بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
251- قال لي " الإسلام لم ينصف المرأة " !!!:قال لي عضو في منتدى من المنتديات تعليقا على موضوع من مواضيعي عن المرأة " عفوا لقد كنتُ أقصد بأن الإسلام لم ينصف المرأة وليس الرجل "!!!. ثم حاول أن يقدم الأدلة (!) على أن الإسلام ظلم بالفعل المرأة , وقال لي في النهاية " أتمنى أن تكون قد فهمتَ قصدي يا أخي رميته !!! .قلتُ له عندئذ :1-أنت لا تفرق بين ما فرضه الرجل وما فرضه الإسلام , وكذا بين ما فرضته العادات والتقاليد الجاهلة والظالمة وما فرضه الإسلام .2- أنت تعتبر أشياء جعلها الله رحمة للمرأة , أنت تعتبرها نقمة عليها .3- أنت بهذا الكلام تتحدث وكأنك غير مسلم , لأن المسلم لا يقول أبدا بأن الله لم ينصف أحدا , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وإذا لم تكن مسلما بالفعل , فبداية النقاش معك عندئذ لا يصلح أبدا أن تكون انطلاقا من هذه الجزئيات الصغيرة عن غض البصر وعورة المرأة والحجاب وقوامة الرجل على المرأة والمهر والميراث و ... , بل لا بد أن يبدأ النقاش فيما بيننا والحوار فيما بيننا من الأصول الثلاثة الآتية : ا- الله موجود أم لا ؟. ب- القرآن من عند الله أو من عند محمد عليه الصلاة والسلام ؟. جـ- محمد عليه الصلاة والسلام نبي ورسول أم أنه عبقري فقط ؟.فإذا اتفقنا على هذه الأصول الثلاثة , فعندئذ بمجرد أن آتيك بـ" قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام" (لأن هذه المسألة : الله يظلمُ أو لا يظلمُ , هي مسألة أصولية لا يختلف عليها مسلمان ) , ستقول لي " سمعا وطاعة ". وأما أن نبدأ النقاش من هذه الجزئيات الصغيرة والثانوية والفرعية , فإنني أعتبر بأننا نضيع الوقت مع لغو لا طائل من ورائه , لأنني كلما أجبتك عن مسألة ستطلع أنتَ علي بجزئية أخرى , وكلما رددتُ على شبهة من شبهاتك أتيتني أنتَ بشبهات أخرى , ثم في النهاية سنجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة .
252- الخوف من الموت خوفان : الخوف من الموت خوفان :1- قد يكون خوفا إيجابيا ومفيدا ونافعا وطيبا ومباركا , إن كان يعني قوة الإيمان بالله وزيادة الخوف من الله , وإن كان يدعو إلى زيادة المراقبة لله وزيادة الإقبال على طاعة الله واجتناب معصيته , وإن كان من مقتضياته راحة وسكينة وهدوء واطمئنان إضافية . هذا الخوف من الموت هو الذي جاء عنه في الأثر " كفى بالموت واعظا ". وهذا الخوف من الله ومن الموت هو الذي يتمناه كل مسلم لنفسه , وهو علامة من علامات الورعين والمحسنين والأتقياء الأنقياء . 2- وقد يكون سلبيا وسيئا وضارا , إن كان من مقتضياته الخوف من كل شيء واعتزال الحياة وكذا الوسواس والقلق والاكتئاب , وإن كان يؤدي إلى قلة النوم وقلة الأكل وقلة الكلام وكذا الابتعاد عن مخالطة الناس , وإن كان من نتائجه التقصير في طاعة الله وكذا التكاسل في طلب الدنيا الحلال . هذا الخوف من الموت لا يتمناه أحد من الناس لنفسه , ونحن جميعا نستعيذ بالله منه , وهو ليس أبدا تقوى ولا ورعا ولا خوفا من الله تعالى , ولكنه مرض نفسي يحتاج إلى علاج قد يتم عن طريق طبيب نفساني وقد يتم عن طريق غيره من شيخ أو إمام أو ... أو عن طريق جهد يبذله فقط المصاب مع نفسه.
253- الصورة بين التلميذ والأستاذة :1- صورة التلميذ عند الأستاذة :
تصوير أستاذة لتلميذ من تلاميذها البالغين واحتفاظها بهذه الصورة عندها , أو أخذها صورة التلميذ مباشرة منه واحتفاظها بها , كل ذلك غير منصوح به والأفضل أن لا يتم : ننصح الأستاذة أن لا تأخذ أية صورة مع تلميذ ( بالغ مع نهاية الدراسة المتوسطة أو في الثانوية وما بعدها ) وأن لا تأخذ من التلميذ أية صورة , كما ننصح التلميذ بدوره أن يعتذر بلطف للأستاذة إن طلبت منه أن تأخذ صورة معه , كما ننصحه أن لا يعطيها صورة من عنده سواء من تلقاء نفسه أو بطلب من الأستاذة . هذا كله غير منصوح به للأسباب الآتية :أولا :أن التلميذ يمكن أن يفهم من ذلك ما ليس صحيحا , أي يفهم بأن الأستاذة تحبه ( كما تحب المرأةُ الرجلَ وكما تحب المرأة زوجها ) , فيطمع هو منها فيما لا يجوز له أن يطمع فيه . هي فعلت أمرا معينا غالبا بنية حسنة وطيبة , وأما هو - أي التلميذ - فيمكن جدا أن يفهم من ذلك الفهم السيئ . والأستاذة تكون بذلك قد فتحت أمام التلميذ باب شر كان الجميع في غنى تام عن فتحه , ثم بعد ذلك قد يطمع التلميذ فيما لا يجوز له الطمع فيه من أستاذته . وحتى إن لم يطمع فـيمكن أن يتشوش باله وفكره فيؤثر ذلك على أحواله النفسية وكذا على مستوى دراسته ومقدار تحصيله العلمي .ثانيا :أن الأستاذة إن لم تفهم اليوم – من صورة التلميذ عندها - الفهم السيئ يمكن أن تفهم غدا أو بعد غد ذلك الفهم السيء وقد كانت في غنى تام عن فتح هذا الباب من أبواب الشر . ولا ننسى أن الأستاذة بشر ومنه فليست معصومة في كل الأحوال , وخاصة إن كانت غير متزوجة . قد تأخذ الأستاذةُ صورةَ التلميذِ بين الحين الآخر وتنظر إليها وتتفحصها و ... وفي البداية يمكن أن لا يحدث في قلبها شيء , ولكن مع الوقت قد تقع في حب التلميذ خاصة إن كان التلميذ جميل الصورة وكان شجاعا وقويا ومجتهدا في دراسته وصاحب سلوك طيب و ... هذا مع ضرورة التذكير بأن قلب الأستاذة ليس بيدها هي , وإنما هو بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء . ثالثا : ثم إن من سيئات صورة التلميذ عند الأستاذة أن الصورة يمكن أن تقع بين يدي واحد من أهلها فيسيء الظن بها ولو كان قصدها هي حسنا . والأخطر من ذلك إن وقعت الصورة بين يدي الزوج , ولا ننسى أن الأزواج ليسوا على درجة واحدة من الوعي والإيمان والثقة في الزوجة و ... ومنه فيمكن وبسهولة أن تجلب صورةُ التلميذ عند الزوجة شكَّ الزوج في زوجته أو اتهامه لها بما لا يليق حتى وإن لم تستند التهمة على دليل شرعي أو عقلي أو واقعي أو ...2- صورة الأستاذة عند التلميذ : سواء طلبها التلميذ من الأستاذة أو أعطته إياها من تلقاء نفسها , وسواء أخذ التلميذُ لأستاذته صورة احتفظ بها عنده أو أنها هي التي أعطته صورة كانت عندها من قبل . في كل هذه الأحوال أنا لا أنصح التلميذ بهذا أبدا كما لا أنصح الأستاذة بذلك كذلك . أنا أحذر الإثنين من ذلك لجملة أسباب منها : أولا : أن الأستاذة يمكن أن تُـتَّـهَـم من طرف واحد من أهلها أو من طرف زوجها أو من طرف أي واحد من الناس رأى صورتَـها عند التلميذ . يمكن أن تُـتَّـهمَ حتى ولو كانت نيتها حسنة 100 % .ثانيا : أنا أرى أن صورة الأستاذة عند التلميذ أسوأ من صورة التلميذ عند الأستاذة , وذلك لأن سلطان المرأة على الرجل أعظم بكثير من سلطان الرجل على المرأة . ومنه فإن المرأة يمكن جدا أن تنظر إلى صورة التلميذ ببراءة كبيرة , وأما التلميذ فيمكن جدا أن ينظر إلى صورة الأستاذة ( لا أقول دوما ولكن في الكثير من الأحيان ) بكثير من النية السيئة , وذلك من خلال النظر إليها بشهوة وبلذة . ويمكن جدا كذلك أن يُـرِيَ التلميذُ صورةَ أستاذته للبعض من أصدقائه وزملائه وأقاربه وجيرانه و ... بنية حسنة أو سيئة , مع الكثير من التعليقات التي لا تليق به شرعا والتي تسيء إلى الأستاذة حتى وإن كانت بعيدة جدا عنه حين يرى هو وغيره صورتَـها . يمكن للتلميذ وأصدقاؤه أن يُـمشِّـطوا صورتَـها ( إن صح هذا التعبير ) تمشيطا من شعر رأسها إلى أخمص قدميها : ما أجمل شعرَها , وانظروا إلى عينيها الساحرتين وأنفها الجميل وشفتيها الغضتين , وما أروع عنقها , وانظروا إلى ... حتى الوصول إلى الفخذين ثم القدمين !. يمكن تمشيط الصورة مدحا لجمال أو نقدا لصورة أو يمكن الجمع بين المدح تارة والذم تارة أخرى , وكل هذا لا يليق بدين التلميذ ولا بعِِـرض الأستاذة وشرفها وكرامتها وإسلامها و ... ولا بنظرة المجتمع إليها , خاصة وأن المجتمع لا يرحم عادة فيما له صلة بعلاقة الرجل بالمرأة , والمجتمع لا يرحم بالأخص مع المرأة .
254- من أطر مسيرات يوم الغضب عندكم في الجزائر ؟! :
سألني أخ كريم من خارج الجزائر في الأيام الماضية ( 13/1/2009 م ) , فقال لي " أخي الكريم .كنتُ دوما أتساءل كيف هم الإخوة في الجزائر حاليا , أعني الجبهة الإسلامية للإنقاذ والنهضة والإصلاح وحماس و ... التي سعى رجال النظام لسنوات وسنوات لتشويه صورتها أمام الشعب الجزائري وأمام العالم . ..لقد رأيتُ خلال هذه المظاهرات الأخيرة في يوم الغضب للتعبير عن التضامن مع إخواننا في غزة وفلسطين , رأيتُ – من خلال التلفزيون - أفواجا كبيرة وكثيرة من الشباب المسلم المتدين . فهل أطرهم الإسلاميون أم من .. ؟!. هل الشعب الجزائري متعاطف معكم ومع الحركة الإسلامية في الجزائر أم لا ؟!".
فأجبته قائلا " الجواب – أخي الفاضل – عن هذا السؤال طويل وعريض , ولكنني أختصره في كلمات قليلة :1- الشعب متحمس للإسلام ولقضايا المسلمين , كغيره من الشعوب الإسلامية والعربية .2- المسيرات في يوم الغضب من أجل التضامن مع إخواننا في غزة , أطرتها العفوية والتلقائية في بعض مناطق الجزائر الكبرى , وأطرها دعاة إسلاميون في مناطق أخرى , وأطرها رجال النظام الحاكم ولو بطريقة غير مباشرة في مناطق ثالثة .3- صلة الشعب بالحركة الإسلامية في الجزائر , ستكون أقوى بكثير مما هي عليه اليوم , لو اتحدت الجماعات الإسلامية وكمَّـل بعضُـهـا بعضا . وأما الصراع فيما بينها وبين بعضها البعض , فإنه - للأسف الشديد – يُـضعفها ويُـبعد الشعبَ عنها , ويُـؤخِّـر نصرَ الله لها ويُـنقصُ من أجرهـا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر كلمتي الحق والدين .
اللهم اجمع شمل المسلمين ووحد صفوفهم واجعل كلمتهم واحدة , آمين .والله أعلم .
255- تكاسل غير مقبول :
من ألاعيب الشيطان لعنة الله عليه ببعض الشباب المسلم أن يدعوهم للتكاسل في أداء عبادة من العبادات , ثم يقدم لهم عذرا جاهرا يعتذرون به أمام البشر - لا أمام الله – إن سُـئل الواحدُ منهم " لـِـمَ ؟! " . والشيطانُ إن طلب من مسلم تركَ واجب من الواجبات أو ارتكابَ معصية من المعاصي فلن يقدم له – عادة – عذرا شرعيا مقبولا عند الله ثم عند المؤمنين . إنه لن يقدم له إلا عذرا متهافتا ضعيفا هزيلا ليس له يدان ولا رجلان ولا عقل ولا قلب ولا ... لا يقبله الله ولا يقبله أي مسلم في الدنيا كلها , سواء كان عالما أو عاميا . وحتى إن فرضنا بأن مسلما ما تعدى على حد من حدود الله , ثم اعتذر أمام البشر بعذر مرفوض شرعا , فيجب أن ينتبه المسلم إلى أننا يمكن أن نخدع الناس مرة ولكن لن نخدعهم في كل مرة , كما يمكن أن نخدع الناس لفترة معينة ولكن لن نخدعهم على طول الزمان , وحتى إن أمكن أن نخدع البشر في كل وقت وفي كل ظرف , فإن الله لن نستطيع أبدا أن نخدعه ولو للحظة واحدة من الزمان ولو لمرة واحدة . هذا أمر بديهي , ومع ذلك مهمٌّ جدا التذكير به لي أنا ولكل مسلم.
ومن الأمثلة لتوضيح ما أردتُ توضيحَـه هنا أن بعضَ الشباب المتدين في مخيمات أو ملتقيات أو مؤتمرات أو ... أية مناسبات يلتقي من خلالها شبابٌ مع بعضهم البعض لأيام عدة متتالية يتدارسون خلالها شؤون دين أو دنيا أو يرفهون عن أنفسهم بما هو حلال أو يتريضون أو يعومون أو .... وعند وقت الفجر – صباحا- يوقظ أحدُهم إخوانه من أجل الوضوء ثم أداء صلاة الصبح جماعة .
هنا نجد البعضَ من الشباب يعتذرُ عن الاستيقاظ من النوم مع من يريد إيقاظه , يعتذر بكلمة " أنا جنب "!!! أو " أنا على جنابة "!!! , ثم يواصل نومه حتى يستيقظَ بعد ذلك بعد طلوع الشمس , أي بعد خروج الوقت الاختياري وكذا الضروري لصلاة الصبح .
والغريب هنا أن الشاب :
1- يعتذر بعذر يصلح مثلُـه للمرأة ولا يصلح للرجلِ . المرأة تعتذر – وعذرها مقبول شرعا – عن عدم الاستيقاظ فجرا , على اعتبار أنها حائض , لأن المرأة الحائض لا يجوز لها أن تصلي ( ثم لا تقضي بعد ذلك ) , وإن صلت فإن صلاتها باطلة وتكون هي بذلك آثمة .
2- يعتذر بعذر غير مقبول منه شرعا البتة , لأنه :
ا- إن كان يكذب - لأنه في الحقيقة ليس جنبا - فيعتبر عندئذ قد جمع على نفسه معصيتين : الكذب من جهة وترك الصلاة حتى يخرج وقتها من جهة أخرى .
ب- وإن كان بالفعل جنبا , فإن عذره مرفوض شرعا لأنه إن كان جنبا وجب عليه أن يغتسل ويصلي صلاة الصبح في وقتها جماعة أو بشكل فردي ( إن فاتته الجماعة ) . أما إن لم يجد ماء أو وجده ولم يقدر على استعماله , فإن عليه – شرعا - أن يتيمم ويصلي الصبح في وقته .
وفي كل الأحوال يجب عليه أن يصلي الصبح في وقته , وعذره – بأنه جنب - مرفوض شرعا لأنه من وحي الشيطان لا من وحي الرحمان .
والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
256- هل يمكن للسحر أن يقتل ؟! :
ليس لي علم كافي بهذا الموضوع , وإنما الذي أعتقده أنه من النادر أن يقتل السحرُ إنسانا . وحتى في هذه الحالات التي يمكن أن يكون فيها الشخص قد مات بالفعل بسبب السحر أنا أعتقد أنه لا يستطيع أحد في الدنيا كلها أن يجزم بأن سبب القتل هو السحر بالفعل , وأن يقدم على ذلك أدلة وبراهين وحججا قطعية 100 % .
أن يكون سبب الموت عضويا : يمكن الكشف عن ذلك وتقديم الأدلة القطعية في الكثير من الأحيان أو في أغلبها , وأما أن نقول بأن سبب الموت أو القتل هو سحر , فلن نستطيع أن نقدم من أجل إثبات ذلك إلا ظنا أو شكا ليس إلا .
أنا لا أنفي بما قلتُ هنا , أنا لا أنفي أبدا أن يكون السحر أحيانا سببا في موت شخص ما , ولكنني أؤكد على أن ذلك قليل الحدوث ( وأن الأصل هو أن سبب الموت عضوي ) , ومن الصعب تقديم أدلة قطعية عليه .
هذا رأيي الذي أعتز به , ولكنني مع ذلك أقبل الرأي المخالف .
ومع ذلك أنا أتمنى أن أقرأ في يوم ما هذا الموضوع مقدما بطريقة علمية وموضوعية ومنطقية وشرعية و ... ربما أستفيد منه ويتوضح عندي هذا الأمر أكثر وأكثر .
والله وحده أعلم بالصواب .
257- عن إطلاق " إسرائيل " على دولة الصهاينة المحتلة :
نشرتُ في منتدى من المنتديات موضوعا عن دخول بعض اليهود مؤخرا في الإسلام , ونبهتُ إلى أن ذلك نعمة من نعم الله علينا نحن أمة الإسلام . وكتعقيب على هذا الموضوع قال لي أحد الإخوة الكرام " أعتب عليك استخدامك لعبارة ( يا إسرائيل) قال الله تعالى :"كل الطعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيلُ على نفسه"فإسرائيل اسم نبي كريم من أنبياء الله هو يعقوب عليه السلامولك أن تتخيل حجم الكارثة والجرم المرتكب -دون قصد- باستخدام تعابير غير لائقة في حق نبي من أنبياء الله ".
فأجبته قائلا :
العبرة بالمسمى لا بالإسم , ومنه فالمعروف عند العام والخاص في الدنيا كلها أو في أغلبها على الأقل , أن المقصود بإسرائيل هنا - أو بني صهيون - هي دولة ناس من أتباع النبي الكريم سيدنا إسحاق أو يعقوب عليهما وعلى رسولنا محمد الصلاة والسلام , والتي مقرها فلسطين المحتلة ( فك الله أسرها ) .وهذه الدولة هي دولة عدوة لله وللرسول وللمومنين وللشجر والحجر ولكل البشر . نحن نقصد ب " إسرائيل " هذه الدولة الخبيثة العدوة الماكرة السيئة القبيحة البشعة ... ولا نقصد أبدا بهذا المصطلح النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .إذا لم ترد أنتَ أخي الفاضل ( أو بعض العلماء أو الدعاة المعاصرين الذين قالوا في الأسابيع الماضية بأنه لا يجوز إطلاق هذا الإسم على دولة اليهود أو على دولة بني صهيون ) أن تطلق هذا الإسم , فأنت وشأنك .ولكن كن متأكدا بأن أغلب الدنيا تتعامل بهذا الإسم وبهذه العبارة وبهذا المصطلح . وإذا كان هناك علماء أو دعاة أنكروا إطلاق هذا الإسم على دولة اليهود أو الصهاينة فإن مئات العلماء ( نعم مئات , وبلا أية مبالغة ) استخدموا كلمة إسرائيل - منذ 1948 م وإلى اليوم - وقصدوا بها دولة الصهاينة , وما وجدوا في ذلك أي حرج شرعي . ومنه فلا يليق أبدا أن يوصف استخدامنا لهذا المصطلح " إسرائيل " للإشارة إلى دولة الصهاينة , على أنه جريمة أو كارثة !!!. هذا غير مقبول ولا مستساغ أبدا إلا مع المسائل التي لا خلاف في أنها حرام . إذن المسألة خلافية , ومنه فلا يليق فيها التعصب لقول أو ضد قول .وأنا أرى أن الأفضل استخدام مصطلح مستخدم من طرف الأغلبية الساحقة ممن يحيطون بنا من الناس . نعم لو كانت القضية أصولية واتفاقية ولا خلاف فيها , فإنني أتمسك عندئذ بالحق ولو خالفتُ كلَّ البشر . وأما والمسألة خلافية ثانوية اجتهادية فرعية , فالمطلوب إذن فيها ومعها سعة الصدر وعدم التعصب . والموضوع ما نُشر أساسا من أجل مناقشة هذه الجزئية , وإنما من أجل التنبيه إلى نعمة من نعم الله علينا , تتمثل في إقبال بعض اليهود هنا وهناك على الدخول في الإسلام ولو سرا خوفا من بطش المتعصبين منهم هذا هو غرضي من وراء ما نقلتُ هنا ". 258- هل يجوز للرجل أن يفعل حراما مع امرأة أجنبية عنه , إذا كانت نيته حسنة ؟
ج : هذا شيء يفعله الجهال من الرجال أو المخادعون منهم ,كما يفعل من قال بأنه زنى بفلانة التي تحبه إشفاقا عليها مما يمكن أن تصاب به من القلق والاكتئاب !. وكما يفعل من زنى بخطيبته مدعيا بأنه يريد أن يتأكد من أنه صحيح جنسيا ! . وكما تُقبل امرأةٌ فلانا من الرجال بدعوى أنها أرادت أن تكسب وده حتى يتزوجها بعد ذلك !. وكما تفعل تلميذة تختلي بزميلها في ثانوية باسم مراجعة الدروس!. إن هذا وغيره كله حرام مهما كانت النية الباعثة عليه حسنة . إن ديننا يُعلمُنا بأن النية الحسنة ( إنما الأعمال بالنيات ) تراعى فقط في الطاعات والمباحات , أما المعاصي فهي حرام مهما كانت النية حسنة .
المباح مثل الشرب والأكل قد يتحول إلى عبادة وطاعة بالنية الحسنة كأن يأكل الشخص أو يشرب ليتقوى على عبادة الله وعلى الصلاة أو الصيام أو ... , وقد يتحول المباح إلى معصية وإثم وذنب بالنية السيئة كأن يأكل أو يشرب الشخص من أجل أن يسرق أو يظلم أو ما شابه ذلك .والعبادة مثل الصلاة والصيام يؤجر عليها الشخص ما دامت لوجه الله , ولكنها قد تتحول إلى معصية وإثم وذنب إذا تمت بنية سيئة كأن صلى الشخص أو صام من أجل الناس مثلا .وأما الحرام فإنه يبقى دوما حراما وإثما ومعصية وذنبا , مهما كانت النية من ورائه حسنة أو سيئة .
لا يجوز أبدا أن يسرق شخصٌ ثم يقول " سرقتُ من أجل أتصدق " !!! لأن السرقة حرام ومنه لا تنفع معها النية الحسنة أبدا .
ولا يجوز أبدا أن يشرب الخمرَ شخصٌ ثم يقول " شربتُ الخمرَ لأتدفأ في فصل الشتاء , أو لأنسى همومي ومشاكلي و..." !!! لأن شرب الخمر حرام ومنه لا تنفع معه النية الطيبة أبدا .
ولا يجوز أبدا لطالب مثلا أن يُـقبِّـل زميلته الأجنبية عنه , ثم يقول " قبلتها لأمتع نفسي وأروح عنها ولأستذكر وأراجع دروسي بعد ذلك وأنا مرتاح البال "!!! لأن القبلة حرام ولا تنفع معها النية الحسنة والطيبة أبدا .
ومن عجائب وغرائب هذه الدنيا ما نلاحظه على بعض البنات الساذجات ( بسبب جهلهن الفضيع بالدين وكذا بسبب طيبتهن الزائدة والمبالغ فيها , ولا ننسى أن كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده ) , من إقبال على فعل الحرام الواضح البين والذي لا شك ولا ريب في أنه حرام ولا خلاف في أنه حرام ولو بين عالمين إثنين من علماء الدنيا كلها:إقبال على فعل الحرام بنية حسنة وطيبة ومباركة.
ومن أمثلة ذلك التلميذة التي سألتني منذ حوالي 10 سنوات " فلان يحبني ويريد الزواج مني , ولكنه يريد قبل ذلك الزنا بي على اعتبار أنه بذلك يريد التأكد من أنني عذراء بالفعل وأنني أهل بالفعل للزواج وصالحة له .
هل أطاوعه يا أستاذ وأعطيه ما طلب مني , أم يجب علي أن أرفض وأقاوم ؟ "!!!. ثم أضافت قائلة " مما جعلني أميل إلى مطاوعته هو أنه يظهر بأنه متدين ويخاف الله تعالى "!!!.
فأجبتها بقولي :
1- غريب أمرك يا هذه وعجيب !!!. أين هو عقلك وأين هو إيمانك ؟!.
2- الزنا ومقدماتها كله حرام , والحرام لا تنفع معه – شرعا - أبدا النية الحسنة لا منك أنتِ ولا منه هو .
3- من ادعى أنه يحبك وأنه يريد الزواج منك بالفعل ( حقا وصدقا ) فعليه أن يتجه إلى أهلك مباشرة ليطلبك منهم على كتاب الله وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام . وأما من يريد اتباع الطرق الملتوية ويريد مصاحبة الفتاة والتعرف عليها وكسب محبتها وتوثيق الصلة بينه وبينه و ... قبل أن يقرر الزواجَ منها , فهذا رجل لا ثقة فيه أبدا , وهو يبحث عن مصلحته هو الشهوانية لا مصلحتها هي الحقيقية , ويستبعد جدا أن يصلح الزواج منه , وأن تسعد المرأةُ التي تتزوج به , وأن يباركَ الله في زواجه في يوم من الأيام .
4- أنت نظيفة وطيبة وطاهرة وعفيفة وشريفة إذا لم تسمحي لأي رجل أن يمس ولو شعرة من رأسك , وأما إن طاوعتِ الشابَّ وسمحتِ له بالزنا فإنك ستصبحين متسخة والعياذ بالله , فكيف تسمحين لرجل أن يُـوَسِّخَـكِ ( بالزنا ) ليثبت لكِ وله بأنك نظيفة وصالحة للزواج وعذراء !؟ . أين هو عقلك وأين هو منطقك وأين هو دينك وأين هي أمانتك و ... ؟!.
منذ متى أصبح الزنا وسيلة للكشف عن طهارة ونظافة وعذرية المرأة ؟!.
إن الذي من حقه شرعا أن يفض غشاء بكارتك هو واحد لا ثاني له وهو زوجك الحلال الذي عقد عليك بزواج شرعي 100 % . إن استجابتك لهذا الشاب في الحرام معصية وإثم وظلم وعدوان وجريمة وفسق وفجور و ... وأما استجابتك لزوجك الحلال ( بالجماع ) فهي لك عند الله طاعة وعبادة وقربة من القربات التي لك عليها الأجر الكبير عند الله تعالى إن فعلتها لوجهه سبحانه .
5- إن هذا الشاب إن سمحتِ أنتِ له بالزنا بك لن تكوني بذلك أنتِ فقط التي ستلطخين شرفك , بل هو كذلك سيصبح ساقطا وهابطا ومائعا ومنحلا . والمجتمع المعوج فقط هو الذي يمكن أن يعتبِـر زنا المرأة عارا وشنارا وعيبا وفضيحة , وأما زنا الرجل فشطارة وقفازة و ... أو على الأقل أمرا لا بأس به على الرجل .
وأما ديننا الإسلامي فيقول " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " , " والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ". ومنه فإن الزنا حرام شرعا على الرجل وعلى المرأة بنفس الدرجة . وزنا هذا الشاب بكِ أنتِ ليس هو زنا رجل محترم بمحترمة ولا زنا محترم بامرأة سيئة , وإنما هو زنا ساقط بساقطة أو هابط بهابطة , أو هو – أكرمك الله تعالى – زنا حمار بحمارة والعياذ بالله !.
6- هذا الشاب أناني من الدرجة الأولى ( كما هو حال الكثير من الرجال البعيدين عن الله في تعاملهم مع المرأة في كل زمان ومكان تقريبا ) . وإلا فهل يقبلُ أن يقولَ رجل لأخته " دعيني أزني بكِ حتى أتأكدَ من أنكِ عذراء , ثم أتزوج بك بعد ذلك "!!!. هل يقبلُ ذلك لأخته رجلٌ واحدٌ في الدنيا كلها , حتى ولو كان أكفر الكفار ؟! . والجواب " لا أحد , ثم لا أحد ".
7- ثم يجب أن تعلمي يا هذه وأن تكوني على يقين تام من أن الرجل – أي رجل – لن يحترم المرأةَ في أعماق نفسه إلا إذا احترمت هي نفسَـها , ولن تحترمَ هي نفسَـها إلا إذا أطاعت ربَّـها بالمحافظة على شرفها وعفتها وحيائها وأدبها وأخلاقها . هذه هي المرأة التي يحترمها كل رجل في حقيقة أمره وفي أعماق نفسه , وهي التي يريدها في النهاية أن تكون زوجته وربة بيته وشريكة حياته وخليلـتـه في الدنيا وفي الآخرة .
وأما الأخرى , أي التي تقبل له وبسهولة أن يعانقها في الحرام ( ولو باسم الحب والزواج ) ويُـقبلها ويُـداعبها و ... ويزني بها فإن الرجل لن يحبها أبدا . وإن قال لها " أحبكِ " فهو في حقيقة الأمر ما أحب إلا غريزته وشهوته ( والرجل لا يكذب في شيء مثلما يكذب في ادعاء الحب للمرأة التي يريد أن يفترسها ) , بدليل أنه وفي الغالب وبمجرد أن يزني بها فإنه يرميها ويتـنـصل من وعوده الكاذبة لها . إن الرجل الذي لا يخاف الله تعالى يتعامل غالبا مع المرأة كما يتعامل الشخصُ أو الرجلُ مع السيجارة , شعاره في ذلك " la femme est comme une cigarette . on la fume puis on la rejette" , أي أن المرأة مثل السيجارة ندخنها ثم نرميها بعد ذلك وندوس عليها بأقدامنا . ومنه فإنك مخطئة كل الخطإ يا هذه إن ظننتِ بأن هذا الشاب سيتزوجك بعد الزنا بك . لن يحدث ذلك إلا قليلا أو نادرا . ثم إن هذا الذي يريد الزنا بكِ يمكن أن يكون يكون قد زنى من قبل بغيرك مرات ومرات , وهل الزاني أهلٌ للثقةِ وحسنِ الظن ؟!.
8- وأما حكاية " أن الشاب يظهر عليه بأنه متدين "!!! فهي نكتة بايخة كما يقول إخواننا الشرقيون , وإلا فكيف يكون الزاني متدينا ؟!. ثم إن العبرة ليست بمظهر الشخص بل بحقيقة وجوهره . المظهر والشكل مهمان , ولكن الأهم منهما يبقى دوما هو الحقيقة والجوهر . ومنه فإن الثقة لا تكون إلا في مستقيم على أمر الله مهما كان مظهره لا يدل كثيرا على ذلك , وأما الآخر أي المنحرف عن أمر الله والمتعدي لحدود الله تعالى فلا ثقة فيه مهما كان مظهره يوحي بالتدين .
والله أعلم بالصواب , وهو وحده الحافظ لنا ولنسائنا وبناتنا من كل سوء .
وفقنا الله جميعا لما فيه خيرنا في الدارين , آمين .
259- هل تصح الرقية للمرأة وهي حائض أو نفساء ؟ :
ج : تصح من الناحية الشرعية . والرقاة الذين يتحدثون عن طهارة المرأة أثناء الرقية يتحدثون عن شيء قد يكون هو الأفضل , لكن لا دليل على أنه واجب أو شرط . هذا فضلا عن أنه من المحرج جدا – ذوقا - أن لا نعطي للمرأة موعدا من أجل رقية إلا بعد أن نسألها ( وهي أجنبية عنا ) متى تكون طاهرة ومتى تكون حائضا ؟!. وبالمناسبة نقول عن المرأة بأنها ليست طاهرة أو حائض أو " مريضة " ولا نقول عنها بأنها نجسة ( ! ) .
260- ما هي علامات البلوغ عند الولد والبنت ؟
ج : عند الولد العلامتان الأساسيتان اللتان تدلان على أن الولد أصبح بالغا ومكلفا هما : ظهور شعر العانة حول الذكر , وبدء الاحتلام , ويكون عادة في سن 15 سنة .
وعند الأنثى يتم ذلك عادة في سن 13 سنة تقريبا : والحيض هو العلامة الأساسية , وهناك مجموعة من العلامات الثانوية نذكر منها : نمو الشعر حول الفرج وكذا تحت الإبطين , ويكبر النهدان وتنمو حلمتاهما وتصيران طريتين حساستين عند بدء التضخم وتكبر المساحة الصغيرة حولهما ويغمق لونها , ويكبر الردفان , وتطول القامة من 6 إلى 9 سم في غضون أقل من سنة , ويبدأ المبيضان بإطلاق البويضات واحدة في كل شهر . فإذا تزوجت الفتاة في تلك السن حملت بإذن الله . ومع ذلك فالأفضل أن لا تتزوج الفتاة إلا بعد البلوغ بسنوات حتى تقدر على تحمل مسؤولية الزوج والبيت والأولاد كما يجب .
ويمكن أن تتقدم علامات البلوغ عند الذكر أو الأنثى قليلا عن السن المذكور سابقا أو تتأخر قليلا عنه بشكل طبيعي لا يدعو لأي قلق .
ثم : إن الأحسن أن يُحضر ( علميا ونفسيا ) كل من الولد والبنت للبلوغ وخاصة للحيض عند البنت من الأم وللاحتلام عند الولد من الأب . هذا واجب من واجبات الوالدين مع الابن والبنت خاصة قبيل البلوغ , حيث يمكن في أي يوم وبشكل فجائي أن يستيقظ الولد في الصباح فيجد ثيابه الداخلية مبللة بالمني , وتستيقظ البنت من النوم فتجد ثيابها الداخلية ملطخة بالدم .
ثم أقول : إذا كان حياء الرجل ( على خلاف المرأة المتساهلة فطرة في هذا الأمر مع بناتها أو أخواتها
و ... ) وعدم حديثه في مسائل الجنس أمام أولاده الذكور مقبولا بشكل عام , فإن حياءه مع ابنه قبيل البلوغ بالذات من أجل أن يُـعلِّـمه علامات البلوغ ومن أجل أن يخبره بأنه أصبح مكلفا شرعا وأصبحت الصلاة وأصبح الصيام في حقه واجبين , أم أنه ما زال لم يبلغ بعدُ . قلتُ : حياء الرجل هذا مع ولده غير مقبول وغير مستساغ مهما انتشر هذا الحياء عند أغلب الآباء للأسف الشديد . يجب أن يهتم الأب بتعليم ولده خاصة في هذه الفترة من عمره حتى يعرف الولدُ الحلالَ والحرام والواجبَ والمستحب و ... صحيحٌ أن ربط الولد بكتب دينية أو مجلات أو أشرطة أو أقراص أو مواضيع معينة أو ... كله مهمٌّ ومفيدٌ , ولكن الولد في هذه الفترة بالذات من عمره يحتاج إلى شخص أمين يأخذ عنه مباشرة معلوماتِـه , وإلا أخذها من الشارع أو من أصدقاء منحرفين أو جهال أو من مصادر غير مأمونة . هذا أمر ممكن جدا , حتى وإن لم يحدث دوما .
الرجلُ مطلوبٌ منه أن يعطي ولدَه في هذا السن بالذات معلومات صحيحة وصريحة عن البلوغ الشرعي . ويمكن للأب إن غلب عليه الحياءُ أن يستعين على ذلك بواحد من أصدقائه أو جيرانه أو أقاربه الأمناء ليقوم مقامه ( مع ابنه ) في هذا الأمر , ولكن لا يليق بالرجل أو الأب أبدا أن يترك ولده للصدفة أو للشارع أو لأصدقاء السوء أو للمصادر غير الأمينة أو ... أو حتى للكتاب أو الشريط أو القرص أو ...كما قلتُ قبل قليل .
والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده كذلك الموفق والهادي لما فيه الخير .
261- يقال بأن الذي لا يزني حتى يتزوج قد يُصاب بالكبت الذي يبقى يعاني منه حتى يتزوج , أو يبقى يعاني منه طيلة حياته . هل هذا صحيح ؟
ج : صحيح أن على الشاب أن يبذل جهدا كبيرا حتى تمر عليه مرحلة المراهقة وبداية الشباب بدون أن ينحرف ويقع في الزنا . وصحيح أنه إذا أراد أن يتزوج وهو سالم ( من الأذى ) وغانم (للأجر ) , عليه أن يستعين بالله ثم بالصيام والصلاة والقرآن والذكر والدعاء والرياضة والمطالعة الدينية و ... ولكن إذا روعي ذلك من طرف الشاب المسلم فإن المقولة المذكورة في السؤال تصبح لغوا في لغو , وصدق الله الذي حرم الزنا , ولا يحرم الله علينا إلا ما يضرنا , وكذَبَ من خالفه ممن شجع على ما حرم الله . أما حكاية الكبت فهي حكاية فارغة يكذبها العلماء والأطباء وكذا ملايين المسلمين في العالم الذين تزوجوا وهم أطهار ولم يُصَب أحدهم بكبت أو بما يشبه الكبت , ولله الحمد والمنة .
262- ما المقصود بالكلام البذيء والفاحش ؟
ج : هو ذِكر ما يُستقبحُ ذكره بألفاظ صريحة . والمقصود بما يُـستقبح ذكره ما تعلق بالأعضاء التناسلية وكذا الاتصالات الجنسية بين الجنسين . وحتى يتجنب الشخص في حديثه الجاد عن الجنس والعلاقات الجنسية , حتى يتجنب الوقوع في الكلام البذيء بدون أن يشعر , عليه :
ا- إما أن يستعمل الألفاظ اللغوية أو الشرعية عوض استعمال ألفاظ " اللهجة الدراجة ".
ب- وإما أن يستعمل التلميح والكناية عوض التصريح .
وأذكر بالمناسبة أن بعض المرضى يخرجون في بعض الأحيان من عيادات بعض أطباء الأمراض النفسية أو الجنسية ( والحمد لله على أنهم قلة ) هاربين , لأنهم سمعوا من الطبيب وهو ينصحهم ويوجههم كلاما بذيئا فاحشا . نَعم صدر منه بنية حسنة , لكن النية الحسنة وحدها لا تكفي لأن المفروض في الطبيب أنه يعرف ماذا يقولُ وكيف يقولُ ؟!.
والكلام البذيء الفاحش لا يجوز للمسلم أن يقوله ولو كان وحده بينه وبين نفسه , كما لا يجوز أن يقوله ولو بينه وبين زوجته .
والله أعلم بالصواب .
263- ما العلاقة بين عفاف الزوج بعد الزواج وسعادة الزوجة ؟
ج : هناك علاقة وثيقة . إن من أشق الأشياء على نفس الزوجة أن تشعر بأن زوجها ليس عفيفا , فتارة ينظر إلى هذه وتارة يكلم هذه وتارة يسترسل في علاقة محرمة مع تلك و ... ويسقط الزوج من عين الزوجة وتشعر أنها تعيش مع رجل تحركه الأهواء والشهوات وقد يتخلى عنها إذا ذهب جمالها . وشتان شتان بين هذا وبين زوج يخاف الله ويغض بصره ويغلق على نفسه أبواب الفتنة ويعيش لزوجته ولها فقط ويتأسى بنبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام عندما عُرضت عليه الفتنة سهلة ميسورة فركلها بقدمه خوفا من الله عزوجل .
264- بماذا يُنصح الرجل حين يريد أن يعاقب زوجته بالهجر ؟
ج : إذا تحقق نشوز المرأة وعظها الزوج برفق وذكرها بما يقتضي رجوعها عما ارتكبته , فإن استمرت على النشوز هجرها في المضجع بألا ينام معها في فراش واحد أو ينام معها في نفس الفراش لكن يعطيها ظهره ( لكن في الحالتين يجب أن ينام معها في نفس البيت ) ولا يباشرها أو يجامعها , فإن لم يفد ذلك ضربها ضربا غير مبرِّح ( لا يكسر عظما ولا يشين جارحة ) إن ظن الإفادة .
ويمكن أن يُزادَ في الضرب إن ظن الإفادة . والترتيب السابق واجب شرعا . والهجر والضرب لا يسوغ فعلهما إلا إذا تحقق النشوز , أما الوعظ فلا يشترط فيه تحقق النشوز ولا ظن الإفادة .
ثم : يجب أن يكون الهجر بسببه الشرعي ثم يجب أن يكون مسبوقا بوعظ ثبت أنه لم ينفع .
وبعد ذلك يمكن أن يُقال للزوج : إذا هجرتَ زوجتَك فكن شجاعا واترك الهجر يأتي بفائدته ( وهو زجر المرأة عما هي فيه من نشوز ) , واحذر أن تهجرها يوما ثم ترجع أنت إليها تحت ضغط الجوع الجنسي , لأن المرأة إذا عرفت منك هذا الضعف مرة واحدة سقطت قيمةُ الهجر وفعاليتُه عندها , وأصبح غير ذي فائدة كوسيلة من وسائل معاقبة الرجل للمرأة أو زجرها .
265 - ما معنى أن العفة قد تؤذي وقد لا تؤذي ؟
ج : معناها أن هناك حالتيـن :
ا- إذا كان الشخص دائم التعرض للمثيرات الجنسية وكانت صحته ليست على ما يرام , فإن العفة قد تؤذيه . والمثال على ذلك شباب من الجنسين تعودوا على الاختلاط الفاحش ببعضهم البعض ثم التزموا جانب العفة . إن هذه العفة قد تضرهم حيث ينجم عن الغريزة الجنسية المثارة احتقان في المجاري البولية قد يتحول مع الوقت إلى حالة مرضية . ومن هنا فإن الدين يطلب منا أن نتجنب المثيرات الجنسية ما استطعنا , وذلك بأن نغض البصر ونبتعد عن الخلوة والاختلاط وسماع الغناء الخليع وقراءة القصص الغرامية وأن لا نخالط المنحرفين والعصاة من الرجال والنساء و…
ب - أما إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة ولم يتعرض لمثيرات جنسية عنيفة , فإن العفة لا تؤذيه لا من قريب ولا من بعيد . ومن هنا فإننا نسمع عن ملايين من الرجال في الثلاثين أو الأربعين من عمرهم لم يمارسوا الجنس مطلقا , ومع ذلك فإنهم يتمتعون بصحة عقلية وبدنية لا غبار عليها .
266- هل الأفضل أن يحكي الرجل لزوجته ما يمكن أن يكون قد ارتكبه من أخطاء قبل الزواج مع نساء أجنبيات عنه ؟
ج : لا ! ليس هذا هو الأفضل ,وإن كان ذلك لا يضر في الغالب . إن الأفضل هو أن لا يفعل الرجل ذلك حتى تبقى نظرة زوجته إليه أطيب وأحسن , ومع ذلك فحتى لو صارحها وفاتحها بأخطائه أو بخطاياه التي صدرت منه قبل الزواج مع نساء أجنبيات فإن المرأة لا يقلقها ذلك كثيرا . إنها بقدر ما تتسامح مع الرجل فيما يمكن أن يكون قد فعل قبل الزواج , فإنها مستعدة لتدمر كل شيء فوق رأس زوجها إذا سمعت به ارتكب ولو خطأ بسيطا جدا فيما بعد الزواج مع أية امرأة أجنبية عنه .
267- ما هي العورة أثناء الصلاة ؟
ج : العورة عند المالكية تنقسم إلى قسمين : عورة بالنسبة للصلاة وعورة بالنسبة للنظر .
أما بالنسبة للعورة أثناء الصلاة فتنقسم إلى قسمين كذلك :
ا- عورة مغلظة وهي القبل والدبر , فإذا ظهرت وانكشفت في الصلاة فإن الصلاة تكون باطلة ويجب إعادتها مطلقا وفي كل الأحوال , سواء خرج وقت الصلاة أو لم يخرج .
ب- وعورة مخففة وهي ما بين السرة والركبة ( من غير القبل والدبر ) , فإذا انكشفت في الصلاة كانت الصلاة مكروهة , وطُلب إعادتها في الوقت فقط .فإذا خرج وقتها سقط الطلبُ وصحت الصلاة بإذن الله تعالى.
268- هل تهتم المرأة عادة بزوجها أكثر أم بالأولاد أكثر ؟.
أما في بداية الزواج فالمرأة تهتم في العادة بنفسها وأولادها أكثر من اهتمامها بزوجها . ثم تصبح المرأة بعد ذلك في الشيخوخة أو قريبا منها أحنى على الرجل منها في الشباب , حيث يصبح اهتمامُها بالرجل هو ما يشغلها بالدرجة الأولى قبل الأولاد وربما قبل نفسها .
ونحن نتحدث بطبيعة الحال عن نفسية المرأة بشكل عام لا عن كل امرأة , وننبه في نفس الوقت إلى أمرين :
ا- المطلوب شرعا هو عدل المرأة مع نفسها وزوجها والأولاد سواء في بداية الزواج أو في سن متأخر من عمرها.
ب- الزوجة التي تخاف الله أقدر على تحقيق العدل ممن لا تخاف الله .
وكم أعجبتني كلمات طيبات قالتها أختٌ من الأخوات تعقيبا على موضوعي هذا . قالت " أغلب النساء تجتهدن وتصب الواحدة منهن جل اهتمامها في رعاية الأولاد وتربيتهم أحسن تربية في حدود استطاعتها , وتكرس حياتها كلها تقريبا لتحقيق هذا الهدف , ولكنها تنسى للأسف الشديد في خضم هذا الانشـغال , تنسى زوجها , وتكتشفُ متأخرة أنها قد أهملت جانبه وخسرت حياتها الخاصة معه . ومنه فإننا نجد – في الكثير من الأحيان - أن هناك فتورا وفجوة كبيرة قد تولدت بينها وبين زوجها كانت هي سببه حين أحسنت إلى أولادها وقصرت في حقه هو , واهتمت بأولادها وأهملته هو , وأحبت أولادها جدا وكادت تنساه هو . وتجد هذه المرأة نفسها في النهاية تحتاج إلى كثير من الترقيع وإعادة البناء لتستدرك البعض مما فاتها مع زوجها , وقد تقدر على ذلك وقد لا تقدر . لذا فعليها منذ البداية الحرص – إن أرادت إرضاء الله أولا ثم سعادتها وإرضاء زوجها ثانيا - التوفيق ما بين رعاية الأولاد وبين الإهتمام بزوجها واحتضانه , ولتعلم كل زوجة أن زوجَـها هو الذي يجب أن يأتي في المقام الأول لأن حقه الشرعي عليها أكبر من حقها هي عليه , ولأنه يعتبر الإبن الأكبر و ... الأثير ".
والله وحده أعلم بالصواب .
269- ما هو الحكم في رياضة البنت أمام أجانب عنها من الرجال ؟
ج : لا تجوز إذا كانت البنت بالغة أو تكاد , وإذا تمت الرياضة أمام الرجال الأجانب حتى ولو كانت تلبس الحجاب والنقاب , وذلك لأن حركاتها أثناء الرياضة واهتزاز جسدها وخاصة أجزاء معينة منه , إن كل ذلك من شأنه أن يثيـر الرجل الأجنبي . والدليل كما يقول العلماء هو قول الله
عز وجل "ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن ". والمسؤول الأول عن رياضة البنت في مؤسساتنا التعليمية ليست البنت ولا وليها , وإنما النظام الحاكم وكذا وزارة التربية التي تفرض - ظلما وعدوانا - على البنت أن تمارس الرياضة أمام الذكور الأجانب عنها .
270- ما عورة الرجل بالنسبة للرجل وما عورة المرأة بالنسبة للمرأة ؟
ج : لا يجوز أن ينظر الرجلُ إلى الرجل فيما بين السرة والركبة سواء أكان الرجل المنظور إليه قريبا أم بعيدا , وسواء أكان مسلما أو كافرا .
أما ما عدا ذلك كالبطن والظهر والصدر فإنه يجوز إذا أمن الناظر الشهوة . وخالف في ذلك بن حزم الذي رأى بأن الفخذ ليس عورة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -" الفخذ عورة ".
ومنه لا يجوز- عند الجمهور - لرجل أن يكشف جزءا من سرته إلى ركبته لا في رياضة ولا في سباحة ولا في تدريب ولا في حمام , وإن أمِن الشهوة . أما عورة المرأة مع المرأة إذا كانتا مسلمتين ( والغالب على نسائنا أنهن مسلمات ولو كن عاصيات ) فهي ما بين السرة والركبة مهما كانت المرأة المنظورة إليها قريبة أو بعيدة . ومنه يحرم على المرأة أن تنظر إلى فخذ ابنتها أو أمها أو جارتها أو قريبتها أو صديقتها لا في حمام ولا في عرس ولا في غيرهما .
قالت لي أخت من الأخوات معترضة " الشيح حامد العلى وكذا بن عثيمين وكذا عناصر اللجنة الدائمة في السعودية يقولون جميعا بأن عورة المرأة مع المرأة هي فقط مواضع الوضوء والزينة مثل الوجه والشعر والرقبة والكفان والذراعان وكذا القدمان . وأما القول بأن عورتها مع المرأة هو ما بين السرة والركبتين , فهو قول وإن قال به كثير من العلماء إلا أنه قول بلا دليل من الكتاب أو السنة " , فانتبه إلى ذلك شيخنا الفاضل والوقور رميته .
فأجبتها بقولي :
1-" الشيخ حامد عالم حفظه الله وبن عثيمين عالم رحمه الله وعناصر اللجنة الدائمة علماء بارك الله في علمهم , ولكن يبقون هم علماء وغيرهم مئات أو آلاف آخرون من العلماء كذلك على مر أكثر من 14 قرنا من الزمان . من أخذ من هذا فهو على دين , ومن أخذ من ذاك فهو على دين كذلك , ولا يلام شرعا أي واحد منهما .: 2-قال الشيح حامد العلى حفظه الله" وإن قال به كثير من العلماء ، ولكن ليس ثمة دليل يدل عليه من الكتاب والسنة " .وهذا الكلام عندي مرفوض , لأن فيه اتهام لكثير من العلماء ( مثل الإمام مالك رضي الله عنه وغيره من العلماء القدامى والمعاصرين ) بأنهم يقولون في الدين بلا دليل . وهذا أمر غير مقبول ولا مستساغ ولا مشروع ولا مفهوم ولا منطقي ولا ... لو كانوا يقولون في الدين بدون علم ولا دليل ما كانوا بحق علماء , وما كانوا ورثة أنبياء , وما كان المطلوب منا أخذ الدين عنهم . 3- ثم الله لم يطلب منا نحن العامة أن نناقش العلماء عن دليلهم , ولكن الله قال لنا " اسألوا أهل الذكر - أي العلماء - إن كنتم لا تعلمون" , وأما مناقشة الأدلة الشرعية فهي مهمة العلماء مع العلماء , وليست مهمة العامة أمثالي أنا مع العلماء . دليل العالم هو الكتاب والسنة وأما دليل العامي والمقلد مثلي أنا فهو قول العالم . 4- ثم الله لا يعذب فيما اختلف فيه الفقهاء , ومنه ما دامت المسألة خلافية في الدين فلا حرج علي شرعا أن آخذ بهذا القول وأن تأخذي أنت أختي الفاضلة والكريمة بالقول الآخر . المهم أننا جميعا نأخذ من علماء , ونحن لا نتبع السهل في كل مسألة . 5-لو نسير بهذا المنطق سنرفض آلاف المسائل الفقهية الخلافية , لأنه يمكن لكل واحد منا وفي كل مسألة أن يأخذ بقول ويتمسك به ويقدم أدلته التي اقتنع بها هو , ويرفض بقية الأقوال على اعتبار أنها ضعيفة أو مرجوحة أو لا دليل عليها أو .... 6- أنا دوما أقول وأعيد القول , أحيا على هذا , وسأموت على ذلك بإذن الله تعالى : في المسائل الخلافية مطلوب منا سعة الصدر وطول البال , وأما التعصب فيها فلا يليق . وفي أصول الدين مطلوب منا التعصب , وأما التساهل فيها فلا يليق .أختي الكريمة : الله يرضى عنك ويجعلك من أهل الجنة . شكرا جزيلا لك على تعقيبك . نتفق أختي الكريمة ونحن إخوة ونختلف ونحن إخوة كذلك , الإسلام العظيم يجمع بيننا .
والله أعلم بالصواب .
271 - من هن المحرمات من النساء على الرجل ؟
ج : كل امرأة يحرم على الرجل أن يتزوج بها حرمة مؤبدة أي مدى الحياة , هي من ذوات محارمه من النساء . وكل رجل يحرم على المرأة أن تتزوج به حرمة مؤبدة , هو من محارمها من الرجال . والمحرمات أقسام ثلاثة :
الأول : المحرمات بسبب النسب وهن 7 نسوة : " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ".
الثاني : المحرمات بسبب المصاهرة وهن أربع نسوة : زوجة الأب وزوجة الابن وأم الزوجة وبنت الزوجة.
الثالث : المحرمات بسبب الرضاع , وما حرم عن طريق النسب حرُم نظيرُه عن طريق الرضاع كالأم من الرضاع والأخت من الرضاع , وهكذا ...
272- هل هناك بالفعل فرق بين زنا الفتاة قبل زواجها وزنا الفتى قبل زواجه ؟
ج : من الناحية الشرعية لا يوجد أي فرق فالزنا حرام وكبير ة من الكبائر وجعله الله فاحشة وساء سبيلا , سواء اقترفه الذكر أو الأنثى . لكن من ناحية العرف السائد غالبا في مجتمعاتنا هناك فرق كبير للأسف الشديد , لأن نتائج الزنا قبل الزواج تلحق الأذى والعار بالفتاة أكثر مما تلحقه بالرجل خصوصا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية . ومن هنا فإن على الفتاة أن تصون نفسها أكثر من الرجل لأنها هي التي ستعاني آلام ونتائج ما اقترفته , أما الشاب فإنه يزني ويمضي في سبيله دون أن يناله نقد أو يطاله قانون , خاصة وأن القانون الوضعي في بلادنا يقول بأنه لا يُمنع إلا الاغتصابُ , وأما الزنا فلا بأس به مادام قد تم بالتراضي بين الرجل والمرأة !!!.
273- هل تصح صلاة ركعتين بين العريسين ليلة الدخول , لكن بدون وضوء أي بالتيمم فقط ؟
ج : إذا توفر الماء والقدرة على استعماله لم يصح التيمم . ومنه فالأفضل لمن خاف على وضوئه أن ينتقض إذا مس زوجته ودعا لها بالقبض على ناصيتها , الأفضل أن يُسلم مباشرة باللسان على زوجته ثم يدعوها لصلاة ركعتين ثم يجلس بعد ذلك معها ليدعو لها ويأكل أو يشرب معها شيئا ويتحدث إليها ثم ...
274 - هل يجوز حمل كتاب لتفسير القرآن من طرف جنب أو مسه أو المطالعة فيه ؟
ج :يجوز ذلك للمحدث ولو كان جنبا , لأن هذا الكتاب لا يسمى مصحفا عرفا وحكمه ليس حكم المصحف.
275- هل الأصل هو الحب والميل من كل جنس اتجاه الآخر أم الأصل هو انعدامه ؟
ج : هناك في الحقيقة فرق بين الميل والحب . أما الميل الذي يُحس به عموما كل جنس اتجاه الآخر فهو فطري فُطر عليه الإنسان والجن وكذا الحيوان , وهو مظهر صحة . إن الرجل الذي يرى امرأة جميلة فتُعجبه وتميل نفسه إليها ويتمنى لو أنها كانت حلالا له أو لو كان يجوز له شرعا الاستمتاع بها , إن هذا الرجل طبيعي وعادي وفي كامل صحته وعافيته , ولا لوم عليه ولا عتاب عليه ولا بأس عليه شرعا وعقلا ومنطقا . أما الرجل الذي يقول بأن المرأة مهما كانت جميلة ومهما رأى منها أو من جسدها ومهما استمع إلى صوتها فإنه لا يميل إليها , وقال بأن المرأة لا تعني بالنسبة إليه شيئا ولا تحرك منه ساكنا , وقال بأن المرأة وقطعة الخشب عنده سواء !. إن هذا الرجل إما كاذب لسبب أو آخر وإما مريض مهما كانت طبيعة وسبب مرضه . وواضح أن أجر الصحيح المعافى عند الله عندما تميل نفسه إلى المرأة ولكنه يمنعها عنها لوجه الله , أي لأنها حرام عليه ولا تحل له , إن أجره أعظم بإذن الله بكثير من أجر الرجل المريض الذي لا حاجة له إلى النساء ولا رغبة له فيهن ولا ميل عنده إليهن , وذلك لأن الله يعطي الأجر على قدر الجهد المبذول . وفي المقابل فإن الله يعاقب على فعل المعاصي غير المحببة للنفس أكثر مما يُعاقب على المعاصي المحببة للنفس . هذا عن الميل أما عن الحب الذي هو أعمق من الميل , وهو عبارة عن تعلق للرجل بامرأة معينة أو تعلق المرأة برجل معين قد يشتدُّ أو يخِف وقد يبقى حبا عاديا وقد يتحول إلى عشق وصبابة في القليل من الأحيان , فإنه يوجد عند أغلبية الرجال والنساء . وقد لا يوجد هذا الحب عند البعض من الجنسين بدون أن يكون غير المُحب مريضا يحتاج إلى علاج . أما المحبون فقد يحبون قبل الزواج وقد يحبون بلا زواج وقد لا يُحبون إلا بعد الزواج .
276- ما حكم الإسلام في تصوير النساء في الأعراس سواء من طرف رجل أو امرأة ؟
ج : تصوير النساء الأجنبيات في كامل زينتهن بالكاميرا العادية أو بالكاميرا فيديو من طرف رجل أجنبي عنهن أو حتى من طرف امرأة , ثم يتفرج عليهن العريس ( وهو أجنبي عن الكثير منهن ) مع أصدقائه وأقاربه وجيرانه ( وهم أجانب عن أغلبيتهن ) . هذا التصوير حرام ثم حرام بلا أدنى شك أو ريب . والناس عادة يعرفون أن ذلك حرام لكنهم يفعلون ذلك في الغالب من أجل إرضاء الناس أو المرأة أو اتباعا للهوى والنفس والشيطان .
الفعل حرام مهما فعله بعضهم بنية حسنة .والفعل حرام مهما تعود عليه الكثير من الناس .والفعل حرام مهما رضي به المصوِّر والمصوَّر على حد سواء .وكما أن الرجل لا يجوز له أن يطلع على صورة عورة أجنبية , فإن العريس كذلك لا يجوز له ذلك , ولا خصوصية أبدا شرعية للعريس في هذا الأمر بالذات .ثم يا ليت العريس يفكر قبل أن ينظر بعد العرس إلى عورات نساء أجنبيات حضرن عرسه , ولو لثانية واحدة , يا ليته يسأل نفسه قبل ذلك , ويجيبها بصراحة تامة " هل يقبل لغيره من الرجال مهما كان الواحد منهم عريسا , أن يطلع على عورات نساء أهله هو" ؟! . هل يمكن أن يقبل ذلك ؟!.والجواب معروف مسبقا وسلفا .نسأل الله الهداية والصلاح والعفاف لنا ولجميع المسلمين والمسلمات , آمين .
277- ما هو الفرق بين النقاب والخمار والحجاب ؟
هذه الألفاظ تدل على معنى واحد وهو الستر والتغطية ، إلا أن لفظ الحجاب أعمها فهو يشمل ستر جميع ما يجب على المرأة ستره وتغطيته من بدنها . وأما الخمار فهو ما تضعه المرأة على رأسها وتسدله على وجهها وعنقها عند وجود الرجال الأجانب ، كما في قوله تعالى : " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " النور :31 ، ومنه فالخمار أخص من الحجاب . وأما النقاب فهو ما فُصل لستر وجه المرأة وجعلت فيه فتحتان أو مساحة معينة للعينين .
278- لا تقُـلها مهما حدثتك نفسُـك بأن تقولها ! :
من الفروق الأساسية بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان له عقل يوجهه , وبه يهتدي إلى الإيمان الذي يُـصبح يقوده بإذن الله إلى ما فيه سعادة الدارين . وأما الحيوان فلا عقل ولا دين له , وإنما هي فقط غريزة تقوده وتوجهه .
وانطلاقا من ذلك أقول : يا ليتَ الواحدُ منا يضبط أعصابَـه ولا يقولُ كلَّ ما تحدثه به نفسُـه .
يا ليت الواحد منا يضبط أعصابه فلا يقول إلا ما يجوز له شرعا أن يقوله .
يا ليت الواحد منا يضبط أعصابه فلا يقول إلا ما يليق به شرعا أن يقوله .
وحتى إن لم نستطع أن نحاربَ حديثَ النفس السيء , وعزاؤنا أنه خواطر عابرة فقط وليس نيات سيئة منعقدة يحاسبنا الله عليها , وعزاؤنا كذلك أن الله لم يكلفنا ما لا نستطيعه وما لا نقدر عليه
بدليل قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعَـها ". قلتُ : إن لم نستطعْ أن نحاربَ حديثَ النفس السيء فيبقى مطلوبا منا شرعا وعقلا أن نحاربَ حديثَ اللسانِ السيء , فلا نقول به إلا ما يجوز وما يليق وما نسأل الله أن يجعله لنا يوم القيامة في ميزان حسناتنا لا سيئاتنا , أو على الأقل أن يجعله يوم القيامة لا لنا ولا علينا .
ا- حتى إن كنتُ مقصرا في عبادة من العبادات فلا يليق بي أن أنتقد ولو بطريقة غير مباشرة المجتهدَ فيها . حتى إن كنتُ مقصرا في صيام التطوع مثلا فلا يليق بي أن أقول لمن حولي ممن هو مجتهد في ذلك بلهجة غاضبة أو ساخرة " خَـلِّـيـنَـا ( أو دعـنـا ) من الصيام يا هذا , نحن لسنا في شهر رمضان "!!!.
ب- حتى إن كان الذي هو أمامي متشددا في الدين فلا يليق بي أن أنتقده أو أسخر منه ولو بطريقة غير مباشرة . حتى إن رأيتُ من يختم القرآنَ تلاوة مثلا خلال يومين فقط فلا يليق بي أن أقول له غاضبا أو مستهزئا " خلينا ( أو دعـنـا ) من قراءة القرآن يا هذا . إن الحياة ليست كلها قرآن " !!!.
جـ- حتى إن كنتُ مستعجِلا فلا يليق بي أن أنتقدَ أو أسخرَ – ولو بطريقة غير مباشرة - ممن يجتهد في عبادة من العبادات وكان متمهلا ومتأنيا فيها . لا يليق بي مثلا إن كنتُ مقبلا على سفر بعد صلاة الصبح وتأخرتْ زوجتي مع صلاة طويلة وخاشعة لصلاة الصبح , وكنتُ أنا أريدها وبسرعة أن تُـحضِّـر لي الفطورَ , لا يليق بي أن أقولَ لها ساخرا أو مُعـنِّـفا " خلينا ( أو دعينا ) من هذه الصلاة الطويلة . ليس هذا وقت قيام الليل يا هذه . هيا أسرعي وحضري لي ما آكله "!!!.
د- حتى إن رأيتُ أن شخصا معينا ( لي سلطة أدبية عليه ) يستغل عبادة من العبادات من أجل التكاسل في واجب من الواجبات الدنيوية , لا يليق بي أن أسخر منه بسبب من ذلك أو أستهزئ به . لا يليق بي مثلا إن رأيتُ أن ابني ( عمره 14 أو 15 سنة ) متكاسل في دراسته ومراجعة دروسه , وعندما طلبتُ منه أن يذهبَ في وقت من الأوقات لـيُـراجِعَ دروسَـه اعتذر إلي بأنه يريد الآن أن يصلي صلاة المغرب . لا يليق بي أن أقولَ له عندئذ معنفا وغاضبا " خلينا ( أو دعـنا ) من صلاة المغرب . ليس الوقتُ وقتَ صلاة , وإنما هو وقت مراجعة دروسك "!!!.
كل هذا ومثله كثير وكثير جدا , كله لا يليق عقلا وشرعا سواء كان خلاف الأولى أو مكروها أو حراما . هو لا يليق بالدرجة الأولى لأن فيه شبهة السخرية والاستهزاء أو على الأقل شبهة اللامبالاة وعدم الاهتمام اتجاه بعض شعائر الإسلام مثل الصلاة والصيام وتلاوة القرآن وذكر الله والدعاء وقيام الليل و... الخ ... هو كله لا يليق مهما كانت نياتنا حسنة وطيبة .
ومنه ما أحوجنا أن نضبط أعصابنا في هذه الأحوال خاصة , احتراما لشرع الله ومناسك الإسلام وكذا معاملة طيبة لخلق الله تعالى : طلبا للأجر من الله وحده , ثم التماسا لما فيه سعادة الدارين .
ولا ننسى أنه " كما تدين تدان " , ومنه فكما أنك لا تقبل من الغيـر أن يُـعنفك وأن يكون غليظا معك فكن أنتَ بدوركَ رفيقا ولينا مع الغيـر , وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . والله وحده أعلم بالصواب .
279- هل هناك فرق بين العفة الإرادية واللا إرادية ؟
ج :
من المحقق :
ا- أن العفة اللاإرادية قد تكون ضارة للغاية , والمثال عليها إذا كانت الزوجة رائعة الجمال فاتنة بحيث تثير في زوجها رغبة جنسية حادة , ولكنها لا تمكنه من إشباع هذه الرغبة وتلزمه بالالتجاء إلى العفة والصبر والكبت . إن العاقبة ستكون وخيمة على الزوج وقد ينشد عندئذ الاكتفاء الجنسي بوسيلة أخرى كممارسة العادة السرية أو مخالطة البغايا أو غير ذلك من الوسائل المحرمة .
ب- أن حالات العفة الإرادية نافعة ومفيدة بإذن الله ,كأن يتجنب الرجل الجنس أو يقلل منه من تلقاء نفسه وبإرادة منه , خوفا من عذاب الله وطمعا في رحمته أو دفعا لضرر ما أو جلبا لمصلحة معينة .
280- هل هناك فائدة في أن تحكي المرأة لزوجها ما يمكن أن تكون قد ارتكبته من أخطاء قبل الزواج مع رجال أجانب عنها ؟ .
ج : هذا عين الخطأ !. إنها بذلك تدمر حياتها الزوجية عن طريق زوجها بتطليقها أو بسوء معاملتها أو بالشك فيها أو باحتقارها أو ... وهي كلها نتائج سيئة يمكن أن تترتب على مصارحتها لزوجها . وإذا ظنت المرأة أنها بهذه الطريقة تُكوِّن الثقة فيما بينها وبين زوجها فإنها واهمة , وهي بذلك تقدم الدليل على سذاجتها الزائدة وجهلها الكبير بطبائع الرجال بشكل عام .
281- ما الحكم في صيام من أصبح جنبا حتى أذن مؤذن الصبح , هل صيامه صحيح أم لا ؟
ج : صيامه صحيح ولا غبار عليه , ومع ذلك يجب عليه الاغتسال بعد الأذان حتى لا تفوته صلاة الصبح في وقتها . ومع ذلك فإن من أصابته جنابة ( في رمضان ) وأصبح جنبا حتى طلع عليه الفجر, فظن إباحة الفطرِ فأفطر لا يعتبر آثما , لأنه معذور بجهله . أما من ناحية الصيام فإنه فاسد وعليه القضاء وجوبا .
282- هل حب الرجل للمرأة الأجنبية عنه , بمعنى حبه لها كما يحب الرجل زوجته , هل هذا الحب مشروع في الدين أم لا ؟
ج : أقول بداية بأن أعظم الحب وأساس كل حب سليم هو حب الرجل المؤمن أو المرأة المؤمنة لله عز وجل ثم أسأل قبل أن أجيب : ألا يحس كل رجل ( إلا من كان مريضا ) من بعد البلوغ وحتى يموت , بالميل نحو المرأة عموما أو نحو نساء معينات؟. وألا تحس كل امرأة ( إلا من كانت مريضة ) من بعد البلوغ وحتى وقت متأخر من عمرها , بالميل نحو الرجال عموما أو نحو رجال معينين ؟ والجواب حتما هو" نعم " أو " بلى ". وإذا كان الجواب ب " نعم " فمعنى ذلك أن هذا الميل وهذا الإحساس وهذا الشعور فطري وواقعي , ولما كان الإسلام دين الفطرة ولما كان دينا من خصائصه الأساسية : الواقعية , فالحب إذن بالمعنى المذكور سابقا يصبح مشروعا بكل تأكيد .
283- هل ننصح الشاب غير المتزوج بممارسة الرياضة أم لا ؟
ج : إن الرياضة وسيلة للإنقاص من الرغبة الجنسية القوية كما قلت من قبل وليست وسيلة لزيادة هذه الرغبة , لذلك ينصح الشاب غير المتزوج بالرياضة مع الصبر والصلاة والصيام ومع ... كوسائل للتغلب على الرغبة الجنسية القوية , في انتظار تمكن هذا الشاب من الزواج .
284 - ما الذي يترتب على فطر الحامل أو المرضع ؟
ج : أما الحامل فيجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرت فيها , وأما المرضع فتقضي وتطعم بعدد الأيام التي أفطرت فيها .
285 - هل العشق الذي نقرأ عنه في كتب السير والتراجم وفي القصص والروايات وفي كتب التاريخ وفي الشعر والقصائد , هل هو موجود بالفعل أم هو محض خيال ؟
ج : العشق بمعنى الحب المبالغ فيه من الرجل أو من المرأة , حقيقة موجودة في عالم الناس في كل زمان ومكان وإن كانت حقيقة نادرة الوجود , ولا ينكر وجوده إلا جاهل . والعشق بلاء كبير لا يتمناه لنفسه عاقل لأن الغالب أن شره أكبر بكثير من خيره . والعاشق إذا وجد طريقا إلى معشوقه فقد حُلت المشكلة (!) , أما إذا سُد الطريق أمامه بسبب أو بآخر , راجع إلى الطرف الآخر أو إلى أهل الرجل أو أهل المرأة أو ... فليس له إلا أن يعمل من أجل نسيان الآخر وإلا فقد يموت هما وغما أو قد يُجن أو ... ومما يساعده على النسيان صيام التطوع والنوافل من الصلوات والصدقة والإنفاق في سبيل الله والذكر والدعاء والتضرع إلى الله وزيارة المقابر ومحاسبة النفس والمطالعة الدينية وسماع الدروس الدينية , كما تساعد الرياضةُ الرجلَ كثيرا على النسيان . هذا وإذا كان العاشق رجلا فإن من أهم ما يسليه ويساعده على النسيان السعي من أجل التزوج من امرأة أخرى غير التي يعشق , وحتى ولو بدا له بأنه لن يحبها وبأنها لن تُنسيه معشوقته فإنه بإذن الله واهم . والله أعلم بالصواب .
286- ما الحكم في فتاة تلبس الحجاب لكنها في الصيف تذهب إلى شاطئ البحر لتسبح أمام الأجانب بلباس يكشف من جسدها أكثر مما يستر ؟
ج : هي مأجورة على حجابها وآثمة على تبرجها . وإذا صدقت المرأة في لبسها للحجاب فإن حجابها سينهاها عن كشف عورتها للرجال على الشاطئ في يوم من الأيام بإذن الله , وستندم عندئذ على كل لحظة كشفت فيها ولو شعرة من رأسها لأجنبي عنها من الرجال . اللهم اهدنا أجمعين .
287- ما حكم الإسلام في النمص ؟
ج : النمص هو نتف شعر الحواجب وترقيقها , وهو حرام . أما إذا زاد الشعر عن الحد الطبيعي بحيث أصبح يُقبح المرأة فيجوز الترقيق للصغيرة أو للكبيرة . إن رسول الله لعن النامصات والمتنمصات ، كما روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله : " لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله "، ثم قال : ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم . وجماهير أهل العلم يستدلون بهذا الحديث على تحريم النمص قليله وكثيره . وإنما يقوى الخلاف بين العلماء فيما لو تنمصت المرأة ورققت شعر الحواجب للتزين لزوجها وبإذن منه ، فبعض أهل العلم يجيز ذلك مستدلاً بقول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن الحِفاف فقالت للسائلة : إن كان لك زوج فاستطعتِ أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي . ويحمل الحديث على أن المراد به من فَعلَ ذلك للتدليس .
والله أعلم .
288- ما الذي يجب على الشاب ( أو الشابة ) الذي ما زالت الظروف المساعدة على الزواج ما زالت غير مواتية له ؟. ماذا يفعل ليكبح جماح شهوته حتى يتزوج ؟
ج : جزء من الجواب متضمن في السؤال , أي أن الشخص المؤمن يجب أن يكبح جماح شهوته ويمنع من إشباعها بالحرام حتى تتاح له الفرصة للزواج سواء كان رجلا أو امرأة . إن الصبر مطلوب شرعا وهو أمر لا مفر منه . وليكن شعار المؤمن هو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ". ويمكن للمؤمن أن يستعين فضلا عن الصيام بالصلاة والرياضة والمطالعة الدينية وشغل أوقات الفراغ فيما هو نافع دينا أو دنيا والاجتهاد في الدراسة أو العمل أو الاجتهاد في البحث عن عمل , وبالبعد عن الاختلاط بالنساء إلا عند الضرورة والتقليل من الحديث معهن وتجنب ملامستهن , واجتناب النظر إلى عورات النساء الأجنبيات , والحرص على عدم الاقتراب من ممارسة الاستمناء , و ... وعلى المؤمن أن ينتبه إلى :
ا- أنه لا يجوز أبدا أن نسمع لمن يقول بأن الكبت مُضر بصحة الإنسان بدنيا ونفسيا !!. إن هذا الكلام باطل شرعيا وطبيا وواقعيا , والحمد لله لقد عشتُ - وأمثالي ملايين وملايين- حوالي 15 سنة بعد البلوغ بدون معرفة أية امرأة أو ممارسة أي حرام مع امرأة , ثم تزوجتُ على كتاب الله وسنة رسوله , وما أُصِـبتُ لا بكبت ولا بما يشبه الكبت , بل إنني في أتم صحتي وعافيتي وإن من أهم ما أعتز به في حياتي هو أن صفحة علاقتي بالمرأة الأجنبية بيضاء تماما بإذن الله , ولله الحمد .
ب- إن الله يعوض للشاب إذا منع نفسه من الحرام وعمل من أجل تقوية نفسه روحيا , يعوض له بأكثر مما فقد بكثير : سكينة وطمأنينة وراحة بال وقوة عزيمة وإرادة وحلاوة إيمان يجد طعمها في قلبه و ... مما لا يمكن أن يتوفر لمن قضى شبابه منغمسا في أوحال الجنس الحرام والرذيلة .
جـ- إن الرجل إذا عاش نظيفا وطاهرا وعفيفا ثم تزوج نظيفا تنعكس نظافته بإذن الله إيجابا على حياته بعد ذلك مع زوجته وأولاده , خاصة إذا حرص على التعاون مع زوجته على طاعة الله. ولقد أخبر أكثر من رجل من هذا النوع الذي عاش ما قبل الزواج لزوجته ولزوجته فقط , أخبر عن نفسه بأن الحب بينه وبين زوجته بقي أو كاد يبقى لعشرات السنين كما كان في الشهر الأول الذي يسميه بعضهم " شهر العسل " .
د- ثم يجب أن لا ينسى الشاب ( وهو يجاهد نفسه لمنعها من الحرام ) أنه على قدر الجهد على قدر الأجر , وأنه " ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة " , وكما يُـقال عندنا في الجزائر " اللي عول على رمضان يعول على الجوع والعطش" , واللي عول على الجنة لا بد له من دفع الثمن ومن الصبر على الحرام واحتساب الأجر عند الله تعالى .
289- ما حكم الدين في تحدث التلميذ أو الطالب أو العامل أو ... مع زميلاته في الدراسة أو العمل بدون قصد سيئ منه أثناء الحديث ؟
ج : إن الأصل في خطاب الرجل للمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة , وألا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة بها في مكان منفرد . هذه هي الضوابط التي وضعها خالق الذكر والأنثى وهو أعلم بما يصلحهما
( ألا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير ) وأي اتصال بينهما لم تتوفر فيه هذه الضوابط قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه , والملاحظ للأسف الشديد أن أغلب حديث الرجال مع النساء في دنيا الناس اليوم لا تتوفر فيه هذه الضوابط خاصة في بعض المجتمعات , وكذلك فإن أغلب الفساد بين الرجال والنساء يبدأ من حديث غير منضبط ثم ... حتى ينتهي بالزنا أو مقدماته والعياذ بالله تعالى . والأفضل لكل واحد منا – رجلا كان أو امرأة - أن يميل في هذا الأمر بالذات إلى التشدد مع نفسه أكثر مما يميل إلى التساهل معها , إذا أراد السلامة لنفسه حاضرا ومستقبلا , في الدنيا وفي الآخرة .
290- ما الذي يجوز للرجل من المرأة بين العقد والدخول ؟ :
ج : أما قبل العقد الشرعي , ولو بعد الخِطبة فقد قلتُ من قبل بأنه لا يجوز له منها إلا النظر إلى الوجه والكفين ( عند من رأى بأن الوجه والكفين ليسا من عورتها ) . وأما بعد العقد وقبل الدخول فيجوز له منها كل شيء بما في ذلك الجماع , لكن مع ملاحظة ما يلي : ا- ليس كل ما يجوز شرعا هو الأفضل والأولى شرعا , إذ أن هناك كثيرا من الأشياء أجاز الدين فعلها , لكنه جعل الأولى تركها أو جعل تركها مستحبا . ب-عرفا : الكثير من المجتمعات لا تحب للرجل أن يتصل بالمرأة (أو أن يكثر من الاتصال بها) بين العقد والدخول , ولو كانت زوجته شرعا , وأنا أرى أن هذا عرف طيب يستحب احترامه . جـ - إذا جامع الرجل زوجته بين العقد والدخول أو اختلى بها على رأي بعض الفقهاء , فإنه إن طلقها بعد ذلك فإنه لا يستحق من المهر شيئا , أي أنه يجب عليه أن يعطيها المهر كاملا غير منقوص حتى وإن كان لم يُولم بعدُ أو لم يدخل بها بعدُ من خلال عرس ووليمة ( أي أن خلوة واحدة تكلفه مهرا كاملا ) , فلينتبه الرجل إلى ذلك . د- إذا استمتع بها بما دون الجماع بين العقد والدخول فإنه يُخاف عليه أن يتخلى عنها بعد أن قضى منها ما قضى , ويُفسخ الزواج ويقع الطلاق وتفسد العلاقة بين شخصين وبين عائلتين ويندم كل واحد منهما . وإن كانت المرأة هي الخاسرة بالدرجة الأولى معنويا , فإن الرجل هو الخاسر الأول ماديا لأنه يجب أن يدفع لها نصف المهر إذا طلقها بدون عذر شرعي . وفي كل الأحوال , إذا استمتع الرجل بزوجته بين العقد والدخول بطريقة أو بأخرى فإن ليلة الدخول التي يُفترض أن تكون أحسنَ ليلة في حياة المرء تصبح لا قيمة لها ولا طعم ولا لون ولا رائحة لها , لأنها تصبح ليلة يدخلُ فيها الشخص على آخر وقد رأى منه كل شيء من قبل وسمع منه كل شيء من قبل .
ثم ألخص بعضَ ما قلتُ : أما قبل العقد ولو بين الخطبة والعقد فالخلوة حرام وكذلك النظر إلى غير الوجه والكفين حرام وكذلك مس المرأة حرام , أما اللقاءات المتكررة وكثرة الحديث بدون لمس أو نظر محرم أو خلوة فإنه جائز ولكنني لا أنصح به لأن سيئات كل ذلك أكثر من الحسنات , هذا إن كانت هناك حسنات حقيقية لا وهمية . وأما بين العقد والدخول فلقد قلتُ بأن كل شيء جائز حتى الجماع مع ملاحظات ذكرتُها , ولكنني أنصح هنا بالتقليل من الاتصالات ومن اللقاءات ومن الحديث بين الزوجين في حدود الاستطاعة , لأن العرف السائد عند الآباء والأجداد والذي يُطلب منا احترامه يرفضُ كلَّ ذلك من الرجل والمرأة بين العقد والدخول , ولأن ليلة الدخول بعد ذلك تصبح لا قيمة لها كما قلتُ من قبل .
قال لي أخ كريم وفاضل " بل هناك من أهل العلم من ذهب إلى جواز النظر إلى ما هو أبعد من الوجه والكفين قبل العقد , وذلك كالنظر إلى شعرها مثلا لحديث " انظر إلى ما يدعوك لنكاحها " . وهذا دليل قوي على جواز ذلك , وبن حزم ممن ذهب إلى هذا القول . وأذكر أنني سألت الشيخ
" محمد شقرة " عن ذلك فقال لي " نعم يجوز له ذلك " .
ثم قال لي " بل لا يجوز له جماع المرأة بين العقد والدخول , لأن المسلمين عند شروطهم . ومن جامع فهو آثم لمخالفة الشرط , ولكن ليس لما فعل حكم الزنا . وذلك لأن هذا يترتب عليه مفاسد عظيمة " .
فأجبته قائلا :
1- أما من قال بأنه يجوز للرجل قبل العقد أن ينظر إلى ما هو أكثر من الوجه والكفين , فأنا أحترم قوله ولكنني لست مقتنعا أبدا به . أنا شخصيا أحترم قوله , لأنه قول قاله بعض العلماء , ولكنني لا آخذ به لأنني أرى في ذلك خطورة كبيرة وكبيرة جدا . ثم أنا أرى أننا إذا فتحنا ذلك الباب فإننا سنفتح على أنفسنا باب شر كبير , لأن كل رجل يمكن أن يدعي بأنه يريد أن يتزوج بفلانة ومنه فهو يريد أن يرى منها شعرها أو صدرها أو ساقيها أو ... ثم لا ندري إن كان سيكتفي بذلك أم سيطلب المزيد , ثم يمكن جدا أن يرميها بعد ذلك ويتنصل من كافة وعوده لها بالزواج. أما هو فلن يتأثر بعد ذلك دنيويا كثيرا , وأما هي فإن المجتمع الذي لا يرحم ربما سينتقم منها حين يزهد فيها وفي الزواج منها أغلبية الرجال , بدعوى أن فلانا رأى منها كذا أو كذا من جسدها ثم تركها , خاصة وأن الرجال عموما لا يتسامحون في مثل هذه الأمور إن صدرت من المرأة .وأنا شخصيا لا أقبل أبدا لرجل يطلب ابنتي للزواج ويقول لي " أنا أريد أن أرى منها كذا وكذا من جسدها حتى أطمئن إليها " أو " أنا أريد أن أرى منها الصدر أو الساق أو الفخذ أو ... حتى أطمئن " , وهكذا ...!!!. مما ستترتب عليه مفاسد حقيقية عظيمة لا أول لها ولا آخر . لن أقبل منه ذلك أبدا , خاصة وأن من قال بجواز النظر ( من الرجل الذي يريد أن يخطب لنفسه امرأة ) إلى غير الوجه والكفين من المرأة , قال بالجواز ولم يقل أبدا بالوجوب . ومنه فأنا أرى أن من اقتنع بالجواز هو حر أن يسمح لابنه أن يرى شعر المرأة إن أراد الزواج بها , وكذا أن يسمح لابنته أن يرى الأجنبي عنها شعرها إن أراد الزواج منها , ولكنني أنا شخصيا لن أسمح أبدا لابني أن ينظر إلى غير الوجه والكفين ممن يريدها زوجة له كما لن أسمح لأجنبي أبدا أن يرى من ابنتي غير الوجه والكفين من جسدها , مهما كان قصده حسنا .
أتمنى أن يكون كلامي واضحا .2- وأما عن جواز جماع الرجل للمرأة بين العقد والدخول أو عدم جوازه فهي مسألة خلافية : أنا قلتُ قولا وأنت قلتَ قولا آخر , وما دامت المسألة خلافية فلا يلام الشخصُ شرعا , إن أخذا بهذا القول أو بذاك . الكثير من الفقهاء المسلمين القدامى قالوا بجواز الجماع , وكذا من المعاصرين منهم بن باز رحمه الله قالوا بجواز الجماع كذلك . ثم هذا كلام غريب كيف نقول بأن الجماع حرام ولكنه ليس زنا ؟!. ما دخل الزنا هنا والمرأة هي زوجة الرجل وحليلـتـه ؟!. إن الزنا غير متبادر لأذهان الناس من الأساس , وهو غير متبادر كذلك في أذهان علمائنا وفقهائنا مهما كانوا متشددين ومضيقين . إن ذلك – أي بعد العقد - ( زواج ) بكل ما في الكلمة من معنى ومن مقتضى ، ويثبت به الولد إجماعا ، وتثبت به كل الأحكام ، إلا ما كان من قضية المهر تـنـصـيـفا . ومنه فإن هذا النفي للزنا لا ينبغي ولا يليق أبدا .ومع ذلك أنا أضيفُ , وهذا رأيي المتواضع الذي أعتبره صوابا ولكنه يحتمل الخطأ : أنا أرى تناقضا بين كلامك الأول والثاني , أخي الكريم : ا - أنت في الأول تدعو إلى التسامح والتساهل مع رجل أجنبي ليرى من المرأة غير الوجه والكفين , مع أنها قبل العقد ما زالت أجنبية عنه , حتى ولو كانت مخطوبة . ب- ثم أنت بعد ذلك تدعو إلى التشدد وعدم التسامح مع رجل يجامع امرأة أو يداعبها أو ... , مع أنها زوجته شرعا وزوجته الحلال , حتى وإن لم يدخل بها بعدُ .أنا أرى أن هذا تناقضا : الرجل يرى من أجنبية عنه غيرَ الوجه والكفين بدعوى أنه يريد الزواج منها ويمكن جدا أن يكون كاذبا عليها : يطلع على عورتها ثم يرميها غير متأسف على حالها , ثم نُـحرِّم بعد ذلك على رجل – بين العقد والدخول - أن يجامع امرأة مع أنها زوجته الحلال ؟!.ومع ذلك فرغم أنني قلتُ بأنه يجوز له أن يجامعها بين العقد والدخول , إلا أنني رأيتُ وأكدتُ على أن الأفضل أن لا يجامعها , وحتى أن لا يتصل بها ولو بالهاتف , أو على الأقل الأفضل أن لا يكثر من الاتصال بها بالهاتف أو بغيره .هذا ومع ملاحظة أنني أنا عندما تزوجت منذ 25 سنة لم أر زوجتي بين العقد والدخول إلا مرة واحدة , وفقط لبضع ثواني في البلدية ( أثناء العقد البلدي ) , ثم لم أرها بعد ذلك إلا ليلة الدخول , وأنا معتز بهذه الطريقة كل الاعتزاز .لو أتيحت لي الفرصة للزواج مرة ثانية لتزوجتُ بنفس الطريقة,لأنني أرى أنها الأحسن والأطيب والأكثر بركة".
ثم أقول وأؤكد من جديد : لا يجوز اطلاع الرجل من المرأة على غير الوجه والكفين مهما كانت نيته ونيتها حسنة ولو كان قصد كل واحد منهما هو الزواج الذي هو نصف الدين . إن الغاية عندنا في الدين لا تبرر الوسيلة , بل إن الدين يأمرنا أن نقدم الأسباب النظيفة للوصول إلى غايات نظيفة . إن المرأة لو أطلَعت كل رجل ادعى أنه يريد أن يتزوج منها على عورتها المُخففة والمغلظة لحدث شر عظيم والعياذ بالله تعالى , لأن كل رجل عندئذ يريد أن يمتع نظره بالتفرج على عورة امرأة سيدعي لها بأنه يريد أن يتزوج منها , وإذا صدق واحد في ادعائه سيكذب عشرة أشخاص , وعورات النساء ستصبح مكشوفة لكل غاد ورائح !.
ثم إن الذي ينظر إلى عورة المرأة الأجنبية قد يكتفي بالنظر فقط وقد يطمع في أكثر من ذلك , وإذا طمع فيما هو أكثر من النظر وأرادت المرأة أن تقاوم فقد تقدر على المقاومة وقد لا تقدر . والذي تسمح له امرأة أن ينظر إلى عورتها باسم الزواج يزهد في الزواج منها غالبا بعد ذلك , لأنه يصبح ينظر إليها على أنها ساقطة لا تصلح أن تكون زوجة أو ربة بيت أو أم أولاد لأنها كما كشفت له ما كشفت بدون عقد شرعي يمكن أن تكون قد كشفت أكثر لغيره من الرجال الأجانب عنها . ومن المُضحكات المبكيات أن شابة سألتني في يوم من الأيام "خطيبي ( مازال لم يعقد عليها بعدُ ) يريد أن ينال مني ( بالجماع ) بدعوى أنه يحب أن يتعلم كيف يُجامع , فإذا تعلم وتأكد تقدم لخطبتي !!!. فهل أطاوعه على ما يريد أم لا ؟! ". وانظر أيها القارئ الكريم كيف يريد بعض الشباب الساقط استغلال سذاجة البعض من فتياتنا للتغرير بهن ولتدنيس شرفهن !.
وأنا أنصح المرأة أن لا تحتج في منع الرجل من النظر منها إلى ما لا يحل أو الاستمتاع منها بما لا يحل , أن لا تحتج باحتمال كون الرجل غير جاد في رغبته في الزواج , لأنه سيجيبها غالبا " أنا جاد والله , وأريد الحلال وأريد الزواج !. ذريني فقط أنال منك كذا ولا تخافي !" , وهو في الغالب يكذبُ عليها , لأن الرجلَ قد يكون مأمونا على كل شيء إلا على المرأة الأجنبية , والله ما خلق في الرجل شهوة مثل شهوة الجنس , ونقطة ضعف الرجل الكبرى هي دوما المرأة . ولكنني أنصح المرأة أن تحتج بالشرع والدين لأنه لا يقدر عندئذ على أي رد , وأن تحتج وهي شجاعة وجريئة
" إن الدين يمنعك ويُحرِّم عليك أن تنظر إلى شعرة من رأسي أو تمسها ما دمتُ أجنبية عنك , أي ما دام العقد الشرعي للزواج لم يتم بعدُ , وحتى ولو كنت خطيبتك " . ويجب على المرأة أن تُتبع القولَ بالعملِ فتمنع نفسها عنه إلا بالحلال . وإذا رفضتْ وانصرف هو عنها , فلا يجوز لها أبدا أن تتحسر عليه لأنه غالبا ساقط لا قيمة له.
والله وحده أعلم بالصواب .
291-بعض النساء يلبسن لباسا مشقوقا من الأسفل أو مفتوحا على الصدر بحيث يبدي شيئا من الثديين أو على الظهر بحيث يُظهر ما بين الكتفين أو لباسا يبين شيئا من الذراعين , أو... ما حكم الإسلام في هذا الحجاب ؟
ج : كل ذلك مناقض لما يجب أن يكون عليه الحجاب الشرعي الذي من شروطه أنه يستر الجسد كله إلا الوجهين والكفين ( عند بعض الفقهاء ) . والمرأة إذا ظهرت بهذا اللباس أمام أجانب تعتبر آثمة وعاصية , وأغلب ما يدفع نساءنا وبناتنا إلى ارتداء مثل هذا اللباس هو التقليد الأعمى للغير وخاصة الغرب الكافر أو الفاسقات الفاجرات المشهورات من فنانات ومطربات و ...
نسأل الله أن يحفظ لنا نساءنا وبناتنا وأخواتنا وزوجاتنا , آمين .
292- ما هي شروط جواز عمليات التجميل ؟
ج : إن عمليات التجميل نوعان : الأول لإزالة العيب الناتج عن حادث أو كان خلقة كأصبع زائدة أو شيء زائد ، فهذا لا حرج فيه حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قطعت أنفه أن يتخذ أنفاً من ذهب . والثاني هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب ولكن من أجل زيادة الحسن ، وهو محرم لا يجوز ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنصمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله ". متفق عليه ،لأن ذلك كان من أجل زيادة الحسن لا لإزالة العيب فيكون من التغيير لخلق الله , وهو من عمل الشيطان . قال تعالى: "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " النساء: 119. لكن إذا كان الأنف مثلا كبيراً عن المعتاد بحيث يشوه الخلقة ويمكن إزالة التشوه من غير إحداث ضرر آخر ، فلا حرج في إجراء عملية جراحية له . هذا والله أعلم .
293- ما حكم جلوس المرأة بالشورت في البيت , وما الرأي في القول بأن الملائكة تستحي من النساء العاريات , فلا تدخل المنزل الذي توجد فيه هؤلاء النسوة ؟.
ج : جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مما مَلَكَتْ يَمينُكَ " ، فَقَالَ :- أي الراوي- الرّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرّجُلِ ؟ قالَ : إن اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ ، قلت : فالرّجُلُ يَكُونُ خَالِياً، قالَ : فَالله أَحقّ أَنْ يستحيا مِنْه ُ ". ففي الحديث ما يدل على وجوب ستر العورة في جميع الأوقات إلا في قضاء الحاجة وعند إتيان الرجل زوجته , وهو يدل على أن ستر العورة واجب عن جميع الأشخاص إلا للزوجة والزوج وما احتيج إليه كالطبيب . وعورة المسلمة بالنسبة لمحارمها من الرجال هي الجسد كله إلا الساقان والقدمان والذراعان والعنق والشعر والأذنان وكذا الوجه والكفان بطبيعة الحال . والواجب أن تبنى بيوت المسلمين على التستر والحياء والحشمة وأن ننأى عن السير في فلك الغربيين المستغربين , وقد أحسن من منع المرأة من الجلوس على تلك الحال . وأما الملائكة المطهرون " غير الحفظة " فلا يحضرون إلا الأماكن الطاهرة ولا يكونون إلا مع المؤمنين المتقين القائمين بأمر الله المحافظين على حدوده وأوامره . وغير الحفظة على المسلم أن يكرمهم ويستحي منهم فلا يتعرى أمامهم والحفظة منهم . روى الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله قال" إياكم والتعري ! فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم ".
294- فيم تتمثل الحرية الحقيقية للمرأة ؟
ج : أوسع النساء حرية أضيعهنَّ في الناس للأسف , وكما قال القائل : " هل كالمومِس أو الزانية في حريتها في نفسها وفي جسدها ؟ ". يجب أن نعلم أنه لا حرية للمرأة في أمة من الأمم إلا تصرفت في جسدها كما يحب الله لا كما تحب لها شهواتها ولا كما يحب لها السُّقاط من الرجال . وكذلك لا حرية للمرأة إلا إذا شعر كل رجل في هذه الأمة بكرامة كل امرأة فيها , بحيث لو أُهينت واحدة ثارَ الكلُّ لينتقم لها كأن كرامات الرجال أجمعين قد أهينت في هذه الواحدة . يومئذ تصبحُ المرأةُ حرة , لا بحريتها هي ولكن بأنها محروسة بملايين الرجال .
295- ما تأثير الطمع في المال على شرف المرأة ؟
ج : إذا أَمِنت المرأة من أن يغلبها الطمعُ ( في المال والمتاع والزينة ) على فكرها , سلِمت من أن يغلبها الطمعُ على شرفها وفضيلتها , لأن الرجل ينتهك شرف المرأة في الغالب من باب" المال " الذي هو نقطة الضعف الأساسية للمرأة في كل زمان ومكان . ومنه فلتحذر المرأة من أن تبيع شرفها بالمال فتخسر الدنيا والآخرة , وتثبت بأنها مغفلة حين استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير .
296- ألا يجوز للمرأة أن تمشي في وسط الطريق ؟
ج : الإسلام نهاها عن ذلك , لما في ذلك من لفت لانتباه الرجال إليها , ولقد ثبت أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال للنساء وهو خارج من المسجد ( وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق ) " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق .عليكن بحافات الطريق " , فكانت المرأة بعد ذلك تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . وما أشد حسرة الواحد منا عندما يرى الفرق الشاسع بين قوة استجابة الجيل الأول من الصحابة والتابعين لأوامر الله والرسول عليه الصلاة والسلام , وتخاذل الجيل الحالي من المسلمين أمام تعليمات الدين الحنيف .
297- ما هي شروط الحجاب الشرعي ؟! :
ج : الحجاب الشرعي يجب أن تتوفر فيه 8 شروط كما قال العلماء , هي :
1- أن لا يكون ثوب شهرة .
2- وأن يكون صفيقا لا رقيقا ( أي أن لا يكون شفافا ) .
3- وأن يكون ساترا لجميع الجسد ما عدا الوجه الكفين .
4- وأن لا يكون في حد ذاته زينة .
5- وأن لا يكون مجسدا لهيئة الجسم ( أي أن لا يكون ضيقا ) .
6- وأن لا يكون معطرا مبخرا .
7- وأن لا يشبه لباس الرجل .
8- وأخيرا أن لا يشبه لباس الكافرات .
وللأسف ونتيجة لأسباب متعددة ومتداخلة أصبح الحجاب في كثير من الأحيان غير مستوف لكل الشروط , ومنه فيبقى حجابا ناقصا .والمسؤولون عن ذلك متعددون مثل : وسائل الإعلام والمسجد والبيت والأب والأم والمربون بشكل عام و ... والفتاة أو المرأة في حد ذاتها .وعندنا في المؤسسات التعليمية على الخصوص فإن حجاب تلميذاتنا أشكال وألوان للأسف الشديد .نسأل الله الهداية لنا ولنسائنا جميعا , آمين .
298- ما الحكم في أن يمسك الرجلُ ( التلميذ أو الطالب أو العامل أو ... ) بيد الفتاة الأجنبية الزميلة التي تدرس أو تعمل معه وهو يتحدث معها حديثا بريئا ؟
ج : أما الحديث فقد تكلمنا من قبل عن حكمه في أكثر من مرة , وأما حكاية النية الحسنة فهي مرفوضة لأن نيتك قد تكون حسنة اليوم وقد تفسد غدا , وقد تكون نيتك حسنة ونية المرأة سيئة وهكذا... وأما مسك يد الفتاة أثناء الحديث فهو مرفوض شرعا مهما زعم الرجل أو المرأة بأن النية حسنة . إنه من الصعب جدا أن نصدق في هذه المسألة بالذات بأن النية حسنة عند كل من الرجل والمرأة إلا إذا كنا أغبياء لا نفهم من هذه الحياة شيئا أو كان الرجل والمرأة مريضين! . وأما مقارنة هذه المسألة بمصافحة الرجل للمرأة الأجنبية التي قلنا عنها من قبل بأنها مسألة خلافية في الدين ( وإن كنت شخصيا لا أصافح النساء الأجنبيات منذ ما يزيد عن ال 25 سنة ) فهي مقارنة بين أمرين مختلفين تمام الاختلاف , لأن المصافحة التي هي وسيلة تحية والتي تتم في بضع ثواني شيء ومسك يد المرأة الذي لا علاقة له بالتحية وقد يستمر ساعة أو أكثر من الزمان شيء آخر مختلف تماما .
والله أعلم بالصواب .
299- المرأة المتبرجة تقول في الكثير من الأحيان " نيتي حسنة من وراء تبرجي ". هل يُقبل منها ذلك ؟
ج : إن المرأة عندما تتزين وتخرج من بيتها , لا تفعل ذلك للظهور فقط بمظهر لائق معتنى به كما تزعم الكثيرات , وإنما تفعل ذلك لاصطياد الرجال أو لإثارتهم أو لكسب إعجابهم , ولكن النساء لا يعترفن بذلك لغيرهن , بل يمكن أن لا يعترفن بذلك حتى لأنفسهن , لأن من عجائب صنع الله في المرأة أن المرأة لا تعرف نفسها في الكثير من الأحيان .
إذن لا يقبل من المرأة تبرجها ولو ادعت أنه تم بنية حسنة , وإذا صدقت امرأة في هذه الدعوى فإن أخرى تكذب . ومن جهة أخرى فتبرجها حرام مهما فرضنا نيتها حسنة , لأن النية الحسنة لا اعتبار لها شرعا مع ما حرم الله تعالى . وعلى المرأة المتبرجة أن تعلم بأنها وقد عصت بتبرجها ربَّها فإن لنا 100 حقا وحقا في أن نشك في نيتها ونعتبر أنها تحب نشر الفتنة في أوساط الرجال خاصة إذا كان تبرجها فاضحا . صحيح أن المرأة في بعض الأحيان تتبرج لأن التبرج أصبح موضة معمول بها عند الكثيراتِ من النساء المحيطات بها , لكن لو كان هذا هو السبب الوحيد فلماذا لا تقلد الكثيراتِ كذلك ممن يحطن بها وهن متحجبات ؟ لماذا ؟!. والجواب هو كما ذكرتُ هو أن تبرجها يدل – غالبا- على فساد نيتها , وأنها تريد إثارة الرجل وإشعال النار في غرائزه المشتعلة أصلا , وإلا كيف نفسر أن الرجل الذي لا يثيرُ كشفُ صدرِه وساقيه وفخذيه إلا القليلاتِ من النساء وإلا في القليل من الأحيان فقط , نجده يستر عادة هذه الأجزاء من جسده سواء كان مؤمنا أو كافرا وسواء كان لوحده أو مع نساء ؟ . أما المرأة التي يثير الرجلَ كشفُ أي جزء من أجزاء جسدها ما عدا الوجه والكفين , بل إن رؤية الوجه والكفين من المرأة قد يكون مثيرا للرجل بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن نظرة الرجل إلى ذلك بأن (الأولى لك والثانية عليك ) .
قلتُ : أما المرأة التي تثير الرجلَ بهذا الشكل فنجدها للأسف الشديد تكشف ما نهاها الله عن كشفه وتكشف من جسدها هي ما لم يكشفه الرجل أمام المرأة من جسده هو , وتكشف ما تعلم يقينا أن كشفه مثير ومثير جدا للرجل. فكيف نفسر هذا التبرج من المرأة بالله عليكم يا رجال , ويا نساء ؟!.
300- ما نظرة الإسلام لامرأة تلبس سروالا وقميصا ( رجاليا ) ومعطفا وتلبس خمارا تستر به شعرها وعنقها وأذنيها . هل يعتبر هذا حجابا شرعيا ؟
ج : هذا اللباس هو أحسن بالتأكيد من عري ومن لباس شفاف أو ضيق أو قصير , لأن فتنة الرجال بهذا اللباس أقل من فتنتهم بالآخر . لكن من جهة أخرى فإننا نقول بملء أفواهنا بأنه حجاب لا يمت إلى الحجاب الشرعي بصلة لأن فيه تشبه للمرأة بالرجال . وأنا أقول دوما – جادا ومازحا في نفس الوقت - عن المرأة التي تلبس مثل هذا ( الحجاب! ) بأنها " رجل يلبس خمارا " ! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق