الحكومة والقوانين والشرائع والفضائل ," فلأيهما - كما يقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى - يجب التحصين : أللصاعقة المنقضة ( أي المرأة ) أم للمكان الذي يُخْشى أن تنقض عليه هذه الصاعقة ( الرجل ) ؟! ". قال الأستاذ الرافعي رحمه الله : " لقد أجابت الشريعة الإسلامية :حصنوا المكان , ولكن المدنية ( المُعوَجَّة ) أجابت : حصنوا الصاعقة ".
327 - ما الفرق الشرعي بين زينة المرأة في البيت وزينتها خارجه ؟
لا يجوز للمرأة أن تتزين خارج البيت وتتخلى عن الزينة لزوجها داخل البيت , وعليها أن تعلم بأن الأولى حرام وأن الثانية عبادة من العبادات للمرأة عليها من الأجر ما لها .
ومن عجائب الكثيرات من النساء أن الواحدة منهن تتزين للخروج من البيت وخاصة للأعراس أضعاف ما تتزين للزوج داخل البيت , مع أن الـفـرق شاسع :
ا-بين زينة للخروج من البيت قد يكون فيها بعض الحرام , وزينة في الأعراس قد يكون فيها كذلك الكثير من الحرام بسبب اختلاط الرجال بالنساء أو تصوير النساء بالكاميرا أو ...
ب- وزينة للزوج هي في كل الأحوال عبادة من العبادات للزوجة عليها من الأجر ما لـها وهي زينة بصفة عامة كلها حلال وكلها طيبة ومباركة . وهذه الزينة توثق الصلة بين الزوجين وتريح وتسعد الزوجين إذا كان رضا الله هو غاية كل منهما .
ومما أذكره هنا حكاية رجل يوجد مثله كثيرون في دنيا الناس اليوم , قال لي في يوم من الأيام
" زوجتي تفسد أحوالها كثيرا وتضطرب اضطرابا عظيما في وقتين معينين , مع أن المفروض والمتوقع والمنتظر من الزوجة الصالحة أنها تفرح وتعتز وتسعد في الوقتين وبهما ومعهما " ! .
قلتُ له " ما هما الوقتان ؟! ".
أجاب : أولا : عندما تغتسل وتصبح أنظف وأجمل , وثانيا : عندما يقول لها " أحبك " !.
والمتزوجون يفهمون أكثر من غيرهم لماذا تنزعج هذه الزوجة في هذين الموضعين , ولا داعي لأن أشرح ما لا يحتاج إلى شرح .
328 - ما هي آداب قضاء الحاجة التي يجب أن نربي أبناءنا عليها من الصغر ؟
يدرَّب الولد على آداب قضاء الحاجة - خاصة بعد دخوله إلى المدرسة - والتي يمكن أن نذكر منها : المحافظة على ثيابه من التلوث , عدم مس ذكره بيمينه إذا بال , تنظيف قبله أو دبره أو تنظيفهما معا بعد قضاء الحاجة , عدم الكلام حين التخلي , عدم البول في مكان مكشوف أمام الناس , غسل اليدين بعد الانتهاء من قضاء الحاجة , ....
329- ما هو شرك المحبة ؟
لقد قال الله تعالى:"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه " البقرة : 165 . وغاية محبة الله تعالى مع غاية الخضوع له هي العبادة التي أمر الله أن تكون له وحده . وإذا بلغ المحب درجة من الحب بحيث توقعه محبة محبوبه وطاعته في معصية الله سبحانه فقد أشرك بالله عز وجل . وللعلامة ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في هذا المعنى في كتابه النافع ( الداء والدواء ) يقول : في فصل" العشق الإشراكي " تارة يكون كفراً ،كمن اتخذ معشوقه نداً يحبه كما يحب الله ، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟. فهذا عشق لا يغفر لصاحبه ، فإنه من أعظم الشرك ، والله لا يغفر أن يشرك به ، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك . وعلامة هذا العشق الشركي الكفري : أن يقدم العاشقُ رضاءَ معشوقه على رضاء ربه ، وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحظه وحق ربه وطاعته ، قدَّم حق معشوقه على حق ربه ، وآثر رضاه على رضاه ، وبذل له أنفس ما يقدر عليه ، وبذل لربه - إن بذل- أردأ ما عنده ، واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته والتقرب إليه وجعل لربه - إن أطاعه - الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته " نسأل الله الثبات والعافية وأن يجعل حبنا له فوق كل حب , سبحانه وتعالى.
330- ما معنى أن المرأة تُخدع بكل سهولة ؟ وما أسباب ذلك ؟
إن الله حرم الزنا وحرم كذلك مقدماته من كلام لا يليق مثل الغزل , والنظر إلى العورات , واللمس غير الجائز , والقُبلة , والمداعبة , و ... مما هو معروف لا داعي للتصريح به . والمرأة تُخدع بسهولة من طرف الرجال , وأسباب هذا الانخداع كثيرا أذكر منها إثنين :
أولا : أنها تظن بأن المتديِّن أو الإمام أو الأستاذ أو الشيخ أو ... لا يمكن أن يقعوا معها في الحرام , وهذا خطأ لأنهم كلهم بشر غير معصومين من المعصية , بل هم غير معصومين حتى من الكفر والعياذ بالله تعالى .
ثانيا : أنه يبدو لها وكأن المذكورين سابقا ليسوا رجالا ( أي لا رغبة لهم في النساء ) , وهذا خطأ , لأن كل واحد منهم في تعامله مع المرأة , هو رجل قـبل أن يكون إماما أو أستاذا أو متدينا أو ... وإذا كان واحد منهم لا رغبة له في النساء فإنه يعتبر مريضا يحتاج إلى طبيب يداويه , ولا علاقة لعدم رغبته في المرأة بتدينه أو خوفه من الله . لذا فإن الجميع ملزمون بما ألزمهم به الشرع والدين , وكلهم مُعرَّضون للطاعة وللمعصية , وكل واحد منهم يصبح لا أمان فيه بمجرد بدء انحرافه عن صراط الله المستقيم .

ليست هناك تعليقات: